الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفتوحات:-
فتح هرقلة: كان الغزو في بلاد الروم لا ينقطع، ويقوده الرشيد بنفسه أحيانًا، وفي عام 187 هـ/802 م. نقض الروم بعد أن ولوا عليهم نقفور، الذي كتب إلى الرشيد " من نقفور ملك الروم إلى هارون ملك العرب. إذا قرأت كتابي هذا، فاردد إلى ما حمل إليك من الأموال، وافتد نفسك، وإلا فالسيف بيننا وبينك ". فغضب الرشيد غضبًا شديدًا. وكتب إليه: " من هارون أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم، قرأت كتابك يا ابن الكافرة. والجواب ما تراه دون ما تسمعه وسار إليه على جيش كبير. حتى دخل العاصمة (هرقلة) وانتصر عليهم، وأسر ابنة ملكهم، وغنم الكثير. وفرض عليهم الجزية. ونقض أهل قبرص فأخضعهم.
* * *
وفاته:-
عهد من بعده لولديه الأمين ثم المأمون، وكان ذلك باب فتنة هوجاء هبت عقب وفاته بين الأخوين. فأكلت الآلاف من المسلمين.
وتُوفي الرشيد عام 193 هـ/808 م. دام حكمه ثلاثة وعشرون عامًا.
* * *
6 - محمد الأمين
193 - 198 هـ/808 - 813 م:-
محمد الأمين بن هارون الرشيد، وأمه زبيدة بنت جعفر بن المنصور، وليس في خلفاء بني العباس من أمه وأبوه هاشميان سواه.
كان أبوه قد أخذ البيعة له ثم لأخيه المأمون من بعده، ثم القاسم وولاه العراق.
وولى المأمون الشرق (خراسان) وكان الرشيد قد أخذ لهما البيعة في مكة وأقسمهما على عدم الاختلاف وأشهد عليهما جميع من حضر، ووضع كتاب البيعة في جوف الكعبة.
فقام الفضل بن الربيع (وزير الأمين) بإغرائه بخلع أخيه المأمون ومبايعة ابنه موسى، ففعل، ومزق كتاب البيعة. فخرج عليه المأمون.
* * *
الصراع على السلطة ونهاية الأمين:-
في عام 195 هـ/810 م، أرسل الأمين جيشين لقتال أخيه، فهزمها طاهر بن الحسين قائد المأمون وفي 196 هـ/811 م ألحق بهم هزيمة أخرى.
ثم سار طاهر إلى بغداد فحاصرها وضيق في حصارها. فانفض أتباع الأمين من حوله. وزاد اتباع المأمون. ودخل جيش المأمون في بغداد سنة 198 هـ/813 م. فاستحر القتال بين الطرفين، فانهزم الأمين وفرَّ، ثم قتل في عام 198 هـ/813 م.
وقد كان الأمين كثير اللهو، ومحبًا للصيد، تاركًا أمور الدولة. وتروى عنه كتب التاريخ أنه كان خالعًا مسرفًا في التهتك والمجون (1).
استمرت خلافته خمس سنوات.
(1) الجاحظ/التاج، ص 43، المسعودي/مروج الذهب، جـ 2، ص 301 - 302.