الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفتوحات الإسلامية:
-
انتهت حروب الردة، وكان لا بد من الجهاد، وأعداء الدولة كانوا الفرس والروم، وهما أعظم إمبراطوريتين في ذلك الوقت، ولحسن الحظ إنهما كانتا على خلاف وعدم اتفاق وهذا ما سهل مهمة المسلمين، فقاتلوا على جبهتين في وقت واحد.
1 - الجبهة الشرقية (الفرس):
-
سيطر الفرس على مناطق واسعة، تشمل العراق، وغرب الشام، وشمال الجزيرة، وخضعت لهم كثير من القبائل العربية، وكانت هذه القبائل تعمل على توطيد سلطان الفرس في مناطقها.
قاد الجيوش الإسلامية في تلك الجهات خالد بن الوليد، والمثنى بن حارثة، فحققوا انتصارات، ففتحوا الحيرة وبعض المدن العراقية، منها الأنبار ودومة الجندل والفراض وغيرها. بعدها أمر الخليفة خالداً بالتوجه للإنضمام إلى جيوش الشام.
2 - الجبهة الغربية (الروم):
-
سيَّر أبو بكر إلى الشام الجيوش التالية:-
1 -
جيش بقيادة يزيد بن أبي سفيان إلى دمشق.
2 -
جيش بقيادة عمرو بن العاص إلى فلسطين.
3 -
جيش بقيادة شرحبيل بن حسنه إلى الأردن.
4 -
جيش بقيادة أبو عبيدة بن الجراح إلى حمص (وله القيادة العامة)، وكان مجموعها (21000) مقاتل، وعكرمة بن أبي جهل احتياطي في الخلف ومعه (6000) مقاتل.
تعبأت جيوش الروم، فوصلت أعدادهم إلى 240 ألف مقاتل.
* * *
* بداية مكركة اليرموك (13 هـ/634 م):-
فأمر الخليفة خالد بن الوليد -كما ذكرنا- بالتوجه بجيشه إلى الشام، وتولي القيادة العامة، فنفذ الأمر، وقام برحلة تاريخية متخطياً الصحاري الشاسعة الغير مأهولة. فوصل إلى الشام بعد 18 يوم، تجمع المسلمون، ووصل عددهم إلى 36 ألف. ونظم خالد الجيش وقسمه، وكان ذلك على رافد من روافد نهر الأردن ويسمى (اليرموك)، نشب القتال، وكان عنيفاً، وأثناء ذلك جاء البريد بموت الخليفة أبو بكر وتولية عمر، وعزل خالد عن القيادة، وتأمير أبي عبيدة، وذلك في جمادى الآخرة عام 13 هـ/634 م.
ملاحظة: مما يذكر بالفخر والإعجاب لخالد تلقيه خبر العزل برضا وقبول مع أنه كان في أوج نصره، واستمر يقاتل بجد وإخلاص تحت إمرة القائد الجديد. وقد سبق أن وقف أبو عبيدة نفس هذا الموقف الرائع عندما طلب منه أبو بكر أن يسلم القيادة العامة لخالد.
إنها في الحقيقة نماذج إسلامية رائعة، ستظل ذكراها عطرة على مر السنين.