الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حَادِثَةُ بِئْرِ مَعُونَة
(دلائل النبوة للبيهقي)، وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ السُّلَمِيُّ قَالَ: قَدِمَ عَامِرُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جَعْفَرٍ - الَّذِي يُدْعَى مُلاعِبَ الأَسِنَّةِ - عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهو مُشْرِكٌ، " فَعَرَضَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْإِسْلَامَ "، فَأَبَى أَنْ يُسْلِمَ ، وَأَهْدَى لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم هَدِيَّةً فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنِّي لَا أَقْبَلُ هَدِيَّةَ مُشْرِكٍ "، فَقَالَ عَامِرُ بْنُ مَالِكٍ: يَا رَسُولَ اللهِ، ابْعَثْ مَعِي مَنْ شِئْتَ مِنْ رُسُلِكَ، فَأَنَا لَهُمْ جَارٌ، " فَبَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَهْطًا " ، فِيهِمُ الْمُنْذِرُ بْنُ عَمْرٍو السَّاعِدِيُّ، فَسَمِعَ بِهِمْ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ، فَاسْتَنْفَرَ بَنِي عَامِرٍ (1) فَأَبَوْا أَنْ يُطِيعُوهُ، وَأَبَوْا أَنْ يُخْفِرُوا عَامِرَ بْنَ مَالِكٍ (2) فَاسْتَنْفَرَ لَهُمْ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ بَنِي سُلَيْمٍ ،فَنَفَرُوا مَعَهُ، فَقَتَلُوهُمْ بِبِئْرِ مَعُونَةَ ، غَيْرَ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ أَخَذَهُ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ فَأَرْسَلَهُ، فَلَمَّا قَدِمَ عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَمِنَ بَيْنَهُمْ "، فَلَمَّا قَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ رضي الله عنه فِي تَخْفِيرِ عَامِرِ بْنِ الطُّفَيْلِ مَا قَالَ مِنَ الشِّعْرِ ، طَعَنَ رَبِيعَةُ بْنُ عَامِرِ بْنِ مَالِكٍ ، عَامِرَ بْنَ الطُّفَيْلِ فِي تَخْفِيرِهِ عَامِرَ بْنَ مَالِكٍ فِي فَخِذِهِ طَعْنَةً. (3)
(1) أَيْ: حرضهم على الإعانة.
(2)
أَيْ: ينقضوا ذمته.
(3)
دلائل النبوة للبيهقي (3/ 414) ، (عب) 9741 ، (الأموال لأبي عبيد) ص631 ، (ابن زنجويه) ص964 ، (طب) ج3ص193ح3094 ، صحِيح الْجَامِع: 2514 ، الصَّحِيحَة: 1727
(خ)، وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ رضي الله عنه غُلَامًا لِعَبْدِ اللهِ بْنِ الطُّفَيْلِ بْنِ سَخْبَرَةَ - أَخُو عَائِشَةَ لِأُمِّهَا - وَكَانَتْ لِأَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه مِنْحَةٌ (1) فَكَانَ يَرُوحُ بِهَا وَيَغْدُو (2) عَلَيْهِمْ ، وَيُصْبِحُ فَيَدَّلِجُ إِلَيْهِمَا ، ثُمَّ يَسْرَحُ، فلَا يَفْطُنُ بِهِ أَحَدٌ مِنْ الرِّعَاءِ (3) فَلَمَّا خَرَجَا ، خَرَجَ مَعَهُمَا يُعْقِبَانِهِ (4) حَتَّى قَدِمَا الْمَدِينَةَ ، فَقُتِلَ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ ، وَأُسِرَ عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ رضي الله عنه فَقَالَ لَهُ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ: مَنْ هَذَا؟ - وَأَشَارَ إِلَى قَتِيلٍ - فَقَالَ لَهُ عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ: هَذَا عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ، فَقَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُهُ بَعْدَ مَا قُتِلَ رُفِعَ إِلَى السَّمَاءِ، حَتَّى إِنِّي لَأَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْأَرْضِ، ثُمَّ وُضِعَ، فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَبَرُهُمْ ، " فَنَعَاهُمْ، فَقَالَ: إِنَّ أَصْحَابَكُمْ قَدْ أُصِيبُوا ، وَإِنَّهُمْ قَدْ سَأَلُوا رَبَّهُمْ ، فَقَالُوا: رَبَّنَا أَخْبِرْ عَنَّا إِخْوَانَنَا بِمَا رَضِينَا عَنْكَ وَرَضِيتَ عَنَّا ، فَأَخْبَرَهُمْ عَنْهُمْ " ، وَأُصِيبَ يَوْمَئِذٍ فِيهِمْ عُرْوَةُ بْنُ أَسْماءَ بْنِ الصَّلْتِ ، فَسُمِّيَ عُرْوَةُ بِهِ ، وَمُنْذِرُ بْنُ عَمْرٍو ، سُمِّيَ بِهِ مُنْذِرًا. (5)
(1) الْمِنْحَة: مَا يَمْنَحُهُ الرَّجُلُ صَاحِبَهُ ، أَيْ يُعْطِيه مِنْ ذَات دَرٍّ لِيَشْرَبَ لَبَنَهَا. عون المعبود - (ج 8 / ص 63)
(2)
الغدو: السير والذهاب أول النهار.
(3)
أي: أنه كان يمر بالغنم على النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وهما في غار ثور ، فيسقيهم من لبن الغنم ، ويخبرهم ماذا فعلت قريش ، ثم ينصرف عنهم قبل طلوع الفجر ، قبل أن يراه أحد. ع
(4)
أَيْ: يُرْكِبَانِهِ عُقْبَة، وَهُوَ أَنْ يَنْزِلَ الرَّاكِبُ ، وَيَرْكَب رَفِيقُهُ ، ثُمَّ يَنْزِل الْآخَرُ وَيَرْكَب الْمَاشِي. فتح الباري (ج11 ص 426)
(5)
(خ) 3867
(خ م حم)، وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ:(جَاءَ نَاسٌ)(1)(مِنْ بَنِي عَامِرٍ)(2)(إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: ابْعَثْ مَعَنَا رِجَالًا يُعَلِّمُونَا الْقُرْآنَ وَالسُّنَّةَ، " فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَبْعِينَ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ ")(3)(كُنَّا نُسَمِّيهِمْ: الْقُرَّاءَ)(4)(فِيهِمْ خَالِي حَرَامُ بْنُ مِلْحَانَ ، وَكَانُوا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ ، وَيَتَدَارَسُونَ بِاللَّيْلِ يَتَعَلَّمُونَ، وَكَانُوا بِالنَّهَارِ يَجِيئُونَ بِالْمَاءِ ، فَيَضَعُونَهُ فِي الْمَسْجِدِ، وَيَحْتَطِبُونَ ، فَيَبِيعُونَهُ وَيَشْتَرُونَ بِهِ الطَّعَامَ لِأَهْلِ الصُّفَّةِ (5) وَلِلْفُقَرَاءِ ، " فَبَعَثَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِمْ ") (6) (فَعَرَضَ لَهُمْ حَيَّانِ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ: رِعْلٌ وَذَكْوَانُ ، عِنْدَ بِئْرٍ يُقَالُ لَهَا: بِئْرُ مَعُونَةَ) (7)(فَلَمَّا قَدِمُوا)(8)(قَالَ خَالِي لِأَمِيرِهِمْ: دَعْنِي)(9)(أَتَقَدَّمُكُمْ)(10)(فَلْأُخْبِرْ هَؤُلَاءِ أَنَّا لَسْنَا إِيَّاهُمْ نُرِيدُ ، حَتَّى يُخْلُوا وَجْهَنَا)(11)(فَإِنْ أَمَّنُونِي حَتَّى أُبَلِّغَهُمْ عن رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَإِلَّا كُنْتُمْ مِنِّي قَرِيبًا، فَتَقَدَّمَ ، فَأَمَّنُوهُ)(12)(فَقَالَ: وَاللهِ مَا إِيَّاكُمْ أَرَدْنَا، إِنَّمَا نَحْنُ مُجْتَازُونَ فِي حَاجَةٍ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم)(13)(فَبَيْنَمَا يُحَدِّثُهُمْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ أَوْمَئُوا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ)(14)(فَأَتَاهُ مِنْ خَلْفِهِ فَطَعَنَهُ حَتَّى أَنْفَذَهُ بِالرُّمْحِ)(15)(فَقَالَ حَرَامٌ بِالدَّمِ هَكَذَا ، فَنَضَحَهُ عَلَى وَجْهِهِ وَرَأسِهِ ، ثُمَّ قَالَ:)(16)(اللهُ أَكْبَرُ، فُزْتُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ ، ثُمَّ مَالُوا عَلَى بَقِيَّةِ أَصْحَابِهِ فَقَتَلُوهُمْ، إِلَّا رَجُلًا أَعْرَجَ)(17)(كَانَ فِي رَأسِ جَبَلٍ)(18)(فَقَالُوا: اللَّهُمَّ بَلِّغْ عَنَّا نَبِيَّنَا ، أَنَّا قَدْ لَقِينَاكَ فَرَضِينَا عَنْكَ ، وَرَضِيتَ عَنَّا)(19)(" فَأَخْبَرَ جِبْرِيلُ عليه السلام النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُمْ قَدْ لَقُوا رَبَّهُمْ ، فَرَضِيَ عَنْهُمْ وَأَرْضَاهُمْ)(20)(فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِأَصْحَابِهِ: إِنَّ إِخْوَانَكُمْ قَدْ قُتِلُوا، وَإِنَّهُمْ قَالُوا: اللَّهُمَّ بَلِّغْ عَنَّا نَبِيَّنَا أَنَّا قَدْ لَقِينَاكَ فَرَضِينَا عَنْكَ ، وَرَضِيتَ عَنَّا)(21)(قَالَ أنَسٌ: وَأُنْزِلَ فِي الَّذِينَ قُتِلُوا بِبِئْرِ مَعُونَةَ قُرْآنٌ قَرَأنَاهُ ، أَنْ: {بَلِّغُوا قَوْمَنَا أَنْ قَدْ لَقِينَا رَبَّنَا ، فَرَضِيَ عَنَّا وَرَضِينَا عَنْهُ})(22)(ثُمَّ نُسِخَ بَعْدُ)(23)("فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَزِنَ حُزْنًا قَطُّ أَشَدَّ مِنْهُ)(24)(عَلَيْهِمْ ، فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي صَلَاةِ الْغَدَاةِ رَفَعَ يَدَيْهِ يَدْعُو)(25)(عَلَى قَتَلَتِهِمْ)(26)(أَرْبَعِينَ صَبَاحًا)(27) وفي رواية: (ثَلَاثِينَ صَبَاحًا)(28)(يَقُولُ: اللَّهُمَّ الْعَنْ بَنِي لَحْيَانَ ، وَرِعْلًا ، وَذَكْوَانَ ، وَعُصَيَّةَ)(29)(الَّذِينَ عَصَوْا اللهَ وَرَسُولَهُ ")(30)
(1)(م) 147 - (677)
(2)
(حم) 14106 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(3)
(م) 147 - (677)
(4)
(خ) 2899
(5)
أَصْحَاب الصُّفَّةِ: هُمْ الْفُقَرَاء الْغُرَبَاء الَّذِينَ كَانُوا يَأوُونَ إِلَى مَسْجِد النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وَكَانَتْ لَهُمْ فِي آخِره صُفَّة، وَهُوَ مَكَان مُنْقَطِع مِنْ الْمَسْجِد ، مُظَلَّل عَلَيْهِ ، يَبِيتُونَ فِيهِ، وَأَصْله مِنْ صُفَّة الْبَيْت، وَهِيَ شَيْء كَالظُّلَّةِ قُدَّامه. شرح النووي (ج6ص380)
(6)
(م) 147 - (677) ، (حم) 12425 ، (خ) 2899
(7)
(خ) 3860
(8)
(خ) 2647
(9)
(حم) 12425 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(10)
(خ) 2647
(11)
(حم) 12425
(12)
(خ) 2647
(13)
(خ) 3860
(14)
(خ) 2647
(15)
(خ) 3864
(16)
(خ) 3865
(17)
(خ) 2647 ، (حم) 14106
(18)
(خ) 3864 ، (حم) 14106
(19)
(م) 147 - (677)
(20)
(خ) 2647
(21)
(م) 147 - (677)
(22)
(خ) 2659 ، (م) 297 - (677)
(23)
(خ) 2647 ، (م) 297 - (677)
(24)
(خ) 1238
(25)
(حم) 12425 ، (خ) 6031 ، 3860
(26)
(م) 302 - (677) ، (حم) 13487
(27)
(خ) 2647 ، (م) 297 - (677)
(28)
(خ) 3864 ، (م) 297 - (677)
(29)
(م) 307 - (679) ، (خ) 3842 ، (س) 1077
(30)
(خ) 2647 ، (م) 297 - (677)