الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أبو بكر بن العرَبيّ
(1)(2)
هو محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن العربي المعافري
(1) العدد السادس عشر - المصادر في 16 شعبان الأكرم 1322.
(2)
للإمام بحث آخر عن أبي بكر بن العربي في كتابه "تراجم الرجال".
كتب الإِمام مقدمة للتراجم التي عزمت المجلة على إنجازها قال فيها:
"من الفنون التي أخذت العرب من العناية منها قسطاً وافراً علم التاريخ" وهو معرفة أحوال الأمم الماضية من أخلاقهم وعاداتهم وصنائعهم وأنسابهم ووفياتهم إلى غير ذلك، وفائدته العبرة بتلك الأحوال والتنصح بها، وحصول ملكة التجارب بالوقوف على طبائع الكائنات وتقلبات الزمن وأطواره، ليتحرز عن أشباه ما أملاه عليه من الخطوب التي نزلت بالأفراد والأمم عن عروش الفخامة والجلال، ويعلم كيف التخلص منها بعد السقوط في مهواتها، ويعمد إلى التأسي بهم في الأشياء التي كانت أساس ارتقائهم، واستوجبوا بها حسن الذكرى وجميل الأحدوثة، ولذلك جعلته الشريعة الغرّاء ذريعة إلى الاعتبار والتهذيب، وعلَّمت الناس كيف ينتفع به في الاجتماع البشري.
وقد احتفل القرآن في ذلك، فأفاض على عقول أهله أشعة من مواعظه الحسنة، وألقي إليهم بشذر من أسراره، ليتفقهوا بها في دينهم ودنياهم، وأكثر قصصه وأخباره من الغيوب التي لا يعلمها العرب، قال تعال:{تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا} [هود: 49] لكنها من جنس ما كانوا ينتحلونه وينظمونه في سلك مذاكراتهم".
هذا وقد عزمنا على إنجاز ما وعدنا به طالع هذه المجلة من فتح باب لهذا الفن، =
الأندلسي الإشبيلي، ولد ليلة يوم الخميس لثمان بقين من شعبان سنة ثمان وستين وأربعمائة، وحفظ القرآن وهو ابن تسع سنين، وما بلغ ست عشرة إلا وقد قرأ من الأحرف نحواً من عشرة بما يتبعها من إظهار وإدغام ونحوه، وتمرَّن في الغريب والشعر واللغة، ثم رحل إلى المشرق مع أبيه يوم الأحد مستهل شهر ربيع الأول سنة خمس وثمانين وأربعمائة، فدخل الشام والعراق وبغداد وسمع بها من كبار العلماء، "كأبي بكر بن الوليد الطرطوشي"، و"أبي بكر الشاشي"، ثم حجَّ في سنة تسع وثمانين، وعاد إلى بغداد ولقي "أبا حامد الطوسي الغزالي".
قال في "قانون التأويل": "ورد علينا ذا نشمند "يعني الغزالي" فنزل برباط أبي سعد لإزاء المدرسة النظامية معرضاً عن الدنيا مقبلاً على الله تعالى، فمشينا إليه وعرضنا أمنيتنا عليه، وقلت له: أنت ضالتنا التي كنّا ننشد وإمامنا الذي به نسترشد، فلقينا لقاء المعرفة، وشاهدنا منه ما كان فوق الصفة، وتحققنا أن الذي نقل إلينا من أن الخبر على الغائب فوق المشاهدة ليس على العموم، ولو رآه "علي بن العباس" لما قال:
إذا ما مدحت امرءاً غائباً
…
فلا تغلُ في مدحه واقصدِ
فإنَّك إن تغلُ تغل الظّنو
…
نُ فيه إلى الأمدِ الأبعد
فيصغر من حيث عظَّمته
…
لفضلِ المغيبِ على المشهد
= الذي ندب إليه الشارع بقوله: {وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ} [إبراهيم: 5] وسبق إلى استحساننا التصدي للتعريف ببعض العلماء الأعلام، الذين اعتنت الجهابذة بنقل أنبائهم العظيمة وتخليد آثارهم الفخيمة، ونذكرها بعون الله على حسب ما تسمح به الفرص، من غير نظر إلى ترتيبهم في الزمان ورفعة المكان.
وذكر في العواصم أنه لقيه بمدينة "السلام" سنة تسعين وأربعمائة، ثم صدر القاضي أبو بكر عن بغداد، ولقي بمصر والإسكندرية جماعة من المحدّثين، فكتب عنهم واستفاد منهم وأفادهم، ومات أبوه رحمه الله "بالإسكندرية" أوّل سنة ثلاث وتسعين، فانصرف حينئذ إلى "إشبيلية" بعلم كثير لم يدخل أحد قبله بمثله ممّن كانت له رحلة إلى المشرق، ولذا نقل عنه أنه قال:"كل من رحل لم يأت بمثل ما أتيت به أنا و"القاضي أبو الوليد الباجي"، أو ما هذا معناه، واستقضي بها فنفع الله تعالى به أهلها لصرامته وشدَّته على الظالمين والرفق والرأفة بالمعتدلين، شأن العالم الذي لا تدور أعماله إلا على محور الشريعة، والتزم هذا القاضي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حتى أوذي في ذلك بذهاب كتبه وماله، فقابل ذلك كله بالصبر الجميل، وكان كثير التحمل ثابت الفؤاد.
قال في "العواصم": "ولقد حكمت بين الناس فألزمتهم الصلاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حتى لم يكن في الأرض منكر، واشتدَّ الخطب على أهل الغصب، وعظم على الفسقة الكرب، فتألبوا وألبَّوا وثاروا إلى فاستسلمت لأمر الله، وأمرت كل من حولي أن لا يدفعوا عن دْاري، وخرجت على السطوح بنفسي، فعاثوا علي وأمسيت سليب الدار، ولولا ما سبق من حسن المقدار لكنت قتيل الدار".
ومما وقع في زمن ولايته أن احتاج سور "إشبيلية" إلى بنيان جهة منه، ولم يكن بها مال متوفر، ففرض على الناس جلود ضحاياهم، وكان ذلك في عيد أضحى فأحضروها وهم كرهون، ثم صُرِف عن القضاء، وأقبل على نشر العلم وبثِّه.
وذكره "ابن الزبير في صلته"، وقال في حقه:"كان فصيحاً، حافظاً، أديباً، شاعراً، كثير الملح، مليح المجلس"، ثم قال:"قال القاضي عياض بعد أن وصفه بما ذكرته: لكثرة حديثه وأخباره وغريب حكاياته ورواياته؛ أكثر الناس الكلام وطعنوا في حديثه".
ويؤيد لك ما نقله ابن الزبير عن عياض، ما روى "ابن مسدي" في "معجم شيوخه" أن أبا بكر بن العربي قال "لأبي جعفر المرخي" حين ذكر أنه لا يعرف حديث "ابن خطل" والأمر بقتله إلا من حديث "مالك عن الزهريّ": قد رويته من ثلاثة عشر طريقاً غير طريق مالك، فقالوا له:"أفدنا هذه الفوائد"، فوعدهم ولم يخرج لهم شيئاً، قال "الحافظ في نكته": "قد استبعد أهل إشبيلية قول ابن العربي حتى قال قائلهم:
يا أهلَ حمصَ ومن بها أوصيكم
…
بالبرِّ والتَقوى وصيةَ مشفقِ
فخذوا عن العربي أسمارَ الدُّجى
…
وخذوا الروايةَ عن إمامٍ متَّقِ
إن الفتى ذربُ اللِّسانِ مهذبٌ
…
إن لم يجد خبراً صحيحاً يَخْلُقِ
وعنى بأهل حمص أهل اشبيلية، قال:"وقد تتبعت طرقه فوجدته كما قال ابن العربي بل أزيد".
وقال المحدِّث "أبو القاسم خلف بن عبد الملك بن بشكوال" في حقه: "هو الحافظ المتبحر ختام علماء الأندلس وآخر أئمتها وحفّاظها". ومما قاله في ترجمته "الفتح بن خاقان" في "مطمح الأنس" ما نصه: "علم الأعلام، الطاهر الأثواب، الباهر الألباب، الذي أنسى ذكاء أياس، وترك التقليد للقياس، وأنتج الفرع من غير أصل، وغدا في الإِسلام أمضى من النصل، سقى الله به
الأندلس بعد ما أجدبت من المعارف، ومدَّ عليها منه ظله الوارف، وكساها رونق نبله، وسقاها ريق وبله"، إلى أن قال: "حتى أصبح في العلم وحيداً، ولم تجد عنه رئاسته محيداً، فكرَّ إلى الأندلس فحلَّها والنفوس إليه متطلعة، ولأنبائه متسمعة، فناهيك من حظوة لقى، ومن عزة سقى، ومن رفعة سما إليها ورقى، وحسبك من مفاخر قلَّدها، ومحاسن أنس أثبتها فيها وخلّدها" اهـ.
ومن اطلع على ما انطوت عليه تآليفه من التحقيقات البديعة والفوائد النفيسة، عظمت في عينه مكانة هذا الرجل، وعلم أن مقامه الأسمى فوق ما وصفه به هؤلاء الواصفون.
* تآليفه:
منها كتاب "القبس في شرح موطأ مالك بن أنس"، وكتاب "ترتيب المسالك في شرح موطأ مالك"، وكتاب "عارضة الأحوذي في شرح سنن الترمذي"، وكتاب "الخلافيات"، وكتاب "أحكام القرآن"، وكتاب "مراقي الزلف"، وكتاب "نوا هي الدواهي"، وكتاب "العواصم والقواصم"، وكتاب "سراج المريدين"، وكتاب "المشكلين مشكل الكتاب والسنة"، وكتاب "الناسخ والمنسوخ في القرآن"، وكتاب "النيرين في الصحيحين"، وكتاب "سراج المهتدين"، وكتاب "الأمد الأقصى بأسماء الله الحسنى وصفاته العلى"، "وتبيين الصحيح في تعيين الذبيح"، و"تفصيل التفضيل بين التحميد والتهليل"، ورسالة "الكافي في أن لا دليل على النافي"، وكتاب "التوسط في معرفة صحة الاعتقاد والرد على من خالف السنة من ذوي البدع والإلحاد"، وكتاب "الإنصاف في مسائل الخلاف" عشرون مجلداً، وكتاب "المحصول في علم الأصول"، وكتاب "أعيان الأعيان"، وكتاب "ملجأة المتفقهين في معرفة
غوامض النحويين"، وكتاب "ترتيب الرحلة"، وكتاب "حديث الإفك"، وكتاب "حديث جابر في الشفاعة"، وكتاب "شرح حديث أم زرع"، وكتاب "أنوار الفجر"، وكتاب "قانون التأويل"، قال "ابن جزّي" في تفسيره: "أما ابن العربي فصنَّف كتاب "أنوار الفجر" في غاية الاحتفال والجمع لعلوم القرآن، فلما تلف تلافاه بكتاب "قانون التأويل"، إلا أنه اخترمته المنية قبل تخليصه وتلخيصه، وألَّف في سائر علوم القرآن تآليف مفيدة".
وقد يسَّر الله لصاحب هاته الجملة مطالعة جانب منها، ككتاب "العارضة" في مجلدين وجزأين من الأحكام، يبتدآن من المائدة إلى سورة الناس، وثلاثة أجزاء من "ترتيب المسالك"، وكتاب "العواصم والقواصم" وانتفعنا بها نفعاً عظيماً.
* وفاته:
قال ابن الزبير توفي، أي ابن العربي، من منصرفه من "مراكش" من الوجهة التي توجه فيها مع أهل بلده إلى الحضرة بعد دخول مدينة إشبيلية، فحبسوا بمراكش نحو عام ثم سُرحوا، فأدركته منيته بطريقه على مقربة من مدينة "فاس" بمرحلة، وحمل ميتاً إلى مدينة فاس، فدفن بها "بباب الجيسة".
وقال القاضي "أبو الحسن النباهي" في كتاب "المرقبة العليا في القضاء والفتيا": "الصحيح في القاضي أبي بكر أنه دفن خارج باب المحروق من فاس، وما وقع من دفنه بباب الجيسة وهْمٌ من ابن الزبير وغلط، وقد زرناه وشاهدنا قبره حيث ذكرناه، وكانت وفاته رحمه الله سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة".
* فوائده:
منها قوله رحمه الله تعالى: "تذاكرت بالمسجد الأقصى مع شيخنا "أبي بكر الفهري الطرطوشي" حديث أبي ثعلبة المرفوع "أن من ورائكم أيّاماً للعامل فيها أجر خمسين منكم" فقالوا: بل منهم، فقال: بل منكم؛ لأنكم تجدون على الخير أعواناً وهم لا يجدون عليه أعواناً، وتفاوضنا كيف يكون أجر من يأتي من الأمة أضعاف أجر الصحابة مع أنهم قد أسسوا الإِسلام وعضدوا الدين، وأقاموا المنار، وافتتحوا الأمصار، وحموا البيضاء، ومهدوا الملة، وقد قال صلى الله عليه وسلم "لو أنفق أحدكم كلَّ يوم مثل أُحُدٍ ذهباً ما بلغ مُدَّ أَحدِهم ولا نصيفه" فتراجعنا القول وتَحصَّل ما أوضحناه في شرح الصحيح.
وخلاصته أن الصحابة كانت لهم أعمال كثيرة لا يلحقهم فيها أحد ولا يدانيهم فيها بشر، وأعمال سواها من مرفوع الدين يساويهم فيها في الأجر من أخلص إخلاصهم، وخلَّصها من شوائب البدع والرياء بعدهم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باب عظيم هو ابتداء الدين والإِسلام، وهو أيضاً انتهاؤه، وقد كان قليلاً في ابتداء الإِسلام صعب المرام وفي آخر الزمان أيضاً يعود كذلك، لوعد الصادق صلى الله عليه وسلم بفساد الزمان، وظهور الفتن، وغلبة الباطل، واستيلاء التبديل والتغيير على الحق من الخلق، وركوب من يأتي سنن من مضى من أهل الكتاب، كما قال صلى الله عليه وسلم:"لتركبنَّ سنن من قبلكم شبراً بشير وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جُحرَ ضبٍّ لدخلتموه" وقال صلى الله عليه وسلم: "بدأ الإِسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ"، فلابد والله تعالى أعلم بحكم هذا الوعد الصادق أن يرجع الإِسلام إلى واحد كما بدأ من واحد، ويصعب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حتى إذا قام به قائم مع احتواشه بالمخاوف
وباع نفسه من الله تعالى في الدُّعاء إليه كان له من الأجر أضعاف ما كان لمن كان متمكناً منه معانا عليه بكثرة الدعاء إلى الله تعالى، وذلك قوله:"لأنكم تجدون على الخير أعواناً وهم لا يجدون عليه أعواناً" حتى ينقطع ذلك انقطاعاً باتاً لضعف اليقين وقلة الدين كما قال صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم السَّاعة حتى لا يقالُ في الأرضِ الله الله"، فروي برفع الهاء ونصبها، فالرفع على معنى لا يبقى موحد يذكر الله عز وجل، والنصب على معنى لا يبقى آمر بمعروف ولا ناه عن منكر يقول: أخاف الله، وحينئذ يتمنى العاقل الموت، كما قال صلى الله عليه وسلم:"لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول يا ليتني كنت مكانه".
"السعادة" يبتغي بعض المنتسبين إلى العلم أن تكون لهم اليد المطلقة في النهي عن كل منكر يشاهدونه، حتى إذا لم يتمكنوا من النهي عن بعض المنكرات أعرضوا ونأوا بجانبهم عن القيام بحقوق هذا الواجب رأساً، وخلعوا عهدته من رقابهم ولو فيما تنفذ فيه كلمتهم، ومنهم من يهملها استناداً لقضية اختلقتها ألسنة الذين يؤثرون الحياة الدنيا عن الآخرة، ليتخذوها وليجة لإرضاء من لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضراً، ألا وهي دعوى فساد الزمان وعدم إفادة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عند غلبية الفساد، والله يشهد أنهم لمخطئون، لا تكون الحيلولة بينهم وبين النهي عن بعض المنكرات حجة يستبيحون بها التخلف والتنازل عن هذا المنصب مطلقاً، ولا يكون ظنهم عدم إفادة أمرهم ونهيهم عذراً صحيحاً يقدمونه عندما يُسألون.
ومنها قوله في "الأحكام" عند قوله تعالى: {فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ} [فصلت: 16] قيل: إنها كانت آخر شوال من الأربعاء إلى الأربعاء، والناس يكرهون السفر يوم الأربعاء لأجل هذه الرواية، حتى أن لقيت يوماً مع "خالي الحسن بن
أبي حفص" رجلاً من الكتاب، فودعنا بنية السفر، فلما فارقنا قال لي خالي: إنك لا تراه أبداً لأنه سافر في يوم أربعاء لا يتكرر وكذا كان، مات في سفره، وهذا ما لا أراه لأن يوم الأربعاء يوم عجيب، بما جاء في الحديث من الخلق فيه والترتيب، فإن الحديث ثابت بأن الله تعالى خلق يوم السبت التربة، ويوم الأحد الجبال، ويوم الاثنين الشجر، ويوم الثلاثاء المكروه، ويوم الأربعاء النور، وروي النون، وفي غريب الحديث أنه خلق يوم الأربعاء التقن، وهو كل شيء تتقن به الأشياء، يعني المعادن من الذهب والفضة والنحاس والحديد والرصاص، فاليوم الذي خلق فيه المكروه لا تعافه النفس، واليوم الذي خلق فيه النور أو التقن يعافونه، إن هذا لهو الجهل المبين.
وفي "المغازي" أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا على الأحزاب من يوم الاثنين إلى يوم الأربعاء بين الظهر والعصر فأستجيب له وهي ساعة فاضلة، فالآثار الصحاح تدل على فضل هذا اليوم، فكيف يُدعى فيه التحذير والنحس بأحاديث لا أصل لها، وقد صوَّر قوم أياماً من الأشهر الشمسية ادعوا فيها الكراهة، لا يحل لمسلم أن ينظر إليها ولا يشغل بها بالاً، قبَّحهم الله.
"السعادة" بهذا يعلم أن ما جرت به العادة من عدم عيادة المريض في هذا اليوم وتطيره بذلك، وهو وسوسة وهوس لا تشتغل به إلا الخواطر المبرسمة التي تبني معتقداتها على شفا جرف الأوهام الباطلة.