الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومنهم:
3- أبو الفتح، ولقّب كشاجم
«1»
لخمسة فنون كان يحسنها، ويأخذ منها بطرف جيّد وإن كان لا يتقنها، فكان كاتبا بذّ، وشاعرا من ذاق شعره استلذّ، وأديبا أدبه مثل قطع السّحاب إذا رذّ، وجدليّا ما أخذ بطرف مباحث إلّا جذّ، ومنجّما أتقن أحكام النجوم إلّا ما شذّ، هذا على أنّه إنّما يتقن نكته الأدبية فإنّها النجوم الزاهرة، ويتكلّم بالعلوم الباطنة على أحكامها الظاهرة، وكان طبّاخا مجيدا لا تعدّ ألوانه «2» ، ولا يمدّ الّا بين سماطي الملوك خوانه، وله بدائع في وصف المواقد والنيران وألوان الطعام، ولم يحضرني في هذا الوقت ولا ديوانه، وإنّما غلب عليه الشعر حتى عرف به دون بقية ما يعرفه، واشتهر بنقده ممّا كان مثل الذهب الإبريز يصرفه بلطف لو دبّ ماؤه في الخدود لصبغها، أو جال في مراشف الكؤوس لسوّغها، وكتب فأراش السهام وبراها، وطيّب الأفهام فأبراها، وصبّ الأقلام في نحور الرماح فدراها، وأصدر الأعلام إلى مواقف النّصرة كأنّه على معاقد البنود قراها ببصيرة درّية، وبديهية على اختلاف المعاني جرّية، ومسدّدات من الآراء يزيل بها الظنون شبهها/ 133 وتستحلب النّعم سبهها لإدارة تجلو عن مقل الأسنّة مرمها، وسعادة كانت تأتيه من قبل أمور كثيرة ولو كرهها، فهو لجّ والبحر شاطئه، وكواكب وما النجم إلّا ما هو يواطئه وكثيرا ما نحل إليه السريّ الرّفاء ممّا ينسب إلى الخالديّين بنات أفكاره. ومن جيّد ما وقع لي من صالح أشعاره قوله:[المجتث]
بي منك ما لو وزنت أيسره
…
بما على الأرض كلّها وزنا «3»
لو قيل من أحسن الأنام ومن
…
أعشقهم قلت: هذه وأنا
وقوله: [المديد]
خوّفوني من فضيحته
…
ليته واتى وأفتضح «1»
ذهبّي الخدّ تحسب من
…
وجنتيه النار تقتدح
صدّ إذا مازحته غضبا
…
ما على الأحباب إذ مزحوا
وهو لا يدري لنخوته
…
أنّنا في النوم نصطلح
وقوله: [الوافر]
غدا وغدا تورّد وجنتيه
…
لعين محبّه يصف الرّياضا «2»
كتمت هواه حتى فاض دمعي
…
فصيّره حديثا مستفاضا
وقوله: [الخفيف]
أقبلت في غلالة زرقاء
…
زرقة لقّبت بجري الماء «3»
فتأملت في الغلالة منها
…
جسد النّور في قميص الهواء
هي بدر فإنّ أحسن لون
…
ظهر البدر فيه لون السماء
وقوله: [الكامل المرفل]
ومهذّب الأخلاق منطقه
…
ما فيه من خطل ولا مين «4»
ما كان أحوج ذا الكمال إلى
…
عيب يوقّيه من العين
134/وقوله يدعو صديقا له فى يوم شكّ من قصيدة: [مجزوء الكامل]
والجوّ حلّته ممسّ
…
سكة ومطرفه معنبر «1»
والماء فضيّ ال
…
قميص وطيلسان الأرض أخضر
نبت يصعّد زهره
…
في الأرض قطر ندى تحدّر
وأخو الحجى لو كان هـ
…
ذا اليوم من رمضان أفطر
وقوله في عود: [المنسرح]
جاءت بعود كأنّ نغمته
…
صوت فتاة تشكو فراق فتى «2»
مخفّف خفّت النفوس به
…
كأنّما الزهر حوله نبتا «3»
دارت ملاويه فيه واختلفت
…
مثل اختلاف اليدين شبّكتا «4»
لو حرّكته وراء منهزم
…
على بريد لعاج والتفتا
يا حسن صوتيهما كأنّهما
…
أختان في صنعة تراسلتا
وهو على ذا ينوب إن سكتت
…
عنها وعنه تنوب إن سكتا
وقوله من قصيدة: [الخفيف]
طلعت في مصبّغ جلّنار
…
طلعة الشمس في ابتداء النهار «5»
طاف من حولها الحواري فقلت: ال
…
بدر حفّت به النجوم الدراري
وقوله في جمر الفحم: [الكامل المرفّل]
فحم أنارت ناره
…
فتضرّمت منه حريقا «1»
فكأنّه وكأنّها
…
سبج قرنت به عقيقا
وقوله من قصيدة: [الرمل]
من عذيري من عذاري رشأ
…
عرّض القلب لأسباب التّلف «2»
135/زيد حسنا وضياء بهما
…
فهو الآن كبدر في سدف
وقوله: [الوافر]
ألست ترى الظلام وقد تولّى
…
وعنقود الثريا قد تدلّى «3»
فدونك قهوة لم يبق منها
…
تقادم عهدها إلّا الأقلّا
بزلنا دنّها والليل داج
…
فصيرت الدجى شمسا وظلّا
وقوله: [مجزوء الكامل]
أهلا وسهلا بالهلا
…
ل بدا لعين المبصر «4»
أو ما تراه يلوح في
…
جوّ السماء الأخضر
كشعرة من فضّة
…
قد ركبّت في خنجر
وقوله من قصيدة يهجو قوما من أهل حلب: [البسيط]
أرداك قوم أبا حوا لؤمهم شرفي
…
وقد ينال من الأشراف أوضاع «5»
وحلّ قدري واستحلوا مساجلتي
…
إنّ الذباب على الماذيّ وقّاع
وقوله من قصيدة: [مجزوء الرمل]
فكأنّ الكأس لمّا
…
ضحكت تحت الحباب «1»
وجنة حمراء لاحت
…
لك من تحت النقّاب
وقوله من قصيدة: [المنسرح]
كانت شفائي من خدّه قبّل
…
لو جاد أو من رضابه جرع»
فبات بيني وبينه أمل
…
دون الذي رمت منقطع
يدني للثم رياض وجنته
…
طورا ويبدو له فيمتنع
كأنّه وجنة مخيلة
…
تسفّ للقطر ثمّ تنقشع «3»
136/وقوله من قصيدة: [الطويل]
ومسمعة تحنو على مترنّم
…
له رجل غال وليس له سحر «4»
إذا ما تأملت الحشا منه خلته
…
تضمن شبعا وهو منحرف صفر
له نغم يغضين من كلّ سامع
…
إلى حيث لا يفضي إلى مثله الخمر
إذا طوّقته بالأنامل والتقى
…
على جنبه من جسمها الصّدر والحجر «5»
بكى طربا فاستضحك اللهو نحوه
…
وفضّت عرى الألباب واستلب الصّبر
وتمنحه اليمنى حسابا مفصّلا
…
نتحمل منه الخمس والستّ والعشر
فبتّ صريع الكأس أطيب بيتة
…
وما الحلم إلّا ما يسفّهك السكر
وقوله: [الكامل]
حور شغلن قلوبنا بفراغ
…
لرسائل قصرت عن الإبلاغ «1»
ومنعن ورد خدودهنّ فلم نطق
…
قطفا له بعقارب الأصداغ
وقوله: [الطويل]
صليه فقد قطّعته مذ قطعته
…
وأقرحت جفنيه وأسهرت ناظره «2»
إذا كنت تحييه وأنت قتلته
…
فأنت على محو الخطيئة قادره
وقوله من قصيدة: [المديد]
عاذلي دع عنك عذل فتى
…
لجّ في عصيان من عذله «3»
أنا مشغول بها دنف
…
وهي بالهجران مشتغله «4»
وقوله يفتخر: [مجزوء الكامل]
ولئن شعرت لما تعم
…
مدت الهجاء ولا المديحه «5»
لكن وجدت الشعر للآ
…
داب ترجمة فصيحه «6»
وقوله: [المتقارب]
لقد لام طرفك عن ساهر
…
غريق المدامع من دمعته «7»
137/صدودك أقرب من همّه
…
ووصلك أبعد من همّته
وقوله من قصيدة يصف فرسا: [الكامل]
قد راح تحت الصّبح ليل مظلم
…
إذ راح في السرج المحلّى الأدهم «1»
ضحك اللّجين على سواد أديمه
…
وكذا الظلام تبين فيه الأنجم
فكأنّه ببنات نعش ملبب
…
وكأنّما هو بالثريا ملجم «2»
وقوله يرثي قدحا له انكسر: [المتقارب]
عرانى الزمان بأحداثه
…
فبعضا أطقت وبعضا فدح «3»
وعندي فجائع للنائبا
…
ت ولا كفجيعتها بالقدح
وعاء المدام وتاج البنان
…
ومدني السرور ومفضي الفرح «4»
ومعرض راح متى تكسه
…
ومستودع السّر فيه يبح «5»
وجسم هواء فإن لم يكن
…
يرى للهواء بجسم سبح
يردّ على الشخص تمثاله
…
وإن تتّخذه مراة صلح
ويعبق من نكهات المدام
…
فتحسب منه عبيرا يفح «6»
ورقّ فلو حلّ في كفّه
…
فلا شيء في أختها ما رجح
يكاد مع الماء إن مسّه
…
لما فيه من شكله ينفسح
سيفقد بعدك رسم السرور
…
ويوحش منك معاني الصبح «7»
وقوله: [البسيط]
إنّي فزعت إلى صبري فأنقذني
…
من سوء فعلك بي إذ قصّرت حيلي «1»
والصّبر مثل اسمه في كلّ نائبة
…
لكن له فرحة أحلى من العسل «2»
138/وقوله يرثي عودا انكسر لمغنية: [الكامل]
بأبي أقيك من الحوادث والرّدى
…
بالعود لا بل طارق الحدثان «3»
فجعت به غرد الأنين كأنّه
…
صبّان مهجوران يشتكيان «4»
وقوله: [المنسرح]
ادن من الدنّ بي فداك أبي
…
واشرب وهات الكأس وانتخب «5»
أما ترى الطلّ كيف يلمع في
…
عيون نور تدعو إلى الطّرب
في كلّ عين للطّل لؤلؤة
…
كدمعة من جفون منتحب
والصّبح قد جرّدت صوارمه
…
والليل قد همّ منه بالهرب
والجوّ في حلّة ممسّكة
…
قد كتبتها البروق بالذّهب
فهاتها كالعروس محمرّة ال
…
خدّين في معجر من الحبب «6»
كادت تكون الهواء في أرج ال
…
عنبر لو لم تكن من العنب
من كفّ راض عن الصدود وقد
…
غضبت في حبّه على الغضب
فلو ترى الكأس حين تمزجها
…
رأيت شيئا من أعجب العجب
نار حوتها الزجاج يلهبها ال
…
ددنّ بغير ما ثقب «1»
وقوله: [الطويل]
فما أنسها لا أنس منها إشارة
…
بسبّابة اليمنى على خاتم الفم «2»
وأعلنت بالشكوى إليها فأومأت
…
حذارا من الواشين أى لا تكلّم
فلم أر شكلا واقعا قبل شكله
…
كعنّابة توقي بها فوق عندم
وقوله في وصف سحابة أتت إثر ليلة لم يزل بها []«3» البرق تغلي لمم الظلام:
[الرجز]
139/غادية والشمس من طرادها «4»
…
مكنونة كالسرّ في فؤادها
مريضة تشكو إلى عوّادها
…
بياضها قد ضاع في سوادها
تكاد لولا الماء في مزادها
…
تحرقها البروق في إيقادها «5»
لها على الروضة في بعادها
…
تعطّف الأمّ على أولادها
كأنّها فى سرعة ارتدادها
…
وحثها للفرع من أدرادها «6»
غريبة حنّت إلى بلادها
…
فالأرض للزينة في أعيادها
وقوله: [المنسرح]
كأنّما الجمر والرّماد وقد
…
كاد يواري من نورها نورا «7»
ورد جنى القطاف أحمر قد
…
ذّرت عليه الأكفّ كافورا
وقوله: [الكامل]
ما زال حرّ الشوق يغلب صبرها
…
حتى تحدّر دمعها المتعلّق «1»
وجرى من الكحل السحيق بخدّها
…
خطّ تورّده الدموع السّبق
فكأنّ مجرى الدمع حلية فضة
…
في بعضه ذهب وبعض محرق
وقوله من قصيدة يصف مذّبة أهداها: [السريع]
مذبّة تهدى إلى سيّد
…
ما زال عن كلّ وليّ يذب»
طريفة لم تخل من مثلها
…
مجلس ذي سرّ ولا ذي أدب
ناصية الأدهم في عودها
…
لم تك من عرف ولا من ذنب «3»
وذاك فأل إن تأمّلته
…
لما ترجى من نواصي الرّ [تب]«4»
لطيفة تجمعها حلية
…
من ذهب في قائم منتخب
140/كأنّها في ظهر مجدولة
…
ذؤابة أنبوبها من ذهب
وقوله: [السريع]
ما لذّة أكمل في طيبها
…
من قبلة في إثرها عضّة «5»
كأنّما تأثيرها لمعة
…
من ذهب أجري في الفضّة
خلسته بالكره من شادن
…
يعشق منه بعضه بعضه
وقوله يصف الأترج: [المنسرح]
يا حّبذا يومنا ونحن على
…
رؤوسنا نعقد الأكاليلا «1»
في جنّة ذلّلت لقاطفها
…
قطوفها الدانيات تذليلا
كأنّ أترجّها تميل به
…
أغصانه حاملا ومحمولا
سلاسلا من زبرجد حملت
…
من ذهب أصفر قناديلا
وقوله: [البسيط]
فديت زائرة في العيد واصلة
…
والهجر في غفلة عن ذلك الخبر «2»
فلم يزل خدّها ركنا أطوف به
…
والخال في صحنه يغني عن الحجر
وقوله: [الوافر]
دموعي فيك أنواء غزار
…
وحبّي لا يقرّ له قرار «3»
وكلّ فتى عليه ثوب سقم
…
فذاك الثوب منّي مستعار «4»
وقوله: [الخفيف]
هتف الصبح بالدجى فاسقنيها
…
قهوة تترك الحليم سفيها «5»
لست تدري من رقّة وصفاء
…
هي في كأسها أم الكأس فيها «6»
وقوله: [الطويل]
لقد بخلت عنّي بطيف خيالها
…
عليّ وقالت: رحمة لنحيبي «1»
141/أخاف على طيفي إذا جاء زائرا
…
وسادك أن يلقاه طيف رقيبي
وقوله: [الكامل]
الثلج يسقط أم لجين يسبك
…
أم ذا حصى الكافور ظلّ يفرّك «2»
راحت به الأرض الفضاء كأنّها
…
من كلّ ناحية بثغرك تضحك «3»
شابت مفارقها فبيّن ضحكها
…
طربا وعهدي بالمشيب ينسّك
وتزيّت الأشجار فيه ملاءة
…
عمّا قليل بالرياح تهتّك «4»
فالجّو من أرج الهواء كأنّه
…
ثوب يعنبر تارة ويمسّك
وقوله: [المنسرح]
باكر فهذه صبحة قرّه
…
واليوم يوم سماؤه ثرّه «5»
ثلج وشمس وصوب غادية
…
فالأرض من كلّ جانب غرّه
باتت وقيعانها زبرجدة
…
وأصبحت قد تحوّلت درّه
كأنّها والثلوج تضحكها
…
تعار من أحبّه ثغره
كأنّ في الجوّ أيديا نثرت
…
وردا علينا فأسرعت نثره
فاشرب على الثلج من مشعشعة
…
كأنّها في إنائها جمره
قد جليت في البياض بلدتنا
…
فاجل علينا الكؤوس بالخمره
وقوله: [مجزوء الرمل]
حان أن تستحيي الأس
…
قام من جسمي وتخزى «1»
لم تدع لي منه ما في
…
مثله لي متعزّى
حزّت الأعضاء منه
…
كلّها بالصّبر حزّا
فأنا الجزء الذي من
…
لطفه ما يتجزّا
142/وقوله: [مجزوء الكامل]
مزجت دموع العين م
…
ني يوم بانوا بالدّماء «2»
فكأنّما مزجت بخد
…
دي مقلتي خمرا بماء
ذهب البكاء بعبرتي
…
حتى بكيت على البكاء
وقوله: [السريع]
قالت وقالوا بأنّ أحبابه
…
وأبدلوه البعد [ب] القرب «3» «4»
والله ما شطّت نوى عاشق
…
سلّ من العين إلى القلب
وقوله يرثي طاووسا كان له من قصيدة: [المنسرح]
رزئته روضة ترفّ ولم
…
أسمع بروض [يسعى] على قدم «5» «6»
جثل الدّبابي كلّ سندسه
…
زرّت عليه موشية العلم «1»
متوّجا حلّة حباه بها
…
ذو الفطن المعجزات في الحكم «2»
كأنّه يزدجرد منتصبا
…
يثني فيعلي مآثر العجم
يطبق أجفانه ويحسن عن
…
فصيّن يستصحبان في الظّلم
أدلّ بالحسن فاستدال له
…
ذيلا من الكبر غير محتشم
وقوله يصف فصّا: [الكامل]
ساجل بفصّك من أردت وباهه
…
فكفى به كمدا لقلب الحاسد «3»
متألّق فيه الفرند كأنّه
…
وجهي غداة قرى بضيف قاصد
لو أنّ ظمأى منه علّت لارتوت
…
من ماء جوهره المعين البارد
بهر العيون إضاءة في رقة
…
فكأنّني متختّم بعطارد «4»
وقوله يهجو غلاما من الكتّاب: [الوافر]
تغيّر حسن صورته البهيّة
…
وكان خروج لحيته بليّه «5»
143/وأصبح ليس يمنع نائكيه
…
بنقد طالبوه ولا نسيّه
لو انّ قفاه مرآة لكانت
…
من الأنفاس مرآة صدّيه
وقوله: [المتقارب]
عدمت رياسة قوم شقوا
…
شبابا ونالوا الغنى حين شابوا «6»
حديث بنعمتهم عهدهم
…
فليس لهم في المعالي نصاب
وإن كاتبوا صارفوا في الدعاء
…
كأنّ دعائهم مستجاب «1»
وقوله: [البسيط]
أنباك شاهد أمري في مغيّبه
…
وجدّ وجد الهوى بي في تلعّبه «2»
يا نازحا نزحت دمعي قطيعته
…
هب لي من الدّمع ما أبكي عليك به
وقوله: [الطويل]
لعمرك إنّي للثريا لحاسد
…
وإنّي على ريب الزمان لواجد «3»
جميعا شملها وهي سبعة
…
[] وأفقد من أحببته وهو واحد «4»
وقوله: [الطويل]
ألا ربّ ليل بتّ أرعى نجومه
…
فلم أغتمض فيه ولا الليل غمضّا «5»
كأنّ الثريا راحة تستر الدّجى
…
لتعلم طال الليل بي أم تعرّضا
فأعجب بليل بين شرق ومغرب
…
يقاس بشبر كيف يرجى له انقضا
وقوله: [البسيط]
جاءت بعود كأنّ الحبّ أنحله
…
فما ترى فيه إلّا الوهم والشبح»
كلّ اللباس عليها معرض حسن
…
وكلّ ما تتغنّى فهو مقترح
وقوله: [المنسرح]
شيخ لنا من مشايخ الكوفه
…
نسبته للعليل موصوفه «1»
لو بدّل الله قمله غنما
…
ما طمع الجار منه في صوفه
144/وقوله: [الكامل]
عندي معتّقة كودك صافيه
…
ونديمك الدّمث الرقيق الحاشية «2»
فإذا طربت إلى السماع ترنّمت
…
بيضاء داهية تسمّى داهيه «3»
فصل العناء يمينها بشمالها
…
كمثلّث أضلاعه متساويه
وتجيبها سوداء تصلح عودها
…
فتريك كافورا يقادم غاليه
فاحضر فقد حضر السرور ولا تدع
…
يوما يفوتك فهي دنيا فانيه
وقوله يهجو رجلا كبيرا أنفه: [الطويل]
لقد مرّ عبد الله في السوق راكبا
…
له حاجب من أنفه ومطرّق «4»
وعنّت له من جانب السوق مخطة
…
توهمّت أنّ السوق منها تغرّق «5»
فأقذر به أنفا وأقبح بربّه
…
على وجهه منه كنيف معلّق
وقوله: [مجزوء الخفيف]
داو جسمي فإنّه
…
فيك بالصدّ قد شقي «1»
إن ترد الذي مضى
…
منه فارفق بما بقي
وقوله: [السريع]
مملوكة تملك أربابها
…
ما شانها ذاك ولا عابها «2»
قد سمّيت بالضدّ مظلومة
…
وهى التي تظلم أحبابها
وقوله: [المتقارب]
حسن مثاني يمزجنها
…
بنقر الدّفوف فأطر بنني «3»
عمدن لإصلاح أوتارهنّ
…
فأصلحتهنّ فأفسدنني
وقوله من قصيدة: [الرجز]
يا ليت شعري ما الذي
…
ألقيت لي في خلدك «4»
تريد أن تقتلني
…
بالهجر هذا في يدك «5»
وقوله: [الهزج]
تنام الليل أسهره
…
وأشكوه وتشكره «6»
145/وليل الصبّ أطوله
…
على المعشوق أقصره
كثير الذّنب إلّا أن
…
ن فرط الحبّ يغفره
أكاتم حبّه الواشي
…
ن والعبرات تظهره
وأذكر خاليا حججي
…
وأنسى حين أبصره
وقوله: [المنسرح]
طاف خيال المحبّ في الغلس
…
وبتّ منه ناعم الأنس «1»
طيف خيال حفظت خلّته
…
وأذكرته ملالة فنسي «2»
قصّر ليلي بطيب زورته
…
فكان ليلي أمدّ من نفس
وقوله: [الطويل]
يقولون: تب والكأس في كفّ أغيد
…
وصوت المثاني والمثالث عالي «3»
فقلت لهم: لو كنت أضمرت توبة
…
وأبصرت هذا كله لبدالي
وقوله من قصيدة: [المنسرح]
تبسّمت وانجلى الظلام ولم
…
تخف وقد كان قبل أخفاها «4»
فانصرفت خيفة الوشاة بها
…
مالي عذر سوى ثناياها
وقوله من قصيدة في وصف الشقائق: [البسيط]
فانظر بعينك أغصان الشقائق في
…
فروعها زهر في الحسن أمثال «5»
كأنّها وجنات أربع جمعت
…
وكلّ واحدة في صحنها خال
وقوله: [السريع]
لا عبت في الخاتم انسانة
…
كالبدر في داجى الدّجى الفاحم «1»
ألقته في فيها فقلت انظروا
…
قد خبّت الخاتم في الخاتم «2»
وقوله من قصيدة في ضرب الصوالجة: [الرجز]
146/وملعب للخيل في قرواح «3»
…
منفسح الأرجاء والنواحي «4»
كأنّه كفّ فتى جحجاح
…
مبسوطة للبذل والسماح
عمرته بفتية صحاح
…
بيض بأعراضهم شحاح
من كلّ طرف سابح طمّاح
…
مناسب للبرق والرياح
وقان مثل دم الجراح
…
سبط كخطّيّ من الرماح
فخلتهم من شدّة المراح
…
ونزوات الأكر الملاح
سكرى انتشوا من حمّيا الراح
…
تواصلوا التجميش بالتفاح
فياله لهو بلا جناح
…
شبّه فيه الجدّ بالمزاح
وقوله من قصيدة: [الوافر]
وروض عن صنيع الغيث راض
…
كما رضي الصديق عن الصديق «5»
كأنّ غصونه سقيت رحيقا
…
فمالت مثل شرّاب الرحيق «1»
كأنّ الطلّ منتثرا عليه
…
بقايا الدّمع في خدّ المشوق
كأنّ شقائق النعمان فيه
…
مخصّرة كؤوس من عقيق
كأنّ النرجس البريّ فيه
…
مداهن من لجين للخلوق
يذكّرني بنفسجه بقايا
…
صنيع الغصن في الخدّ الرقيق «2»
وقوله: [مجزوء الرجز]
ما الناس إلّا اثنان
…
إن فكّر فيهم مجتهد «3»
فواحد لا يكتفي
…
وطالب ليس يجد
وقوله من قصيدة: [مجزوء الخفيف]
ثم جاءت بمأتم
…
آه من ذلك المجي «4»
في حداد كأنّها
…
وردة في بنفسج
147/وقوله يذم مغنيا: [مجزوء الرمل]
ومغنّ بارد النغ
…
مة مختلّ اليدين «5»
ما رآه أحد في
…
دار قوم مرّتين
قربه أقطع للّذا
…
ت في صبحة بين
وقوله يرثي برذونا له: [الكامل المرفل]
وأرى العزاء جفاك حين جفا
…
ك الدّهر بالمكروه في الأبلق «1»
يمشي وتجري الخيل في سنن
…
فيجي سوابقها ولا يسبق
كالموج يسمو إن علوت به
…
شرفا وفي الوهدات كالزّئبق
وقوله في وصف الديك: [المنسرح]
مطرب الصّبح هيّج الطّربا
…
لمّا قضى الليل نحبه انتحبا «2»
مغرّد يانع الصباح فما
…
يدري رضا كان ذاك أم غضبا
مدّ ليمتدّ صوته عنفا
…
منه وهزّ الجناح والذّنبا
ما ينكر الطّير أنّه ملك
…
لها فبالتاج ظلّ مغتصبا
فباكر الخمرة التى تركت
…
بنان كفّ المدير مختضبا
كأنّما صبّ في الزجا
…
جة من لطف ومن رقّة النسيم صبا
يظلّ رقّ المدام ممتهنا
…
سحبا وذيل المجون منسحبا
وساحر الطّرف لا يعاب له
…
إذ كان بالجلّنار منتقبا
[] من ثغره ووجنته «3»
…
أنامل الطّرف زهره عجبا
شقائقا مذهبا تري خجلا
…
وأقحوانا منصّصا شبا
148/وقوله يهجو رجلا أسود: [السريع]
يا مشبها في فعله لونه
…
لم تعد ما أوجبت القسمه «4»
ظلمك من خلقك مستخرج
…
والظلم مشتقّ من الظّلمه
وقوله: [مجزوء الكامل]
الآن أشبه خدّه
…
ورد الشقيق علانيه «1»
لمّا بدا في خدّه
…
خال كنقطة غاليه»
وقوله من أرجوزة في وصف الباقلاء الرطب: [الرجز]
وباقلّا حسن المجرّد
…
مسك الثرى شهد الجنى غضّ ندي «3»
ذي ورق يكحل عين الأرمد
…
ورقة تشفي أوار الكبد
وقوله: [الوافر]
ألذّ العيش اتيان القبيح
…
وعصيان النصيحة والنّصيح «4»
وإصغاء إلى وتر وناي
…
إذا ناحا على دنّ جريح
غداة دجنّة وطفاء تبكي
…
إلى ضحك من الزهر المليح
وقد جذبت قلائصها الحيارى
…
بحاد من رواعدها فصيح
وبرق مثل حاشيتي رداء
…
جديد مذهب في يوم ريح
وقوله: [الخفيف]
رقّ ثوب الدّجى فطاب الهواء
…
وتدلّت للمغرب الجوزاء «5»
والصباح المنير نثرت من
…
هـ على الأرض ريطة بيضاء
فاسقنيها حتى أرى الأرض في ال
…
أرض عليها غلالة حمراء «1»
فهي في خدّ كأسها صفرة الور
…
س وفي الخدّ وردة حمراء «2»
149/عجبا ما رأيت من أعجب الأشي
…
اء تقدير من له الأشياء
سيج يستحيل منه عقيق
…
وظلام ينسلّ منه ضياء
وقوله من أرجوزة ذكر فيها يوما أظلّته سحابة حتى انكسف ضوؤها اليقق، وأقبل المساء توقّد في ثوب الدجى الشفوف [] «3» لعين الفجر أن ينفجر ولمفرق الشرق بإكليل الشمس أن يعتجر:[الرجز]
أما ترى طلائع الصّباح
…
كالدّهم قد طوّقن بالأوضاح «4»
فعاطيا صديقة الأرواح وقوله من أرجوزة يصف فيها النّخل وقد رأى منه قدودا تتأوّد بذهب القنوان تتقلّد []«5» : [الرجز]
لنا على دجلة نخل منتخل
…
نسلفه ماء ويقضينا عسل «6»
مسطّر على قوام معتدل
…
لم ينحرف عن سطره ولم يمل
يسقي بماء وهو مثنى في الأكل
…
كأنّما أعذاقه إذا حمل «7»
غدائر من شعر وحف رجل
…
في لون داء العشق لا داء العلل «1»
كالذّهب الابريز لونا ومحل
…
يخمّص الخود به الصبّ الغزل «2»
كأن في أعرافه مثل السّعل
…
ويكتسي من صبغة البدر حلل
كأنّها في الخدّ تلوين الخجلّ
…
وعظم الأزاذ فيه ونبل
مثل أنابيب قنا الخطّ الذبل وقوله: [مجزوء الكامل]
يا من يؤمّل جعفرا
…
من بين أهل زمانه «3»
لو أنّ في استك درهما
…
لاستلّه بلسانه
وقوله في وصف كانون: [المتقارب]
هلمّا بكانوننا جاحما
…
وقولوا لموقده أجّج «4»
إلى أن يرى لهبا كالرياض
…
فناهيك من منظر مبهج
ومن عذّب في اخضرار الحرير
…
ومن صفرة التبر لم ينسج
150/وتحسبها مسخبا مذهبا
…
حواليه قضبان فيروزج
وقوله يصف السفينة: [الكامل]
وإلى نداك ركبتها زنجيّة
…
كرمت مناسب ساجها والعرعر «5»
سحماء منشؤها ببحر مخصب
…
أبدا ومولدها ببرّ مقفر
إن جانبت قصدي الهدى بمقدّم
…
عطفته كفّ دليلها بمؤخّر «1»
فكأنها والفجر قد خلع الدّجى
…
للعين قطعة ظلّة لم يسفر «2»
طارت أمام تطاير بقوادم
…
منشورة وقوائم لم تنشر
وقوله يستهدي بركارا: [المنسرح]
جد لي ببركارك الذي صنعت
…
فيه يدا قينه الأعاجيبا «3»
ملتئم الشفرتين معتدل
…
ماشين من جانب ولا عيبا
أشبه شيء في اشتباكهما
…
بصاحب لا يملّ مصحوبا «4»
أوثق مسماره وغيّب عن
…
نواظر الناقدين تغييبا
فعين من يجتليه تحسبه
…
في قالب الاعتدال مصبوبا
لولاه ما صّح شكل دائرة
…
ولا وجدنا الحساب محسوبا
وقوله من قصيدة: [المنسرح]
الليل يا صاحبي منطلق
…
يقاد زحفا وما به رمق «5»
غمّض دون الغروب كوكبه
…
أن شفّه طول ليله الأرق
ورقّ جدا برد ظلّته
…
فهو على منكب الرّبى خلق «6»
تأمّل الغرب كيف ذهّبه
…
شرق بتوريد خدّه شرق «1»
151/وقوله يصف راووق الشراب: [الرجز]
كأنّما الراووق وانتصابه
…
خرطوم فيل قطّعت أنيابه «2»
مخضّب وحبّذا خضا به
…
كأنّ عطرا فتّقت عيابه
غيث مدام غدق سحابه
…
كالضرع يكفي حلبه انحلابه «3»
سال براح قرقف لعابه
…
رضاب من أعشقه رضابه
وقوله من قصيدة يستهدي باشقا: [الكامل]
نبئّت عندك باشقا متجرّدا
…
للصّيد لم ير مثله من باشق «4»
وكأنّما سكن الهوى أعضاؤه
…
فأعارهنّ نحول جسم العاشق
وإذا انبرى نحو الطرّيدة خلته
…
كالريح في الإسراع أو كالبارق
ما خام عن طلب الحمام ولم يفق
…
مذ كان من صيد الأوزّ الفائق «5»
وقوله يصف سحابا: [الرجز]
سارية من الدّياجي السّود
…
مكحولة الأجفان بالسّهود «6»
منهلّة بمائها البرود
…
مثل الهلال مقلة العميد
كأنّها إذ أقلعت لتودي
…
يرمي به مذ كان يوم عيد
سرب النّعام نافرا في البيد
…
فالنّبت قد قام من اللحود
غاديتها قبل غدوّ السّيد
…
وقبل أن يجهر بالتوحيد «1»
بطائر يعدّ في الأسود
…
منتصب كالبطل النجيد
عيناه للمشبّه المجيد
…
كالحبتّين السود في العنقود
فغنّ لي بالطالع السعيد
…
سرب ظباء كالعذارى الغيد
152/تجذب جيد الخائف المردود «2»
…
حتى سرقت الريح من بعيد
وصرت بعد الهبط في الصّعود
…
وانحطّ مثل الحجر الصيخود
ينشب من نافوخه والجيد
…
مخالبا أمضى من الحديد
من القديد ومن القديد
…
وعامر الطاجن والسّفود
وقوله من قصيدة يمدح الحسين بن علي التنوخي: [الكامل]
وتعجّبت لمّا بكى بدم ولو
…
تركت له دمعا إذا لبكى به «3»
ما أنصفته يكون من أعدائها
…
في زعمها وتكون من أحبابه
وقوله: [السريع]
ومستزيد في طلاب العلى
…
يجمع لحما ماله طابخ «4»
ضيّع ما نال بما يرتجي
…
والنار قد يطفؤها النافخ
وقوله في وصف السحاب: [الرجز]
غيث أتانا مؤذن بخفض
…
متّصل الوبل حثيث الركض «1»
يقضي بحكم الله فيما يقضي
…
كالجيش يتلو بعضه ببعض
يضحك عن برق خفيّ الومض
…
كالكفّ في انبساطها والقبض
دنا فخلناه فويق الأرض
…
متصلا بطولها والعرض
فالأرض تجلى في النبات الغضّ
…
في حليها المحمرّ والمبيضّ «2»
من سوسن أحوى وورد غضّ
…
مثل الخدود نقشّت بالعضّ
وأقحوان كاللجين المحض
…
ونرجس ذاك النسيم فضّي «3»
مثل العيون رنّقت للغمض
…
ترنو فيغشاها الكرى فتغضي
وقوله من قصيدة يهجو خادما يسمّى كافورا: [المتقارب]
153/أكافور قبّحت من خادم
…
ولا فيك مسرعة جائحه «4»
حكيت سميّك في برده
…
وأخطأك اللّون والرائحه
وقوله من قصيدة: [المجتث]
والنّهر في اعتدال
…
في سيره وتأوّد «5»
كأفعوان تلوّى
…
ثمّ استوى وتمدّد
كأنّ فيه سيوفا
…
مهنّدات تجرّد
فتارة وهى تنضى
…
وتارة وهى تغمّد
كأنّ نيلوفر الزّه
…
ر فيه سرج توقّد
كأنّ أوراقه الخض
…
ر بين مثنى وموحد
وقوله: [الوافر]
بليت ولجّ بي وجدي بظبي
…
يصدّ وما به إلّا لجاج «1»
أغار إذا دنت من فيه كأسي
…
على درّ يقبّله زجاج
وقوله: [البسيط]
يا مسدي العرف إسرارا وإعلانا
…
ومتبع البرّ والإحسان إحسانا «2»
أقلع سحابك قد غرّقتني مننا
…
ما أدمن الغيث الّا صار طوفانا
وقوله من قصيدة: [الخفيف]
ضمّ أجزاءه وألّف أجسا
…
ما حوت كلّ مطعم موفوق «3»
ثمّ صفّوه كالأهلّة لاحت
…
لمواقيتها خلال الشروق «4»
وقوله يصف نبتا «5» أسود: [الرجز]
أمزجي المزجيّ أيّ مزج
…
في تينه البالغ غير الفجّ «6»
يشبه في اللون وطعم الأرج
…
نوافج المسك وبرد الثلج «7»
154/مثل رؤوس العلق سود النسج
…
أو كثدايا ناهدات الزنج
وقوله يصف الرمان: [المنسرح]
فلاح رمّاننا بزينته
…
بين صحيح وبين مفتوت «1»
من كلّ مصفرة مزعفرة
…
تفوت في الحسن كلّ منعوت
كأنّها حقّة وإن فتحت
…
فصرّة من فصوص ياقوت
وقوله يصف كيزان الفقّاع «2» : [الرجز]
دواء داء الثّمل المخمور
…
رشف شراب شبم مقرور «3»
رقّ كدمع العاشق المهجور
…
في قصر كيزان من الصخور
يدفع قضبانا من البلّور
…
في نفس مثل جنى الكافور