الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومبتسم بثغر كالأقاحي
…
وقد لبس الدّجى فوق الصّباح «1»
له وجه يدلّ به وعين
…
يمرّضها فيسكر كلّ صاح
تثنّي عطفه خطرات دلّ
…
إذا لم تثنه نشوات راح
يميل مع الوشاة وأيّ غصن
…
رطيب لا يميل مع الرياح
وقوله: [الوافر]
لقد هتف الحمام لنا بشدو
…
إذا أصغى له ركب تلاحا «2»
شجا قلب الخليّ فقال: غنّ
…
وبرّح بالشجيّ فقال: ناحا
ومنهم:
37- الماهر الحلبي
«3»
لفظه حال كما جال الوشاح، عال كما طفت على نهر زهرات أقاح، رقيق كما رقّت الراح، خفيف كما خفّت الجسوم بالأرواح، خلوب كما خامر الهوى لبّ صب فباح، مطرب كما اهتزّ خفّاق الجناح فناح. على كلّ بيت له علم تأوي/ 400/إليه كواكبه، ونور أضاء حتى نظّم اللؤلؤ من فكره ثاقبه.
وقد أورد له الباخرزي في الدمية بيتين حسنين، زيّنهما منهما بعقدين مستحسنين، وإن كانا في رثاء من قلب حزين فإنّهما أعربا عن أدب غزير، وعقل رزين. قال الباخرزي «4» في
وصفهما والإشادة بصحّة رصفهما: هذا أرقّ ما يكون من المراثي يكاد يفجّر عيون الأحجار فتسيل بمدود الأنهار، بل بأمواج البحار، وهما:[الوافر]
برغمي أن أعنّف فيك دهرا
…
قليل همّه بمعنّفيه «1»
وأن أرعى النجوم ولست فيها
…
وأن أطأ التراب وأنت فيه
405/وقوله: [الطويل]
ترى منهم يوم الوغى كلّ ناشر
…
من النقع فوق الدارعين مطاردا «2»
ينالون من أمسى بعيدا مناله
…
كأنّهم أعطوا الرماح سواعدا
وقوله يشبّب بغلام أثّرت فيه الحمّى، وأحسن في التخلّص إلى المدح:[المنسرح]
وأسيل الخدّ شاحبه
…
كحلت عيناه بالفتن «3»
تركت حمّاه وجنته
…
في اصفرار اللون تشبهني
وأرى خدّيه وردهما
…
ما جنى ذنبا فكيف جني
نهبا حتى كأنّهما
…
ما حوت كفّا أبي الحسن
منها:
ذو جفون تشتري أبدا
…
غبرات النّقع بالوسن
ويد تندى ندى وردى
…
تجمع الضدّين في قرن
وقوله: [السريع]
مجدي وقد يثبت في نفسه
…
فضيلة المجدى على المجدي «4»