المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌غَزْوَةُ أُحُد (ت حم) ، وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما - الجامع الصحيح للسنن والمسانيد - جـ ١٤

[صهيب عبد الجبار]

فهرس الكتاب

- ‌تَزَيُّنُ الْمَرْأَةِ بِالطِّيبِ وَالْبَخُور

- ‌تَطَيُّبُ الْمَرْأَة خَارِج بَيْتهَا

- ‌مَلَابِسُ الْمَرْأَةِ الْمُحِدَّة وتَطَيُّبُهَا

- ‌تَطْيِيبُ مَوْضِعِ الدَّمِ لِلْمُغْتَسِلَةِ مِنْ الْحَيْضِ وَالنِّفَاسِ غَيْرِ الْمُحْرِمَة

- ‌الِاكْتِحَالُ وِتْرًا لِلزِّينَةِ

- ‌التَّزَيُّنُ بِحَمْلِ الْعَصَا

- ‌التَّزَيُّنُ بِالْوَشْم

- ‌التَّزَيُّنُ بِالْوَشْر

- ‌إِعَارَة مَا يُتَزَيَّن بِهِ

- ‌تَشَبُّهُ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ فِي الزِّينَةِ وَالْعَكْس

- ‌التَّشَبُّهُ بِالْكُفَّارِ فِي زِينَتِهمْ

- ‌السَّفَر

- ‌شَدُّ الرِّحَالِ لِلسَّفَر

- ‌شَدُّ الرِّحَالِ لِلسَّفَرِ لِلْمَسَاجِدِ الثَلَاثَة

- ‌سَفَرُ الْمَرْأَة

- ‌اشْتِرَاطُ الْمَحْرَمِ أَوْ الزَّوْجِ فِي سَفَرِ الْمَرْأَة

- ‌سَفَرُ الْمَرْأَةِ لِلْحَجّ

- ‌آدَابُ السَّفَر

- ‌آدَابُ قَبْلِ السَّفَر

- ‌مِنْ آدَابِ قَبْلِ السَّفَرِ كِتَابَةُ الْوَصِيَّة

- ‌إِشْهَادُ أَهْلِ الْكِتَابِ عَلَى الْوَصِيَّةِ فِي السَّفَرِ إِذَا لَمْ يُوجَدْ غَيْرهمْ

- ‌مِنْ آدَابِ قَبْلِ السَّفَرِ تَأمِينُ نَفَقَةِ الْأَهْل

- ‌مِنْ آدَابِ قَبْلِ السَّفَرِ الِاسْتِخَارَة

- ‌مِنْ آدَابِ قَبْلِ السَّفَرِ اِخْتِيَار الصُّحْبَة الصَّالِحَة

- ‌مِنْ آدَابِ قَبْلِ السَّفَرِ تَشْييعُ الْمُسَافِر

- ‌مِنْ آدَابِ قَبْلِ السَّفَرِ تَوْدِيعُ الْمُسَافِر

- ‌السَّفَرُ يَوْمَ الْخَمِيس

- ‌السَّفَرُ أَوَّلَ النَّهَار

- ‌الْآدَابُ أَثْنَاءَ السَّفَر

- ‌مِنْ آدَابِ السَّفَرِ تَعْيِينُ أَمِير

- ‌مِنْ الْآدَابِ أَثْنَاءَ السَّفَرِ الْأَذْكَار

- ‌دُعَاءُ رُكُوبِ الدَّابَّة

- ‌دُعَاء السَّفَر

- ‌التَّكْبِيرُ وَالتَّسْبِيحُ فِي السَّفَرِ (كُلَّمَا صَعِدَ شَرَفًا أَوْ هَبَطَ وَادِيًا)

- ‌إِذَا نَزَلَ الْمُسَافِرُ مَنْزِلًا

- ‌دُعَاءُ دُخُولُ الْقَرْيَة

- ‌مِنْ الْآدَابِ أَثْنَاءَ السَّفَرِ مُسَاعَدَةُ الرُّفَقَاءِ

- ‌مِنْ الْآدَابِ أَثْنَاءَ السَّفَرِ الرِّفْقُ بِالضُّعَفَاءِ فِي السَّيْر

- ‌مِنْ الْآدَابِ أَثْنَاءَ السَّفَرِ الرَّحْمَةُ بِالدَّابَّةِ

- ‌عَدَمُ تَعْلِيقِ الْجَرَسِ فِي الدَّابَّة

- ‌مِنْ آدَابِ السَّفَرِ اِخْتِيَارُ مَكَانٍ لِلنُّزُول

- ‌مِنْ آدَابِ السَّفَرِ الْحِرَاسَة (تَوْظِيفُ حَارِس)

- ‌حُكْمُ السَّيْرُ لَيْلًا

- ‌الْإسْرَاعُ عِنْدَ الْمُرُورِ بِأَرْضِ الْمُعَذَّبِين

- ‌آدَابُ بَعْدَ السَّفَر (عِنْدَ الْقُدُوم)

- ‌مِنْ آدَابِ بَعْدِ السَّفَرِ التَّعْجِيلُ إِلَى الْأَهْل

- ‌عَدَمُ طُرُوقِ الْآتِي مِنْ السَّفَرِ أَهْلَهُ لَيْلًا

- ‌مِنْ آدَابِ الْعَودِ بَعْدَ السَّفَرِ تَلَقِّي الْمُسَافِر

- ‌مِنْ آدَابِ الْعَودِ بَعْدَ السَّفَرِ الِابْتِدَاءُ بِالْمَسْجِدِ وصَلَاةُ رَكْعَتَيْن

- ‌اِعْتِنَاقُ الْقَادِمِ مِنْ السَّفَرِ وَتَقْبِيلُه

- ‌ السِّيَرِ وَالْمَنَاقِب

- ‌سِيَرُ الْأَنْبِيَاءِ وَالرُّسُل

- ‌سِيَرُ الْأُمَمِ السَّابِقَة

- ‌سِيرَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌تَبْشِيرُ الْأَنْبِيَاءِ بِهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌انْتِظَارُ عُلَمَاءِ أَهْلِ الْكِتَابِ ظُهُورَه صلى الله عليه وسلم

- ‌ذِكْرُ صِفَتِهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْكُتُبِ السَّابِقَة

- ‌أَسْمَاؤُهُ صلى الله عليه وسلم

- ‌نَسَبُهُ الشَّرِيفُ صلى الله عليه وسلم

- ‌تَارِيخُ مِيلَادِهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌سِيرَتُهُ فِي مَكَّة

- ‌سِيرَتُهُ قَبْلَ الْبِعْثَة

- ‌مَا حَدَثَ فِي الْعَالَمِ يَوَمَ مَوْلِدِهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌مُرْضِعَاتُه صلى الله عليه وسلم

- ‌صِفَاتُهُ الْخَلْقِيَّة صلى الله عليه وسلم

- ‌مَا جَاءَ مِنَ الْأَخْبَارِ الدَّالَّةِ عَلَى نُبُوَّتِهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌شَقُّ الصَّدْر

- ‌رَعْيُ الْغَنَم

- ‌قِصَّةُ بَحِيرَى الرَّاهِب

- ‌تَسْلِيمُ الشَّجَرِ وَالْحَجَرِ عَلَيْهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌مَا جَاءَ فِي سَلَامَةِ فِطْرَتِهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ دَنَسِ الشِّرْك قَبْلَ البِعْثَة

- ‌عِصْمَتُهُ صلى الله عليه وسلم مِنْ ضَلَالَاتِ الْجَاهِلِيَّة

- ‌تَوْفِيقُ اللهِ لَهُ صلى الله عليه وسلم بِاتِّبَاعِ دِينِ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام

- ‌مَا جَاءَ فِي رَجَاحَةِ عَقْلِهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌شُهُودُهُ صلى الله عليه وسلم حِلْفَ الْفُضُول

- ‌زَوَاجُهُ صلى الله عليه وسلم مِنْ خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ رضي الله عنها

- ‌مُقَدِّمَة

- ‌جَهْلُ العَرَبِ وَضَلَالُ البَشَرِيَّةِ قَبْلَ بِعْثَتِه صلى الله عليه وسلم

- ‌سِنُّهُ صلى الله عليه وسلم حِينَ بُعِثَ والْمُدَّةُ الَّتِي قَضَاهَا فِي الدَّعْوَةِ إِلَى اللَّه

- ‌وَقْتُ بَدْءِ الْوَحْيِ إِلَيْهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌طَرِيقَةُ بَدْءِ الْوَحْيِ إِلَيْهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌شِدَّةُ الْوَحْيِ عَلَيْهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌مَا حَدَثَ فِي الْعَالَمِ عِنْدَ بِعْثَتِهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌مَرْحَلَةُ الدَّعْوَةِ السِّرِّيِّة

- ‌أَوَّلُ مَنْ أَسْلَم

- ‌بَدْءُ الدَّعْوَةِ الْجَهْرِيِّة

- ‌مَا جَاءَ فِي جُحُودِ الْكُفَّارِ بِدَعْوَتِهِ صلى الله عليه وسلم رَغْمَ إقْرَارِهِمْ بِصِدْقِهَا

- ‌الْفُقَرَاءُ هُمْ أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ فِي بِدَايَةِ الدَّعْوَة

- ‌تَمَسُّكُهُ صلى الله عليه وسلم بِالدَّعْوَةِ إِلَى اللهِ وَرَفْضُهُ التَّنَازُلَ عَنْهَا مَهْمَا كَانَ الْمُقَابِل

- ‌طَلَبُ كُفَّارِ قُرَيْشٍ الْآيَاتِ مِنْهُ صلى الله عليه وسلم

- ‌مُجَادَلَتُهُمْ لَهُ صلى الله عليه وسلم

- ‌إيذَاءُ الْكُفَّارِ لَهُ صلى الله عليه وسلم بِالْقَوْلِ وَالْفِعْل

- ‌دُعَاؤُهُ صلى الله عليه وسلم عَلَى كُفَّارِ قُرَيْشٍ لَمَّا كُذَّبُوهُ وَاسْتَعْصَوْا عَلَيْه

- ‌تَعْذِيبُ قُرَيْشٍ لِمَنْ آمَنَ بِهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌أَمْرُهُ صلى الله عليه وسلم مَنْ آمَنَ بِهِ أَنْ يُهَاجِرَ إلَى الْحَبَشَة

- ‌إِسْلَامُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه

- ‌حِصَارُ قُرَيْشٍ لِمَنَ آمَنَ بِهِ صلى الله عليه وسلم فِي شِعْبِ أَبِي طَالِب

- ‌وَفَاةُ أَبِي طَالِب

- ‌وَفَاةُ خَدِيجَةَ رضي الله عنها

- ‌رِحْلَتُهُ صلى الله عليه وسلم إِلَى الطَّائِف

- ‌دُخُولُهُ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ بَعْدَ رُجُوعِهِ مِنَ الطَّائِفِ فِي جِوَارِ الْمُطْعِمِ بْنِ عَدِيّ

- ‌مَا جَاءَ فِي رِحْلَةِ الْإسْرَاءِ وَالْمِعْرَاج

- ‌طَلَبُهُ صلى الله عليه وسلم النُّصْرَةَ مِنَ الْقَبَائِلِ فِي مَوَاسِمِ الْحَجّ

- ‌بَيْعَةُ الْعَقَبَةِ الْأُولَى

- ‌بَيْعَةُ الْعَقَبَةِ الثَّانِيَة

- ‌هِجْرَتُهُ صلى الله عليه وسلم

- ‌سِيرَتُهُ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَدِينَة

- ‌صُعُوبَةُ فُقْدَانِ الْوَطَنِ وَحَنِينُ الْمُهَاجِرِينَ لِمَكَّة

- ‌مَا فَعَلَهُ صلى الله عليه وسلم بَعْدَمَا اسْتَقَرَّ بِالْمَدِينَة

- ‌بِنَاء الْمَسْجْدِ النَّبَويّ

- ‌الْمُؤَاخَاةُ بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَار

- ‌تَضْحِيَةُ الْأَنْصَارِ بِأَمْوَالِهِمْ لِإخْوَانِهِمْ الْمُهَاجِرِين

- ‌تَحْوِيلُ الْقِبْلِةِ إِلَى الْكَعْبَة

- ‌غَزْوَةُ الْعُشَيْر

- ‌غَزْوَةُ بَدْر

- ‌فَضْلُ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الْمُسْلِمِين

- ‌عَدَدُ الصَّحَابَةِ فِي غَزْوَةِ بَدْر

- ‌أَسْبَابُ مَعْرَكَةِ بَدْر

- ‌أَحْدَاثُ مَعْرَكَةِ بَدْر

- ‌نُزُولُ الْمَلَائِكَةِ لِلْقِتَالِ يَوْمَ بَدْر

- ‌مَا حَدَثَ لِبَعْضِ صَنَادِيدِ قُرَيْشٍ يَوْمَ بَدْر

- ‌سَرِيَّةُ عَاصِمِ بْنِ ثَابِت رضي الله عنه

- ‌إِجْلَاءُ بَنِي قَيْنُقَاع

- ‌مَقْتَلُ كَعْبِ بْنِ الْأَشْرَف

- ‌غَزْوَةُ أُحُد

- ‌غَزْوَةُ حَمْرَاءِ الْأَسَد

- ‌إِجْلَاء بَنِي النَّضِير

- ‌مُحَاوَلَةُ الْمُنَافِقِينَ تَثْبِيتَ يَهُودِ بَنِي النَّضِيرِ وَحَضِّهِمْ عَلَى عَدَمِ الْجَلَاء

- ‌حَادِثَةُ بِئْرِ مَعُونَة

- ‌غَزْوَةُ بَنِي الْمُصْطَلِق (الْمُرَيْسِيع)

- ‌مَا حَدَثَ بَعْدَ الْغَزْوَة

الفصل: ‌ ‌غَزْوَةُ أُحُد (ت حم) ، وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما

‌غَزْوَةُ أُحُد

(ت حم)، وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ:(" تَنَفَّلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَيْفَهُ ذَا الْفَقَارِ يَوْمَ بَدْرٍ (1) وَهو الَّذِي رَأَى فِيهِ الرُّؤْيَا يَوْمَ أُحُدٍ) (2)(فَقَالَ: رَأَيْتُ فِي سَيْفِي ذِي الْفَقَارِ فَلَّا (3) فَأَوَّلْتُهُ فلَّا يَكُونُ فِيكُمْ ، وَرَأَيْتُ أَنِّي مُرْدِفٌ كَبْشًا ، فَأَوَّلْتُهُ كَبْشَ الْكَتِيبَةِ ، وَرَأَيْتُ أَنِّي فِي دِرْعٍ (4) حَصِينَةٍ ، فَأَوَّلْتُهَا الْمَدِينَةَ ، وَرَأَيْتُ بَقَرًا تُذْبَحُ ، فَبَقَرٌ وَاللهُ خَيْرٌ (5) فَبَقَرٌ وَاللهُ خَيْرٌ) (6) (فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِأَصْحَابِهِ: لَوْ أَنَّا أَقَمْنَا بِالْمَدِينَةِ ، فَإِنْ دَخَلُوا عَلَيْنَا فِيهَا قَاتَلْنَاهُمْ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ ، وَاللهِ مَا دُخِلَ عَلَيْنَا فِيهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، فَكَيْفَ يُدْخَلُ عَلَيْنَا فِيهَا فِي الْإِسْلَامِ؟ ، فَقَالَ:" شَأنَكُمْ إِذًا ، فَلَبِسَ لَأمَتَهُ (7) " فَقَالَتْ الْأَنْصَارُ: رَدَدْنَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَأيَهُ ، فَجَاءُوا فَقَالُوا: يَا نَبِيَّ اللهِ شَأنَكَ إِذًا ، فَقَالَ:" إِنَّهُ لَيْسَ لِنَبِيٍّ إِذَا لَبِسَ لَأمَتَهُ أَنْ يَضَعَهَا حَتَّى يُقَاتِلَ) (8) (فَكَانَ الَّذِي قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ") (9)

(1) أَيْ: أَخَذَهُ زِيَادَةً عَنْ السَّهْمِ. تحفة الأحوذي - (ج 4 / ص 225)

(2)

(ت) 1561 ، (جة) 2808

(3)

الفَلُّ: الثَّلْم في السيف. لسان العرب - (ج 11 / ص 530)

(4)

الدِّرْع: الزَّرَدِيَّة ، وهي قميص من حلقات من الحديد متشابكة ، يُلْبَس وقايةً من السلاح.

(5)

فِيهِ حَذْف ، تَقْدِيرُهُ: وَصُنْعُ اللهِ خَيْرٌ، قَالَ السُّهَيْلِيُّ: مَعْنَاهُ: رَأَيْت بَقَرًا تُنْحَر، وَاللهُ عِنْدَهُ خَيْرٌ ، وَقَالَ السُّهَيْلِيُّ: الْبَقَر فِي التَّعْبِير ، بِمَعْنَى رِجَال مُتَسَلِّحِينَ يَتَنَاطَحُونَ.

قُلْت: وَفِيهِ نَظَر، فَقَدْ رَأَى الْمَلِكُ بِمِصْرَ الْبَقَرَ ، وَأَوَّلَهَا يُوسُفُ عليه السلام بِالسِّنِينَ ، وَقَدْ وَقَعَ فِي حَدِيثِ اِبْن عَبَّاس ، وَمُرْسَلِ عُرْوَة:" تَأَوَّلْت الْبَقَرَ الَّتِي رَأَيْتُ ، بَقْرًا يَكُون فِينَا، قَالَ: فَكَانَ ذَلِكَ مَنْ أُصِيبَ مِنْ الْمُسْلِمِينَ "، وَالبَقْر: هُوَ شَقُّ الْبَطْنِ وَهَذَا أَحَدُ وُجُوهِ التَّعْبِيرِ ، أَنْ يُشْتَقَّ مِنْ الِاسْمِ مَعْنَى مُنَاسِب.

وَيُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ لِوَجْهٍ آخَرَ مِنْ وُجُوهِ التَّأوِيلِ ، وَهُوَ التَّصْحِيفُ ، فَإِنَّ لَفْظَ (بَقَر) مِثْل لَفْظ (نَفَر) بِالنُّونِ وَالْفَاء خَطًّا ، وَعِنْد أَحْمَد وَالنَّسَائِيّ وَابْن سَعْد مِنْ حَدِيث جَابِر بِسَنَدٍ صَحِيح فِي هَذَا الْحَدِيث " وَرَأَيْت بَقَرًا مُنَحَّرَةً ، وَقَالَ فِيهِ: فَأَوَّلْتُ أَنَّ الدِّرْعَ الْمَدِينَة ، وَالْبَقَرَ نَفَرٌ " هَكَذَا فِيهِ ، بِنُونٍ وَفَاء، وَهُوَ يُؤَيِّدُ الِاحْتِمَاَل الْمَذْكُورَ ، فَاللهُ أَعْلَمُ. فتح الباري (ج 11 / ص 415)

(6)

(حم) 2445 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده حسن.

(7)

هِيَ الْآلَة مِنْ السِّلَاح ، مِنْ دِرْعٍ وَبَيْضَةٍ وَغَيْرهمَا.

(8)

(حم) 14829 ، انظر الصَّحِيحَة: 1100 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: صحيح لغيره، وهذا إسناد على شرط مسلم.

(9)

(حم) 2445

ص: 446

(د)، وَعَنْ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ رضي الله عنه قَالَ:" لَبِسَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ دِرْعَيْنِ (1) "(2)

(1) أَيْ: لُبْس أَحَدَهمَا فَوْق الْآخَر. عون المعبود - (6/ 5)

(2)

(د) 2590 ، (جة) 2806 ، (حم) 15760 ، وصححه الألباني في فقه السيرة ص251 ، مختصر الشمائل (90)

ص: 447

()، وَعَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم للرماة يوم أحد: انضحوا الخيل عنا بالنبل ، لَا يأتونا من خلفنا ، إن كانت الدائرة لنا أو علينا ، فالزموا أماكنكم ، لَا نؤتيَنَّ من قبلكم "(1)

(1) صححه الألباني في فقه السيرة ص251

ص: 448

(م)، وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ:" أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَيْفًا يَوْمَ أُحُدٍ ، فَقَالَ: مَنْ يَأخُذُ مِنِّي هَذَا؟ " ، فَبَسَطُوا أَيْدِيَهُمْ، كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ يَقُولُ: أَنَا ، أَنَا، فَقَالَ:" مَنْ يَأخُذُهُ بِحَقِّهِ؟ "، فَأَحْجَمَ الْقَوْمُ، فَقَالَ: أَبُو دُجَانَةَ سِمَاكُ بْنُ خَرَشَةَ رضي الله عنه: أَنَا آخُذُهُ بِحَقِّهِ، قَالَ: فَأَخَذَهُ فَفَلَقَ بِهِ هَامَ الْمُشْرِكِينَ. (1)

(1)(م) 128 - (2470) ، (حم) 12257

ص: 449

(خ م حم)، وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ:(لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ ، انْهَزَمَ النَّاسُ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو طَلْحَةَ بَيْنَ يَدَيْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مُجَوِّبٌ عَلَيْهِ بِحَجَفَةٍ (1) لَهُ) (2)(" وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَلْفَهُ يَتَتَرَّسُ بِهِ ")(3)(وَكَانَ أَبُو طَلْحَةَ رَجُلًا رَامِيًا ، شَدِيدَ النَّزْعِ (4) وَكَسَرَ يَوْمَئِذٍ قَوْسَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، قَالَ: فَكَانَ الرَّجُلُ يَمُرُّ مَعَهُ الْجَعْبَةُ مِنْ النَّبْلِ، فَيَقُولُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" انْثُرْهَا لِأَبِي طَلْحَةَ ") (5)(فَكَانَ إِذَا رَمَى)(6)(" رَفَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَأسَهُ مِنْ خَلْفِهِ لِيَنْظُرَ)(7)(أَيْنَ يَقَعُ سَهْمُهُ "، فَيَرْفَعُ أَبُو طَلْحَةَ صَدْرَهُ وَيَقُولُ: هَكَذَا بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ ، لَا يُصِيبُكَ سَهْمٌ)(8)(مِنْ سِهَامِ الْقَوْمِ ، نَحْرِي دُونَ نَحْرِكَ)(9)(وَكَانَ أَبُو طَلْحَةَ يَسُوقُ نَفْسَهُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَيَقُولُ: إِنِّي جَلْدٌ يَا رَسُولَ اللهِ، فَوَجِّهْنِي فِي حَوَائِجِكَ، وَمُرْنِي بِمَا شِئْتَ)(10)(قَالَ: وَلَقَدْ رَأَيْتُ عَائِشَةَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ ، وَأُمَّ سُلَيْمٍ رضي الله عنهما وَإِنَّهُمَا لَمُشَمِّرَتَانِ ، أَرَى خَدَمَ سُوقِهِمَا (11) تَنْقُلَانِ الْقِرَبَ عَلَى مُتُونِهِمَا (12) ثُمَّ تُفْرِغَانِهِ فِي أَفْوَاهِ الْقَوْمِ، ثُمَّ تَرْجِعَانِ فَتَمْلَآَنِهَا ، ثُمَّ تَجِيئَانِ تُفْرِغَانِهِ فِي أَفْوَاهِ الْقَوْمِ وَلَقَدْ وَقَعَ السَّيْفُ مِنْ يَدَيْ أَبِي طَلْحَةَ إِمَّا مَرَّتَيْنِ ، وَإِمَّا ثَلَاثًا) (13)(مِنْ النُّعَاسِ)(14).

(1) أَيْ: مُتَرِّس عَلَيْهِ يَقِيه بِهَا، وَيُقَال لِلتُّرْسِ: جَوْبَة، وَالْحَجَفَة: التُّرْس. فتح الباري (ج 11 / ص 124)

(2)

(خ) 3600

(3)

(حم) 14090 ، وصححه الألباني في فقه السيرة ص260

(4)

أَيْ شَدِيد الرَّمْي. شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 271)

(5)

(خ) 3837 ، (م) 136 - (1811)

(6)

(خ) 2746

(7)

(حم) 12043 ، (خ) 2746

(8)

(حم) 14090 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.

(9)

(خ) 3600 ، (م) 136 - (1811)

(10)

(حم) 14090

(11)

الْوَاحِدَة خِدْمَة، وَهِيَ الْخَلْخَال.

وَأَمَّا السُّوق: فَجَمْعُ سَاق، وَهَذِهِ الرِّوَايَة لِلْخَدَمِ لَمْ يَكُنْ فِيهَا نَهْي؛ لِأَنَّ هَذَا كَانَ يَوْم أُحُدٍ ، قَبْلَ أَمْرِ النِّسَاء بِالْحِجَابِ، وَتَحْرِيمِ النَّظَرِ إِلَيْهِنَّ، وَلِأَنَّهُ لَمْ يَذْكُرْ هُنَا أَنَّهُ تَعَمَّدَ النَّظَرَ إِلَى نَفْسِ السَّاق، فَهُوَ مَحْمُولٌ عَلَى أَنَّهُ حَصَلَتْ تِلْكَ النَّظْرَةُ فَجْأَةً بِغَيْرِ قَصْدٍ ، وَلَمْ يَسْتَدِمْهَا. شرح النووي (ج 6 / ص 271)

(12)

أَيْ: عَلَى ظُهُورِهِمَا. شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 271)

(13)

(خ) 3600 ، (م) 136 - (1811)

(14)

(م) 136 - (1811)

ص: 450

(خ م)، وَعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه قَالَ:(" لَقَدْ رَأَيْتُ يَوْمَ أُحُدٍ عَنْ يَمِينِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعَنْ يَسَارِهِ رَجُلَيْنِ ، عَلَيْهِمَا ثِيَابٌ بِيضٌ ، يُقَاتِلَانِ عَنْهُ كَأَشَدِّ الْقِتَالِ ، مَا رَأَيْتُهُمَا قَبْلُ وَلَا بَعْدُ)(1)(- يَعْنِي: جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ - ")(2)

(1)(م) 47 - (2306) ، (خ) 3828 ، (حم) 1468

(2)

(م) 46 - (2306)

ص: 451

(خ حم)، وَعَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنه قَالَ:" جَعَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الرَّجَّالَةِ يَوْمَ أُحُدٍ - وَكَانُوا خَمْسِينَ رَجُلًا - عَبْدَ اللهِ بْنَ جُبَيْرٍ رضي الله عنه) (1) (قَالَ: وَوَضَعَهُمْ مَوْضِعًا) (2) (وَقَالَ لَهُمْ: إِنْ رَأَيْتُمُونَا تَخْطَفُنَا الطَّيْرُ فلَا تَبْرَحُوا مَكَانَكُمْ هَذَا حَتَّى أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ ، وَإِنْ رَأَيْتُمُونَا هَزَمْنَا الْقَوْمَ وَأَوْطَأنَاهُمْ ، فلَا تَبْرَحُوا حَتَّى أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ "، قَالَ: فَهَزَمُوهُمْ) (3)(حَتَّى رَأَيْتُ النِّسَاءَ يَشْتَدِدْنَ (4) فِي الْجَبَلِ) (5)(قَدْ بَدَتْ خَلَاخِلُهُنَّ وَأَسْوُقُهُنَّ ، رَافِعَاتٍ ثِيَابَهُنَّ ، فَقَالَ أَصْحَابُ عَبْدِ اللهِ بْنِ جُبَيْرٍ:)(6)(الْغَنِيمَةَ الْغَنِيمَةَ)(7)(ظَهَرَ أَصْحَابُكُمْ ، فَمَا تَنْتَظِرُونَ؟ ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ جُبَيْرٍ: أَنَسِيتُمْ مَا قَالَ لَكُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ ، فَقَالُوا: وَاللهِ لَنَأتِيَنَّ النَّاسَ ، فَلَنُصِيبَنَّ مِنْ الْغَنِيمَةِ ، فَلَمَّا أَتَوْهُمْ ، صُرِفَتْ وُجُوهُهُمْ ، فَأَقْبَلُوا مُنْهَزِمِينَ ، فَذَاكَ إِذْ يَدْعُوهُمْ الرَّسُولُ فِي أُخْرَاهُمْ)(8)(فَنَزَلَتْ: {وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ} يَقُولُ: عَصَيْتُمْ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ الْغَنَائِمَ ، وَهَزِيمَةَ الْعَدُوِّ)(9)(فَلَمْ يَبْقَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم غَيْرُ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا ، فَأَصَابُوا مِنَّا سَبْعِينَ ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ أَصَابُوا مِنْ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ بَدْرٍ أَرْبَعِينَ وَمِائَةً ، سَبْعِينَ أَسِيرًا ، وَسَبْعِينَ قَتِيلًا ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: أَفِي الْقَوْمِ مُحَمَّدٌ؟ - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ -)(10)(فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تُجِيبُوهُ " ، ثُمَّ قَالَ: أَفِي الْقَوْمِ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ؟ - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ - فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تُجِيبُوهُ " ثُمَّ قَالَ: أَفِي الْقَوْمِ ابْنُ الْخَطَّابِ؟)(11)(فَقَالَ: إِنَّ هَؤُلَاءِ قُتِلُوا ، فَلَوْ كَانُوا أَحْيَاءً لَأَجَابُوا ، فَلَمْ يَمْلِكْ عُمَرُ نَفْسَهُ ، فَقَالَ: كَذَبْتَ)(12)(وَاللهِ يَا عَدُوَّ اللهِ ، إِنَّ الَّذِينَ عَدَدْتَ لَأَحْيَاءٌ كُلُّهُمْ ، وَقَدْ بَقِيَ لَكَ مَا يَسُوءُكَ فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: يَوْمٌ بِيَوْمِ بَدْرٍ ، وَالْحَرْبُ سِجَالٌ ، وَإِنَّكُمْ سَتَجِدُونَ فِي الْقَوْمِ مُثْلَةً ، لَمْ آمُرْ بِهَا ، وَلَمْ تَسُؤْنِي ، ثُمَّ أَخَذَ يَرْتَجِزُ: أُعْلُ هُبَلْ أُعْلُ هُبَلْ)(13)(فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَجِيبُوهُ؟ " ، فَقَالُوا: مَا نَقُولُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ ، قَالَ: " قُولُوا: اللهُ أَعْلَى وَأَجَلُّ " ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: لَنَا الْعُزَّى ، وَلَا عُزَّى لَكُمْ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَجِيبُوهُ؟ " ، قَالُوا: مَا نَقُولُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ ، قَالَ: " قُولُوا: اللهُ مَوْلَانَا ، وَلَا مَوْلَى لَكُمْ ")(14)

(1)(خ) 2874

(2)

(حم) 18616 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.

(3)

(خ) 2874

(4)

أَيْ: يُسْرِعْن.

(5)

(خ) 3817

(6)

(خ) 2874

(7)

(خ) 3817

(8)

(خ) 2874 ، (د) 2662

(9)

(حم) 18623

(10)

(خ) 2874 ، (حم) 18616

(11)

(خ) 3817 ، (حم) 18616

(12)

(خ) 3817

(13)

(خ) 2874

(14)

(خ) 3817 ، (حم) 18616

ص: 452

(حم) ، وَعَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّهُ قَالَ: مَا نَصَرَ اللهُ تبارك وتعالى فِي مَوْطِنٍ كَمَا نَصَرَ يَوْمَ أُحُدٍ، قَالَ: فَأَنْكَرْنَا ذَلِكَ ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: بَيْنِي وَبَيْنَ مَنْ أَنْكَرَ ذَلِكَ كِتَابُ اللهِ تبارك وتعالى ، إِنَّ اللهَ عز وجل يَقُولُ فِي يَوْمِ أُحُدٍ:{وَلَقَدْ صَدَقَكُمْ اللهُ وَعْدَهُ ، إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ} (1) قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَالْحَسُّ: الْقَتْلُ ، {حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ ، وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ ، وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ ، مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا ، وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ، ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ ، وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ ، وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} (2) وَإِنَّمَا عَنَى بِهَذَا الرُّمَاةَ ، " وَذَلِكَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَقَامَهُمْ فِي مَوْضِعٍ ، ثُمَّ قَالَ: احْمُوا ظُهُورَنَا ، فَإِنْ رَأَيْتُمُونَا نُقْتَلُ ، فلَا تَنْصُرُونَا ، وَإِنْ رَأَيْتُمُونَا قَدْ غَنِمْنَا ، فلَا تَشْرُكُونَا ، فَلَمَّا غَنِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبَاحُوا عَسْكَرَ الْمُشْرِكِينَ " ، أَكَبَّ الرُّمَاةُ جَمِيعًا ، فَدَخَلُوا فِي الْعَسْكَرِ يَنْهَبُونَ ، وَقَدْ الْتَقَتْ صُفُوفُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَهُمْ هَكَذَا - وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِ يَدَيْهِ - وَالْتَبَسُوا ، فَلَمَّا أَخَلَّ (3) الرُّمَاةُ تِلْكَ الْخَلَّةَ (4) الَّتِي كَانُوا فِيهَا ، دَخَلَتْ الْخَيْلُ مِنْ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ عَلَى أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَضَرَبَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا ، وَقُتِلَ مِنْ الْمُسْلِمِينَ نَاسٌ كَثِيرٌ ، وَقَدْ كَانَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابِهِ أَوَّلُ النَّهَارِ ، حَتَّى قُتِلَ مِنْ أَصْحَابِ لِوَاءِ الْمُشْرِكِينَ سَبْعَةٌ أَوْ تِسْعَةٌ ، وَجَالَ الْمُسْلِمُونَ جَوْلَةً (5) نَحْوَ الْجَبَلِ ، وَلَمْ يَبْلُغُوا حَيْثُ يَقُولُ النَّاسُ الْغَارَ ، إِنَّمَا كَانُوا تَحْتَ الْمِهْرَاسِ (6) وَصَاحَ الشَّيْطَانُ: قُتِلَ مُحَمَّدٌ ، فَلَمْ يُشَكَّ فِيهِ أَنَّهُ حَقٌّ ، فَمَا زِلْنَا كَذَلِكَ ، مَا نَشُكُّ أَنَّهُ قَدْ قُتِلَ ، " حَتَّى طَلَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ السَّعْدَيْنِ (7) نَعْرِفُهُ بِتَكَفُّئِهِ (8) إِذَا مَشَى "، قَالَ: فَفَرِحْنَا حَتَّى كَأَنَّهُ لَمْ يُصِبْنَا مَا أَصَابَنَا ، " فَرَقِيَ (9) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَحْوَنَا وَهُوَ يَقُولُ: اشْتَدَّ غَضَبُ اللهِ عَلَى قَوْمٍ دَمَّوْا وَجْهَ رَسُولِهِ ، وَيَقُولُ مَرَّةً أُخْرَى: اللَّهُمَّ إِنَّهُ لَيْسَ لَهُمْ أَنْ يَعْلُونَا ، حَتَّى انْتَهَى إِلَيْنَا فَمَكَثَ سَاعَةً " ، فَإِذَا أَبُو سُفْيَانَ يَصِيحُ فِي أَسْفَلِ الْجَبَلِ ، اعْلُوا هُبَلُ اعْلُوا هُبَلُ - يَعْنِي: آلِهَتَهُ - أَيْنَ ابْنُ أَبِي كَبْشَةَ (10)؟ ، أَيْنَ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ؟ ، أَيْنَ ابْنُ الْخَطَّابِ؟ ، فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَلَا أُجِيبُهُ؟ ، قَالَ: " بَلَى " ، فَلَمَّا قَالَ اعْلُوا هُبَلُ ، قَالَ عُمَرُ: اللهُ أَعْلَى وَأَجَلُّ ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: يَا ابْنَ الْخَطَّابِ ، إِنَّهُ قَدْ أُنْعِمَتْ عَيْنُهَا ، أَيْنَ ابْنُ أَبِي كَبْشَةَ؟ ، أَيْنَ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ؟ ، فَقَالَ عُمَرُ: هَذَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهَذَا أَبُو بَكْرٍ ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: يَوْمٌ بِيَوْمِ بَدْرٍ ، الْأَيَّامُ دُوَلٌ ، وَإِنَّ الْحَرْبَ سِجَالٌ (11) فَقَالَ عُمَرُ: لَا سَوَاءً ، قَتْلَانَا فِي الْجَنَّةِ ، وَقَتْلَاكُمْ فِي النَّارِ ، قَالَ: إِنَّكُمْ لَتَزْعُمُونَ ذَلِكَ ، لَقَدْ خِبْنَا إِذَنْ وَخَسِرْنَا ، ثُمَّ قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: أَمَا إِنَّكُمْ سَوْفَ تَجِدُونَ فِي قَتْلَاكُمْ مُثْلَةً (12) وَلَمْ يَكُنْ ذَاكَ عَنْ رَأيِ سَرَاتِنَا (13) ثُمَّ أَدْرَكَتْهُ حَمِيَّةُ الْجَاهِلِيَّةِ (14) فَقَالَ: أَمَا إِنَّهُ قَدْ كَانَ ذَلِكَ وَلَمْ نَكْرَهْهُ. (15)

(1)[آل عمران/152]

(2)

[آل عمران/152]

(3)

أخَلَّ: ترك المكان.

(4)

الخَلَّة: الفُرجة ، والثغرة التي فتحها الرماة بإخلالهم بأمر النبي صلى الله عليه وسلم.

(5)

الجولة: الدوران.

(6)

المِهراس: حجر ضخم ، منقور ومحفور ، ويسع ماء كثيرا يُحفظ فيه.

(7)

أَيْ: سعد بن معاذ ، وسعد بن عبادة.

(8)

تَكَفَّأ: مال صدره إلى الأمام ، كالذي يهبط من مكان مرتفع.

(9)

رقي: صعد.

(10)

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ ابن حبان: أَبُو كَبْشَةَ هَذَا ، وَالِدُ أُمِّ أُمِّ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: كَانَ قَدْ خَرَجَ إِلَى الشَّامِ ، فَاسْتَحْسَنَ دِينَ النَّصَارَى ، فَرَجَعَ إِلَى قُرَيْشٍ وَأَظْهَرَهُ، فَعَاتَبَتْهُ قُرَيْشٌ حَيْثُ جَاءَ بِدِينٍ غَيْرِ دِينِهِمْ، فَكَانَتْ قُرَيْشٌ تُعَيِّرُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَتَنْسِبُهُ إِلَيْهِ، يَعْنُونَ بِهِ أَنَّهُ جَاءَ بِدَيْنٍ غَيْرِ دِينِهِمْ، كَمَا جَاءَ أَبُو كَبْشَةَ بِدَيْنٍ غَيْرِ دِينَهِمْ.

(11)

(الحرب سِجال) أَيْ: مَرَّة لنا ومَرَّة علينا ، ونُصْرتها متداولة بين الفريقين.

(12)

المُثْلة: جدع الأطراف أو قطعها ، أو تشويه الجسد تنكيلا.

(13)

السَّرَاة: أشراف القوم وزعماؤهم.

(14)

الحمية: الأنفة والغيرة.

(15)

(حم) 2609 ، (ك) 3163 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده حسن

ص: 453

(خ حم)، وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:(لَمَّا كَانَ يَوْمَ أُحُدٍ ، هُزِمَ الْمُشْرِكُونَ، فَصَاحَ إِبْلِيسُ: أَيْ عِبَادَ اللهِ أُخْرَاكُمْ (1) فَرَجَعَتْ أُولَاهُمْ فَاجْتَلَدَتْ هِيَ وَأُخْرَاهُمْ (2) فَنَظَرَ حُذَيْفَةُ رضي الله عنه فَإِذَا هُوَ بِأَبِيهِ الْيَمَانِ، فَقَالَ: أَيْ عِبَادَ اللهِ ، أَبِي ، أَبِي، فَوَاللهِ مَا احْتَجَزُوا (3) حَتَّى قَتَلُوهُ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: غَفَرَ اللهُ لَكُمْ) (4)(" فَأَرَادَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَدِيَهُ (5) فَتَصَدَّقَ حُذَيْفَةُ بِدِيَتِهِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ ") (6)(قَالَ عُرْوَةُ: فَوَاللهِ مَا زَالَتْ فِي حُذَيْفَةَ مِنْهَا (7) بَقِيَّةُ خَيْرٍ حَتَّى لَقِيَ اللهَ عز وجل (8)) (9)(قَالَ: وَقَدْ كَانَ انْهَزَمَ مِنْهُمْ قَوْمٌ حَتَّى لَحِقُوا بِالطَّائِفِ)(10).

(1) أَيْ: اِحْتَرِزُوا مِنْ جِهَةِ أُخْرَاكُمْ، وَهِيَ كَلِمَةٌ تُقَالُ لِمَنْ يَخْشَى أَنْ يُؤْتَى عِنْدَ الْقِتَالِ مِنْ وَرَائِهِ، وَكَانَ ذَلِكَ لَمَّا تَرَكَ الرُّمَاةُ مَكَانَهُمْ ، وَدَخَلُوا يَنْتَهِبُونَ عَسْكَرَ الْمُشْرِكِينَ. فتح الباري (ج 11 / ص 395)

(2)

أَيْ: وَهُمْ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مِنْ الْعَدُوِّ، فَلَمَّا رَجَعُوا اِخْتَلَطُوا بِالْمُشْرِكِينَ ، وَالْتَبَسَ الْعَسْكَرَانِ ، فَلَمْ يَتَمَيَّزُوا، فَوَقَعَ الْقَتْلُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ بَعْضهمْ مِنْ بَعْضٍ. فتح الباري (ج 11 / ص 395)

(3)

أَيْ: اِنْفَصِلُوا مِنْ الْقِتَال ، وَامْتَنَعَ بَعْضهمْ مِنْ بَعْض. فتح الباري (11/ 140)

(4)

(خ) 3116

(5)

أي: يدفع له ديته ، لأنه قُتِل خطأً ، وكان من المسلمين.

(6)

(حم) 23689 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده حسن.

(7)

أَيْ: مِنْ هَذِهِ الْكَلِمَة ، أَيْ: بِسَبَبِهَا. فتح الباري (ج 11 / ص 140)

(8)

يُؤْخَذ مِنْهُ أَنَّ فِعْل الْخَيْر تَعُود بَرَكَته عَلَى صَاحِبه فِي طُول حَيَاته. فتح (11/ 140)

(9)

(خ) 3613

(10)

(خ) 6489

ص: 454

(خ م)، وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قَالَ:(نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة فِينَا: {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا (1)} (2) بَنِي سَلِمَةَ ، وَبَنِي حَارِثَةَ (3) وَمَا أُحِبُّ أَنَّهَا لَمْ تَنْزِلْ (4)) (5) (لِقَوْلِ اللهِ:{وَاللهُ وَلِيُّهُمَا (6)} ) (7).

(1) الْفَشَلُ: الْجُبْنِ. فتح الباري (ج 11 / ص 383)

(2)

[آل عمران/122]

(3)

بَنُو سَلَمَةَ مِنْ الْخَزْرَجِ وَأَقَارِبِهِمْ بَنُو حَارِثَةَ مِنْ الْأَوْسِ. فتح الباري (11/ 384)

(4)

أَيْ: وَإِنَّ الْآيَةَ وَإِنْ كَانَ فِي ظَاهِرِهَا غَضٌّ مِنْهُمْ ، لَكِنْ فِي آخِرِهَا غَايَةُ الشَّرَفِ لَهُمْ. فتح الباري (ج 11 / ص 384)

(5)

(خ) 3825 ، (م) 171 - (2505)

(6)

الْوَلِيُّ: النَّاصِرُ. أَيْ: وَاللهُ الدَّافِع عَنْهُمَا مَا هَمُّوا بِهِ مِنْ الْفَشَلِ، لِأَنَّ ذَلِكَ كَانَ مِنْ وَسْوَسَةِ الشَّيْطَانِ ، مِنْ غَيْرِ وَهْنٍ مِنْهُمْ. فتح الباري (ج 11 / ص 383)

(7)

(خ) 4282 ، (م) 171 - (2505)

ص: 455

(حم)، وَعَنْ شَقِيقِ بن سلمة قَالَ: لَقِيَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رضي الله عنه الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ ، فَقَالَ لَهُ الْوَلِيدُ: مَا لِي أَرَاكَ قَدْ جَفَوْتَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ رضي الله عنه؟ ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: أَبْلِغْهُ أَنِّي لَمْ أَفِرَّ يَوْمَ أُحُدٍ ، وَلَمْ أَتَخَلَّفْ يَوْمَ بَدْرٍ ، وَلَمْ أَتْرُكْ سُنَّةَ عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ: فَانْطَلَقَ فَخَبَّرَ ذَلِكَ عُثْمَانَ رضي الله عنه فَقَالَ: أَمَّا قَوْلُهُ إِنَّهُ لَمْ يَفِرَّ يَوْمَ أُحُدٍ ، فَكَيْفَ يُعَيِّرُنِي بِذَنْبٍ وَقَدْ عَفَا اللهُ عَنْهُ ، فَقَالَ:{إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمْ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا ، وَلَقَدْ عَفَا اللهُ عَنْهُمْ} (1) وَأَمَّا قَوْلُهُ: إِنِّي تَخَلَّفْتُ يَوْمَ بَدْرٍ ، فَإِنِّي كُنْتُ أُمَرِّضُ رُقَيَّةَ بِنْتَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ مَاتَتْ ، " وَقَدْ ضَرَبَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِسَهْمِي " ، وَمَنْ ضَرَبَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِسَهْمِهِ فَقَدْ شَهِدَ ، وَأَمَّا قَوْلُهُ: إِنِّي لَمْ أَتْرُكْ سُنَّةَ عُمَرَ ، فَإِنِّي لَا أُطِيقُهَا ، وَلَا هُوَ ، فَأتِهِ فَحَدِّثْهُ بِذَلِكَ. (2)

(1)[آل عمران/155]

(2)

(حم) 490، (طب) ج1ص89ح135، وقال الأرناؤوط: إسناده حسن.

ص: 456

(م)، وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ:" أُفْرِدَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ فِي سَبْعَةٍ مِنْ الْأَنْصَارِ ، وَرَجُلَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ، فَلَمَّا رَهِقُوهُ (1) قَالَ: مَنْ يَرُدُّهُمْ عَنَّا وَلَهُ الْجَنَّةُ ، أَوْ هُوَ رَفِيقِي فِي الْجَنَّةِ "، فَتَقَدَّمَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ ، " ثُمَّ رَهِقُوهُ أَيْضًا ، فَقَالَ: مَنْ يَرُدُّهُمْ عَنَّا وَلَهُ الْجَنَّةُ ، أَوْ هُوَ رَفِيقِي فِي الْجَنَّةِ "، فَتَقَدَّمَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ ، فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى قُتِلَ السَّبْعَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِصَاحِبَيْهِ:" مَا أَنْصَفْنَا أَصْحَابَنَا "(2)

(1) أَيْ: غَشُوهُ وَقَرُبُوا مِنْهُ. شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 247)

(2)

(م) 100 - (1789) ، (حم) 14088

ص: 457

(س)، وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ وَوَلَّى النَّاسُ ، " كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي نَاحِيَةٍ " فِي اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ ، وَفِيهِمْ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ ، فَأَدْرَكَهُمْ الْمُشْرِكُونَ ، " فَالْتَفَتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ: مَنْ لِلْقَوْمِ؟ " ، فَقَالَ طَلْحَةُ: أَنَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " كَمَا أَنْتَ " ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ ، فَقَالَ: " أَنْتَ " ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ ، " ثُمَّ الْتَفَتَ " ، فَإِذَا الْمُشْرِكُونَ ، فَقَالَ: " مَنْ لِلْقَوْمِ؟ " ، فَقَالَ طَلْحَةُ: أَنَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " كَمَا أَنْتَ " ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ: أَنَا ، فَقَالَ: " أَنْتَ " ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ ، " ثُمَّ لَمْ يَزَلْ يَقُولُ ذَلِكَ " ، وَيَخْرُجُ إِلَيْهِمْ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فَيُقَاتِلُ قِتَالَ مَنْ قَبْلَهُ حَتَّى يُقْتَلَ ، حَتَّى بَقِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَطَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ لِلْقَوْمِ؟ " ، فَقَالَ طَلْحَةُ: أَنَا ، فَقَاتَلَ طَلْحَةُ قِتَالَ الْأَحَدَ عَشَرَ ، حَتَّى ضُرِبَتْ يَدُهُ ، فَقُطِعَتْ أَصَابِعُهُ ، فَقَالَ: حَسِّ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَوْ قُلْتَ بِسْمِ اللهِ ، لَرَفَعَتْكَ الْمَلَائِكَةُ وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ ، حَتَّى تَلِجَ بِكَ فِي جَوِّ السَّمَاءِ، ثُمَّ صَعِدَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى أَصْحَابِهِ وَهُمْ مُجْتَمِعُونَ ، وَرَدَّ اللهُ الْمُشْرِكِينَ " (1)

(1)(س) 3149، انظر الصَّحِيحَة: 2171

ص: 458

(خ م)، وَعَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ قَالَ:" لَمْ يَبْقَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ تِلْكَ الْأَيَّامِ الَّتِي قَاتَلَ فِيهِنَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَيْرُ طَلْحَةَ ، وَسَعْدٍ رضي الله عنهما عَنْ حَدِيثِهِمَا "(1)

(1)(خ) 3723 ، (م) 47 - (2414)

ص: 459

(خ)، وَعَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: رَأَيْتُ يَدَ طَلْحَةَ رضي الله عنه الَّتِي وَقَى بِهَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم[يَوْمَ أُحُدٍ](1) قَدْ شَلَّتْ. (2)

(1)(خ) 4063

(2)

(خ) 3724، (جة) 128، (حم) 1385

ص: 460

(ت)، وَعَنْ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ رضي الله عنه قَالَ:" كَانَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم دِرْعَانِ يَوْمَ أُحُدٍ ، فَنَهَضَ إِلَى الصَّخْرَةِ ، فَلَمْ يَسْتَطِعْ ، فَأَقْعَدَ طَلْحَةَ تَحْتَهُ ، فَصَعِدَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَيْهِ حَتَّى اسْتَوَى عَلَى الصَّخْرَةِ "، قَالَ الزُّبَيْرُ: فَسَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " أَوْجَبَ طَلْحَةُ (1) "(2)

(1) أَيْ: الْجَنَّةَ كَمَا فِي رِوَايَةٍ، وَالْمَعْنَى: أَنَّهُ أَثْبَتَهَا لِنَفْسِهِ بِعَمَلِهِ هَذَا ، أَوْ بِمَا فَعَلَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ، فَإِنَّهُ خَاطَرَ بِنَفْسِهِ يَوْمَ أُحُدٍ ، وَفَدَى بِهَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَجَعَلَهَا وِقَايَةً لَهُ ، حَتَّى طُعِنَ بِبَدَنِهِ ، وَجُرِحَ جَمِيعُ جَسَدِهِ ، حَتَّى شُلَّتْ يَدُهُ بِبِضْعٍ وَثَمَانِينَ جِرَاحَةً. تحفة الأحوذي - (ج 4 / ص 374)

(2)

(ت) 1692، (حم) 1417، الصَّحِيحَة: 945، مختصر الشمائل: 89

ص: 461

(خ م حم)، وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه قَالَ:(" مَا سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم جَمَعَ أَبَوَيْهِ لِأَحَدٍ ، إِلَّا لِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه فَإِنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ يَوْمَ أُحُدٍ)(1)(- وَكَانَ رَجُلٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ قَدْ أَحْرَقَ الْمُسْلِمِينَ (2) -) (3)(فَنَثَلَ لَهُ (4) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم كِنَانَتَهُ) (5)(وَقَالَ لَهُ: ارْمِ يَا سَعْدُ ، فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي ")(6)(قَالَ سَعْدٌ: فَنَزَعْتُ لَهُ بِسَهْمٍ لَيْسَ فِيهِ نَصْلٌ ، فَأَصَبْتُ جَنْبَهُ ، فَسَقَطَ ، فَانْكَشَفَتْ عَوْرَتُهُ ، " فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى نَوَاجِذِهِ (7) ") (8)

(1)(خ) 3833، (ت) 2828

(2)

أَيْ: أَثْخَنَ فِيهِمْ، وَعَمِلَ فِيهِمْ نَحْو عَمَل النَّار. شرح النووي (8/ 157)

(3)

(م) 42 - م 2 - (2412)

(4)

أَيْ: أخرج له ما بداخلها من السهام.

(5)

(خ) 3829

(6)

(حم) 709، (خ) 2749، (م) 41 - (2411)

(7)

النواجذ: هي أواخُر الأسنان ، وقيل: التي بعد الأنياب.

(8)

(م) 42 - م 2 - (2412)

ص: 462

(خ م حم حب)، وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ:(غَابَ عَمِّي)(1)(الَّذِي سُمِّيتُ بِهِ)(2)(أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ رضي الله عنه عَنْ قِتَالِ بَدْرٍ)(3)(فَشَقَّ عَلَيْهِ (4)) (5)(فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ ، غِبْتُ عَنْ أَوَّلِ قِتَالٍ قَاتَلْتَ الْمُشْرِكِينَ لَئِنْ اللهُ أَشْهَدَنِي قِتَالَ الْمُشْرِكِينَ ، لَيَرَيَنَّ اللهُ مَا أَصْنَعُ)(6)(قَالَ: وَهَابَ أَنْ يَقُولَ غَيْرَهَا)(7)(فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ)(8)(مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ)(9)(شَهِدَ)(10)(فَانْكَشَفَ الْمُسْلِمُونَ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعْتَذِرُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ هَؤُلَاءِ - يَعْنِي أَصْحَابَهُ - وَأَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ هَؤُلَاءِ - يَعْنِي الْمُشْرِكِينَ - ثُمَّ تَقَدَّمَ)(11)(بِسَيْفِهِ)(12)(فَرَأَى سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ رضي الله عنه مُنْهَزِمًا، فَقَالَ لَهُ أَنَسٌ: أَيْنَ يَا أَبَا عَمْرٍو؟ أَيْنَ؟ ، أَيْنَ؟)(13)(الْجَنَّةَ وَرَبِّ النَّضْرِ ، إِنِّي أَجِدُ رِيحَهَا مِنْ دُونِ أُحُدٍ)(14)(قَالَ: فَقَاتَلَهُمْ حَتَّى قُتِلَ)(15)(قَالَ سَعْدٌ: فَمَا اسْتَطَعْتُ يَا رَسُولَ اللهِ مَا صَنَعَ (16) قَالَ أَنَسٌ: فَوَجَدْنَا بِهِ بِضْعًا وَثَمَانِينَ ضَرْبَةً بِالسَّيْفِ ، أَوْ طَعْنَةً بِرُمْحٍ ، أَوْ رَمْيَةً بِسَهْمٍ ، وَوَجَدْنَاهُ قَدْ قُتِلَ ، وَمَثَّلَ بِهِ الْمُشْرِكُونَ ، فَمَا عَرَفَهُ أَحَدٌ إِلَّا أُخْتُهُ (17) بِبَنَانِهِ (18)) (19) (قَالَ أَنَسٌ: وَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ ، فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ، وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} (20)) (21)(قَالَ أنَسٌ: فَكُنَّا نُرَى أَوْ نَظُنُّ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِيهِ وَفِي أَشْبَاهِهِ)(22).

(1)(خ) 2651

(2)

(م) 148 - (1903)

(3)

(خ) 2651

(4)

شق عليه: صعب عليه أمره.

(5)

(م) 148 - (1903)

(6)

(خ) 2651، (م) 148 - (1903)

(7)

(م) 148 - (1903)

(8)

(خ) 2651

(9)

(حب) 7023، وصححه الألباني في التعليقات الحسان: 6984 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح.

(10)

(م) 148 - (1903)

(11)

(خ) 2651

(12)

(خ) 3822

(13)

(حم) 13683، (م) 148 - (1903)

(14)

(خ) 2651

(15)

(م) 148 - (1903)

(16)

وَقَعَ عِنْد يَزِيد بْن هَارُون عَنْ حُمَيْدٍ: " فَقُلْت: أَنَا مَعَك ، فَلَمْ اِسْتَطِعْ أَنْ أَصْنَع مَا صَنَعَ، وَظَاهِره أَنَّهُ نَفَى اِسْتِطَاعَة إِقْدَامه الَّذِي صَدَرَ مِنْهُ ، حَتَّى وَقَعَ لَهُ مَا وَقَعَ مِنْ الصَّبْر عَلَى تِلْكَ الْأَهْوَال ، بِحَيْثُ وَجَدَ فِي جَسَده مَا يَزِيد عَلَى الثَّمَانِينَ مِنْ طَعْنَة ، وَضَرْبَة ، وَرَمْيَة، فَاعْتَرَفَ سَعْد بِأَنَّهُ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُقْدِم إِقْدَامه ، وَلَا يَصْنَع صَنِيعه. فتح الباري (ج 8 / ص 399)

(17)

أُخْتُهُ عَمَّة أنس ، هي الرُّبَيِّعُ بِنْتُ النَّضْرِ. (م) 148 - (1903)

(18)

الْبَنَان: الْإِصْبَع، وَقِيلَ طَرَف الْإِصْبَع.

(19)

(خ) 2651

(20)

[الأحزاب/23]

(21)

(م) 148 - (1903)، (ت) 3200

(22)

(خ) 2651، (م) 148 - (1903)، (حم) 13038

ص: 463

(حم)، وَعَنْ أَبِي قَتَادَةَ رضي الله عنه قَالَ: أَتَى عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ ، أَرَأَيْتَ إِنْ قَاتَلْتُ فِي سَبِيلِ اللهِ حَتَّى أُقْتَلَ أَمْشِي بِرِجْلِي هَذِهِ صَحِيحَةً فِي الْجَنَّةِ؟ - وَكَانَتْ رِجْلُهُ عَرْجَاءَ - فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" نَعَمْ " ، فَقُتِلُوا يَوْمَ أُحُدٍ ، هُوَ ، وَابْنُ أَخِيهِ ، وَمَوْلًى لَهُمْ ، " فَمَرَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْكَ تَمْشِي بِرِجْلِكَ هَذِهِ صَحِيحَةً فِي الْجَنَّةِ ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِهِمَا وَبِمَوْلَاهُمَا فَجُعِلُوا فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ " (1)

(1)(حم) 22606، وحسنه الألباني في أحكام الجنائز: ص146 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده حسن.

ص: 464

(معرفة الصحابة لأبي نعيم)، وَعَنْ أَبِي إِسْحَاقِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: كَانَ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ رضي الله عنه رَجُلًا أَعْرَجَ شَدِيدَ الْعَرَجِ ، وَكَانَ لَهُ بَنُونَ أَرْبَعَةٌ ، يَشْهَدُونَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَشَاهِدَ أَمْثَالَ الأُسْدِ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ ، أَرَادُوا حَبْسَهُ ، وَقَالُوا لَهُ: إِنَّ اللهَ قَدْ عَذَرَكَ، فَأَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ بَنِيَّ يُرِيدُونَ أَنْ يَحْبِسُونِي عَنْ هَذَا الْوَجْهِ ، وَالْخُرُوجِ مَعَكَ فِيهِ، وَاللهِ إِنِّي لأَرْجُو أَنْ أَطَأَ بِعَرْجَتِي هَذِهِ فِي الْجَنَّةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ عَذَرَكَ اللهُ ، فلَا جِهَادَ عَلَيْكَ ، وَقَالَ لِبَنِيهِ: لَا عَلَيْكُمْ أَنْ لَا تَمْنَعُوهُ، لَعَلَّ اللهَ أَنْ يَرْزُقَهُ الشَّهَادَةَ "، فَخَرَجَ مَعَهُ ، فَقُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ. (1)

(1) معرفة الصحابة (14/ 156)، صححه الألباني في فقه السيرة ص260

ص: 465

وقال عبد الله بن جحش في ذلك اليوم: اللهم إني أُقسم عليك أن ألقى العدو غدا ، فيقتلوني ، ثم يبقُروا بطني ، ويجدَعوا أنفي وأذني ثم تسألُني: فيم ذلك؟ ، فأقول: فيك. (1)

(1) معرفة الصحابة (11/ 321)، وصححه الألباني في فقه السيرة ص260

ص: 466

(حب ك)، وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رضي الله عنهما قَالَ:(سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ - وَقَدْ كَانَ النَّاسُ انْهَزَمُوا عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى انْتَهَى بَعْضُهُمْ إِلَى دُونِ الأَعْرَاضِ عَلَى جَبَلٍ بِنَاحِيَةِ الْمَدِينَةِ، ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ كَانَ حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي عَامِرٍ رضي الله عنه الْتَقَى هُوَ وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ، فَلَمَّا اسْتَعْلاهُ حَنْظَلَةُ ، رَآهُ شَدَّادُ بْنُ الأَسْوَدِ، فَعَلَاهُ شَدَّادٌ بِالسَّيْفِ حَتَّى قَتَلَهُ، وَقَدْ كَادَ يَقْتُلُ أَبَا سُفْيَانَ- فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ صَاحِبَكُمْ حَنْظَلَةَ تُغَسِّلُهُ الْمَلَائِكَةُ، فَسَلُوا صَاحِبَتَهُ (1)"، فَقَالَتْ: خَرَجَ وَهُوَ جُنُبٌ لَمَّا سَمِعَ الْهَائِعَةَ (2)) (3) (فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لِذَلِكَ غَسَّلَتْهُ الْمَلَائِكَةُ ") (4)

(1) أَيْ: زوجته.

(2)

(الْهَائِعَةَ): هِيَ الصَّوْتُ الشَّدِيدُ. نيل الأوطار - (ج 6 / ص 130)

(3)

(حب) 7025

(4)

(ك) 4917 ، وصححه الألباني في الصَّحِيحَة: 326، والإرواء: 713

ص: 467

(د)، وَعَن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ لِعَمْرِو بْنِ أُقَيْشٍ رِبًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ (1) فَكَرِهَ أَنْ يُسْلِمَ حَتَّى يَأخُذَهُ، فَجَاءَ يَوْمَ أُحُدٍ فَقَالَ: أَيْنَ بَنُو عَمِّي؟، قَالُوا: بِأُحُدٍ ، قَالَ: أَيْنَ فُلَانٌ؟ ، قَالُوا: بِأُحُدٍ، قَالَ: فَأَيْنَ فُلَانٌ؟ ، قَالُوا: بِأُحُدٍ، فَلَبِسَ لَأمَتَهُ (2) وَرَكِبَ فَرَسَهُ ثُمَّ تَوَجَّهَ قِبَلَهُمْ، فَلَمَّا رَآهُ الْمُسْلِمُونَ قَالُوا: إِلَيْكَ عَنَّا يَا عَمْرُو، قَالَ: إِنِّي قَدْ آمَنْتُ، فَقَاتَلَ حَتَّى جُرِحَ، فَحُمِلَ إِلَى أَهْلِهِ جَرِيحًا، فَجَاءَهُ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ رضي الله عنه فَقَالَ لِأُخْتِهِ: سَلِيهِ، حَمِيَّةً لِقَوْمِكَ (3) وَغَضَبًا لَهُمْ؟ ، أَمْ غَضَبًا للهِ؟، فَقَالَ: بَلْ غَضَبًا للهِ وَلِرَسُولِهِ، فَمَاتَ فَدَخَلَ الْجَنَّةَ ، وَمَا صَلَّى لِلهِ صَلَاةً. (4)

(1) الْجَاهِلِيَّة: مَا قَبْل الْإِسْلَام. (فتح - ج1ص127)

(2)

أَيْ: دِرعَه.

(3)

أَيْ: قَاتَلْتَ كُفَّار قُرَيْش لِحَمِيَّةِ قَوْمك. عون المعبود (ج 5 / ص 434)

(4)

(د) 2537 ، (ك) 2533

ص: 468

(خ)، وَعَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ قَالَ: قَسَمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه مُرُوطًا بَيْنَ نِسَاءٍ مِنْ نِسَاءِ الْمَدِينَةِ ، فَبَقِيَ مِرْطٌ جَيِّدٌ ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ مَنْ عِنْدَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَعْطِ هَذَا ابْنَةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الَّتِي عِنْدَكَ - يُرِيدُونَ أُمَّ كُلْثُومٍ بِنْتَ عَلِيٍّ (1) - فَقَالَ عُمَرُ: أُمُّ سَلِيطٍ أَحَقُّ بِهِ ، فَإِنَّهَا كَانَتْ تَزْفِرُ لَنَا الْقِرَبَ يَوْمَ أُحُدٍ - وَأُمُّ سَلِيطٍ مِنْ نِسَاءِ الْأَنْصَارِ ، مِمَّنْ بَايَعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم. (2)

(1) كَانَ عُمَرُ قَدْ تَزَوَّجَ أُمّ كُلْثُوم بِنْت عَلِيّ ، وَأُمَّهَا فَاطِمَةَ ، وَلِهَذَا قَالُوا لَهَا: بِنْتُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَكَانَتْ قَدْ وُلِدَتْ فِي حَيَاتِهِ ، وَهِيَ أَصْغَرُ بَنَاتِ فَاطِمَة رضي الله عنه. فتح الباري (ج 9 / ص 24)

(2)

(خ) 2725

ص: 469

(خ م ت)، وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ:(" كُسِرَتْ رَبَاعِيَةُ (1) رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ) (2)(وَرُمِيَ رَمْيَةً عَلَى كَتِفِهِ)(3)(وَشُجَّ وَجْهُهُ شَجَّةً فِي جَبْهَتِهِ ، حَتَّى سَالَ الدَّمُ عَلَى وَجْهِهِ)(4)(فَجَعَلَ يَسْلُتُ الدَّمَ عَنْهُ وَيَقُولُ: كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ شَجُّوا نَبِيَّهُمْ ، وَكَسَرُوا رَبَاعِيَتَهُ ، وَهُوَ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللهِ؟)(5)(اشْتَدَّ غَضَبُ اللهِ عَلَى قَوْمٍ دَمَّوْا وَجْهَ نَبِيِّ اللهِ)(6)(اشْتَدَّ غَضَبُ اللهِ عَلَى قَوْمٍ فَعَلُوا هَذَا بِرَسُولِ اللهِ - وَهُوَ حِينَئِذٍ يُشِيرُ إِلَى رَبَاعِيَتِهِ -)(7)(اشْتَدَّ غَضَبُ اللهِ عَلَى رَجُلٍ يَقْتُلُهُ رَسُولُ اللهِ فِي سَبِيلِ اللهِ)(8)(فَأَنْزَلَ اللهُ: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ، أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ، أَوْ يُعَذِّبَهُمْ ، فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} (9) ") (10)

(1) الرَّبَاعية: السِّن بين الثنية والناب ، وهُنَّ أربع: رَباعيتان في الفك الأعلى ، ورباعيتان في الفك الأسفل.

(2)

(م) 104 - (1791)

(3)

(ت) 3003

(4)

(ت) 3002 ، (حم) 11974

(5)

(م) 104 - (1791) ، (ت) 3003 ، (جة) 4027

(6)

(خ) 3846

(7)

(م) 106 - (1793) ، (خ) 3845

(8)

(خ) 3845 ، (م) 106 - (1793)

(9)

[آل عمران/128]

(10)

(م) 104 - (1791) ، (ت) 3002 ، (جة) 4027 ، (حم) 11974

ص: 470

(خ م)، وَعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ رضي الله عنه قَالَ:(" لَمَّا كُسِرَتْ بَيْضَةُ (1) النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَلَى رَأسِهِ) (2)(يَوْمَ أُحُدٍ)(3)(وَجُرِحَ وَجْهُهُ)(4)(وَكُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ (5) " ، كَانَ عَلِيٌّ رضي الله عنه يَخْتَلِفُ بِالْمَاءِ فِي الْمِجَنِّ (6) وَكَانَتْ فَاطِمَةُ رضي الله عنها تَغْسِلُهُ ، فَلَمَّا رَأَتْ الدَّمَ يَزِيدُ عَلَى الْمَاءِ كَثْرَةً ، عَمَدَتْ إِلَى حَصِيرٍ) (7)(فَأَحْرَقَتْهُ حَتَّى صَارَ رَمَادًا ، ثُمَّ أَلْزَقَتْهُ)(8)(عَلَى جُرْحِهِ)(9)(فَاسْتَمْسَكَ الدَّمُ)(10).

(1) البيْضة: الْخُوذَة. النهاية في غريب الأثر - (ج 1 / ص 451)

(2)

(خ) 2747

(3)

(م) 101 - (1790) ، (خ) 2754

(4)

(خ) 3847

(5)

هِيَ السِّنّ الَّتِي تَلِي الثَّنِيَّة مِنْ كُلّ جَانِب، وَلِلْإِنْسَانِ أَرْبَع رَبَاعِيَات. شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 248)

(6)

أَيْ: يَصُبّ عَلَيْهَا بِالتُّرْسِ. شرح النووي على مسلم (ج 6 / ص 248)

(7)

(خ) 2747

(8)

(خ) 2754

(9)

(خ) 2747

(10)

(خ) 2754 ، (م) 101 - (1790) ، (ت) 2085 ، (جة) 3464

ص: 471

(خ)، وَعَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ ، فَلَمَّا قَدِمْنَا حِمْصَ قَالَ لِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَدِيٍّ: هَلْ لَكَ فِي وَحْشِيٍّ نَسْأَلُهُ عَنْ قَتْلِ حَمْزَةَ؟ ، قُلْتُ: نَعَمْ - وَكَانَ وَحْشِيٌّ يَسْكُنُ حِمْصَ - فَسَأَلْنَا عَنْهُ ، فَقِيلَ لَنَا: هُوَ ذَاكَ فِي ظِلِّ قَصْرِهِ ، كَأَنَّهُ حَمِيتٌ (1) قَالَ: فَجِئْنَا حَتَّى وَقَفْنَا عَلَيْهِ بِيَسِيرٍ ، فَسَلَّمْنَا ، فَرَدَّ السَّلَامَ - قَالَ: وَعُبَيْدُ اللهِ مُعْتَجِرٌ (2) بِعِمَامَتِهِ ، مَا يَرَى وَحْشِيٌّ إِلَّا عَيْنَيْهِ وَرِجْلَيْهِ - فَقَالَ عُبَيْدُ اللهِ: يَا وَحْشِيُّ ، أَتَعْرِفُنِي؟ ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: لَا وَاللهِ ، إِلَّا أَنِّي أَعْلَمُ أَنَّ عَدِيَّ بْنَ الْخِيَارِ تَزَوَّجَ امْرَأَةً يُقَالُ لَهَا: أُمُّ قِتَالٍ بِنْتُ أَبِي الْعِيصِ ، فَوَلَدَتْ لَهُ غُلَامًا بِمَكَّةَ فَكُنْتُ أَسْتَرْضِعُ لَهُ (3) فَحَمَلْتُ ذَلِكَ الْغُلَامَ مَعَ أُمِّهِ ، فَنَاوَلْتُهَا إِيَّاهُ ، فَلَكَأَنِّي نَظَرْتُ إِلَى قَدَمَيْكَ (4) فَكَشَفَ عُبَيْدُ اللهِ عَنْ وَجْهِهِ ثُمَّ قَالَ: أَلَا تُخْبِرُنَا بِقَتْلِ حَمْزَةَ؟ ، قَالَ: نَعَمْ ، إِنَّ حَمْزَةَ قَتَلَ طُعَيْمَةَ بْنَ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ بِبَدْرٍ ، فَقَالَ لِي مَوْلَايَ جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ: إِنْ قَتَلْتَ حَمْزَةَ بِعَمِّي فَأَنْتَ حُرٌّ ، فَلَمَّا أَنْ خَرَجَ النَّاسُ عَامَ عَيْنَيْنِ - وَعَيْنَيْنِ جَبَلٌ بِحِيَالِ أُحُدٍ ، بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ وَادٍ - خَرَجْتُ مَعَ النَّاسِ إِلَى الْقِتَالِ ، فَلَمَّا أَنْ اصْطَفُّوا لِلْقِتَالِ ، خَرَجَ سِبَاعٌ فَقَالَ: هَلْ مِنْ مُبَارِزٍ؟ ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، فَقَالَ: يَا سِبَاعُ ، يَا ابْنَ أُمِّ أَنْمَارٍ ، مُقَطِّعَةِ الْبُظُورِ (5) أَتُحَادُّ (6) اللهَ وَرَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم؟ ، ثُمَّ شَدَّ عَلَيْهِ ، فَكَانَ كَأَمْسِ الذَّاهِبِ (7) قَالَ: فَكَمَنْتُ لِحَمْزَةَ تَحْتَ صَخْرَةٍ ، فَلَمَّا دَنَا مِنِّي ، رَمَيْتُهُ بِحَرْبَتِي ، فَأَضَعُهَا فِي ثُنَّتِهِ (8) حَتَّى خَرَجَتْ مِنْ بَيْنِ وَرِكَيْهِ ، فَكَانَ ذَاكَ الْعَهْدَ بِهِ ، فَلَمَّا رَجَعَ النَّاسُ رَجَعْتُ مَعَهُمْ ، فَأَقَمْتُ بِمَكَّةَ حَتَّى فَشَا فِيهَا الْإِسْلَامُ ، ثُمَّ خَرَجْتُ إِلَى الطَّائِفِ (9) فَأَرْسَلُوا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم رُسُلًا ، فَقِيلَ لِي: إِنَّهُ لَا يَهِيجُ الرُّسُلَ (10) فَخَرَجْتُ مَعَهُمْ حَتَّى قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم " فَلَمَّا رَآنِي قَالَ: أَنْتَ وَحْشِيٌّ؟ "، قُلْتُ: نَعَمْ ، قَالَ:" أَنْتَ قَتَلْتَ حَمْزَةَ؟ "، قُلْتُ: قَدْ كَانَ مِنْ الْأَمْرِ مَا بَلَغَكَ ، قَالَ:" فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُغَيِّبَ وَجْهَكَ عَنِّي؟ "، قَالَ: فَخَرَجْتُ ، فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَخَرَجَ مُسَيْلِمَةُ الْكَذَّابُ ، قُلْتُ: لَأَخْرُجَنَّ إِلَى مُسَيْلِمَةَ ، لَعَلِّي أَقْتُلُهُ فَأُكَافِئَ بِهِ حَمْزَةَ ، فَخَرَجْتُ مَعَ النَّاسِ ، فَكَانَ مِنْ أَمْرِهِ مَا كَانَ ، فَإِذَا رَجُلٌ قَائِمٌ فِي ثَلْمَةِ جِدَارٍ ، كَأَنَّهُ جَمَلٌ أَوْرَقُ ، ثَائِرُ الرَّأسِ (11) فَرَمَيْتُهُ بِحَرْبَتِي ، فَأَضَعُهَا بَيْنَ ثَدْيَيْهِ ، حَتَّى خَرَجَتْ مِنْ بَيْنِ كَتِفَيْهِ ، وَوَثَبَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فَضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ عَلَى هَامَتِهِ ، فَقَالَتْ جَارِيَةٌ عَلَى ظَهْرِ بَيْتٍ: وَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، قَتَلَهُ الْعَبْدُ الْأَسْوَدُ. (12)

(1) أَيْ: زِقّ كَبِير، وَأَكْثَر مَا يُقَال ذَلِكَ إِذَا كَانَ مَمْلُوءًا، وَفِي رِوَايَة لِابْنِ عَائِذ:" فَوَجَدْنَاهُ رَجُلًا سَمِينًا ، مُحْمَرَّةً عَيْنَاهُ " فتح الباري (ج 11 / ص 405)

(2)

أَيْ: لَافّ عِمَامَته عَلَى رَأسِهِ مِنْ غَيْرِ تَحْنِيكٍ. فتح الباري (ج 11 / ص 405)

(3)

أي: أَطْلُب لَهُ مَنْ يُرْضِعُهُ. فتح الباري (ج 11 / ص 405)

(4)

زَادَ فِي رِوَايَةِ اِبْنِ إِسْحَاقَ: " وَالله مَا رَأَيْتُك مُنْذُ نَاوَلْتُك أُمّك السَّعْدِيَّة الَّتِي أَرْضَعَتْك بِذِي طَوْيٍ، فَإِنِّي نَاوَلْتُكهَا وَهِيَ عَلَى بَعِيرهَا ، فَأَخَذَتْك، فَلَمَعَتْ لِي قَدَمُك حِينَ رَفَعْتُك، فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ وُقِفَت عَلَيَّ فَعَرَفْتُهَا " ، وَهَذَا يُوَضِّحُ قَوْلَهُ فِي رِوَايَةِ الْبَابِ " فَكَأَنِّي نَظَرْت إِلَى قَدَمَيْك " يَعْنِي أَنَّهُ شَبَّهَ قَدَمَيْهِ بِقَدَمِ الْغُلَامِ الَّذِي حَمَلَهُ ، فَكَانَ هُوَ هُوَ، وَبَيْن الرُّؤْيَتَيْنِ قَرِيبٌ مِنْ خَمْسِينَ سَنَةً، فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى ذَكَاءٍ مُفْرِطٍ، وَمَعْرِفَةٍ تَامَّةٍ بِالْقِيَافَةِ. فتح الباري (ج 11 / ص 405)

(5)

جَمْع بَظْر ، وَهِيَ اللَّحْمَة الَّتِي تُقْطَع مِنْ فَرْجِ الْمَرْأَةِ عِنْدَ الْخِتَانِ، قَالَ اِبْن إِسْحَاق: كَانَتْ أُمّه خَتَّانَة بِمَكَّة ، تَخْتِنُ النِّسَاءَ ، وَالْعَرَب تُطْلِقُ هَذَا اللَّفْظ فِي مَعْرِض الذَّمِّ، وَإِلَّا قَالُوا: خَاتِنَة. فتح الباري (ج 11 / ص 405)

(6)

أَيْ: أَتُعَانِد. فتح الباري (ج 11 / ص 405)

(7)

هِيَ كِنَايَة عَنْ قَتْلِهِ ، أَيْ: صَيَّرَهُ عَدَمًا. فتح الباري (ج 11 / ص 405)

(8)

هِيَ الْعَانَةُ، وَقِيلَ: مَا بَيْنَ السُّرَّةِ وَالْعَانَةِ. فتح الباري (ج 11 / ص 405)

(9)

فِي رِوَايَةِ اِبْنِ إِسْحَاق: " فَلَمَّا فَتَحَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ ، هَرَبْت إِلَى الطَّائِفِ ". فتح الباري (ج 11 / ص 405)

(10)

أَيْ: لَا يَنَالُهُمْ مِنْهُ إِزْعَاجٌ. فتح الباري (ج 11 / ص 405)

(11)

أَيْ: شَعْرُهُ مُنْتَفِشٌ. فتح الباري (ج 11 / ص 405)

(12)

(خ) 3844 ، (حم) 16121

ص: 472

(خ ت حب)، وَعَنْ أَبِي طَلْحَةَ رضي الله عنه قَالَ:(كُنْتُ فِيمَنْ تَغَشَّاهُ النُّعَاسُ يَوْمَ أُحُدٍ ، حَتَّى سَقَطَ سَيْفِي مِنْ يَدِي مِرَارًا ، يَسْقُطُ وَآخُذُهُ ، وَيَسْقُطُ فَآخُذُهُ)(1)(فَرَفَعْتُ رَأسِي ، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ ، وَمَا مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ أَحَدٌ إِلَّا يَمِيدُ (2) تَحْتَ حَجَفَتِهِ (3) مِنْ النُّعَاسِ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ عز وجل:{ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ} (4)) (5)(وَالطَّائِفَةُ الْأُخْرَى الْمُنَافِقُونَ ، لَيْسَ لَهُمْ هَمٌّ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ ، أَجْبَنُ قَوْمٍ وَأَرْعَبُهُ وَأَخْذَلُهُ (6) لِلْحَقِّ) (7)(يَظُنُّونَ بِاللهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ، أَهْلُ شَكٍّ وَرِيبَةٍ فِي أَمْرِ اللهِ)(8).

وَقَالَ تَعَالَى: {وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللهِ ، وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا ، وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَوِ ادْفَعُوا ، قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ ، هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ ، يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ، وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ ، الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا: لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا ، قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} (9)

(1)(خ) 3841 ، (ت) 3008

(2)

يميد: يتحرك ويضطرب.

(3)

الْحَجَفَة: التُّرْسُ.

(4)

[آل عمران/154]

(5)

(ت) 3007 ، (ش) 36791 ، (ن) 11198

(6)

مِنْ الْخَذْلِ وَهُوَ تَرْكُ الْإِعَانَةِ وَالنُّصْرَةِ. تحفة الأحوذي (ج 7 / ص 328)

(7)

(ت) 3008 ، (حب) 7180

(8)

(حب) 7180

(9)

[آل عمران: 166 - 168]

ص: 473

(حم)، وَعَنْ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ ، أَقْبَلَتْ امْرَأَةٌ تَسْعَى ، حَتَّى إِذَا كَادَتْ أَنْ تُشْرِفَ عَلَى الْقَتْلَى ، " فَكَرِهَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ تَرَاهُمْ ، فَقَالَ: الْمَرْأَةَ ، الْمَرْأَةَ "، قَالَ الزُّبَيْرُ: فَتَوَسَّمْتُ أَنَّهَا أُمِّي صَفِيَّةُ ، فَخَرَجْتُ أَسْعَى إِلَيْهَا ، فَأَدْرَكْتُهَا قَبْلَ أَنْ تَنْتَهِيَ إِلَى الْقَتْلَى فَلَدَمَتْ فِي صَدْرِي - وَكَانَتْ امْرَأَةً جَلْدَةً - وَقَالَتْ: إِلَيْكَ لَا أَرْضَ لَكَ ، فَقُلْتُ:" إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَزَمَ عَلَيْكِ " ، فَوَقَفَتْ وَأَخْرَجَتْ ثَوْبَيْنِ مَعَهَا ، فَقَالَتْ: هَذَانِ ثَوْبَانِ ، جِئْتُ بِهِمَا لِأَخِي حَمْزَةَ ، فَقَدْ بَلَغَنِي مَقْتَلُهُ ، فَكَفِّنُوهُ فِيهِمَا ، قَالَ: فَجِئْنَا بِالثَّوْبَيْنِ لِنُكَفِّنَ فِيهِمَا حَمْزَةَ فَإِذَا إِلَى جَنْبِهِ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ قَتِيلٌ ، قَدْ فُعِلَ بِهِ كَمَا فُعِلَ بِحَمْزَةَ ، فَوَجَدْنَا غَضَاضَةً وَحَيَاءً أَنْ نُكَفِّنَ حَمْزَةَ فِي ثَوْبَيْنِ ، وَالْأَنْصَارِيُّ لَا كَفَنَ لَهُ ، فَقُلْنَا: لِحَمْزَةَ ثَوْبٌ ، وَلِلْأَنْصَارِيِّ ثَوْبٌ ، فَقَدَرْنَاهُمَا ، فَكَانَ أَحَدُهُمَا أَكْبَرَ مِنْ الْآخَرِ ، فَأَقْرَعْنَا بَيْنَهُمَا ، وَكَفَّنَّا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا فِي الثَّوْبِ الَّذِي صَارَ لَهُ. (1)

(1)(حم) 1418 ، (يع) 686 ، (هق) 6476 ، وصححه الألباني في الإرواء: 711

ص: 474

(ت)، وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ:" أَتَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى حَمْزَةَ يَوْمَ أُحُدٍ، فَوَقَفَ عَلَيْهِ ، فَرَآهُ قَدْ مُثِّلَ بِهِ، فَقَالَ: لَوْلَا أَنْ تَجِدَ صَفِيَّةُ (1) فِي نَفْسِهَا ، لَتَرَكْتُهُ حَتَّى تَأكُلَهُ الْعَافِيَةُ (2) حَتَّى يُحْشَرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ بُطُونِهَا (3) قَالَ: ثُمَّ دَعَا بِنَمِرَةٍ (4) فَكَفَّنَهُ فِيهَا "، فَكَانَتْ إِذَا مُدَّتْ عَلَى رَأسِهِ بَدَتْ رِجْلَاهُ، وَإِذَا مُدَّتْ عَلَى رِجْلَيْهِ بَدَا رَأسُهُ، قَالَ: فَكَثُرَ الْقَتْلَى ، وَقَلَّتِ الثِّيَابُ، فَكُفِّنَ الرَّجُلُ وَالرَّجُلَانِ وَالثَلَاثَةُ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ ، ثُمَّ يُدْفَنُونَ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ، " فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسْأَلُ عَنْهُمْ: أَيُّهُمْ أَكْثَرُ قُرْآناً ، فَيُقَدِّمُهُ إِلَى الْقِبْلَةِ، قَالَ: فَدَفَنَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِمْ " (5)

(1)(صَفِيَّةُ) هِيَ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَمَّةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَشَقِيقَةُ حَمْزَةَ رضي الله عنهما.

(2)

قَالَ الْخَطَّابِيُّ: الْعَافِيَة: السِّبَاع وَالطَّيْر الَّتِي تَقَع عَلَى الْجِيَف فَتَأكُلهَا ، وَيُجْمَع عَلَى الْعَوَافِي. عون المعبود

(3)

إِنَّمَا أَرَادَ ذَلِكَ ، لِيَتِمَّ لَهُ بِهِ الْأَجْرُ وَيَكْمُلَ ، وَيَكُونَ كُلُّ الْبَدَنِ مَصْرُوفًا فِي سَبِيلِهِ تَعَالَى إِلَى الْبَعْثِ ، أَوْ أَنَّهُ لَيْسَ عَلَيْهِ فِيمَا فَعَلُوا بِهِ مِنْ الْمُثْلَةِ تَعْذِيبٌ ، حَتَّى إِنَّ دَفْنَهُ وَتَرْكَهُ سَوَاءٌ ، قَالَهُ أَبُو الطَّيِّبِ. تحفة الأحوذي - (ج 3 / ص 72)

(4)

(النمِرَةِ): بُرْدَةٌ مِنْ صُوفٍ وَغَيْرِهِ ، مُخَطَّطَةٌ ، وَقِيلَ: الْكِسَاءُ. تحفة (3/ 72)

(5)

(ت) 1016 ، (د) 3136 ، (حم) 12322 ، انظر صحيح الجامع: 5324

ص: 475

(طب)، وَعَنْ أَبِي أُسَيْدٍ السَّاعِدِيِّ قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى قَبْرِ حَمْزَةَ بن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنه فَجَعَلُوا يَجُرُّونَ النَّمِرَةَ عَلَى وَجْهِهِ ، فَتنَكَشَّفَ قَدَمَاهُ ، وَيَجُرُّونَهَا عَلَى قَدَمَيْهِ ، فَيَنْكَشِفُ وَجْهُهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" اجْعَلُوهَا عَلَى وَجْهِهِ ، وَاجْعَلُوا عَلَى قَدَمَيْهِ مِنَ هَذَا الشَّجَرِ "(1)

(1)(طب) ج19/ص265 ح587 ، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 1191

ص: 476

(جة طب)، وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ:(" لَمَّا وَقَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى حَمْزَةَ ، فَنَظَرَ إِلَى مَا بِهِ ، قَالَ: لَوْلا أَنْ تَحْزَنَ النِّسَاءُ مَا غَيَّبْتُهُ ، وَلَتَرَكْتُهُ حَتَّى يَكُونَ فِي بُطُونِ السِّبَاعِ وَحَوَاصِلِ الطُّيُورِ ، حَتَّى يَبْعَثَهُ اللهُ مِمَّا هُنَالِكَ ، قَالَ: وَأَحْزَنَهُ مَا رَأَى بِهِ ، فَقَالَ: لَئِنْ ظَفَرْتُ بِقُرَيْشٍ لأُمَثِّلَنَّ بِثَلاثِينَ رَجُلًا مِنْهُمْ، فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل فِي ذَلِكَ: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ ، وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللهِ ، وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ ، وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ} (1) ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَهُيِّءَ إِلَى الْقِبْلَةِ ، ثُمَّ كَبَّرَ عَلَيْهِ تِسْعًا ، ثُمَّ جَمَعَ عَلَيْهِ الشُّهَدَاءَ ، كُلَّمَا أُتِيَ بِشَهِيدٍ وُضِعَ إِلَى حَمْزَةَ ، فَصَلَّى عَلَيْهِ وَعَلَى الشُّهَدَاءِ مَعَهُ، حَتَّى صَلَّى عَلَيْهِ وَعَلَى الشُّهَدَاءِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ صَلَاةً) (2)

وفي رواية: (فَجَعَلَ يُصَلِّي عَلَى عَشَرَةٍ عَشَرَةٍ ، وَحَمْزَةُ هُوَ كَمَا هُوَ ، يُرْفَعُونَ ، وَهُوَ كَمَا هُوَ مَوْضُوعٌ)(3)(ثُمَّ قَامَ عَلَى أَصْحَابِهِ حَتَّى وَارَاهُمْ ، وَلَمَّا نَزَلَ الْقُرْآنُ ، عَفَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَتَجَاوَزَ ، وَتَرَكَ الْمُثْلَ ")(4)

(1)[النحل/126، 127]

(2)

(طب) ج11/ص62 ح11051 ، (قط) ج4/ص118 ح47 ، (جة) 1513 (هق) 6598 ، وحسنه الألباني في أحكام الجنائز ص105

(3)

(جة) 1513

(4)

(طب) ج11/ص62 ح11051 ، (قط) ج4/ص118 ح47 ، (جة) 1513 ، (هق) 6598

ص: 477

(خ م س حم)، وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قَالَ:(جِيءَ بِأَبِي يَوْمَ أُحُدٍ قَدْ مُثِّلَ بِهِ ، حَتَّى وُضِعَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ سُجِّيَ ثَوْبًا ، فَذَهَبْتُ أُرِيدُ أَنْ أَكْشِفَ عَنْهُ)(1)(الثَّوْبَ)(2)(فَنَهَانِي قَوْمِي ، ثُمَّ ذَهَبْتُ أَكْشِفُ عَنْهُ)(3)(الثَّوْبَ)(4)(فَنَهَانِي قَوْمِي ، " فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَرُفِعَ ")(5)(فَلَمَّا رُفِعَ)(6)(جَعَلْتُ أَبْكِي)(7)(وَجَعَلَتْ عَمَّتِي فَاطِمَةُ بِنْتُ عَمْرٍو تَبْكِي)(8)(" فَسَمِعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَوْتَ بَاكِيَةٍ أَوْ صَائِحَةٍ ، فَقَالَ: مَنْ هَذِهِ؟ " ، فَقَالُوا: ابْنَةُ عَمْرٍو ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " وَلِمَ تَبْكِي؟)(9)(مَا زَالَتْ الْمَلَائِكَةُ تُظِلُّهُ بِأَجْنِحَتِهَا حَتَّى رَفَعْتُمُوهُ ")(10)

(1)(خ) 1231 ، (م) 129 - (2471)

(2)

(خ) 1187 ، (م) 129 - (2471)

(3)

(خ) 1231 ، (م) 129 - (2471)

(4)

(خ) 1187 ، (م) 129 - (2471)

(5)

(خ) 1231 ، (م) 129 - (2471)

(6)

(س) 1842

(7)

(خ) 3852

(8)

(حم) 14223 ، (خ) 1187

(9)

(م) 129 - (2471) ، (خ) 2661

(10)

(خ) 1187 ، (م) 130 - (2471)

ص: 478

(خ س د جة حم)، وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قَالَ:(" لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ)(1)(أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالْقَتْلَى أَنْ يُرَدُّوا إِلَى مَصَارِعِهِمْ " - وَكَانُوا قَدْ نُقِلُوا إِلَى الْمَدِينَةِ -)(2)(قَالَ: فَبَيْنَمَا أَنَا فِي النَّظَّارِينَ (3) إِذْ جَاءَتْ عَمَّتِي بِأَبِي وَخَالِي ، عَادِلَتَهُمَا عَلَى نَاضِحٍ (4) فَدَخَلَتْ بِهِمَا الْمَدِينَةَ ، لِتَدْفِنَهُمَا فِي مَقَابِرِنَا ، إِذْ لَحِقَ رَجُلٌ يُنَادِي:" أَلَا إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَأمُرُكُمْ أَنْ تَرْجِعُوا بِالْقَتْلَى ، فَتَدْفِنُوهُمْ فِي مَصَارِعِهِمْ حَيْثُ قُتِلُوا " ، فَرَجَعْنَا بِهِمَا ، فَدَفَنَّاهُمَا حَيْثُ قُتِلَا) (5) (" وَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِدَفْنِهِمْ فِي دِمَائِهِمْ) (6) (وَقَالَ: زَمِّلُوهُمْ بِدِمَائِهِمْ) (7)(وَلَا تُغَسِّلُوهُمْ)(8)(فَإِنَّهُ مَا مِنْ مَجْرُوحٍ جُرِحَ فِي اللهِ عز وجل إِلَّا بَعَثَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَجُرْحُهُ يَدْمَى ، اللَّوْنُ لَوْنُ الدَّمِ ، وَالرِّيحُ رِيحُ الْمِسْكِ)(9)(وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِمْ ")(10)(قَالَ: وَشَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ)(11)(أَصَابَنَا قَرْحٌ وَجَهْدٌ)(12)(وَالْحَفْرُ عَلَيْنَا لِكُلِّ إِنْسَانٍ شَدِيدٌ)(13)(فَكَيْفَ تَأمُرُنَا؟)(14)(فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " احْفِرُوا ، وَأَعْمِقُوا ، وَأَحْسِنُوا ، وَادْفِنُوا الِاثْنَيْنِ وَالثَلَاثَةَ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ " ، فَقُلْنَا: فَمَنْ نُقَدِّمُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ ، قَالَ: " قَدِّمُوا أَكْثَرَهُمْ قُرْآنًا)(15)(قَالَ: فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَجْمَعُ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ وَالثَلَاثَةِ مِنْ قَتْلَى أُحُدٍ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ ، فِي الْقَبْرِ الْوَاحِدِ)(16)(ثُمَّ يُسْأَلُ: أَيُّهُمْ كَانَ)(17)(أَكْثَرَ أَخْذًا لِلْقُرْآنِ؟ " ، فَإِذَا أُشِيرَ لَهُ إِلَى)(18)(أَحَدِهِمْ ، " قَدَّمَهُ فِي اللَّحْدِ ")(19)(قَالَ جَابِرٌ: فَدُفِنَ أَبِي وَعَمِّي يَوْمَئِذٍ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ)(20)(فِي نَمِرَةٍ وَاحِدَةٍ)(21)(قَالَ: " وَأَشْرَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الشُّهَدَاءِ الَّذِينَ قُتِلُوا يَوْمَئِذٍ ، فَقَالَ:)(22)(أَنَا شَهِيدٌ عَلَى هَؤُلَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ")(23)

وفي رواية: (" إِنِّي قَدْ شَهِدْتُ عَلَيْهِمْ ")(24)

(1)(حم) 23709 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.

(2)

(جة) 1516 ، (حم) 14344

(3)

النَّظَّار: القاعد عن القتال ، ينتظر نتيجة المعركة.

(4)

الناضح: الجمل أو الثور أو الحمار الذي يُستقى عليه الماء.

(5)

(حم) 15316 ، (ت) 1717 ، (س) 2004 ، (د) 3165 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.

(6)

(خ) 1278

(7)

(حم) 23709

(8)

(حم) 14225 ، انظر الإرواء تحت حديث: 707 ، أحكام الجنائز ص54

(9)

(حم) 23707 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده حسن.

(10)

(خ) 1278 ، (ت) 1036 ، (حم) 14225

(11)

(س) 2010 ، (ت) 1713

(12)

(د) 3215

(13)

(س) 2010

(14)

(د) 3215

(15)

(س) 2010 ، (ت) 1713 ، (د) 3215

(16)

(جة) 1514 ، (حم) 23709 ، (خ) 1278 ، (ت) 1036

(17)

(حم) 23709 ، (يع) 3568 ، (جة) 1514

(18)

(خ) 1278 ، (ت) 1036

(19)

(جة) 1514 ، (خ) 1283 ، (ت) 1036

(20)

(حم) 23709

(21)

(خ) 1283

(22)

(حم) 23709

(23)

(خ) 1288 ، (ت) 1036 ، (س) 1955 ، (د) 3138 ، (جة) 1514

(24)

(حم) 23709

ص: 479

(خد)، وَعَنْ رِفَاعَةَ الزُّرَقِيُّ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ ، وَانْكَفَأَ الْمُشْرِكُونَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" اسْتَوُوا حَتَّى أُثْنِيَ عَلَى رَبِّي عز وجل "، فَصَارُوا خَلْفَهُ صُفُوفًا، فَقَالَ: اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كُلُّهُ، اللَّهُمَّ لَا قَابِضَ لِمَا بَسَطْتَ، وَلَا مُقَرِّبَ لِمَا بَاعَدْتَ، وَلَا مُبَاعِدَ لِمَا قَرَّبْتَ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ ، وَلَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، اللَّهُمَّ ابْسُطْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِكَ ، وَرَحْمَتِكَ ، وَفَضْلِكَ ، وَرِزْقِكَ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ النَّعِيمَ الْمُقِيمَ ، الَّذِي لَا يَحُولُ وَلَا يَزُولُ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ النَّعِيمَ يَوْمَ الْعَيْلَةِ، وَالأَمْنَ يَوْمَ الْحَرْبِ، اللَّهُمَّ عَائِذًا بِكَ مِنْ سُوءِ مَا أَعْطَيْتَنَا، وَشَرِّ مَا مَنَعْتَ مِنَّا، اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْإِيمَانَ وَزَيِّنْهُ فِي قُلُوبِنَا، وَكَرِّهْ إِلَيْنَا الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الرَّاشِدِينَ، اللَّهُمَّ تَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ، وَأَحْيِنَا مُسْلِمِينَ ، وَأَلْحِقْنَا بِالصَّالِحِينَ، غَيْرَ خَزَايَا وَلَا مَفْتُونِينَ، اللَّهُمَّ قَاتِلِ الْكَفَرَةَ الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِكَ، وَيُكَذِّبُونَ رُسَلَكَ، وَاجْعَلْ عَلَيْهِمْ رِجْزَكَ وَعَذَابَكَ، اللَّهُمَّ قَاتِلِ الْكَفَرَةَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ، إِلَهَ الْحَقِّ " (1)

(1)(خد) 699 ، (حم) 15531 ، (ن) 10445، (ك) 1868 ، وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد: 541، وفقه السيرة ص260

ص: 480

(جة حم)، وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ:(" لَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أُحُدٍ ، سَمِعَ نِسَاءَ الْأَنْصَارِ يَبْكِينَ عَلَى أَزْوَاجِهِنَّ ، فَقَالَ: لَكِنَّ حَمْزَةَ لَا بَوَاكِيَ لَهُ " ، فَبَلَغَ ذَلِكَ نِسَاءَ الْأَنْصَارِ ، فَجِئْنَ يَبْكِينَ عَلَى حَمْزَةَ)(1)(عِنْدَهُ)(2)(" ثُمَّ نَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم)(3)(فَاسْتَيْقَظَ وَهُنَّ يَبْكِينَ)(4)(فَقَالَ: وَيْحَهُنَّ ، لَمْ يَزَلْنَ يَبْكِينَ بَعْدُ مُنْذُ اللَّيْلَةِ؟ ، مُرُوهُنَّ فَلْيَرْجِعْنَ وَلَا يَبْكِينَ عَلَى هَالِكٍ بَعْدَ الْيَوْمِ ")(5)

(1)(حم) 5563 ، (جة) 1591 ، وقال شعيب الأرناؤوط: إسناده حسن

(2)

(حم) 5666 ، (جة) 1591

(3)

(حم) 4984 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده حسن.

(4)

(حم) 5666 ، (جة) 1591

(5)

(حم) 5563 ، (جة) 1591

ص: 481

(ت جة صم)، وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قَالَ:(" لَقِيَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لِي: يَا جَابِرُ ، مَا لِي أَرَاكَ مُنْكَسِرًا؟ " ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ ، اسْتُشْهِدَ أَبِي ، قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ ، وَتَرَكَ عِيَالًا وَدَيْنًا ، قَالَ: " أَفَلَا أُبَشِّرُكَ بِمَا لَقِيَ اللهُ بِهِ أَبَاكَ؟ " ، فَقُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ: " مَا كَلَّمَ اللهُ أَحَدًا قَطُّ إِلَّا مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ، وَأَحْيَا أَبَاكَ فَكَلَّمَهُ كِفَاحًا (1)) (2)(لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ سِتْرٌ)(3)(فَقَالَ: يَا عَبْدِي ، تَمَنَّ عَلَيَّ أُعْطِكَ ، قَالَ: يَا رَبِّ ، تُحْيِينِي فَأُقْتَلَ فِيكَ ثَانِيَةً ، فَقَالَ الرَّبُّ عز وجل: إِنَّهُ قَدْ سَبَقَ مِنِّي)(4)(الْحُكْمُ)(5)(أَنَّهُمْ إِلَيْهَا لَا يُرْجَعُونَ ، فَقَالَ: يَا رَبِّ ، فَأَبْلِغْ مَنْ وَرَائِي ، فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا ، بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} (6) ") (7)

وَقَالَ تَعَالَى: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا ، وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ، إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ ، فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ ، وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ ، وَلِيَعْلَمَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ ، وَاللهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ، وَلِيُمَحِّصَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا ، وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ ، أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ ، وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ ، وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ ، فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ ، وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ ، أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ ، وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئًا ، وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ ، وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا ، وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا ، وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا ، وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ ، وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ ، فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ، وَمَا ضَعُفُوا ، وَمَا اسْتَكَانُوا ، وَاللهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ، وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا ، وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا ، وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا ، وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ، فَآتَاهُمُ اللهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ ، وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} (8)

(1) أَيْ: كَلَّمَهُ مُوَاجِهَةً ، لَيْسَ بَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَلَا رَسُولٌ. تحفة الأحوذي (7/ 330)

(2)

(ت) 3010 ، (جة) 190

(3)

(صم) 603 ، انظر ظلال الجنة.

(4)

(ت) 3010 ، (جة) 190

(5)

(حم) 14924 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده حسن.

(6)

[آل عمران/169]

(7)

(جة) 190 ، 2800 ، (ت) 3010 ، (حب) 7022 ، الصَّحِيحَة: 3290، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 1361

(8)

[آل عمران: 139 - 148]

ص: 482

(د حم)، وَعَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ رضي الله عنه قَالَ:(خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم " يُرِيدُ قُبُورَ الشُّهَدَاءِ ")(1)(حَتَّى أَشْرَفْنَا (2) عَلَى حَرَّةِ وَاقِمٍ (3) فَدَنَوْنَا مِنْهَا فَإِذَا قُبُورٌ بِمَحْنِيَّةٍ (4) فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ ، قُبُورُ إِخْوَانِنَا هَذِهِ؟ ، قَالَ:" قُبُورُ أَصْحَابِنَا (5) " ، ثُمَّ خَرَجْنَا ، حَتَّى إِذَا جِئْنَا قُبُورَ الشُّهَدَاءِ ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" هَذِهِ قُبُورُ إِخْوَانِنَا (6) ") (7)

(1)(د) 2043 ، (حم) 1387

(2)

أَيْ: صَعِدْنَا.

(3)

الْحَرَّة: الْأَرْض ذَات الْحِجَارَة ، وَوَاقِم: أُطُم (بناء مرتفع) مِنْ آطَام الْمَدِينَة وَإِلَيْهِ تُنْسَب الْحَرَّة.

(4)

أَيْ: قُبُورٌ بِمَحَلِّ اِنْعِطَاف الْوَادِي. عون المعبود - (ج 4 / ص 426)

(5)

أَيْ: قُبُور الَّذِينَ مَاتُوا عَلَى الْإِسْلَام ، وَلَمْ يَنَالُوا مَنْزِلَة الشُّهَدَاء. عون (4/ 426)

(6)

إِنَّمَا أَضَافَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم نِسْبَة الْأُخُوَّة وَشَرَّفَ بِهَا ، لمَنْزِلَة الشُّهَدَاء عِنْد الله تَعَالَى. عون المعبود - (ج 4 / ص 426)

(7)

(حم) 1387 ، (د) 2043 ، (هق) 10079

ص: 483

(حم)، وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ إِذَا ذُكِرَ أَصْحَابُ أُحُدٍ: " أَمَا وَاللهِ ، لَوَدِدْتُ أَنِّي غُودِرْتُ مَعَ أَصْحَابِي (1) بِسَفْحِ الْجَبَلِ "(2)

(1) أَيْ: قُتِلْت معهم.

(2)

(حم) 15067 ، (ك) 2407 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: إسناده حسن

ص: 484

(خ م)، وَعَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رضي الله عنه قَالَ:(" لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى أُحُدٍ " ، رَجَعَ نَاسٌ مِمَّنْ خَرَجَ مَعَهُ)(1)(فَكَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِيهِمْ فِرْقَتَيْنِ:)(2)(فِرْقَةٌ تَقُولُ:)(3)(نَقْتُلُهُمْ)(4)(وَفِرْقَةً تَقُولُ:)(5)(لَا نَقْتُلُهُمْ ، فَنَزَلَتْ: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللهُ أَرْكَسَهُمْ (6) بِمَا كَسَبُوا ، أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللهُ؟ ، وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا ، وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا ، فَتَكُونُونَ سَوَاءً ، فلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ ، فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ ، وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ، إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ ، أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ ، وَلَوْ شَاءَ اللهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ ، فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ ، وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا} (7)) (8).

(1)(خ) 3824 ، (م) 6 - (2776)

(2)

(م) 6 - (2776) ، (خ) 3824

(3)

(خ) 3824

(4)

(خ) 1785

(5)

(خ) 3824

(6)

رَكَسْت الشيء وأرْكَسْته: إذا رَدَدْتَه وَرَجْعته. النهاية في غريب الأثر (ج2ص627)

(7)

[النساء/88 - 90]

(8)

(خ) 1785 ، (م) 6 - (2776) ، (ت) 3028 (حم) 21639

ص: 485