الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
13 - الجهمورية التركية (أنقرة):
-
تتكون من آسيا الصغرى (الأناضول) وجزء صغير من أوروبا، تبلغ مساحتها (779.452 كم 2). وموقعها استراتيجي لأنه يشرف على بحار هامة (الأسود والمتوسط) ويتحكم في مضايق تربط بين هذه البحار (الدردنيل والبسفور) وتركيا هي المعبر بين أوروبا وآسيا، يبلغ عدد السكان (56.473.035) حسب تعداد سنة 1990 م. يدين بالإسلام 99% على اختلاف أصولهم العرقية واللغوية.
* * *
دخول الإسلام وتاريخ البلاد:-
كانت آسيا الصغرى قبل الإسلام تابعة للإمبراطورية البيزنطية. في عام 6 هـ أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم كتب إلى ملوك الأرض يدعوهم للإسلام، فكتب إلى قيصر الروم، ويروى أن القيصر مال إلى الإسلام لولا عناد الكنيسة وأصحاب السلطة.
بعد فتوحات الشام اتجه المسلمون نحو الشمال، وفتحوا المدن التي واجهوها، واتخذوا ثغورًا ضد الروم على حدود آسيا الصغرى (1).
في فترات ضعف الدولة العباسية اجتاح الروم هذه الثغور، فتجمع المسلمون الأتراك (السلاجقة) ونذروا أنفسهم للجهاد في سبيل الله فاتجهوا من التركستان إلى الأناضول حيث واجهوا الروم، وانتصروا عليهم أعظم انتصار في معركة ملاذكرد عام
(1) المصدر السابق، ص 153.
463 هـ/1070 م فصاروا سادة آسيا الصغرى واتخذوا (قونية) عاصمة لهم، وعرفوا بـ (سلاجقة الروم)، فانتشر الإسلام في كل آسيا الصغرى عن طريقهم.
* * *
الدولة العثمانية:-
انتقلت قبيلة تركية من أواسط آسيا الصغرى فرارًا من المغول، واستقرت شمال غرب آسيا الصغرى تحت ظل السلاجقة. وبعد هزيمة السلاجقة أمام المغول أعلن رئيس القبيلة عثمان استقلاله سنة 699 هـ/1299 م، فكان ذلك نواة الدولة العثمانية التي جاهدت في أوروبا، وأخضعت هنغاريا، بلغراد، ألبانيا، اليونان، رومانيا، صربيا، بلغاريا، كما أخضعت كل المشرق الإسلامي.
وأعظم انتصار لها هو فتح القسطنطينية على يد السلطان محمد الثاني (الفاتح) سنة 857 هـ/1453 م، التي كانت عاصمة الإمبراطورية البيزنطية، فأصبحت مركز الخلافة الإسلامية، وصار اسمها استانبول.
وقد عاشت الدولة العثمانية خلال الفترة (699 - 1342 هـ/1299 - 1923 م) ثم انهارت الخلافة الإسلامية (وقد كانت آخر خلافة إسلامية موحدة)، وتفرقت الدول الإسلامية، وتحولت تركيا إلى جمهورية صغيرة.
شهدت تركيا حركة قومية على يد مصطفي كمال الذي نجح في عام 1342 هـ/1922 م إلغاء الخلافة الإسلامية، وإعلان الجمهورية التركية، وتمكن من استبدال المبادئ الإسلامية بأعراف قومية وعلمانية. وبقى في السلطة حتى وفاته سنة 1357 هـ/1938 م، وخلفه عصمت أينونو، واستمر حتى مات سنة 1370 هـ/1950 م