الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
انهزمت الدولة العثمانية واستسلمت، فقطعت الدول الأوروبية أجزاءها وابتلعتها.
1342 هـ/1923 م إعلان الجمهورية التركية، وجعل الخلافة للشؤون الدينية فقط، وصار اليهودي العلماني/مصطفي كمال رئيسًا للجمهورية وهو من قادة حزب الاتحاد والترقي.
1343 هـ/1924 م إلغاء الخلافة نهائيًا وطرد بيت السلاطين من تركيا، وهكذا طويت صفحة آخر خلافة إسلامية.
* * *
مراحل انهيار الإمبراطورية العثمانية
الدول العربية تواجه العثمانيين:-
كانت الدول العربية تقع بين عاملين هامين أحدهما يجذبها إلى تركيا وهو كونها إمبراطورية إسلامية تمثل وحدة المسلمين وترابطهم. والعامل الثاني هو رغبة هذه الدول في الاستقلال وبناء نفسها بعيدًا عن الدولة العليا التي طالما أهملتها، فاشتدت الحركات الاستقلالية ضدها وكان من أبرزها:-
في مصر: حركة علي بك الكبير ثم حركة محمد علي.
في فلسطين: حركة الزعيم البدوي ظاهر العمر (المعاصر لعلي بك الكبير).
في لبنان: حركة فخر الدين المعني ثم حركة الشهابيين.
في العراق: حركات الباشوات المماليك، وفي قمتهم سليمان باشا (أبو ليلى).
في اليمن: حركة الزيدية.
في الجزيرة العربية: قيام الدولة السعودية مع فكر الشيخ محمد بن عبد الوهاب.
في شمال أفريقية: استبد بالسلطة زعماء محليون. وقد لعب السنوسيون دورًا كبيرًا في بعض أجزاء الشمال الإفريقي (1).
* * *
السلطان عبد الحميد (الثاني) بن عبد المجيد
1293 -
1327 هـ/1876 - 1909 م:-
آخر السلاطين الأقوياء من سلاطين الدولة العثمانية، ويعتبر من أشهرهم وأطولهم خلافة. وحدثت في عهده أحداث هامة، وشهدت الإمبراطورية أفول نجمها بعزله، سقط قبله سلطانان: عبد العزيز الذي خلع ثم قتل، ثم مراد الذي جن ثم خلع، وقد شارك كبار ضباط الجيش ورجال الدولة في الحدثين.
حفل عهده بهزائم دولية واسعة وخسائر عسكرية أليمة نزلت بالدولة نتيجة مواجهتها لتكتلات دولية أوروبية مسيحية لم تستطع الدولة مقاومتها، فخسرت أجزاء كبيرة من ممتلكاتها في أوروبا وآسيا وأفريقية. ووصل الجيش الروسي إلى العاصمة العثمانية.
(1) موسوعة التاريخ الإسلامي. د/أحمد شلبي.
الدستور العثماني:-
أعلن السلطان في مطلع عهده (1293 هـ/1876 م) الدستور العثماني القائم على الشورى، وجرت انتخابات عامة عقب ذلك، ولكنه عاد فأوقفه سنة 1295 هـ/1878 م. وعاد إلى أسلوب الحكم المطلق كسالفيه.
* * *
جمعية تركيا الفتاة:-
قامت هذه الجمعية نتيجة لإيقاف الدستور من جانب، وللهزائم التي نزلت بالدولة من جانب آخر. وكان مركزهم في باريس وجنيف، ونجحوا أخيرًا في عقد رباط بينهم وبين الجيوش التركية في مقدونيا حيث تألفت جمعية الاتحاد والترقي وانضم مصطفي كمال إليهم، وأخذوا يطالبون بإعادة الدستور.
* * *
العودة للدستور وفكرة الجامعة الإسلامية:-
تحت ضغط هذه الجماعة اضطر السلطان عبد الحميد أن يعيد الدستور بعد 31 عامًا من إيقافه وكان ذلك سنة 1326 هـ/1908 م، ثم ألغاه بعد عدة شهور، وكانت الجيوش التابعة لجماعة الاتحاد والترقي قد وصلت إلى العاصمة وهزمت جيوش السلطان، وتم عزله ومصادرة جميع أملاكه وطرده من البلاد سنة 1327 هـ/1909 م.
وكان السلطان قبل هذه الأحداث بفترة وجيزة دعا إلى فكرة الجامعة الإسلامية لربط المسلمين في شتى البلاد. ووجد هذا الاتجاه صدى كبيرًا في نفوس المسلمين.
ودعا كثير من الناس للدعوة الحميدية. وكان قصد السلطان من ذلك دعم وتحسين موقفه المتدهور، ولم تنجح هذه الدعوة، ولم تتحقق.
ديكتاتورية رجال الاتحاد والترقي:-
عندما آلت السلطة الفعلية إليهم بعد عزل السلطان باشر هؤلاء حكمًا مطلقًا استبداديًا غير مبالين بالدستور أو الشريعة، ثم جاء (كمال أتاتورك) على شاكلتهم.
* * *
مصطفي كمال أتاتورك (أبو الأتراك)
1342 -
1357 هـ/1923 - 1938 م:-
زعيم تركي. كان ضابطًا في الجيش العثماني. اشترك في جمعية تركيا الفتاة، وبرز اسمه سنة 1334 هـ/1915 م عندما استطاع رد هجوم الحلفاء على الدردنيل.
وفي سنة 1338 هـ/1919 م أسس الحزب الوطني التركي الذي حل محل جماعة الاتحاد والترقي، ومن أشهر أعماله انتصاراته الكبيرة على اليونان وطردهم من الأناضول سنة 1340 هـ/1921 م، وكان وثيق العلاقة بالغرب، عقد معهم معاهدة لوزان سنة 1342 هـ/1923 م، وبمقتضاها بسطت تركيا سلطانها من جديد على جميع آسيا الصغرى والقسطنطينية وتراقيا الشرقية.
* * *
رئيسًا للجمهورية:-
في سنة 1342 هـ/1923 م ألغى الخلافة الإسلامية وحول تركيا إلى جمهورية علمانية، وأصبح رئيسًا لها رياسة ديكتاتورية وتجدد انتخابه عدة مرات ولم ينقذ الناس منه إلا موته سنة 1357 هـ/1938 م.
انتماءاته ومحاربته للإسلام:-
يقول شيخ الإسلام: (إن مصطفي كمال كان عميق الصلة بطائفة (الدونمة) اليهودية، بل هو منها)، كما يؤكد (أن أعضاء جماعة الاتحاديين والكماليين " أتباع مصطفي كمال " تابعون جميعًا للمحفل الماسوني)(1)، ومنذ أن آلت السلطة إليه أبعد تركيا عن الإسلام تمامًا فألغى الخلافة الإسلامية نهائيًا في تركيا، وقطع كل صلة لها مع الإسلام والدول الإسلامية، واستبدل الدستور العثماني بدستور مدني (الدستور السويسري)، فدفع تركيا بذلك دفعًا إلى العلمانية (أي فصل الدين عن الدنيا) وتتبع ذلك في كل مظاهر الحياة في تركيا. لذا نلاحظ أن من أبرز اتجاهات تركيا الحديثة اتجاهها نحو الغرب، وتقليل علاقاتها مع الشرق الإسلامي.
ظل مصطفي كمال يشغل منصب رئيس الجمهورية حتى تُوفي سنة 1357 هـ/1938 م. انتهى هذا اليهودي العلماني، ولم يخلف للأتراك إلا الفقر والضياع.
- تابع بقية أحداث الجمهورية التركية في الباب القادم -
(1) الأسرار الخفية وراء إلغاء الخلافة العثمانية/شيخ الإسلام مصطفى صبري.