الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأمر إلا لقريش، وأكد عمر على ذلك. فاقتُرِح أن يتولاها مهاجري ثم أنصاري وهكذا. وقوبل هذا بالرفض، ثم اقترح بعض الأنصار: أن يكون من المهاجرين أمير، ومن الأنصار أمير، ورفض هذا الرأي، وعندما رأى الأنصار أن المهاجرين سيبقون في المدينة، ولن يغادروها، اقتنعوا بأنهم أولى بهذا الأمر، فوافقوا، فتقدم عمر وبايع أبا بكر، ثم بايعه كل أهل السقيفة، وفي اليوم الثاني بايعه الناس البيعة العامة، وخطب في المسجد، فكان مما قاله:" أطيعوني ما أطعت الله ورسوله فيكم، فإن عصيت فلا طاعة لي عليكم ".
* * *
أعماله وفتوحاته:
-
كانت فترته قصيرة (سنتين و3 شهور)، وكانت مليئة بالأعمال الجليلة، أهمها:-
إنفاذ جيش أسامة بن زيد:
-
اقترح الكثيرون عدم إرسال هذا الجيش، نظراً لردة أغلب سكان الجزيرة، وإحداق الخطر بالمدينة، ورغم ذلك أنفذه أبو بكر، تنفيذاً لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم مهما كانت النتائج، وفي إرسال هذا الجيش بيان للجميع بقوة المسلمين المادية والمعنوية، وعاد الجيش منتصراً، وكان ذلك سبباً في ثبات الكثيرين على الإسلام.
* * *
حروب الردة:-
بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ارتدت كل الجزيرة عن الإسلام، ما عدا مكة والمدينة والطائف، فقسم من المرتدين عادوا إلى الكفر واتباع مدّعي النبوة، وقسم امتنعوا فقط عن دفع الزكاة، فأشار الصحابة بعدم قتالهم نظراً للظروف الحرجة،
ولخروج جيش أسامة بن زيد فرفض بكل شدة، وقال قولته المشهورة " والله لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونه إلى رسول الله لجاهدتهم عليه ".
بمجرد أن شيَّع أبو بكر جيش أسامة جعل الصحابة على منافذ المدينة لحراستها، وأمر المسلمين بالتواجد في المسجد للطوارئ خوفاً من مهاجمة المدينة، وحصلت غارة فردوها، وكان يخرج بنفسه إلى المنافذ.
جاءت بعد فترة قصيرة صدقات كثيرة، ومن جهات عديدة، وبعد شهرين عاد جيش أسامة منتصراً كما أسلفنا. فعقد أبو بكر (11) لواءً لقتال المرتدين في كل الجزيرة. انطلق خالد وقاتل أسد وغطفان وعامر، وكان يقودهم طليحة بن خويلد الأسدي (مدعي النبوة)، فالتقاهم خالد عند بئر بُزاخة، فنكَّل بهم، حتى انهزموا وتابوا.
ثم سار إلى منازل بني يربوع وبني تميم بالبطاح، وقد تنبأت فيهم سجاح، وقاتلهم، فقتل قائدهم مالك بن نويره وأخضعهم.
* * *
* معركة اليمامة (11 هـ/632 م):-
ثم سارت الجيوش إلى بني حنيفة في اليمامة، وقد تنبأ فيهم مسيلمة الكذاب، نشب قتال ضاري. وانتصر المسلمون أخيراً. وقتل مسيلمة، وتاب القوم وعادوا إلى الإسلام، وقد استشهد في المعركة عدد كبير من الصحابة، ومن حملة القرآن. وهذا ما حمل أبو بكر فيما بعد إلى التفكير في جمع القرآن بين دفتي مصحف.
أرسل أبو بكر جيوشاً بقيادة حذيفة بن محصن وعرفجة بن هرثمة وعكرمة إلى
أهل عمان ودبا ومهرة، فأخضعا تلك الجهات.
ثم أخضعت بحران وحضرموت واليمن، وكان قد تنبأ فيها الأسود العنسي. ومن قوادها المشهورين المهاجر بن أبي أمية، وعكرمة بن أبي جهل.
أرسل العلاء بن الحضرمي إلى البحرين، فأخضعها ودانت له. ثم أخضعت باقي الجهات بالقتال أو عادت إلى الحق بدون قتال، فاستقرت الأمور في الجزيرة العربية، ودانت أطرافها، ورفرف الإسلام عليها.