الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كيف التخلص من البدع
؟ (1)
أسئلة متعددة:
هل يخلص العبد في توحيده ومتابعته للحق وهو جاهل؟
وهل يخلص ظنّه بالله ويحسن، وهو مخلط مسيء ومتمن مغرور؟
وهل يمنح الفضل والهداية واليقين والتوفيق، وهو متلبس بالبدع المضلة؟
وهل يكون ميسر العمل البر، مشروح الصدر، كريم النفس، مع الكبر والحسد؟ وهل يحب الحق ويكره الباطل ويواسي في الله ويعادي فيه، وهو مخالط لأهل المنكر والضلال؟ وهل يصدّق ويصدْق في الحق ويعطي فرقاناً، وهو آكل حراماً أو ما فيه شبهة؟ وهل يعتقد الحق ويعمل به، وهو مع المؤولين المتعصبين المدعين الدجالين؟ وهل تيسر له التوبة النصوح، مع الإصرار والتمرد والنفاق والمداهنة؟ وهل يكون من أهل الصراط المستقيم المخبتين الخائفين الراجين المحبين أهل السبق والبشارة، وهو راكس في هواه وعوائده الطبيعية والبلدية والمذهبية والعشيرية؟ وهل يكون مختاراً مجتبى تنفعه الذكرى، ويخشى الله ويتقيه، ومتوكلاً عليه منور القلب فيُيسر للخير ويُرحم وينصح ويأمر وينهي، وُيعطي ويمنع وهو متلبس بأنواع من الفساد الظاهر والباطن، وتضييع أكثر الواجب، وارتكاب كل ما يقدر من المخالفات من كل
(1) العدد الخامس عشر - الصادر في غرة شعبان الأكرم 1322
ما يغضب الله ويسخطه ويكرهه؟ وهل يتصور إسلام، مع نبذ الشرع والعهود والاعتداء على حدود الله، وما لا يعد ولا يحصى من التكلم بالباطل، وبكلام المردة الذي ينقض عرى الإِسلام عروة عروة من حيث لا يدري، وذكر أهل المخالفة للشرع والميل إليهم، واستحسان ما هم عليه والدعوة إليه؟ وهل من سبيل إلى النجاة من هذه الأحوال؟
جواب:
سبيل النجاة من تلك الأحوال بالنسبة للملتبس بها، هو الرجوع إلى التمسك بالكتاب والسّنة، والاقتداء بسيرة السلف الصالح، وكل ذلك لم يزل محفوظاً مذكوراً.
أما المشاهد لها، فلا يضره من ضلَّ، إذا اهتدى للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ما وجد لذلك سبيلاً، وإن البدع وإن انتشرت بيننا انتشار السنن في الصدر الأول، فباضت وفرَّخت في كل ناد، وهبّت عواصفها في كل واد، لا يعسر اقتلاعها من حيث نبتت، وطيها من حيث نشرت، لو يقوم السادة العلماء يداً واحدة يستقصون آثارها، ويقرطسون فيها سهام الرد والإنكار بألسنتهم وأقلامهم الشديدة العارضة، من غير التفات إلى تفنيد وتثريب {وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ} [التوبة: 62] ، وقد جمعنا في الأسبوع الفارط محفل مبارك مع بعض المدرسين المحققين، فوقعت عينه على بعض محدثات مكروهة شرعاً، فأمر بإزالتها في الحال، فبادر أهل ذلك "المجمع إلى امتثال ما أمر به الأستاذ مع هيبة واحترام، ومثل هذا مما ينبئك على ما قذفه الله في القلوب من الانقياد والتعظيم للعلماء العاملين، وأنهم القدوة والمثال الذي ولع الناس بتقليده.