الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2 - الدولة البويهية
320 - 447 هـ/932 - 1055 م:-
امتازت هذه المرحلة بسيطرة آل بويه، وهم يعودون إلى بلاد الديلم (جنوب بحر قزوين)، وهم شيعة، حاقدين على الإسلام، متعصبين، أتوا بأفعال منكرة، وكانوا في البداية من الرعايا العاديين، على أن الأمجاد العظيمة التي حصل عليها بنو بويه دفعت بعض المؤرخين إلى أن يتوهموا لهم نسبًا رفيعًا. فنسبوهم أحيانًا إلى ملوك آل ساسان.
وأول من برز منهم بويه بن شجاع، وكان فقيرًا، صياد سمك، وكان أبناؤه أحمد وحسن وعلي جنودًا في جيش (ما كان بن كالي) أحد زعماء الديلم، وتدرجوا حتى صاروا أمراء في الجيش، ثم تركوه وانحازوا إلى الأمير مرداويج الذي رجحت كفته في السيطرة على الديلم، فخشي خطرهم وصرفهم، فجهز علي الجيوش وقاتل مرداويج حتى غلبه واستولى على الأهواز والكرج وعلى ممالك كثيرة. وأخرج أخاه حسن من السجن، فاستولى على أصبهان والري وهمذان. بدأ نفوذهم عام 320 هـ/932 م ووصلوا إلى قمة المجد والسلطان والنفوذ، واكتمل سلطانهم على مساحة شاسعة من أملاك الدولة العباسية. وطلبوا من الخليفة العباسي الاعتراف بهم، فتم لهم ذلك، وكانوا يتحكمون في الخلفاء العباسيين ويهينونهم، ويعينونهم ويخلعونهم كيفما شاءوا!.
ولم يبق للخلفاء معهم نفوذ ولا سلطان وذهبت هيبة الخلافة طيلة هذا العهد الأسود، وأصبح مصير العالم الإسلامي مرتبطًا بهؤلاء السلاطين الجدد.
استقدم الخليفة المتقي معز الدولة أحمد ليستولى على بغداد ويجعلها تحت حمايته وهكذا دخلت في سيطرتهم وحمايتهم.
وأبرز حكامهم أبناء بويه بن شجاع:-
- عماد الدولة علي. حكم فارس وله الإشراف والسلطان العام 320 - 338 هـ/932 - 949 م.
- ركن الدولة حسن. حكم الري وهمذان وأصفهان وطبرستان 320 - 366 هـ/932 - 976 م.
- معز الدولة أحمد. حكم العراق والأهواز وكرمان وواسط 320 - 356 هـ/932 - 966 م.
تقاسم هؤلاء الثلاثة الكبار البلاد على هذا النحو. وهو نظام يحمل في طياته بذور الشقاق. وهذا ما حصل. فبعد هؤلاء انتهت السلطة إلى عضد الدولة (بن ركن الدولة)، وفي عهده بلغ بنوبويه أقصى درجات سلطانهم. وبعد وفاته دبت الحروب بين أبنائه الثلاثة. واستمرت بين أخلافهم حتى دمرتهم جميعًا.
وكان آخرهم (الملك الرحيم) واقتحم السلاجقة بغداد في عهده وسجنوه. وانتهى بذلك عهد البويهيين.