الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كتابة القرآن بلفظه العربي بالأحرف الفرنسية
(1)
سؤال:
طلب مني بعض الأوروباويين ممن لا يحسنون القراءة والنطق باللغة العربية، ودخل في الديانة السمحاء، أن أكتب له بعض سور من كلام الله تعالى بلفظها العربي والأحرف الفرنساوية "لاتينية"، ليمكن له حفظها وقراءتها وقت أدائه فريضة الصلاة، حيث يعسر عليه الاجتماع بمن يلقنه ذلك مشافهة، وبما كنّا نجهل الحكم في ذلك، نرجو من كمالكم إرشادنا لما تقتضيه أحكام الشريعة الإِسلامية من الجواز والمنع، والله يحرسكم ويُكثِر من أمثالكم.
جواب:
إن القرآن يشتمل على أحرف لا يوجد في القلم الفرنسوي أشكال تدل عليها، مثل "ح خ ذ ث ط ض ص ع غ ق"، فالآيات التي تضمنت بعض هذه الأحرف تمتنع كتابتها بالقلم الفرنسوي قطعاً؛ لأن الكاتب إما أن يترك تلك الأحرف أصلاً، أو يرسمها بأشكال أحرف أخرى، كوضع الهاء موضع الحاء، أو السين موضع الصاد، والأول نقص والثاني تبديل، وما كان لنا أن نحذف منه ولا أن نبدّله من تلقاء أنفسنا.
(1) العدد الثامن - الصادر في 16 ربيع الثاني 1322
نعم. لو أمكن وضع أشكال باصطلاح جديد، تدل على معاني الأحرف التي سردناها، بحيث يتوصل من كتبت له إلى معرفتها وكيفية النطق بها على أصلها، لم يمتنع مراعاة للضرورة التي تضمنها السؤال، كما أنه لو فرض وجود آية وجميع أحرفها له أشكال فرنسوية بأن تكون خالية من الأحرف المسرودة أولاً، لجازت كتابتها بها، وتكون تلك الأشكال المصطلح عليها وأشكال الأحرف الفرنسوية تفسيراً، أي علامات على ما هو القرآن، وُيلوِّح إلى ذلك قول القرافي:"فلو كتب بالعجمي جاز مسّه للمحدث لأنه تفسير للقرآن لا قرآن".