الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المعتزلة: لولا العلم والدّاعي لَصَحَّ الاعتزالُ وتَمَّتِ الدَّسَّةُ.
6 - {عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ} :
عبَّر بالدائرة إشارةً إلى أن ما حَلَّ بهم من العذاب لا ينتهي؛ لأنَّ الدائرةَ كما تَقَرَّرَ في الهندسة لا طَرَفَ لها ولا آخر.
8 - {شَاهِدًا} :
قولُ ابن عطية: "إنْ أُريدَ بالشهادة التحمّل، فهي حالٌ محصَّلة، وإنْ أريد به الأداء فهي حالٌ مقَدَّرة؛ لأنَّ الأداءَ يوم القيامة، فهو مستقبل متأخّر عن زمن الإرسال".
قلت: فإنْ قلت: بلْ هي حالٌ مقدَّرة مطلقا، لأن تحملَ الشهادة متأخر عن الإرسال؛ لأنه يرسل إليهم أولا، ثم يدعوهم إلى الإيمان، فإمّا أن يطيعوا أولا، فحينئذ يشهد عليهم.
قلت: ليس المراد بـ "أرسلنا" ابتداء الإرسال، بل حالة اتِّصافه
بالرسالة، وهو متصفٌ بها دائما، لكن تقسيم ابن عطية الشهادة إلى تحمل وأداء، أمّا بالتحمّل فهي حقيقةٌ لغوية، وفي الأداء حقيقةٌ اصطلاحية.
فإنْ قلت: استعمل لفظ "شاهدا" في حقيقته ومجازه؛ لأنه شاهد على من رآه وعاصَرَه حقيقةً وعلى الأمم السابقة بالسَّمَاع.
قلت: بل الكلُّ حقيقة، لنَصِّ ابن رشد على أن شهادة السماع إنما تَصْدُقُ على ما لم يُحَصَّل فيه العلم، وأما إذا كان السماع فاشياً مُحَصِّلا للعلم، فلا يقال في الشهادة المستنِدة إليه أمَّا شهادةُ سماع، كعِلْمِنا بوجود مكةَ وشبهها.