الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقول الطيبيّ: "معنى بالحق أي بالثواب"؛ إن أراد الثّواب الشرعي لا العقلي فهو مذهبُنا، وأمّا المعتزلة فيقولون بالتحسين والتقبيح، وأنّ اللَّه تعالى يجب عليه عقلا أن يُثيبَ الطائع؛ فمعنى كلام الطيبي أن اللَّه تعالى خلق السماوات والأرض بسبب الثواب والعقاب شرعا.
ع: "ويحتمل غير ما قالوه، وهو أن الحقَّ تارة يُراد به ضدُّ الباطل، وهو الأمر الثابت الموجود، وتارة يرادُ به الصدقُ وهو ضدُّ الكذب؛ فالأول لا يصحُّ حمل الآية عليه، لتناوُله دينَ المومنين والكافرين؛ لأن كلاّ منهما موجود ثابت، فيلزم كون الكفر حَقّا، وهذا لم يقُلْه أحد، فتُحْمَل الآية على المعنى الثاني، أي ما خلقناهما إلا بالصدق، وهو (حم تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) هو صدق، لإخبار الرسل به عن الملائكة عن اللَّه، وَيتوقف ذلكَ عليَ وجود الباري ووحدانيته، ويدل على ذلك عقلا السماوات والأرض.
4 - {أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ} :
استدلالٌ بنفي اللازم العقلي؛ لأنّ من لوازم المعبود عقلا العلم بكونه خالقا، وليس اللازمُ نفسَ الخلق، لأنه يلزم عليه قِدَمُ العالم.
- {ائْتُونِي بِكِتَابٍ} :
استدلالٌ بنفي اللازم الجُعْلي وهو قسمان: تواترٌ وهو الكتب
السابقة وآحاد، وهو قوله (أَوَ اَثَارَة مِّنْ عِلْمٍ).
ولم يقل "أم لهم شرك في الأرض"؛ لأنّ خلقَ السماوات أعظم.
واستدل بعضُهم بهذه الآية على جوازِ خَطِّ الرمل، ولحديث "أن نبيئا من الأنبياء كان يخط، فمن صادف خطه فذاك"، خرَّجه مسلم في كتاب الطاعون، وحكى فيه عياض قولين في كتاب الصلاة، في حديث "الخَطُّ بَاطِلٌ"، وفي باب نسخ الكلام في الصلاة، عن معاويةَ بنِ الحكم؛ وأنكره ابن العربي في "أحكام القرآن" له، وابنُ