الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الربع الأخير من الحزب التاسع والعشرين
في المصحف الكريم (ت)
عباد الله
في حصة هذا اليوم نتناول الربع الأخير من الحزب التاسع والعشرين في المصحف الكريم، وبدايته قوله تعالى:{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} ونهايته قوله تعالى في شأن منكري البعث والحساب: {ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا} .
ــ
في الربع الماضي أشار كتاب الله إلى ما لإبليس من حقد دفين على الإنسان، وعقدة نفسية تجاه ما أكرمه الله به من المزايا والخصائص، وحكى عن إبليس قوله مخاطبا الذات العلية، وهو يتحرق غيظا وكمدا من أجل تكريم الله للإنسان:{قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ} [الآية: 62]. وفي بداية هذا الربع تولى كتاب الله الإعلان عن حقيقة " تكريم الإنسان " بأصرح وأفصح وأقوى بيان، فكان هذا الإعلان الإلهي تحديا صارخا لإبليس وحزبه من طغاة بني الإنسان، الذين استبدوا به واستعبدوه قرونا طوالا. قال تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ
وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا}.
وتكريم الله للإنسان يتجلى في الهيئة الحسنة التي خلقه عليها، وفي الاستعدادات والملكات التي جهزه بها، وفي المشتهيات واللذائذ التي وضعها على مائدته ليتناول منها، كما يتجلى تكريم الله للإنسان في إمداده بالرسالات الإلهية المتوالية، للاهتداء بها إلى سعادته الدنيوية والأخروية، ويفرض عليه الاستجابة لدعوة الله، وإسلام وجهه إلى الله، وابتغاءه في حركاته وسكناته مرضاة الله، وبذلك يقيم الإنسان الدليل على أنه أهل للتكريم، وجدير بما ادخره له الحق سبحانه وتعالى من النعيم المقيم، أما إذا لم يستعمل الإنسان ما أكرمه الله به من الملكات والاستعدادات الاستعمال اللائق، فلم يميز الخير من الشر، ولا الهدى من الضلال، ولا الحق من الباطل، فإنه لا يستحق تكريما ولا تفضيلا، وبعد أن كان في أحسن تقويم يصبح أسفل سافلين مهانا ذليلا، وهذا هو السر في التعقيب على آية التكريم للإنسان، بما يفيد إطلاقها، فقال تعالى:{يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا * وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا} . قال القاضي عبد الجبار في كتابه -تنزيه القرآن عن المطاعن- " ومن ذهل عن تمييز الخير والشر في الدنيا فهو بأن يذهل عن
ذلك في الآخرة أولى، وليس المراد إثبات " العمى " في الحقيقة، بل هو ترغيب في التمسك بالطاعة ".
والمراد " بالإمام " هنا في قوله تعالى: {يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ} إما كتاب أعمالهم، بدليل قوله تعالى في آية أخرى:{وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ} [يس: 12] وبه قال ابن عباس ورجحه ابن كثير، وإما كتابهم الذي أنزل على نبيهم، وبه قال ابن زيد واختاره ابن جرير، ويشهد لهذا التفسير قوله تعالى:{وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا} [الجاثية: 28]، وقوله تعالى:{وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا} [الفرقان: 30]. والمراد (بالفتيل) هنا في قوله تعالى: {وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا} الخيط المستطيل في شق النواة من التمر، مبالغة في معاملتهم بالعدل إلى أقصى الحدود، بحيث لا ينقص من ثوابهم ولو أقل القليل.
وانتقل كتاب الله إلى الحديث عن عصمة الله لرسوله، والألطاف التي حفه بها رغما عن مساومات المشركين، وتثبيته له على الوقوف في وجه كل المحاولات التي حاولوها لتثبيطه عن النهوض بالدعوة وتبليغ الرسالة، وفي هذا السياق نفسه أشار كتاب الله إلى العقاب الإلهي الصارم الذي يعاقب به كل من تخلى عن الله، وركن إلى أعداء الله، تحذيرا للدعاة إلى الله في هذه الأمة المحمدية من التنازل عن دعوتهم والتفريط فيها، عملا بآراء فائلة، أو مقابل مصالح زائلة، فقال تعالى مخاطبا لنبيه: وعن طريقه خاطب كل وارث من ورثته من بعده: {وَإِنْ كَادُوا
لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا * وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا * إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا}، والمراد " بضعف الحياة " العذاب المعجل في الدنيا، و " بضعف الممات " العذاب المؤخر إلى الآخرة، أي لأذقناك عذابا ضعفا في الحياة، وعذابا ضعفا في الممات، و " الضعف " بمعنى المضاعف، ومنه قوله تعالى في آية أخرى:{فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا} [الأعراف: 38].
ثم أشار كتاب الله إلى تبرم المشركين في مكة بمقام رسول الله بين أظهرهم، ولاسيما بعد أن أسقط في أيديهم وفشلوا فشلا ذريعا في استدراجه إلى مهادنتهم، الأمر الذي جعلهم يفكرون جديا في اتخاذ قرار بنفيه من مسقط رأسه، لكن الله تعالى عصم رسوله منهم فأوحى إليه بالهجرة من مكة إلى المدينة، وحالت الهجرة دون أن يخرج مشروعهم من حيز التفكير إلى حيز التنفيذ، والحكمة في ذلك والله أعلم أن الله تعالى كان قد قدر في سابق علمه وأزله أنهم مهما طال عليهم الأمد فهم لا بد من الشرك خارجون، وفي دين الله داخلون فصرفهم الحق سبحانه وتعالى عن إخراج الرسول من أرضه، حفاظا عليهم إلى اليوم الموعود، يوم فتح مكة المشهود، إذ لو أخرجوه فعلا لعاقبهم الله على جريمتهم الشنعاء، بالإبادة والفناء، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى في إيجاز وإعجاز، {وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا * سُنَّةَ مَنْ
قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا}.
وفي هذا الخضم من الصراع بين الحق والباطل وجه الحق سبحانه وتعالى إلى نبيه عدة وصايا وتوجيهات، حتى يمضي في طريقه قدما إلى الأمام، دون أدنى تردد ولا إحجام، فقال تعالى مخاطبا لنبيه:{أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا * وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا * وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا * وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} . وفي هذا الخطاب دعوة من الله لنبيه أن يستعين بإقامة الصلاة على تبليغ الرسالة، وأن يستعين بالدعاء الصالح على أداء الأمانة، ملتزما الصدق في الدعوة إلى الله حيثما حل وارتحل، سائلا من الله النصرة والتأييد، لدينه الحق الذي هو دين التوحيد. قال قتادة في تفسير قوله تعالى هنا:{وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا} : " إن نبي الله صلى الله عليه وسلم علم أن لا طاقة له بهذا الأمر إلا بسلطان، فسأل سلطانا نصيرا لكتاب الله، ولحدود الله، ولفرائض الله، ولإقامة دين الله، فإن السلطان رحمة من الله جعله بين أظهر عباده، ولولا ذلك لأغار بعضهم على بعض، فأكل قويهم ضعيفهم ". وجاء في الأثر -أن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن- أي يمنع بالسلطان عن ارتكاب الفواحش والآثام، ما لا يمتنع عنه كثير من الناس، بمجرد موعظة القرآن.
وذهب الإمام مالك إلى أن هذه الآية الكريمة: {أَقِمِ
الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ} تتضمن الإشارة إلى مواقيت الصلوات الخمس زيادة على ما ثبت في شأنها من السنة النبوية المتواترة، الفعلية والقولية، وبناء على هذا التفسير يكون قوله تعالى:{لِدُلُوكِ الشَّمْسِ} متناولا لصلاتي الظهر والعصر، بناء على أن " دلوك الشمس " هو ميلها، وله أول وهو الزوال، وآخر وهو الغروب، ويكون قوله تعالى:{غَسَقِ اللَّيْلِ} متناولا لصلاتي المغرب والعشاء، بناء على أن " غسق الليل " هو ظلمته (ولها ابتداء وانتهاء)، فابتداؤها عند دخول الليل، وانتهاؤها عند غيبوبة الشفق، ويكون قوله تعالى:{قُرْآنَ الْفَجْرِ} متناولا لصلاة الصبح. و {الْفَجْرِ} يعني سيلان الضوء وجريان النور في الأفق، من فجر الماء وفجره إذا أنبطه وفتح له طريقا للسيلان والجريان. واكتفى بعض المفسرين في تحديد مواقيت الصلاة بما تواتر في شأنها من السنة، من فعل النبي صلى الله عليه وسلم وقوله، وقصر هذه الآية من أولها إلى آخرها على موضوع واحد هو " قيام الليل " الذي فرضه الله على رسوله دون أمته، فكان صلى الله عليه وسلم يقوم الليل حتى ترم قدماه، وكان ذلك من جملة خصائصه، وفسر " دلوك الشمس " بغروبها فقط، تبعا لعبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وعلي بن أبي طالب، وطبقا لهذا التفسير تكون الآية متعلقة بالتهجد النبوي لا غير. ومعنى " التهجد " ترك الهجود وهو النوم، للقيام بمناجاة الله والخلوة بذكره في هدوء الليل {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ} أي بالقرآن الكريم {نَافِلَةً لَكَ} أي زيادة لك خاصة بك دون بقية الناس {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} أي افعل ما أمرك به ربك ليقيمك يوم القيامة مقاما
محمودا تحمدك فيه الخلائق، " فعسى " في هذا السياق تستوجب وقوع ما بعدها، ولا تحتمل الشك مطلقا.
وانتقل كتاب الله إلى الحديث عن الذكر الحكيم، فبين أنه هو محور الرسالة وعليه المدار، وتحدى بمعجزته الخالدة جميع المتشككين من ملاحدة ومشركين وكفار:
ووضح أولا أن القرآن الكريم " شفاء " لمن استشفى به من الشاكين، والقلقين المحتارين، و " رحمة " لمن احتمى بحماه من المظلومين، والبؤساء المحرومين، وأنه يحد من طغيان الظالمين، ويعرضهم في الدنيا قبل الآخرة للخسران المبين، إذ قال تعالى:{وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا} .
وأكد ثانيا أن الإنسان إذا لم تخالط قلبه بشاشة الإيمان، ولم يشف نفسه دواء القرآن، فإن مقاييسه تكون معتلة، وموازينه مختلة، بحيث إذا مسه الخير أصابه الكبر والطغيان، وإذا مسه الشر أصابه اليأس والهوان، إذ قال تعالى في نفس السياق:{وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا} .ثم عقب على الحالتين الناشئتين عن سلوك هاتين الطريقتين المختلفتين، فقال تعالى:{قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ} أي كل واحد يعمل حسب الطريقة التي تشاكل عقيدته، وتلائم نفسيته، {فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلًا} .
وكشف كتاب الله الستار -ثالثا- عن طبيعة القرآن، المميزة له عن كل كلام سواه، وأنه روح من أمر الله، أوحاه إلى رسوله
ليحيي الناس ويزكيهم، وليعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين، إذ قال تعالى:{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي} أي أن القرآن من وحي الله وكلامه، لا من كلام البشر {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ} أي قبل نزول القرآن {إِلَّا قَلِيلًا * وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلًا * إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا} .
وتفسير " الروح " في هذه الآية بالقرآن كما أوردناه وارد عن الحسن البصري رضي الله عنه، ويشهد له قوله تعالى في آية أخرى:{وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا} [الشورى: 52]. على أن التفسير الشائع عند الجمهور أن المراد بالروح هنا الروح السارية في الأحياء، وأنها مما استأثر الله بعلمه، قال أبو بكر (ابن العربي):" الروح خلق من خلق الله تعالى إذا أراد العبد إنكارها لم يقدر، لظهور آثارها، وإذا أراد معرفتها وهي بين جنبيه لم يستطع، لأنه قصر عنها، وقصر به دونها "، وقال النسفي:" والحكمة في ذلك تعجيز العقل عن إدراك معرفة مخلوق مجاور له، ليدل على أنه عن إدراك خالقه أعجز ".
وتحدى كتاب الله -رابعا- جميع المتشككين في معجزة القرآن، على تعاقب الأزمان، إذ قال تعالى:{قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} - {قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا} .