الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومعارضات شديدة. حتى تمكن من هذا الأمر، وهذا التصرف الذي بدأ به معاوية لا يجوز شرعًا، فالخلافة إمامة للمسلمين جميعًا. يتولاها الكفء منهم، ولا يجوز جعلها وراثية.
* * *
وفاته:-
سار معاوية في الناس سيرة حسنة، وحرص على جمع الكلمة. ولم يبق معارضًا إلا عدد من الخوارج وتأثيرهم ضعيف. كان عهد معاوية طويلًا ولكنه كان عريضًا أيضًا. فقد كان من أنضر عهود الخلافة الإسلامية، كان الأمن الداخلي مستتب، وكل العناصر المعادية له مغلوبة، وفتوحاته الخارجية مستمرة على كل الجبهات، مجلله بالانتصارات، كما كانت سابقًا.
وما أخذه الصحابة وأبنائهم على معاوية أخذه البيعة لابنه يزيد. تُوفي في رجب 60 هـ/679 م، فكانت خلافته عشرين عامًا. وهو أول من وضع البريد في الإسلام، وأول من اتخذ ديوان الختم.
* * *
*
يزيد بن معاوية
60 - 64 هـ/679 - 683 م:-
هو يزيد بن معاوية بن أبي سفيان. نشأ على شيء من الرفاهية والدلال، وعندما شب انصرف إلى اللهو والصيد، وقد وصلته الخلافة بعهدٍ من أبيه، فبايعته الأمصار في حياة أبيه، ما عدا نفر من المدينة، وقد حاول يزيد إجبارهم، فبايع ابن عمر وابن أبي بكر وابن عباس، أما الحسين وابن الزيير فقد رحلا إلى مكة، ولم يبايعا، وكانا يطمعان في الخلافة.
الفتوحات:-
حدثت فتوحات في أفريقية فقط، وهدأت في باقي الجهات بسبب الأحداث الداخلية والفتن. ففي أفريقيا واصل عقبة بن نافع الفتوحات غربًا ففتح بلاد الغرب كلها ووصل إلى المحيط الأطلسي، ويروى أن عقبة صعد على ربوة مقابل المحيط وقال: يا رب لولا هذا البحر لمضيت مجاهدًا في سبيلك. ولو كنت أعلم بعده أرضًا وناسًا لخضته إليهم.
* * *
الأحداث الداخلية:-
ثورات الشيعة:-
ثورات الشيعة كانت ثورات متصلة خلال العهد الأموي، بواعثها كراهية الأمويين، وهدفها إسقاطهم، بل وإضعاف المسلمين جميعًا.
* * *
فاجعة كربلاء 10 محرم 61 هـ/680 م (1):-
لم يبايع الحسين بن علي يزيدًا، وطلبه أهل العراق ليبايعوه وألحوا عليه، فخرج إليهم، وأخذ معه أهل بيته وخاصة جماعته، وقد نصحه كثيرون من أصحاب الرأي والمعرفة بعدم الخروج فلم ينتصح (ولعله اجتهد في ذلك فأخطأه التوفيق في اجتهاده) لقيته خيل عبيد الله بن قلاد والي البصرة والكوفة، فعدل إلى كربلاء، وهناك خيروه بين الاستسلام أو القتال فاختار القتال، فنشب القتال، فقاتل الحسين وأصحابه قتالًا
(1) البداية والنهاية/الحافظ ابن كثير جـ 8/ص 172.
مستميتًا، إلى أن قتل وكل أصحابه ومعظم أهل بيته، وحمل رأسه مع أهل بيته إلى يزيد، فبكى لما حدث، وأكرم نساء الحسين، ورحلهم إلى المدينة.
وكانت هذه فتنة أيسر ما نقول عنها إنها وسعت باب الفرقة والتهمت الآلاف والملايين من المسلمين، ولا يزال بابها مفتوحًا حتى كتابة هذه السطور.
* * *
وقعة الحرة واستباحة المدينة (ذو الحجة 63 هـ/683 م):-
وصل خبر كربلاء إلى المدينة، فأعلن عبد الله ابن الزبير خلع يزيد، وأخذ البيعة لنفسه، فبايعه أهل المدينة، فأرسل يزيد جيشًا دخل المدينة بعد إمهالها، فاستباح حرمتها وقتل المئات من الصحابة وأبنائهم فانهزمت، وواصل الجيش إلى مكة، وكان ابن الزبير قد فر إليها، فحوصرت مكة ورمي البيت بالمنجنيق وأُحْرِق بالنار، ثم مات يزيد أثناء حصار مكة، فرحل الجيش الأموي إلى الشام.
* * *
وفاته:-
كانت في ربيع أول 64 هـ/683 م، دامت خلافته 4 سنوات.
* * *
* معاوية (الثاني) بن يزيد 64 هـ/683 م:-
تولى بعد أبيه، ولمدة 40 يومًا فقط، ثم تنازل لمرضه وضعفه، واعتزل في بيته، حتى مات بعد 3 أشهر.
* * *
* انقطاع مؤقت للخلافة الأموية.