الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشّعر العصْرىّ
(1)
أيعاتبُ الزَّمنُ الذي لا يُسعدُ
…
وبنوهُ في مَهدِ البطالةِ هجّدُ
مَهلاً فما هوَ بالملومِ ومن رمى
…
سهمَ الملامةِ نَحوه فمفنَّدُ
لو أفرغوا في وسعه ما جل من
…
عملٍ لأغدقَ فيهِ عَيشٌ أرغد
أَرأَيْتَ كيْفَ شدت بلابلُ سعده
…
وزهت ببهجته غصونٌ مِيَّدُ
إذ أَنفقَ الأسلاف في سُبلِ الهدى
…
جُهْدَ استطاعتهم، ونِعْمَ المقصد
حتى استدار بهيئةٍ منضودةٍ
…
وطِلاعُه أَفعالُ برٍّ تُحمدُ
كنَّا بني الإِسلامِ أصدقَ لهجةٍ
…
وأَصحَّ عهْداً بالوفاء يُؤكَّدُ
عقدَ التآخي في الديانة بيننا
…
نسباً قرابتُه أَشَدُّ وأَفيَدُ
ما سام ذو رأي سديدٍ مطلباً
…
إلّا غدا بيد المعونةِ يُعضدُ
ولنا نفوسٌ لم تنط آمالها
…
إلّا بما هو في المعاني أمجدُ
نُنْضي عزائمَ كالسيوفِ صرامةً
…
لكنْ لِوَفْرِ طِعانها لا تُغمدُ
كنَّا بدورَ هدايةٍ ما من سنا
…
إلّا ومن أَنوارها يُستوقدُ
وإذا تكامل واستوى بدرٌ بدا
…
في أُفق طلعته السنيّةِ فَرقدُ
(1) العدد الحادي عشر - المصادر في غرة جمادى الثانية 1322، ونشرت في ديوان "خواطر الحياة" للإمام.
كنَّا بحورَ معارفٍ ما من حُلىً
…
إلّا ومن أغوارِها يتصيَّدُ
ما صَرْصرتْ أقلامُنا في مَهْرقٍ
…
إلّا رأيتَ الدُّرَّ فيه يُنضَّدُ
من كلِّ معنى يبهرُ الألبابَ أو
…
نسجٍ يقومُ له البليغُ ويقعدُ
ويقومُ فينا للخطابةِ مِصقع
…
فترى بناتِ الفكر كيف نولِّدُ
كنَّا جلاءً للصدورِ من القذى
…
ولواؤنا بيدِ السعادةِ يُعقَدُ
ما صافحتْ راحاتنا دوحاً ذوى
…
إلّا وأينعَ منه غصنٌ أغيدُ
ومن احتمى بطِرَافِنا السامي الذُّرى
…
آوى إلى الحرمِ الذي لا يُضهدُ
لا يمتري أهل التَّمدُّن أنَّهم
…
لو لم يسيروا إثرنا لم يَصعدوا
فسلوا متى شئتم سُراتهم فما
…
من أمةٍ إلّا لنا فيها يَدٌ
لا فخرَ في الدنيا بغير مجادةٍ
…
تعنو لها الأممُ العظامُ وتسجدُ
لكنَّنا لم نرعَ فيه حرمةً
…
بذمامِها منَّا الرقابُ تُقلَّدُ
أخذت مطيَّاتُ الهوى تحدو بنا
…
في كلِّ لاغيةٍ كساعةِ نُولدُ
حتَّى انزوى من ظِلها الممدودِ ما
…
فيه مقامٌ يُستطابُ ومَقعدُ
أبناءَ هذا العصر هل من نهضةٍ
…
تُشفي غليلاً حَرُّه يَتصعدُ
هذي الصنائعُ ذَلَّلت أدواتها
…
وسبيلها للعالمين مُمهّدُ
وكذاك بذر العلم أخرج شطأه
…
ودنا جناه فما لنا لا نَحصدُ
بهما جرى القومُ الذين استُضعفوا
…
من قبلُ شوطاً في المتقدم يُبعَدُ
أفلا نسير مسير ذي رُشدٍ إلى
…
آثار ما قد أسَّسوه وشيَّدوا
فلطالما حوت الغنائمُ جولةً
…
من رائدِ النظرِ الذي لا يُخمدُ
إنَّ المعارفَ والصنائعَ عُدَّةٌ
…
بابُ الترقي من سِواها مُوصدٌ