الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صُعُوبَةُ فُقْدَانِ الْوَطَنِ وَحَنِينُ الْمُهَاجِرِينَ لِمَكَّة
(ت)، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَدِيِّ رضي الله عنه قَالَ:(" رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَاقِفًا عَلَى الْحَزْوَرَةِ (1) فَقَالَ: وَاللهِ إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللهِ، وَأَحَبُّ أَرْضِ اللهِ إِلَى اللهِ، وَلَوْلَا أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ ") (2)
وفي رواية: " وَلَوْلَا أَنَّ قَوْمِي أَخْرَجُونِي مِنْكِ ، مَا سَكَنْتُ غَيْرَكِ "(3)
(1) الْحَزْوَرَةُ: عَلَى وَزْنِ قَسْوَرَةٍ ، هَذَا هُوَ الصَّوَابُ ، وَبَعْضُ النَّاسِ يُشَدِّدُ الْوَاوَ وَيَفْتَحُ الزَّايَ ، كَانَ سُوقَ مَكَّةَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، وَقَدْ أُدْخِلَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ.
(2)
(ت) 3925، (حم) 18739
(3)
(ت) 3926، انظر صَحِيح الْجَامِع: 5536، المشكاة: 2724
(س حم)، وَعَنْ سَبْرَةَ بْنِ أَبِي فَاكِهٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" إِنَّ الشَّيْطَانَ قَعَدَ لِابْنِ آدَمَ بِأَطْرُقِهِ (1) فَقَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْإِسْلَامِ فَقَالَ: تُسْلِمُ وَتَذَرُ دِينَكَ وَدِينَ آبَائِكَ وَآبَاءِ أَبِيكَ؟ ، فَعَصَاهُ فَأَسْلَمَ ، ثُمَّ قَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْهِجْرَةِ فَقَالَ: تُهَاجِرُ وَتَدَعُ أَرْضَكَ وَسَمَاءَكَ؟ ، وَإِنَّمَا مَثَلُ الْمُهَاجِرِ كَمَثَلِ الْفَرَسِ فِي الطِّوَلِ (2) فَعَصَاهُ فَهَاجَرَ ") (3)
(1) جَمْعُ طَرِيق. شرح سنن النسائي - (ج 4 / ص 408)
(2)
هُوَ الْحَبْل الَّذِي يُشَدّ أَحَد طَرَفَيْهِ فِي وَتَد ، وَالطَّرَف الْآخِر فِي يَد الْفَرَس ، وَهَذَا مِنْ كَلَام الشَّيْطَان ، وَمَقْصُوده أَنَّ الْمُهَاجِر يَصِير كَالْمُقَيَّدِ فِي بِلَاد الْغُرْبَة ، لَا يَدُور إِلَّا فِي بَيْته ، وَلَا يُخَالِطهُ إِلَّا بَعْض مَعَارِفه ، فَهُوَ كَالْفَرَسِ فِي طِوَلٍ ، لَا يَدُور وَلَا يَرْعَى إِلَّا بِقَدْرِهِ ، بِخِلَافِ أَهْل الْبِلَاد فِي بِلَادهمْ ، فَإِنَّهُمْ مَبْسُوطُونَ لَا ضِيق عَلَيْهِمْ ، فَأَحَدهمْ كَالْفَرَسِ الْمُرْسَل. شرح سنن النسائي (ج 4 / ص 408)
(3)
(س) 3134 ، (حم) 16000 ، صَحِيح الْجَامِع: 1652 ، الصَّحِيحَة: 2979
(خ م حم)، وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:(" لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ " ، اشْتَكَى أَصْحَابُهُ)(1)(فَوُعِكَ (2) أَبُو بَكْرٍ وَبِلَالٌ) (3)(وَعَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ ، فَاسْتَأذَنْتُ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي عِيَادَتِهِمْ ، " فَأَذِنَ لِي ")(4)(قَالَتْ: فَدَخَلْتُ عَلَيْهِمْ، فَقُلْتُ: يَا أَبَتِ ، كَيْفَ تَجِدُكَ؟)(5)(قَالَتْ: فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ إِذَا أَخَذَتْهُ الْحُمَّى يَقُولُ: كُلُّ امْرِئٍ مُصَبَّحٌ فِي أَهْلِهِ، وَالْمَوْتُ أَدْنَى مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ)(6)(قَالَتْ: وَسَأَلْتُ عَامِرًا ، فَقَالَ: وَجَدْتُ الْمَوْتَ قَبْلَ ذَوْقِهِ، إِنَّ الْجَبَانَ حَتْفُهُ مِنْ فَوْقِهِ ، قَالَتْ: وَسَأَلْتُ بِلَالًا)(7)(كَيْفَ تَجِدُكَ؟)(8)(فَكَانَ بِلَالٌ إِذَا أُقْلِعَ عَنْهُ الْحُمَّى، يَرْفَعُ عَقِيرَتَهُ (9) يَقُولُ: أَلَا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَةً بِوَادٍ (10) وَحَوْلِي إِذْخِرٌ وَجَلِيلُ (11) وَهَلْ أَرِدَنْ يَوْمًا مِيَاهَ مِجَنَّةٍ (12)
…
وَهَلْ يَبْدُوَنْ لِي شَامَةٌ وَطَفِيلُ (13) ثُمَ قَالَ: اللَّهُمَّ الْعَنْ شَيْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ، وَعُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ، وَأُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ ، كَمَا أَخْرَجُونَا مِنْ أَرْضِنَا إِلَى أَرْضِ الْوَبَاءِ) (14) (قَالَتْ عَائِشَةُ: فَجِئْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ:" اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْمَدِينَةَ كَحُبِّنَا مَكَّةَ ، أَوْ أَشَدَّ) (15) (اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي صَاعِنَا ، وَفِي مُدِّنَا، وَصَحِّحْهَا لَنَا، وَانْقُلْ حُمَّاهَا إِلَى الْجُحْفَةِ ") (16)(قَالَتْ: فَكَانَ الْمَوْلُودُ يُولَدُ بِالْجُحْفَةِ، فَمَا يَبْلُغُ الْحُلُمَ حَتَّى تَصْرَعَهُ الْحُمَّى)(17)(وَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ وَهِيَ أَوْبَأُ أَرْضِ اللهِ، قَالَتْ: وَكَانَ بُطْحَانُ يَجْرِي نَجْلًا، تَعْنِي: مَاءً آجِنًا (18)) (19).
(1)(حم) 25898 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: حديث صحيح.
(2)
أَيْ: أَصَابَهُم الْوَعْك وَهِيَ الْحُمَّى. فتح الباري (ج 11 / ص 254)
(3)
(خ) 1790
(4)
(حم) 25898
(5)
(خ) 3711
(6)
(خ) 1790
(7)
(حم) 25898
(8)
(خ) 3711
(9)
قَالَ الْأَصْمَعِيّ: أَصْله أَنَّ رَجُلًا اِنْعَقَرَتْ رِجْله، فَرَفَعَهَا عَلَى الْأُخْرَى وَجَعَلَ يَصِيح ، فَصَارَ كُلّ مَنْ رَفَعَ صَوْته يُقَال: رَفَعَ عَقِيرَته، وَإِنْ لَمْ يَرْفَع رِجْله. فتح الباري (ج 11 / ص 254)
(10)
أَيْ: بِوَادِي مَكَّة. فتح الباري (ج 11 / ص 254)
(11)
الجَليل: نَبْت ضَعِيف ، يُحْشَى بِهِ خِصَاص الْبُيُوت وَغَيْرهَا. فتح (11/ 254)
(12)
مَوْضِع عَلَى أَمْيَال مِنْ مَكّه ، وَكَانَ بِهِ سُوق. فتح الباري (11/ 254)
(13)
جَبَلَانِ بِقُرْبِ مَكَّة. فتح الباري (ج 11 / ص 254)
(14)
(خ) 1790، (حم) 24576
(15)
(خ) 3711
(16)
(خ) 1790، (م) 480 - (1376)، (حم) 25898
(17)
(حم) 26283 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(18)
أي: متغيرًا.
(19)
(خ) 1790