الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أوعزت بقتله، لأنه جردها من النفوذ والصلاحيات الواسعة التي كانت تتمتع بها في عهد زوجها المهدي (1). فلم يحكم إلا سنة، وثلاثة أشهر.
* * *
5 - هارون الرشيد
170 - 193 هـ/786 - 808 م:-
هو هارون الرشيد بن المهدي. درة التاج العباسي، ويعتبر بحق أحد عظماء الملوك في التاريخ، وفي عهده شمل الرخاء الإمبراطورية الإسلامية على نحو لم يتوافر من قبل. بلغت الدولة في أيامه قمة أوجها وعظمتها واستقرارها. واكتملت لها ألوان من العظمة والقوة والمجد العلمي. وكانت الدولة مهيبة الجانب عظيمة القدر. يقول السيوطي:- إن أيام الرشيد كانت كلها أيام خير. كأنها في حسنها أعراس وأعياد.
وكان شجاعًا، قاد الجيوش إلى بلاد الروم، فأخضعهم في عهد أبيه وهو في سن العشرين، وكان تقيًا يخشى الله في أموره كلها. حج تسعة مواسم، فشاع بين الناس أنه يحج عامًا، ويغزو عامًا. وكان يستمع إلى الوعاظ، فيبكي من خشية الله. فكان من أفاضل الخلفاء وفصحائهم وعلمائهم وكرمائهم. ومن فضائله رعايته للعلم وتأسيسه (بيت الحكمة) ذلك العهد الذي كان المنار للثقافة والفكر في العالم آنذاك، والذي انبعثت منه الشعلة التي أضاءت الطريق للنهضة الأوروبية فيما بعد (2).
وقد أشيعت الشائعات المغرضة، الباطلة حول الرشيد، ووجهت له التهم بصفته أعظم خلفاء بني العباس، فأشاعوا عن لهوه وكأسه وعرضه.
(1) ابن الأثير 6/ 34. ابن خلدون 3/ 217.
(2)
التاريخ الإسلامي/أحمد شلبي، 3/ 146.
الأحداث:-
كان عهده هادئًا مستقرًا، فلم تقم أي أحداث بارزة.
ثورة يحيى بن عبد الله (من ذرية الحسن بن علي): ثار في بلاد الديلم، وأخضع بعض الأقاليم سنة 176 هـ/792 م، فقضى عليه الرشيد سنة 180 هـ/796 م.
* * *
الخوارج:-
هبت للخوارج عاصفة قوية في عهد الرشيد كان يقودها رجل ذو بأس شديد، هو الوليد بن طريف (الشاري). وقامت ثورته سنة 178 هـ في الجزيرة، واستطاعت جيوش الخلافة القضاء عليه بعد جهد جهيد.
* * *
الزنادقة: تغلبوا على جرجان وعاثوا فيها بالفساد، فقضي عليهم سنة 181 هـ/797 م.
* * *
نكبة البرامكة: وهم من أصل فارسي مجوسي. وكان لهم نفوذ كبير وسيطرة واسعة أيام الرشيد. حيث جعلهم أمراء ووزراء، فتحكموا بالدولة ومقدراتها. ثم قضى عليهم الرشيد. وأنهي وجودهم سنة 187 هـ/802 م، لأسباب غير واضحة، واختلف المؤرخون كثيرًا في تلك الأسباب.
* * *
ثورة خراسان: قامت ثورة عنيفة في خراسان قادها رافع بن ليث بن نصر بن سيار نتيجة استبداد وتعسف والي خراسان، فعزل الرشيد هذا الوالي وحبسه ولكن الثورة استمرت، وقد استمر رافع في سلطانه حتى خضع للمأمون.