المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌35- عبد العزيز بن عمر بن نباتة السعدي - مسالك الأبصار في ممالك الأمصار - جـ ١٥

[ابن فضل الله العمري]

فهرس الكتاب

- ‌[الجزء الخامس عشر]

- ‌[شعراء العباسيين]

- ‌مقدمة التحقيق

- ‌1- أبو الطيّب أحمد بن الحسين الجعفي المعروف بالمتنبي

- ‌2- السريّ بن أحمد الكندي المعروف بالرّفاء الموصلي

- ‌3- أبو الفتح، ولقّب كشاجم

- ‌4- أبو الفرج محمد أحمد الغساني المعروف بالوأواء الدمشقي

- ‌5- الأخوان أبو بكر محمد، وأبو عثمان سعيد ابنا هاشم الخالديان

- ‌6- أبو العبّاس أحمد بن إبراهيم الضّبي

- ‌7- أبو الحسن محمد بن عبيد الله بن محمد القرشي المخزومي المعروف بالسلامي

- ‌8- أبو سعيد محمد بن محمد بن الحسن الرستمي

- ‌9- أبو محمد، الحسن بن علي بن مطران

- ‌10- أبو الفتح البكتمري، يعرف بابن الشامي الكاتب

- ‌11- أبو محمد عبد الله بن محمد الفيّاض كاتب سيف الدولة، ونديمه

- ‌12- أبو طاهر سيدوك بن حبيب الواسطي

- ‌13- أبو الحسن علي بن الحسن اللحام

- ‌15- أبو بكر محمد بن أحمد بن حمدان المعروف الخبّاز البلدي

- ‌16- أبو القاسم عبد الصّمد بن بابك:

- ‌17- القاضي التنوخي، أبو القاسم علي بن محمد بن داود بن فهم

- ‌18- 240/ابنه أبو علي، المحسّن

- ‌19- القاضي أبو الحسن، علي بن عبد العزيز الجرجاني

- ‌20- أبو طالب، عبد السلام بن الحسين المأموني من أولاد المأمون

- ‌21- الأمير شمس المعالي قابوس بن وشمكير

- ‌22- الأمير أبو الفضل عبد الله بن أحمد الميكالي

- ‌23- أبو محمد، الحسن بن علي بن وكيع التنيسي

- ‌24- أبو عبد الله، الحسين بن أحمد بن الحجّاج

- ‌25- القاضي أبو أحمد، منصور بن محمد الأزدي الهروي

- ‌26- أبو بكر علي بن الحسن البلخي القهستاني

- ‌27- مهيار بن مرزويه الديلمي

- ‌28- أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان التنوخي المعري

- ‌29- أبو الهيثم عبد الواحد بن عبد الله بن سليمان

- ‌353/30- أبو الحسن، علي بن الدويّدة المعرّي

- ‌31- السابق أبو اليمن ابن أبي مهزول المعّري

- ‌32- الوامق المعري

- ‌34- الأمير أبو الفتيان مصطفى الدولة محمد بن حيّوس

- ‌35- عبد العزيز بن عمر بن نباتة السعدي

- ‌36- الوزير أبو نصر أحمد بن يوسف المنازي السليكي

- ‌37- الماهر الحلبي

- ‌38- أبو عبد الله بن السراج الصوري

- ‌39- أبو عبد الله، أحمد الخياط الدمشقي

- ‌40- أبو الحسن علي بن الحسن بن علي بن أبي الطيب الباخرزي

- ‌41- الوزير شرف الدين، أبو الحسن علي بن الحسن بن علي البيهقي

- ‌42- سعد بن علي الحظيري الكتبي

- ‌43- القاضي ناصح الدين أبو بكر أحمد بن محمد الأرّجاني

- ‌44- الأديب أبو اسحاق، ابراهيم بن عثمان الكلبي ثمّ الأشهبي المعروف بالغزّي

- ‌45- أفضل الدولة، أبو المظفّر، محمد بن أبي العباس أحمد الأبيوردي

- ‌46- أبو عبد الله، محمد بن نصر بن صغير المعروف بابن القيسراني

- ‌47- أبو الحسين أحمد بن منير الطرابلسي

- ‌48- أبو الفوارس سعد بن محمد بن سعد بن الصيفي المعروف بحيص بيص

- ‌49- الشريف أبو يعلى، محمد بن صالح الهاشمي المعروف بابن الهبّارية

- ‌مصادر التحقيق ومراجعه

- ‌فهرس الموضوعات

الفصل: ‌35- عبد العزيز بن عمر بن نباتة السعدي

سلوا الليل عني مذ تناءت دياركم

هل اكتحلت بالنوم لي فيه أجفان «1»

وهل جرّدت أسياف برق دياركم

فكانت لها إلّا جفوني أجفان

386/ومنه قوله: [الطويل]

كذا في طلاب المجد فليسع من سعى

بلغت المدى فليعط فخرك ما ادعى «2»

فلست ترى طرفا إلى المجد طامحا

سلا الناس ما لم تدّع فيه مطمعا

تبيت العتاق القبّ تحت سروجها

لترسلها في غرّة الصّبح فزّعا

وتمنع ما تحوي لتعطيه ندى

وغيرك ما ينفكّ يعطى ليمنعا

ومنهم:

‌35- عبد العزيز بن عمر بن نباتة السعدي

«3»

شاعر على ألفاظه عروبة، وعلى حفاظه ما لا يقوم به أسلة أنبوبة. جيّد السّبك كأنّما

ص: 515

خلص به ذهبا، وقّاد الذهن كأنّما حرش به لهبا. جال البلاد وجابها، وجاز على الملوك وما هابها، وتوغّل غارب كلّ سرى كأنّه كوكب أو هلال، وغالب كلّ كرى كأنّه عاشق أو خيال. طوّف جانبا من الأرض لا يزوي عنه منها إلّا ما قلّ، وما ترك بعضه لبعض منه عليه دلّ، وكان مقدّما حيث حلّ، متقدّما في الغوص ما دقّ به معنيّ الأجلّ، ومدح الملوك والوزراء، والرؤساء مدائح موسومة، ومنح الدّرر وأخذ البدر، أخذها منثورة، وأعطاها منظومة. وله في سيف الدولة ابن حمدان غرر القصائد، ومنه في جوائزه مالا يصيبه سهم كلّ صائد، وكان له منه قبول يبرق أساريره، وتشرق في صحائف الأيام أساطيره، واحتفال به كاد يلحق السعدي بالكندي، لا بل يجعله أسعد، ويرفعه عليه إلى ما هو أصعد، ويقرّبه قربا يسرّ أبا الطيب أن يدانيه ولو كان منه أبعد. وله مع ابن العميد أمور يضيق هذا الموطن بإثباتها، ولا يطيق إبراز مخبآتها، ولا يفيق سكرا من راحها الممزوج بسكّر نباتها.

فأمّا أبياته الخارجة مخرج الأمثال، وكلماته/ 387/التي كأنّما تنصبّ في القلوب أو تنثال فما لا يطاولها باع ملتمس، ولا يحاولها شعاع مقتبس، كلّ معنى لا يلتبس، وكلّ بيت وأخوه يقول له: أنا أخوك فلا تبتئس.

من ذلك قوله: [الطويل]

وولّوا عليها يقدمون رماحنا

وتقدمها أعناقهم والمناكب «1»

خلقنا بأطراف القنا لظهورهم

عيونا لها وقع السيوف حواجب

بيوم العظالى والسيوف صواعق

تخرّ عليهم والقسيّ حواصب «2»

لقوا نبلها مرد العوارض وانثنوا

لأوجههم منها لحيّ وشوارب

ومنه قوله: [البسيط]

ص: 516

يا أهل بابل عزمي قبله فكري

في النائبات وسيفي بعده عذلي «1»

كم عندكم نعم عندي مصائبها

لكم وصال الغواني والصبابة لي

وقوله: [الطويل]

فخطّة ضيم قد أبيت وليلة

سريت وكان المجد ما أنا صانع «2»

هتكت دجاها والنجوم كأنّها

عيون لها ثوب السماء براقع

ومنه قوله: [الكامل]

قد جاءنا الطّرف الذي أهديته

هاديه يعقد أرضه بسمائه «3»

وكأنّما لطم الصّباح جبينه

فاقتصّ منه وخاض في أحشائه

وقوله: [الوافر]

وأدهم يستمدّ الليل منه

وتطلع بين عينيه الثريّا «4»

سرى خلف الصباح يطير مشيا

ويطوي خلفه الأفلاك طيّا

فلمّا خاف وشك الفوت منه

تشبّث بالقوائم والمحيّا

ومنه قوله: [الطويل]

388/يخيّل لي أنّ النجوم أسنّة

ينهنه عنها البرق سلّة صارم «5»

وإنّ الكرى سهم إلى كلّ مقلة

ترقرق فيها والرّدى طيف حالم

كأنّ الدّجى مالت عليه كتيبة

فنبّه من أهواله كلّ نائم

ص: 517

ومنه قوله: [الكامل]

أخفيت آية حبّكم فتوهّمت

روحي بأنّ جوانحي أحبابي «1»

وكذا توهّمت الجوارح أنّكم

روحي وكلّ ليس يعلم ما بي

فالوجد لا تجد الجوانح حرّة

والسقم لا تدري به أثوابي

ومنه قوله: [الوافر]

ومن طلب النجوم أطال صبرا

على بعد المسافة والمنال «2»

وتثمر حاجة الإنسان نجحا

إذا ما كان فيها ذا احتيال

وقوله من قصيدة: [الكامل]

ما كدت أعرف عيب من أحببته

حتى سلوت فصرت لا أشتاق «3»

وإذا أفاق الوجد واندمل الهوى

رأت القلوب ولم تر الأحداق

وأعيش بالبلل الذي لو أنّه

دمع لما رويت به الآماق

ويزيدني عدم الدراهم عفّة

وعلى الدراهم تضرب الأعناق

ومنه قوله في السيف: [الطويل]

وأبيض بالأبصار يلعب لونه

فعال شعاع الشمس في الأعين الرّمد «4»

كذي شوس تنبيك روعة لحظه

على ما حواه في الضمير من الحقد

ومنه قوله في الغزل: [الرمل]

ص: 518

389/طلعت من جانب الخدر لنا

في بدور كشّفتهنّ الكلل «1»

فكتمت الحبّ حتى شفّني

وإذا ما كتم الداء قتل

وقوله: [الرمل]

وسنان مثل مصباح الدّجى

زان أعطاف قضيب معتدل «2»

ثغرة القرن به فاعلة

مثلما يفعل بالخدّ الخجل

لا يخاف الضّيم من يحمله

عقل العزّ بأطراف الأسل

ومنه قوله: [المتقارب]

ومولى يكاتمني ضغنه

ولا تكتم العين ما قد كتم «3»

له لحظة غير مأمونة

كما يلحظ الحاسدون النّعم

وقوله: [الوافر]

ملكن على المفاوز كلّ تيه

خفيّ السّمت منخرق الفجاج «4»

كأطراف الرماح مسدّدات

إلى ثغر الهواجر والدّياجي

دفعن ذلاذل الظلماء حتى

بدا منهنّ ورد ذو انبلاج

إذا مرّت ركائبها بقاع

خلعن عليه أردية العجاج

ومنه قوله في الحيّة: [الطويل]

وصلّ صفا بالسنّ دون سميرة

له في عقول الناظرين وجار «5»

ص: 519

يخادع ألباب الرجال كأنّه

إذا ما تطوّى للأكفّ سوار

وقوله: [مجزوء الكامل]

سقيا لأيام مضي

ن كأنّها أحلام نائم «1»

متناسقات بالسّرو

ر كما يعدّ العقد ناظم

وقوله: [الكامل المرفل]

طوبى لهم لو كنت جارهم

من أين يعرف جارك الخطب «2»

تهوي النجوم لأنهنّ على

ومرامهنّ لأنّه صعب

390/ومنه قوله في الغزل: [المتقارب]

غبطت الذي لا مني فيكم

ولم أدر أنّي حسدت الحسودا «3»

فليت العيون وجدن الدموع

وليت الدموع وجدن الخدودا

وقوله فى المدح: [المنسرح]

أنت عليهم وإن أخفتهم

أشفق من والد على ولد «4»

كنت عليهم بالغيب مؤتمنا

والروح مأمونة على الجسد

لا تأمنن نبوة العدوّ وإن

ناصح يوما فغشّه لغد

شيمة غدر وإن أخلّ بها

كامنة في طبيعة الأسد

ومنه قوله في المدح: [الخفيف]

ص: 520

من به فخره ومن جلّ أن تنس

ب أفعاله إلى منسوب «1»

بهر النّاس هيبة وجمالا

فهو في العين مثله في القلوب

همّة تقصر الكواكب عنها

وذكاء يغني عن التجريب

وقوله في مثله: [الوافر]

فتى ما هيب هيبته مليك

ولا انتقادت رعيّته لراعي «2»

سما للمجد يطلب منتهاه

فأدرك فوق ما تسع المساعي «3»

وقوله:

ولا يرعى الأمانة يوسفيّ

مودّته على حبل الذراع «4»

إذا محيت ضغائنه بغدر

نبتن نبات أنياب الأفاعي

وقوله في الحضّ على المصالحة لأخ: [البسيط]

بلّغ بلغت سلاما أو معاتبة

أخا بفارس نرميه ويرمينا «5»

391/ما بالنا بالنّدى ندني أبا عدنا

ولا نقرّب بالقربى أدانينا

ولو ترافدت الأيدي لما وجدت

فينا العداة مساغا حين تبغينا

هلمّ ننس الذي قلنا وقيل لنا

ولا نؤاخذ بالزّلات جانينا

نكفّ صمّ العوالي عن مقاتلنا

ونجعل الحدّ منها في أعادينا

ومنه قوله: [الخفيف]

ص: 521

نصر الله كلّ من صعب الضي

م عليه فصادف الموت سهلا «1»

وورود الحمام حين يعاف ال

ذلّ حلو والعيش في العزّ أحلى

ومنه قوله في الجمل: [مجزوء الرجز]

أهوج برّاق النّظر

بذّ المطايا وحسر «2»

لو أنّه داس النّغر «3»

من خفّة لما شعر

وقوله: [الخفيف]

قيل إنّ الهوى فراغ جهول

وكفى بالهوى لذي اللّب شغلا «4»

ما استحقّ الفراق نجد فيشتا

ق ولا استأهل الحمى أن يملّا

وقوله فى المدح: [المتقارب]

ترى القوم حين يفاجيهم

كريم له شرف المجلس «5»

قياما لهيبته خشعّا

ومن وطئ النار لم يجلس

كأنّ عيونهم حيرة

لرؤيته أعين النّرجس

تدير عليهم كؤوس المنون

مدار المدامة في الأكؤس «6»

وأنت بجدّهم لاعب

كما يلعب الموت بالأنفس

وقوله: [الكامل]

ص: 522

يا غائبا وعتابه إفراق

ما هكذا يتحاسب العشّاق «1»

يا من يعلّل نفسه بلقائنا

يفنى الحنين ويذهل المشتاق

392/ما كدت أعرف عيب من أحببته

حتى سلوت فصرت لا أشتاق «2»

وإذا أفاق الوجد واندمل الهوى

رأت القلوب ولم تر الأحداق «2»

وقوله في الحكمة:

حاول جسيمات الأمور ولا تقل

إنّ المحامد والعلا أرزاق «4»

وارغب بنفسك أن تكون مقصّرا

عن غاية فيها الطلاب سباق

لا تشفقنّ فإنّ يومك إن أتى

ميقاته لم ينفع الإشفاق

وإذا عجزت عن العدوّ فداره

وامزح له إنّ المزاح وفاق

يعتاض من قدري بمن هو دونه

والدّر ليس يشينه الإنفاق

وأعيش بالبلل الذي لو أنه

دمع لما رويت به الآماق «5»

ويزيدني عدم الدراهم عفّة

وعلى الدراهم تضرب الأعناق «5»

وقوله في المدح: [الكامل المرفل]

بلغوا من الدنيا نهايتها

وجرى بهم في صرفها المثل «7»

وإذا الرجال بغيرهم عرفوا

لم يعرفوا إلّا بما فعلوا

تبقى لهم أخبار من غلبوا

فكأنّهم أحيوا وقد قتلوا

ص: 523

من كلّ منشقّ الكعوب له

نصل على الأرواح تتّصل

منقضّة الأطراف تحسبها

طيرا على اللّبات تنتضل

وقوله في مصلوب: [الطويل]

على الجذع موف لا يزال كأنّه

سليب دعا قوما إليه فأقبلوا «1»

فقام يماريهم وقد مدّ باعه

يقول لهم عرضي أم الطّول أطول

393/وقوله: [الطويل]

سهامي من حظّي سهام أعدّها

عطائف نبع لحمهنّ ينال «2»

يردن وأطراف الرماح حوائم

وهنّ قصار والرّماح طوال

وقوله: [المنسرح]

وصارم في الضراب نفخته

يتبعها المنكبان والعنق «3»

ومن نطاق الجوزاء مطرّد

كأنّها في كعوبه نسق

وقوله في الساقه: [الرجز]

قد برأت أحلامها من النّزق

وانتقلت أخفافهنّ بالعلق «4»

عالجن خبثا طبقا بعد طبق

ظلّا يماشيها وظلّا قد أبق

وقوله:

ص: 524

أخزر ما في جفن عينيه طرق

لو أنه يخرق طرق لخرق «1»

وقوله في الفرس: [السريع]

كأنّ هاديه إذا عجته

يرغب بالبعض عن البعض «2»

وكلّما زدت إلى جيده

عنانه زادك في الركض

كأنّه البرق إذا رعته

أو هرب السهم من النّبض

تذعر منه ناشطات الملا

بكوكب في الجوّ منقضّ

إذا سما في صيد رأسه

أكرمت فوديه عن الغضّ

لا عيب فيه غير تيسيره

وأنّه يمشي على الأرض

ليس بمحدود إذا قسته

يعلم منه الكلّ بالبعض

وهو إذا حلّ بديمومة

لم تعرف الطّول من العرض

وقوله في الحكمة: [الطويل]

أقلّا فإنّ العيش مال وصحة

إذا عدّها لم يحمد العيش حامد «3»

394/ولا تأمنا لبس السقام سلمتما

على جسد فالسقم للموت رائد «4»

ومن لم يمت بالسيف مات بغيره

تخالفت الأسباب والدّاء واحد «5»

وقوله في رثاء بنت: [الخفيف]

ص: 525

ولعمري للبنت أصبت للقل

ب وأدنى إلى نوال البخيل «1»

لا كمن مات في البنات ولا مث

لك للحادث الملمّ الجليل

لا عقوق البنين يعدّ منهنّ

ولا جفوة الأب المملول

ولهنّ الحظّ الجزيل من الحر

قة والحزن والحنين الطويل «2»

والزيارات للقبور على اليأ

س وبعد الرجاء والتأميل

ولهذا يقال في المثل السا

ئر لا وجد فوق وجد الثكول

وقوله في عتاب أخ نصحه في الحفلة فنسبه إلى تقريعه: [البسيط]

هلّا خلوت بسمعي يوم تنصحني

إنّ النصيحة وسط القوم تقريع «3»

صنيعة خفت أن تخفى فبحت بها

لقد أضعت وبعض الحفظ تضييع «4»

يا زفرة قدحت نار الهموم بها

إنّ الهموم لها في الصدر ينبوع

قطعت حبل إخاء كان متّصلا

وكلّ من قطع الإخوان مقطوع

وقوله في الحكمة: [الطويل]

وإن أخي من لا يملّ خليقتي

ومن لا يراني قائما وهو جالس «5»

يجانسني في كلّ حال وإنّما

لكلّ امرئ من صحبه من يجانس «6»

وكنت مثال الكفّ منه ففاتني

وقد يحبس الشيء القريب الحوابس «7»

ص: 526

وقوله في النياق: [الطويل]

395/وطارت بهم حدب الظهور كأنّها

سفائن في لجّ الفلاة تمور «1»

إذا سألوها الوخد عاند سيرها

خوائف من جذب الأعنّة زور

تضلّ فتهديها بحدّ نسورها

قوادح مرو ليلهنّ بصير

كأنّ مخاضات الفرات صحائف

وهزّ به حتى عبرن سطور «2»

وقوله في الذكرى: [الكامل]

علّل جفونك بالرقاد فإنّه

ما كان ذاك العيش غير منام «3»

وأخاله حلما لكثرة ما أرى

أيامه في طارق الأحلام

وقوله: [الخفيف]

أيّ عذر للدّهر أو أيّ معنى

في محلّ يمحى وآخر يبنى «4»

وإذا مرّت الجنائز أعرض

نا كأنّا بمرّها ليس نعنى

وقوله: [الطويل]

رأيت أبا نصر يثمّر ماله

ولا تحفظ الأيام ما هو حافظ «5»

وإن امرأ تنعى الجنائز نفسه

لفي عظة لو أيقظته المواعظ

ومنه قوله في المدح: [الطويل]

ومن مثله فيكم إذا الخيل طوردت

وقد وردت ورد الحمام ضوائعا «6»

ص: 527

وما زال مذ ملّ الرهان عنانه

يقطّع أنفاس السّوابق وادعا «1»

في الهجاء: [السريع]

قلت لحلو راقني قوله

ما أحوج القول إلى فاعل «2»

أعيا على الغامز تقويمه

ومن يداوي مرض الجاهل

وقوله في الجيش: [السريع]

يلتهم البرّ برجراجة

كأنّها البحر بلا ساحل «3»

مرنّق الطير على ضربها

يكاد يدنو من يد النائل

396/كأنّما النسر بها راية

بين سنان الرمح والعامل

وقوله في السيف والرمح والقوس: [الكامل]

وقواطع مأثورة آياتها

في الدارعين خفيّة الآثار «4»

من كلّ مطّرد الكعوب سنانه

كالبرق ينبض أو لسان النار

يحبو الكميّ إذا اجتداه مرشّه

مجنونة الإقبال والإدبار

نعارة تطغى إذا هي روغمت

بالفتك رجع فواقها الهدّار

وقوله في السّرى إلى روضة:

حاولت قصدك في قصّيات المنى

بسرى إلى اللّذات غير سرار «5»

في ليلة سرق المحاق هلالها

فكأنّه في الأفق نصف سوار

ص: 528

واستودع الوسميّ كلّ وقيعة

من فضل صيّبه وكلّ قرار

حتى إذا بهر الأباطح والربى

نظرت إليك بأعين النوّار

وقوله في المدح:

وبنو خفاجة من عقابك عالجوا

يوما طويل الشرّ بالأنبار «1»

ولقد وعظت بهم مسامع غيرهم

وبلغت أقصى العذر في الإعذار

ولعمر جدّهم لقد أنذرتهم

لو أنّهم أصغوا إلى الإنذار

وقوله في الحكمة: [المتقارب]

تربّص بيومك ما في غد

فإنّ العواقب قد تعقب «2»

رضيت بميسور ما نلته

فلا أستزيد ولا أطلب

وقوله في الخيل: [الطويل]

397/إذا سار أعدته على البيد والعدى

شوادن من آل الوجيه وقرّح «3»

حوافرها من راعف ومثلّم

يرضّ بها الصخر الأصمّ ويفلح

وقد برحت والسنّ سنّ سميرة

به أثر من وطئها ليس يبرح

وما استصحب الفتيان مثل مثقّف

يماج به ماء القلوب ويمنح

ولا مثل مرتاع المهزّ كأنّه

عقيقة برق يستطير ويلمح

وقوله في الفرس: [الكامل]

وطمّرة مأطورة بلجامها

قوداء سالمة النساة الأشعر «4»

ص: 529

يوما يطارد في الرياض ظلالها

أشرا فيوما في ظلال العثير «1»

وقوله: [الخفيف]

وقسيّ معطّفات من النب

ع تطيع الأكفّ بعد نزاع «2»

كضلوع الأوعال تحفر نبلا

غير مأمونة على الأضلاع

وتنمّي إلى العلا غير وان

ربّ وان في حاجة وهو ساع

أريحي يخاله القوم مرعي

يا إذا كان فيهم وهو راعي

وقوله: [مجزوء الكامل]

ضاح يكون مقيله

في ظلّ ألوية العساكر «3»

صلب فإن لا ينته

ألفيته هشّ المكاسر

من معشر لا يتركو

ن لوارث إلّا المآثر

وقوله: [الخفيف]

أنت شمسي على النهار ظهيرا

وعلى الليل أنت بدري ونجمي «4»

عرف الناس رغبتي عن سواكم

فإذا ما مدحتكم لا أسمّي

وقوله: [البسيط]

وربّ ماء يقلّ النازلون به

عذب الموارد لا فيض ولا وشل «5»

وردته والدّجى حيران قد صدرت

عنه النجوم وفي أعناقها ميل

ص: 530

398/ومنه قوله في البرق: [الطويل]

ألا من لبرق في جوانح ليلة

كأنّ الدجى من حمله يتأوّد «1»

إذا قلت يبدو الصبح لي من خلاله

محاضوءه جنح من الليل أسود

يشبّ حريقا في السماء وميضه

كنار قرى في دارة الحيّ توقد «2»

أقام رهينا بالصّباح كأنّه

على الليل أسياف تسلّ وتغمد

ومنه قوله: [الكامل]

نصر العواذل والدّموع خواذلي

الآن سالمت السّهام مقاتلي «3»

بخلت دموع العين لي وسمحتم

أنتم دموع العين وهي عواذلي

وقوله:

ما بال سيف الدّولة الملك اغتدى

وهو الوسيلة أن يردّ وسائلي «4»

فكأننّي قلت الكواكب مثله

أو قلت إنّ الرزق ليس بجاهل

وقوله: [الكامل المرفل]

وكأن لي في كلّ جارحة

كبد مقلية على الجمر «5»

ومدامع بيض بأعيننا

تنحلّ من أكبادنا الحمر

وقوله: [الهزج]

وأير طوله باع

ولكن عرضه شبر «6»

ص: 531