الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
32 - {إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا} :
الزمخشري: "أصله: "نظن ظنا"، ومعناه إثباتُ الظن فقط، فأدخل عليه حرف النفي والاستثناء، ليُفيدَ إثبات الظن ونفيَ ما سواه، ثم أكدَ نفيَ ما سوى الظنِّ بقوله (وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِين) ".
أبو حيان: "لا يجوز أن تقول "ما ضربتُ إلا ضرباً" لعدم الفائدة". ثم ذكر الجوابَ من ثلاثة أوجه، انظرها في ابن عرفة.
أولُ ما وَرَدَ علينا بتونس، "مختصرُ أبي حيان " جاء به أبو الفضل بن أبي مدين، نظرنا فيه هذا الموضع، فقال بعضُ نحاة التونسيين: ما نصّ أحدٌ من النحاة على منع "ما ضربتُ إلاّ ضرباً" كما زَعم أبو حيان؛ وليس ذلك في كتاب سيبويه، والفارسي وابن جني وابن عصفور، وغيرِهم.
وعلى تسليم منْعه، فذلك في الفعل الماضي لوقوعه على صفة واحدة قد مضتْ وانقطعَت، فلا يَعْرِضُ لها التغْيير؛ وأما المضارع فهو قابلٌ للتغير والاختلاف، فتأكيدُه يفيدُ عَدَمَ انتقالهم عن ذلك الظن.
وأجاب بعضُهم بأنَّ (ظَنًّا) أفادَ بتنكيره التقليل. وفي الآية لَفٌّ ونشْر، فجملة (مَا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ) لقوله (وَالسَّاعَةُ لَا رَيْبَ فِيهَا)، وجملة (إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا) لقوله (إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ)، وكذا جملة (وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ)، والعطفُ ترقٍّ، أي لم يحصلْ لنا منها إلا الظن، بل عدم اليقين الأعم من الظن والشك.