الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال شيخنا ابن عرفة: "كلامه هذا يحتمل كونُه على أصْلِ مَن نَفَى صفةَ الكلام، ويحتمل أن يريد أن إيجاد الحادث لا يتوقف على صفة الكلام، إنما يتوقف على صفتي القدرة والعلم حسبما تقرر في علم الكلام".
83 - {فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ} :
لما تقرر الوحدانية والإعادة، وأنكروها، وجعلوا للَّه تعالى شريكا، نزَّهَ سبحانه نفسه عن الشريك، وأخبر أنه بيده ملكوتُ كل شيء، وكلُّ شيء ملكُه، فكيف يكون الملوك شريكا للمالك؟.
قلت: كما لا يكونُ ولداً له؛ حسبما أشار إليه في قوله في سورة مريم (وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا (92) إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (93))، وبهَ احتج الماَلكية على عتق الولد عليَ أَبيه.
{وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} :
رد لإنكارهم الإعادة.
خ: "قوله صلى الله عليه وسلم: "إن لكل شيء قلبا وقلب القرآن يس"، قال فيه الغزالي: وذلك لأن الإيمان يحصل بالاعتراف بالحشر، وهو مقرر في هذه السورة بأبلغ مما في غيرها، فلذا جعلت قلبا".
خ: "وقد اشتملت على تقرير الأصول الثلاثة بأقوى البراهين؛ ابتدأتْ بيان الرسالة بقوله (إنَّكَ لَمنَ الْمُرْسَلينَ) وقدَّمَ دليلَها بقوله (وَالْقُرْآن الْحَكيم)، وبقوله بعدُ (لتُنذرَ قَوْماً) الآية، وختمَ السورةَ ببيان الوحدانيةَ والحشَر بقوله (الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ)، إشارة إلى التوحيد؛
وقولُه (وإِلَيْه تُرْجَعُونَ) إشارة إلى الحشر. وليس في هذه السورة إلا هذه الأحوال الثلَاثة ودلائلها وتوابع ذلك، ومن حصل له ذلك فقد حصل نصيب قلبه وهو التوحيد والتصديق، فلما كان فيها أعمال القلب لا غير، سماها قلبا".
وأما وظيفة اللسان وهو القول، فكما في قوله تعالى (وَمَنَ اَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إلَى الله) الآية. وقوله (وَقُولُوا قَوْلاً سديداً) و (بالْقَوْل الثابتِ) وَ (أَلْزَمَهُمْ كَلمَةَ التَّقْوى) و (إِلَيْه يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطيِّبُ)، إلى غير ذلك. وأما وظيفة الأركان وهو العمل،َ فكما في قوله (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ) و (اعْمَلُوا صَالِحاً) وغير ذلك.
ومن الحديث تلقينُها عند النَّزْعِ (1)، وقراءتُها عند رأسه لضعف لسانِه، لكنَّ قلبَه مقْبلٌ على اللَّه، فيزدادُ بها قوة".
(1) ضعيف: