الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأجيز: [البسيط]
وما درى أنّ نومي حيلة نصبت
…
لو صله حين أعيا اليقظة الحيل «1»
وقوله: [مجزوء الكامل]
باغي الصّلاح تقال عثرته
…
وسواه لا يعفى من الزلّل «2»
قتل الطّبيب فلم يقد بدم
…
والثأر مطلوب من البطل
وقوله: [البسيط]
العزّ والنّشب المجموع بينهما
…
تباين ولو انّ المرء سلطان «3»
فجرّد النّفس نحو العزّ أجمعه
…
لا يرهب السيف إلّا وهو عريان
ومنهم:
49- الشريف أبو يعلى، محمد بن صالح الهاشمي المعروف بابن الهبّارية
«4» .
هو شريف وضيع، وسخيف إلّا أنّه غير صنيع، من بيت هاشميّ حطّ بسوء الصّنع سمكه الرّفيع، وحلّ بهذر القول سمطه الجميع. تطبّع بطباع ابن الحجاج، وقاسمه شرب الأدب إلّا أنّ ذاك عذب فرات، وهذا ملح أجاج إلّا بعض تندير في أبيات جاءت قلائل كأنّما قدّرها بتقدير، وسائر ماله من النوادر فاتر لا بالسّخن ولا بالبارد، ولا يضحك بالناقص ولا [بالزائد]«1» . راود عقائل «2» ابن/ 532/الحجاج فتمنّعت، وراوغ عقائم معانيه «3» المسفرة فتبرقعت، فقصّر دون غايته، وجهد به شيطانه وما قدر على مثل غوايته وحاكى ذلك الثغر ففاته الشّنب، وتعلّق بذلك الثاوي فانقطع به السبب.
وكان من شعراء الوزير نظام الملك المبالغ في مديحه، ثمّ أنّه ما خلا من تقبيحه، وهجاه بشعر لم يعلق به وضر قبيحه، ولا ضرر نبيحه.
وله على نمط كتاب كليلة ودمنة «4» ما قيدّت به أمثاله الشوارد، وأشباهه الفرائد وأنظاره إلّا أنّها النجوم الماثلة في الظلام الراكد.
ومن كلماته العذاب، ومعلماته المطرّزة تطريز الشارب المخضّر فوق شهد اللمى المذاب، قوله:[مجزوء الكامل]
إن كان قدّك مثل شب
…
ري إنّ بظرك مثل باعي
أو هل يعيب البد
…
ر طول مسيره تحت الشعاع
ما حطّ فقري سؤددي
…
عن قدر مجدي وارتفاعي
إيّاك تحقرني فلي
…
س تكال معرفتي بصاع
فالجسم بيت والرجو
…
ع إلى الخلائق والطباع
وقوله: [السريع]
من كلّ تيس خرق بارد
…
ثيابه غمد بلا نصل «1»
والطّرف بالعين يجوز المدى
…
في السير لا بالسرج والجلّ
ما صغت فيك المدح لكننّي
…
من حسن أوصافك أستملي
تملى سجاياك على خاطري
…
فها أنا أكتب ما تملي
ومنه قوله: [الطويل]
فللسرم صيغ الأير لا شكّ أنّه
…
له وعليه والمثال مقدّر
أما السرم في التحقيق باب مقوّر
…
كما الأير في التقدير ساق مدوّر
533/فهذا لهذا لا محالة قدّه
…
على قدره أو إن شككتم فقدّروا
فأمّا الحر الملعون فهو مطاول
…
يريد طبرزينا وفيه نعذّر
ومنه قوله: [السريع]
يا حبّذا الصهباء لو لم يكن
…
تمنعني من ذلك الأمر
فيغتدي أيري على بيضه
…
كالفرخ لم ينهض من الوكر
كأنّه من حزنه ثاكل
…
منكّس الرأس على الصدر
ومنه قوله: [السريع]
باتت فما زلت على ظهرها
…
تمصّ غرمولي وتستقصي
رفعت رجليها إلى أن غدا
…
خلخالها أعلى من الخرص
وقلت: دوري فأطاعت كما
…
أمرتها طرفا ولم تعص
ما رابني منها سوى شعرة
…
كأنّها العوسج في الخصّ
وقوله: [المنسرح]
وكلّ بظراء حمراء فرق
…
كعرف ديك أفرق أشهب
ومنه قوله: [الخفيف]
وطباع الأشكال توجب لل
…
أشكال جمعا مؤلّفا واقترابا
وعيوب الرجال تجمعها قربى
…
إلى أن يظنّها أنسابا
فلذاك البازي يطير مع ال
…
بازي وينأى عن الغراب اجتنابا
وكذا البوم يصحب البوم طبعا
…
والغراب الخبيث يهوى الغرابا
والتيوس الكبار لا تترك ال
…
أخلاق حين تعاين القصّابا
قديما سكتّ عن أذاه احتقارا
…
وسكوت الأسود يغري الكلابا
534/منها يصف شعره:
وهو عذب لو ذاقه الكمد ال
…
عاشق لم يرشف الثنايا العذابا
رقّ في قوّة فلولا معانيه
…
التي تبهر العقول لذابا
مطمع مؤيس قريب بعيد
…
لو تراءى شخصا لكان سرابا
وافتراق الأخلاق لا تجمع ال
…
ضدّين إنّما تشاكلا ألقابا
ومنه قوله: [مجزوء الرجز]
أفصح دمعي بالهوى
…
فصار سرّي علنا
فلست أدري خلق
…
ت مدامعا وألسنا
وقوله: [الوافر]
لئن حذفتني الأيام فيهن فما
…
بي مع خمولي من خفاء
وإنّي مع تعمّدهم خمولي
…
ألوح كأنّني حرف النداء
وقوله: [مجزوء الرجز]
حتى كأنّ ما نظم
…
ت فيه كان كذبا
نخل أذاني شوكه
…
وما جنيت منه رطبا
ومنه قوله: [البسيط]
قل للوزير ولا تخدعك هيبته
…
إذا تتايه واستعلى بمنصبه «1»
لولا فلانة ما استوزرت ثانية
…
فاشكر حرا صرت مولانا الوزير به
وقوله: [الكامل المرفل]
وإذا نسيبك غلّ ساعده
…
يوما فليس بنافع نسبه
خذ من صديقك غير متعبه
…
إنّ الجواد يؤوده تعبه
وقوله: [الكامل]
أرسلن من أقرانهنّ أفاعيا
…
وبعثن من أصداغهنّ عقاربا
وهززن من أعطافهنّ ذوابلا
…
وسللن من ألحاظهنّ قواضبا
535/ونصبن من ألفاظهنّ حبائلا
…
وجعلن أشراك القلوب ذوائبا
جعلوا السهام الصائبات لواحظا
…
تصمي الرمايا والقسيّ حواجبا
[]«2» من خوص الركاب بأمرد
…
من يافث فغدوت أحبو راكبا
ومنه قوله: [مجزوء الكامل]
حالت علائقه وغا
…
بت أنجمي معه وغارت
صاد المودّة ثم قا
…
ل ملالة طيري فطارت
وقوله: [السريع]
سبحان من حّول أحوالنا
…
فأصبحت تعلو إلى تحت
صيرّنا الله قرودا ولم
…
نكن من العادين في السبت
ومنه قوله: [الوافر]
يدلّ على فعالك سوء حالي
…
وتخبر عن نوالك إن كتمت
إذا استخبرت ماذا نلت منه
…
وقد عمّ الوفود ندى سكتّ
وها أنا ساكت فإن اصطلحنا
…
وإلّا خانني صبري وقلت
ومنه قوله: [السريع]
وأبرزته لعيون الورى
…
من سرمها بالطّوق والتاج
ولم يزل ليلته قائما
…
كأنّه إصبع محتاج
وقوله: [المتقارب]
لقد ساهرتني عيون الدّجى
…
وقد نمن عنّي عيون الملاح
إذا ما شكا الليل هجر الصباح
…
شكوت إلى الليل هجر الصباح
وقوله: [المتقارب]
وكان كتوما لسرّ الهوى
…
ولكن جرى دمعه فافتضح
يحبّ الفقاح ويهوى الملاح
…
ويقدح زند الهوى بالقدح
536/يطيع الغرام ويعصي الملام
…
ويأخذ من وقته ما سنح
ومنه قوله وقد عزل ابن جهير وولّي أبو شجاع: [الكامل]
وكذا سرار البدر أصل كماله
…
وبسوء فعل النار يذكى العود «1»
إنّ الخليفة في التبدّل منهم
…
بأبي شجاع والزمان جدود
كالعاشق المهجور يقنع أن يرى
…
طيف الحبيب إذا ثناه صدود
والحائم الصّديان يخدع رأيه
…
آل الهجير وللهجير وقود
وكذلك الساري إذا ما لم يكن
…
بدر هداه الفرقد المعهود
جهدوا وفاز سواهم بمكانهم
…
ومن الكلام جواهر وعقود
إن نال دستك بعد بعدك هيكل
…
جعد الأنامل في الأمور بليد
فكذا سليمان النبيّ غدا على
…
كرسيّه جسدا له مرّيد
حتى إذا حطّ اليقين لثامه
…
عادت سيوف العلج وهي قيود
ومنه قوله: [الطويل]
إلى رجل لو أنّ بعض ذكائه
…
على كلّ مولود تكلّم في المهد «2»
فلولا نداه خفت نار ذكائه
…
عليه ولكنّ الندى مانع الوقد
وقوله: [الوافر]
فإن تك ليّنا في غير ضعف
…
فإنّ الموت في لين الصّعاد
وإن تك مضمرا في الحلم بطشا
…
فإنّ النار تكمن في الزناد
ومنه قوله: [الخفيف]
وبوجه كالبدر حسنا وبعدا
…
حار فيه ماء الصّبا وتردّد
وبصدغ مبلبل مثل قلبي
…
فوق خدّ كالجلّنار مورّد
537/مشرق كالصباح أبيض يبدو
…
تحت قطع من حندس الليل أسود
وبخصر مثلي نحيف ضعيف
…
كاد من لينه يحلّ ويعقد
ومنه قوله: [السريع]
أخضر هنديّ لمى كلّه
…
والصارم الهنديّ ذو خضره «1»
مهفهف الأعطاف ممشوقها
…
مبلبل الأصداغ والطرّه
بفقحة كالتلّ مرتجة
…
وتينة أحلى من التمره
وقوله: [مجزوء الكامل]
في ليلة فلك الصّباح على
…
دجاها غير دائر
أعيت كواكبها فشب
…
بهت الثوائر بالسوائر
ثمّ انثنت والصبح مح
…
مرّ المآقي والنواظر
فكأنّه غيران أو احفظه
…
وصالك يا تماضر
ومنه قوله: [مجزوء الكامل]
قد قلت للشيخ الأجلّ
…
أخي السماح أبي المظّفر «2»
ذكّر معين الدين بي
…
قال: المؤنّث لا يذكّر
وقوله: [السريع]
لو أنّ نور الشمس في كفّه
…
من بخله لم تطلع الشمس «3»
يبني وينقض ما يشيّده
…
فكأنّه متبخّر يفسو
ومنه قوله: [مجزوء الرجز]
كأنّ برق ثغره ال
…
واضح سيف مخترط «1»
كأنّ درّ ثغره
…
عقد لآل في سفط
كأنّه إذ نكته
…
ثوب من الوجد يقط
وقوله: [البسيط]
أستغفر الله من ظنّ أثمت به
…
أحسنته في امرئ في ذا الورى غلطا «2»
538/ندمت بل تبت من ظنّ يقاربه
…
كالدّبر ضمّ حياء بعدما ضرطا
ومنه قوله: [الوافر]
وما أدري إذا أولجت فيه
…
أفتّقه بذلك أم أخيط
فأيري إبرتي أرفو حشاه
…
وشعرة عانتي فيها خيوط
وقوله: [الوافر]
وشدّ الليل من درر الثريا
…
على ليت السّها في الغرب شنفا»
كأنّ الجوّ صرح أو غدير
…
صفاء حين تنظره ولطفا
كأنّ ذراعه فيه ذراع
…
يمدّ إلى صفاح البدر كفّا
ومصباح الضّحى قد كاد يبدو
…
ومصباح الدّجى قد كاد يطفا
كأنّ ذكا عروس في حجاب
…
يشيل ستورها سجفا فسجفا
وقد أكل المحاق البدر حتى
…
غدا في معصم الجوزاء وقفا
وقد رقّ المدام وراق حتى
…
غدا من دمعة المهجور أصفى
ومنه قوله في تاج الملوك وقد خرج من محبسه: [الرجز]
فكان في بحر الخطوب عائما
…
لا يختشي كالدرّ لا يخشى الغرق «1»
كأنّه الدينار في النار إذا
…
زادت لظى زاد صفاء وبرق
والعود بالإحراق يبدو عرفه
…
والمسك أذكى عبقا إذا انسحق
ما كان حبسا ذاك بل صيانة
…
والصّون للشيء النفيس مستحق
أمنكر صون الضلوع القلب أم
…
مستبدع صون الجفون للحدق
لولا سرار البدر ما تمّ فهل
…
يؤيس من تمامه إذا امتحق
وقد يصان السيف بالغمد وقد
…
يغيب علويّ النجوم في الشّفق
539/كالكوكب العلويّ لا يضرّه
…
حوادث الجوّ وإن قيل اخترق
وقوله: [الكامل]
كم سفرة نفعت وأخرى مثلها
…
ضرّت ويكتسب الحريص ويخفق «2»
كالبدر يكتسب الكمال يسيره
…
وبه إذا حرم السّعادة يمحق
وقوله: [مجزوء الكامل]
وجهي يرقّ عن السؤا
…
ل وحالتي منه أرقّ «3»
دقّت معاني الفضل فيّ
…
وحرفتي منها أدقّ
وقوله: [السريع]
واصبر على وحشة غلماج
…
لا بدّ للورد من الشّوك «4»
ومنه قوله: [المنسرح]
مصارع العاشقين أكثر ما
…
تكون بين العذار والكفل
منها:
فإنّه من عطارد أخذ الظّر
…
ف وخلّى النسا على زحل
ما كان ظنّي قبل رؤيته
…
أنّي أرى النيّرين في رجل
لو لم يكن في اللواط منقبة
…
إلّا أماني فيه من الحبل
ومنه قوله: [مجزوء الكامل]
حلو الشمائل ساحر ال
…
ألفاظ يصلح للعمل
في خدّه ماء الشبا
…
ب كأنّه ماء المقل
فإذا نظرت إليه
…
أنبت خدّه ورد الخجل
ومنه قوله، وهو معنى كررّه، وأعجب به فأكثره:[الكامل المرفل]
ومقابر العشاق أكثر ما
…
يحفرن بين الخصر والكفل
وقوله: [مجزوء الرجز]
دعوه ما شاء فعل
…
سيّان صدّ أو وصل «1»
فكم رأيت في الهوى
…
أسود من ذا ونصل
ومنه قوله: [الكامل]
ومقاطع الندمان فوق معاطف ال
…
أغصان فوق معاقد الكثبان
540/وتراسل الأطيار فوق سلاسل ال
…
أزهار بين ترقرق الغدران
ويشوقني برد الثغور وأشتهي
…
ورد الخدود ونرجس الأجفان
ومنه قوله: [الكامل]
بي مثل ما بك يا حمام البان
…
أنا بالقدود وأنت بالأغصان «1»
أعد الترنّم كيف شئت فإنّما
…
فيما نجنّ من الهوى سيّان
لي ما رويت من النسيب وإنّما
…
لك فيه حقّ الشدو والألحان
ومنه قوله: [الكامل]
لا يزهدنّك منظري في مخبري
…
فالبحر ملح مياهه عقيانه
ليس القدود ولا البرود فضيلة
…
ما المرء إلّا قلبه ولسانه
وقوله: [المجتث]
سيّدنا لا ينيك حتى
…
يناك نيكا له حلاوه
كالفأس لا يستمرّ قطعا
…
إلّا وفي ثقبها هراوه
ومنه قوله: [الوافر]
وما تركت لي الستون أيرا
…
ولكن فيّ من شبقي بقايا
ويعجبني على شيبي وفقهي
…
فقاح الترك تلمع كالمرايا
وقوله: [الكامل]
وإذا البيادق في الدّسوت تفرزنت
…
فالرأي أن تتبيذق الفرزان «2»
نجز السفر الخامس عشر من كتاب مسالك الأبصار في ممالك الأمصار، ولله الحمد والمنّة ويتلوه في السفر السادس عشر ومنهم الأديب أبو محمد الحسن بن أحمد بن حكينا البغدادي 541/والحمد لله وصلاته على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلامه وحسبنا الله ونعم الوكيل