الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سِيَرُ الْأُمَمِ السَّابِقَة
قَالَ تَعَالَى: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} (1)
(خ)، وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ:" صَارَتْ الْأَوْثَانُ الَّتِي كَانَتْ فِي قَوْمِ نُوحٍ فِي الْعَرَبِ بَعْدُ ، أَمَّا وَدٌّ فَكَانَتْ لِكَلْبٍ بِدَوْمَةِ الْجَنْدَلِ ، وَأَمَّا سُوَاعٌ فَكَانَتْ لِهُذَيْلٍ ، وَأَمَّا يَغُوثُ فَكَانَتْ لِمُرَادٍ ، ثُمَّ لِبَنِي غُطَيْفٍ بِالْجَوْفِ عِنْدَ سَبَإٍ ، وَأَمَّا يَعُوقُ فَكَانَتْ لِهَمْدَانَ ، وَأَمَّا نَسْرٌ فَكَانَتْ لِحِمْيَرَ ، لِآلِ ذِي الْكَلَاعِ ، أَسْمَاءُ رِجَالٍ صَالِحِينَ مِنْ قَوْمِ نُوحٍ ، فَلَمَّا هَلَكُوا ، أَوْحَى الشَّيْطَانُ إِلَى قَوْمِهِمْ: أَنْ انْصِبُوا إِلَى مَجَالِسِهِمْ الَّتِي كَانُوا يَجْلِسُونَ أَنْصَابًا (2) وَسَمُّوهَا بِأَسْمَائِهِمْ ، فَفَعَلُوا ، فَلَمْ تُعْبَدْ ، حَتَّى إِذَا هَلَكَ أُولَئِكَ (3) وَتَنَسَّخَ الْعِلْمُ (4) عُبِدَتْ "(5)
(1)[يوسف/111]
(2)
النُّصُب: الأوثان من الحجارة.
(3)
أي: مات الذين نصبوا الأنصاب ، وكانوا يعلمون لماذا نُصِبَت.
(4)
أي: زالت معرفة الناس بأصل نصبها.
(5)
(خ) 4636
(ت جة حم)، وَعَنْ الْحَارِثِ بْنَ يَزِيدَ الْبَكْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ:(قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ ، فَإِذَا هُوَ غَاصٌّ بِالنَّاسِ)(1)(فَرَأَيْتُ " النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَائِمًا عَلَى الْمِنْبَرِ " ، وَبِلَالٌ قَائِمٌ بَيْنَ يَدَيْهِ مُتَقَلِّدٌ سَيْفًا ، وَإِذَا رَايَةٌ سَوْدَاءُ تَخْفِقُ)(2)(فَقُلْتُ: مَا شَأنُ النَّاسِ؟ ، قَالُوا: " يُرِيدُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَبْعَثَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ وَجْهًا " ، قَالَ: فَجَلَسْتُ ، " فَدَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَنْزِلَهُ، أَوْ قَالَ: رَحْلَهُ " ، فَاسْتَأذَنْتُ عَلَيْهِ ، " فَأَذِنَ لِي " ، فَدَخَلْتُ فَسَلَّمْتُ)(3)(فَذَكَرْتُ عِنْدَهُ وَافِدَ عَادٍ ، فَقُلْتُ: أَعُوذُ بِاللهِ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ وَافِدِ عَادٍ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " وَمَا وَافِدُ عَادٍ؟ " ، فَقُلْتُ: عَلَى الْخَبِيرِ سَقَطْتَ)(4)(إِنَّ عَادًا لَمَّا قَحَطُوا بَعَثُوا وَافِدًا لَهُمْ يُقَالُ لَهُ: قَيْلٌ ، فَمَرَّ بِمُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرٍ ، فَأَقَامَ عِنْدَهُ شَهْرًا يَسْقِيهِ الْخَمْرَ ، وَتُغَنِّيهِ جَارِيَتَانِ يُقَالُ لَهُمَا: الْجَرَادَتَانِ ، فَلَمَّا مَضَى الشَّهْرُ خَرَجَ)(5)(يُرِيدُ جِبَالَ مَهْرَةَ ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي لَمْ آتِكَ لِمَرِيضٍ فَأُدَاوِيَهُ ، وَلَا لِأَسِيرٍ فَأُفَادِيَهُ ، فَاسْقِ)(6)(عَادًا مَا كُنْتَ تَسْقِيهِ)(7)(وَاسْقِ مَعَهُ بَكْرَ بْنَ مُعَاوِيَةَ)(8)(- يَشْكُرُ لَهُ الْخَمْرَ الَّتِي شَرِبَهَا عِنْدَهُ -)(9)(فَمَرَّتْ بِهِ سَحَابَاتٌ سُودٌ ، فَنُودِيَ مِنْهَا)(10)(أَنْ خُذْهَا رَمَادًا رِمْدِدًا (11) لَا تَذَرُ مِنْ عَادٍ أَحَدًا) (12)(ثُمَّ قَرَأَ: {وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ ، مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ (13)} (14)) (15).
(1)(ت) 3274
(2)
(جة) 2816، انظر الصحيحة تحت حديث: 2100
(3)
(حم) 15996 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: إسناده حسن.
(4)
(ت) 3273
(5)
(حم) 15996
(6)
(ت) 3273
(7)
(حم) 15996
(8)
(ت) 3273
(9)
(حم) 15995، (ت) 3273 ، انظر الضعيفة تحت حديث: 1229 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: إسناده حسن.
(10)
(حم) 15996
(11)
قَالَ فِي النِّهَايَةِ: الرِّمْدِدُ بِالْكَسْرِ: الْمُتَنَاهِي فِي الِاحْتِرَاقِ وَالدِّقَّةِ ، كَمَا يُقَالُ: لَيْلٌ أَلَيْلُ ، وَيَوْمٌ أَيْوَمُ ، إِذَا أَرَادُوا الْمُبَالَغَةَ.
(12)
(حم) 15995، (ت) 3273
(13)
(الرَّمِيمِ): العظْم البالِي. أو الهَشيمَ المُتَفتِّت من النَّبات. النهاية في غريب الأثر - (ج 2 / ص 646)
(14)
[الذاريات/41، 42]
(15)
(ت) 3273
(خ م)، وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَمْعَةَ رضي الله عنه قَالَ:(سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ)(1)(" فَذَكَرَ النَّاقَةَ وَالَّذِي عَقَرَهَا ، فَقَالَ: {إِذْ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا} (2)) (3)(انْبَعَثَ لَهَا رَجُلٌ)(4)(ذُو عِزٍّ وَمَنَعَةٍ فِي قَوْمِهِ ، كَأَبِي زَمْعَةَ)(5)(عَمِّ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ ")(6)
(1)(خ) 4942
(2)
[الشمس/12]
(3)
(م) 49 - (2855) ، (خ) 3377
(4)
(خ) 4942
(5)
(خ) 3377 ، (م) 49 - (2855) ، (ت) 3343
(6)
(خ) 4658
(خ)، وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " حَدِّثُوا عَن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ (1) "(2)
(1) أَيْ: لَا ضِيق عَلَيْكُمْ فِي الْحَدِيث عَنْهُمْ ، لِأَنَّهُ كَانَ تَقَدَّمَ مِنْهُ صلى الله عليه وسلم الزَّجْر عَنْ الْأَخْذ عَنْهُمْ ، وَالنَّظَر فِي كُتُبهمْ ، ثُمَّ حَصَلَ التَّوَسُّع فِي ذَلِكَ، وَكَأَنَّ النَّهْي وَقَعَ قَبْل اِسْتِقْرَار الْأَحْكَام الْإِسْلَامِيَّة ، وَالْقَوَاعِد الدِّينِيَّة ، خَشْيَة الْفِتْنَة، ثُمَّ لَمَّا زَالَ الْمَحْذُور ، وَقَعَ الْإِذْن فِي ذَلِكَ ، لِمَا فِي سَمَاع الْأَخْبَار الَّتِي كَانَتْ فِي زَمَانهمْ مِنْ الِاعْتِبَار.
وَقِيلَ: مَعْنَى قَوْله " لَا حَرَج ": لَا تَضِيق صُدُوركُمْ بِمَا تَسْمَعُونَهُ عَنْهُمْ مِنْ الْأَعَاجِيب ، فَإِنَّ ذَلِكَ وَقَعَ لَهُمْ كَثِيرًا.
وَقَالَ مَالِك: الْمُرَاد جَوَاز التَّحَدُّث عَنْهُمْ بِمَا كَانَ مِنْ أَمْر حَسَن، أَمَّا مَا عُلِمَ كَذِبه فَلَا.
وَقِيلَ: الْمُرَاد جَوَاز التَّحَدُّث عَنْهُمْ بِأَيِّ صُورَة وَقَعَتْ ، مِنْ اِنْقِطَاع ، أَوْ بَلَاغ ، لِتَعَذُّرِ الِاتِّصَال فِي التَّحَدُّث عَنْهُمْ، بِخِلَافِ الْأَحْكَام الْإِسْلَامِيَّة ، فَإِنَّ الْأَصْل فِي التَّحَدُّث بِهَا الِاتِّصَال، وَلَا يَتَعَذَّر ذَلِكَ لِقُرْبِ الْعَهْد. فتح الباري (ج10 ص 261)
(2)
(خ) 3274 ، (ت) 2669 ، (د) 3662 ، (حم) 10134
(حم)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا قُعُودًا نَكْتُبُ مَا نَسْمَعُ مِنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم " فَخَرَجَ عَلَيْنَا ، فَقَالَ: مَا تَكْتُبُونَ؟ "، فَقُلْنَا: مَا نَسْمَعُ مِنْكَ فَقَالَ: " أَكِتَابٌ مَعَ كِتَابِ اللهِ؟ "، فَقُلْنَا: مَا نَسْمَعُ ، فَقَالَ:" اكْتُبُوا كِتَابَ اللهُ ، أَمْحِضُوا كِتَابَ اللهُ ، أَكِتَابٌ غَيْرُ كِتَابِ اللهِ؟ ، أَمْحِضُوا كِتَابَ اللهُ ، أَوْ خَلِّصُوهُ "، قَالَ: فَجَمَعْنَا مَا كَتَبْنَا فِي صَعِيدٍ (1) وَاحِدٍ ، ثُمَّ أَحْرَقْنَاهُ بِالنَّارِ ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ ، أَنَتَحَدَّثُ عَنْكَ؟ ، قَالَ:" نَعَمْ ، تَحَدَّثُوا عَنِّي وَلَا حَرَجَ ، وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ "، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ ، أَنَتَحَدَّثُ عَن بَنِي إِسْرَائِيلَ؟ قَالَ:" نَعَمْ ، تَحَدَّثُوا عَن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ ، فَإِنَّكُمْ لَا تَحَدَّثُوا عَنْهُمْ بِشَيْءٍ ، إِلَّا وَقَدْ كَانَ فِيهِمْ أَعْجَبُ مِنْهُ "(2)
(1) الصعيد: الأرض الواسعة المستوية.
(2)
(حم) 11107 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: صحيح.
(عبد بن حُمَيد)، وَعَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " تَحَدَّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، فَإِنَّهُ كَانَتْ فِيهِمُ الْأَعَاجِيبُ، ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُ ، قَالَ: خَرَجَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ ، فَأَتَوْا مَقْبَرَةً مِنْ مَقَابِرِهِمْ ، فَقَالُوا: لَوْ صَلَّيْنَا رَكْعَتَيْنِ ، وَدَعْوَنا اللهَ يُخْرِجْ لَنَا بَعْضَ الْأَمْوَاتِ ، يُخْبِرُنَا عَنِ الْمَوْتِ ، قَالَ: فَفَعَلُوا ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ ، إِذْ أَطْلَعَ رَجُلٌ رَأسُهُ مِنْ قَبْرٍ ، خَلَاسِيٌّ (1) بَيْنَ عَيْنَيْهِ أَثَرُ السُّجُودِ ، فَقَالَ: يَا هَؤُلَاءِ ، مَا أَرَدْتُمْ إِلَيَّ؟ ، فَوَاللهِ لَقَدْ مِتُّ مُنْذُ مِائَةِ سَنَةٍ، فَمَا سَكَنَتْ عَنِّي حَرَارَةُ الْمَوْتِ حَتَّى كَانَ الْآنَ، فَادْعُوا اللهَ أَنْ يُعِيدَنِي كَمَا كُنْتُ "(2)
(1)(خلاسي): أي أسمر اللون، يقال: ولد خلاسي، أَيْ: ولدٌ بين أبوين أبيض وأسود.
(2)
(مسند عبد بن حميد) 1156 ، انظر الصَّحِيحَة: 2926
(د)، وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ:" كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُحَدِّثُنَا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ حَتَّى يُصْبِحَ ، مَا يَقُومُ إِلَّا إِلَى عُظْمِ الصَّلَاةِ (1) "(2)
(1) يعني: المكتوبةَ الفريضةَ.
قال أبو بكر ابن خزيمة ح1342: فَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَدْ كَانَ يُحَدِّثُهُمْ بَعْدَ الْعِشَاءِ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، لِيَتَّعِظُوا مِمَّا قَدْ نَالَهُمْ مِنَ الْعُقُوبَةِ فِي الدُّنْيَا ، مَعَ مَا أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مِنَ الْعِقَابِ فِي الْآخِرَةِ ، لَمَّا عَصَوْا رُسُلَهُمْ، وَلَمْ يُؤْمِنُوا ، فَجَائِزٌ لِلْمَرْءِ أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا يَعْلَمُ أَنَّ السَّامِعَ يَنْتَفِعُ بِهِ مِنْ أَمْرِ دِينِهِ بَعْدَ الْعِشَاءِ، إِذِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَدْ كَانَ يَسْمُرُ بَعْدَ الْعِشَاءِ فِي الْأَمْرِ مِنْ أُمُورِ الْمُسْلِمِينَ، مِمَّا يَرْجِعُ إِلَى مَنْفَعَتِهِمْ ، عَاجِلًا وَآجِلًا ، دِينًا وَدُنْيَا، وَكَانَ يُحَدِّثُ أَصْحَابَهُ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ لِيَنْتَفِعُوا بِحَدِيثِهِ، فَدَلَّ فِعْلُهُ صلى الله عليه وسلم عَلَى أَنَّ كَرَاهَةَ الْحَدِيثِ بَعْدَ الْعِشَاءِ بِمَا لَا مَنْفَعَةَ فِيهِ دِينًا وَلَا دُنْيَا، وَيَخْطِرُ بِبَالِي أَنَّ كَرَاهَتَهُ صلى الله عليه وسلم الِاشْتِغَالَ بِالسَّمَرِ؛ لِأَنَّ ذَلِكَ يُثَبِّطُ عَنْ قِيَامِ اللَّيْلِ؛ لِأَنَّهُ إِذَا اشْتَغَلَ أَوَّلَ اللَّيْلِ بِالسَّمَرِ ، ثَقُلَ عَلَيْهِ النَّوْمُ آخِرَ اللَّيْلِ، فَلَمْ يَسْتَيْقِظْ، وَإِنِ اسْتَيْقَظَ لَمْ يَنْشَطْ لِلْقِيَامِ. أ. هـ
(2)
(د) 3663 ، (حم) 19935 ، وقال شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(خ م)، وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" خَرَجَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ)(1)(مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ)(2)(يَمْشُونَ ، فَأَصَابَهُمْ الْمَطَرُ ، فَدَخَلُوا فِي غَارٍ فِي جَبَلٍ)(3)(فَانْحَطَّتْ عَلَى فَمِ غَارِهِمْ صَخْرَةٌ مِنْ الْجَبَلِ ، فَانْطَبَقَتْ عَلَيْهِمْ)(4)(فَسَدَّتْ عَلَيْهِمْ الْغَارَ)(5)(فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: وَاللهِ يَا هَؤُلَاءِ ، لَا يُنْجِيكُمْ إِلَّا الصِّدْقُ، فَليَدْعُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ بِمَا يَعْلَمُ أَنَّهُ قَدْ صَدَقَ فِيهِ)(6)(لَعَلَّ اللهَ يُفَرِّجُهَا عَنْكُمْ (7)) (8)(فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: اللَّهُمَّ إِنَّهُ كَانَ لِي أَبَوَانِ شَيْخَانِ كَبِيرَانِ ، وَلِي صِبْيَةٌ صِغَارٌ كُنْتُ أَرْعَى عَلَيْهِمْ، فَإِذَا رُحْتُ عَلَيْهِمْ ، حَلَبْتُ فَبَدَأتُ بِوَالِدَيَّ أَسْقِيهِمَا قَبْلَ بَنِيَّ، وَإِنِّي اسْتَأخَرْتُ ذَاتَ يَوْمٍ ، فَلَمْ آتِ حَتَّى أَمْسَيْتُ ، فَحَلَبْتُ كَمَا كُنْتُ أَحْلُبُ)(9)(فَوَجَدْتُهُمَا نَائِمَيْنِ)(10)(فَقُمْتُ عِنْدَ رُءُوسِهِمَا ، أَكْرَهُ أَنْ أُوقِظَهُمَا)(11)(وَالْقَدَحُ عَلَى يَدَيَّ أَنْتَظِرُ اسْتِيقَاظَهُمَا)(12)(وَأَكْرَهُ أَنْ أَسْقِيَ الصِّبْيَةَ، وَالصِّبْيَةُ يَتَضَاغَوْنَ (13) عِنْدَ قَدَمَيَّ) (14)(مِنْ الْجُوعِ، وَكُنْتُ لَا أَسْقِيهِمْ حَتَّى يَشْرَبَ أَبَوَايَ)(15)(فَلَبِثْتُ حَتَّى طَلَعَ الْفَجْرُ)(16)(فَاسْتَيْقَظَا فَشَرِبَا غَبُوقَهُمَا (17) اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ ، فَفَرِّجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ) (18)(فَفَرَجَ اللهُ مِنْهَا فُرْجَةً ، فَرَأَوْا مِنْهَا السَّمَاءَ)(19)(وَقَالَ الْآخَرُ: اللَّهُمَّ كَانَتْ لِي بِنْتُ عَمٍّ كَانَتْ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَيَّ)(20)(وَأَنِّي رَاوَدْتُهَا عَنْ نَفْسِهَا (21)) (22)(فَامْتَنَعَتْ مِنِّي، حَتَّى أَلَمَّتْ بِهَا سَنَةٌ مِنْ السِّنِينَ (23) فَجَاءَتْنِي، فَأَعْطَيْتُهَا عِشْرِينَ وَمِائَةَ دِينَارٍ عَلَى أَنْ تُخَلِّيَ بَيْنِي وَبَيْنَ نَفْسِهَا ، فَفَعَلَتْ) (24) (فَلَمَّا قَعَدْتُ بَيْنَ رِجْلَيْهَا (25)) (26) (قَالَتْ: يَا عَبْدَ اللهِ، اتَّقِ اللهَ وَلَا تَفْتَحْ الْخَاتَمَ (27) إِلَّا بِحَقِّهِ (28) فَقُمْتُ) (29)(فَتَحَرَّجْتُ مِنْ الْوُقُوعِ عَلَيْهَا ، فَانْصَرَفْتُ عَنْهَا وَهِيَ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ، وَتَرَكْتُ الذَّهَبَ الَّذِي أَعْطَيْتُهَا)(30)(اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ مِنْ خَشْيَتِكَ)(31)(فَافْرُجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ، فَانْفَرَجَتْ الصَّخْرَةُ ، غَيْرَ أَنَّهُمْ لَا يَسْتَطِيعُونَ الْخُرُوجَ مِنْهَا)(32)(وَقَالَ الثَّالِثُ: اللَّهُمَّ إِنِّي اسْتَأجَرْتُ أَجِيرًا بِفَرَقِ أَرُزٍّ (33) فَلَمَّا قَضَى عَمَلَهُ قَالَ: أَعْطِنِي حَقِّي، فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ ، فَرَغِبَ عَنْهُ (34)) (35) (فَتَرَكَ الَّذِي لَهُ وَذَهَبَ) (36) (فَعَمَدْتُ إِلَى ذَلِكَ الْفَرَقِ فَزَرَعْتُهُ) (37) (فَثَمَّرْتُ أَجْرَهُ حَتَّى كَثُرَتْ مِنْهُ الْأَمْوَالُ (38) فَجَاءَنِي بَعْدَ حِينٍ فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللهِ ، أَدِّ إِلَيَّ أَجْرِي ، فَقُلْتُ لَهُ: كُلُّ مَا تَرَى مِنْ الْإِبِلِ وَالْبَقَرِ وَالْغَنَمِ وَالرَّقِيقِ مِنْ أَجْرِكَ، فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللهِ لَا تَسْتَهْزِئْ بِي، فَقُلْتُ: إِنِّي لَا أَسْتَهْزِئُ بِكَ، فَأَخَذَهُ كُلَّهُ فَاسْتَاقَهُ، فَلَمْ يَتْرُكْ مِنْهُ شَيْئًا، اللَّهُمَّ فَإِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ ، فَافْرُجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ، فَانْفَرَجَتْ الصَّخْرَةُ ، فَخَرَجُوا يَمْشُونَ ") (39)
(1)(خ) 2102
(2)
(خ) 2152
(3)
(خ) 2102
(4)
(خ) 2208
(5)
(خ) 2152
(6)
(خ) 3278
(7)
اِسْتَدَلَّ أَصْحَابُنَا بِهَذَا عَلَى أَنَّهُ يُسْتَحَبُّ لِلْإِنْسَانِ أَنْ يَدْعُوَ فِي دُعَاءِ الِاسْتِسْقَاءِ ، وَفِي حَالِ كَرْبِهِ وَغَيْرِهِ بِصَالِحِ عَمَلِه، وَيَتَوَسَّلُ إلى اللهِ تَعَالَى بِهِ لِأَنَّ هَؤُلَاءِ فَعَلُوهُ فَاسْتُجِيبَ لَهُمْ، وَذَكَرَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي مَعْرِضِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِمْ وَجَمِيلِ فَضَائِلِهمْ. (النووي - ج 9 / ص 106)
(8)
(م) 2743
(9)
(خ) 2208
(10)
(خ) 2152
(11)
(خ) 2208
(12)
(خ) 2152
(13)
أَيْ: يرفعون أصواتهم بالصراخ والعويل.
(14)
(خ) 2208
(15)
(خ) 3278
(16)
(خ) 2102
(17)
الغَبُوق: شُرْبُ اللبن آخِرَ النهار.
(18)
(خ) 2152
(19)
(م) 2743
(20)
(خ) 2152
(21)
كناية عن الزنا.
(22)
(خ) 3278
(23)
أَيْ: وَقَعَتْ فِي سَنَة قَحْط. (النووي - ج 9 / ص 106)
(24)
(خ) 2152
(25)
أَيْ: جَلَسْتُ مَجْلِسَ الرَّجُلِ لِلْوِقَاعِ. (النووي - ج 9 / ص 106)
(26)
(خ) 2102
(27)
الْخَاتَم: كِنَايَةٌ عَنْ بَكَارَتهَا.
(28)
أَيْ: بِنِكَاحٍ ، لَا بِزِنًا.
(29)
(خ) 2208
(30)
(خ) 2152
(31)
(خ) 3278
(32)
(خ) 2152
(33)
الْفَرَق: إِنَاءٌ يَسَعُ ثَلَاثَةَ آصُع ، والصاع أربعة أمداد ، والمُدّ مِلء الكفين.
(34)
أَيْ: كَرِهَهُ وَسَخِطَهُ وَتَرَكَهُ.
(35)
(خ) 2208
(36)
(خ) 2152
(37)
(خ) 2102
(38)
احْتَجَّ بِهَذَا الْحَدِيثِ أَصْحَابُ أَبِي حَنِيفَةَ وَغَيْرُهُمْ مِمَّنْ يُجِيزُ بَيْعَ الْإِنْسَانِ مَالَ غَيْرِهِ ، وَالتَّصَرُّفِ فِيهِ بِغَيْرِ إِذْنِ مَالِكِهِ ، إِذَا أَجَازَهُ الْمَالِكُ بَعْدَ ذَلِكَ. وَالله أَعْلَم. (النووي - ج 9 / ص 106)
(39)
(خ) 2152
(خ م حم)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ:(" لَمْ يَتَكَلَّمْ فِي الْمَهْدِ إِلَّا ثَلَاثَةٌ: عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عليه السلام وَصَبِيٌّ كَانَ فِي زَمَانِ جُرَيْجٍ)(1)(وَكَانَ جُرَيْجٌ رَجُلًا عَابِدًا)(2)(مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ)(3)(يَتَعَبَّدُ فِي صَوْمَعَةٍ)(4)(وَكَانَتْ لَهُ أُمٌّ)(5)(فَاشْتَاقَتْ إِلَيْهِ)(6)(يَوْمًا)(7)(فَأَتَتْهُ وَهُوَ يُصَلِّي)(8)(- قَالَ حُمَيْدٌ: فَوَصَفَ لَنَا أَبُو رَافِعٍ صِفَةَ أَبِي هُرَيْرَةَ لِصِفَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أُمَّهُ حِينَ دَعَتْهُ ، كَيْفَ جَعَلَتْ كَفَّهَا فَوْقَ حَاجِبِهَا، ثُمَّ رَفَعَتْ رَأسَهَا إِلَيْهِ تَدْعُوهُ - فَقَالَتْ: يَا جُرَيْجُ ، أَنَا أُمُّكَ ، كَلِّمْنِي)(9)(فَقَالَ: يَا رَبِّ ، الصَلَاةُ خَيْرٌ أَمْ أُمِّي آتِيهَا؟)(10)(فَاخْتَارَ صَلَاتَهُ ، فَرَجَعَتْ)(11)(فَلَمَّا كَانَ مِنْ الْغَدِ أَتَتْهُ وَهُوَ يُصَلِّي ، فَقَالَتْ: يَا جُرَيْجُ)(12)(أَنَا أُمُّكَ فَكَلِّمْنِي)(13)(فَقَالَ: اللَّهُمَّ أُمِّي وَصَلَاتِي ، فَاخْتَارَ صَلَاتَهُ)(14)(فَانْصَرَفَتْ ، فَلَمَّا كَانَ مِنْ الْغَدِ أَتَتْهُ وَهُوَ يُصَلِّي ، فَقَالَتْ: يَا جُرَيْجُ ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ ، أُمِّي وَصَلَاتِي ، فَأَقْبَلَ عَلَى صَلَاتِهِ)(15)(فَاشْتَدَّ عَلَى أُمِّهِ (16)) (17)(فَقَالَتْ: اللَّهُمَّ إِنَّ هَذَا جُرَيْجٌ وَهُوَ ابْنِي ، وَإِنِّي كَلَّمْتُهُ فَأَبَى أَنْ يُكَلِّمَنِي ، اللَّهُمَّ فلَا تُمِتْهُ حَتَّى تُرِيَهُ الْمُومِسَاتِ (18) قَالَ: وَلَوْ دَعَتْ عَلَيْهِ أَنْ يُفْتَنَ ، لَفُتِنَ) (19) (فَذَكَرَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَوْمًا) (20) (جُرَيْجًا وَعِبَادَتَهُ) (21) (فَقَالَتْ امْرَأَةٌ) (22) (بَغِيٌّ مِنْهُمْ) (23) (يُتَمَثَّلُ بِحُسْنِهَا: لَئِنْ شِئْتُمْ لَأَفْتِنَنَّهُ لَكُمْ) (24)(فَقَالُوا: قَدْ شِئْنَا ، فَأَتَتْهُ فَتَعَرَّضَتْ لَهُ ، فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهَا)(25)(فَأَتَتْ رَاعِيًا كَانَ يَأوِي إِلَى صَوْمَعَتِهِ ، فَأَمْكَنَتْهُ مِنْ نَفْسِهَا ، فَوَقَعَ عَلَيْهَا (26) فَحَمَلَتْ ، فَلَمَّا وَلَدَتْ قَالَتْ: هُوَ مِنْ جُرَيْجٍ) (27)(فَجَاءُوا بِفُؤُوسِهِمْ وَمَسَاحِيهِمْ)(28)(فَصَادَفُوهُ يُصَلِّي)(29)(فَنَادَوْهُ:)(30)(أَيْ جُرَيْجُ ، أَيْ مُرَاءٍ ، انْزِلْ)(31)(فَلَمْ يُكَلِّمْهُمْ)(32)(وَأَقْبَلَ عَلَى صَلَاتِهِ يُصَلِّي)(33)(فَأَخَذُوا يَهْدِمُونَ دَيْرَهُ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ نَزَلَ إِلَيْهِمْ)(34)(فَجَعَلُوا فِي عُنُقِهِ وَعُنُقِهَا حَبْلًا ، وَجَعَلُوا يَطُوفُونَ بِهِمَا فِي النَّاسِ)(35)(وَشَتَمُوهُ ، وَضَرَبُوهُ ، وَهَدَمُوا صَوْمَعَتَهُ ، فَقَالَ: مَا شَأنُكُمْ؟ ، قَالُوا: إِنَّكَ زَنَيْتَ بِهَذِهِ الْبَغِيِّ)(36)(فَوَلَدَتْ مِنْكَ)(37)(غُلَامًا)(38)(فَتَبَسَّمَ ثُمَّ)(39)(قَالَ: وَأَيْنَ هُوَ؟ ، قَالُوا: هَا هُوَ ذَا)(40)(فَجَاءُوا بِهِ ، فَقَالَ: دَعُونِي حَتَّى أُصَلِّيَ)(41)(فَتَوَضَّأَ وَصَلَّى)(42)(وَدَعَا ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى الْغُلَامِ)(43)(فَمَسَحَ رَأسَهُ)(44) وفي رواية: (فَطَعَنَ فِي بَطْنِهِ)(45)(بِإِصْبَعِهِ ، وَقَالَ: بِاللهِ يَا غُلَامُ ، مَنْ أَبُوكَ؟)(46)(قَالَ: أَبِي رَاعِي الضَّأنِ ، فَلَمَّا سَمِعُوا ذَلِكَ مِنْهُ)(47)(أَقْبَلُوا عَلَى جُرَيْجٍ يُقَبِّلُونَهُ وَيَتَمَسَّحُونَ بِهِ ، وَقَالُوا: نَبْنِي لَكَ صَوْمَعَتَكَ)(48)(بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ؟)(49)(قَالَ: لَا حَاجَةَ لِي فِي ذَلِكَ)(50)(أَعِيدُوهَا مِنْ طِينٍ كَمَا كَانَتْ)(51)(فَفَعَلُوا)(52)(ثُمَّ عَلَاهَا (53)) (54)(قَالَ: وَكَانَتْ امْرَأَةٌ تُرْضِعُ ابْنًا لَهَا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَمَرَّ بِهَا)(55)(فَارِسٌ مُتَكَبِّرٌ)(56)(رَاكِبٌ عَلَى دَابَّةٍ فَارِهَةٍ)(57)(وعَلَيْهِ شَارَةٌ حَسَنَةٌ)(58)(فَقَالَتْ أُمُّهُ: اللَّهُمَّ اجْعَلْ ابْنِي مِثْلَ هَذَا)(59)(الْفَارِسِ ، عَلَى مِثْلِ هَذَا الْفَرَسِ ، فَتَرَكَ الصَّبِيُّ)(60)(الثَّدْيَ ، وَأَقْبَلَ إِلَيْهِ ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ)(61)(ثُمَّ عَادَ إِلَى ثَدْيِهَا يَمُصُّهُ - قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ)(62)(يَمَصُّ إِصْبَعَهُ)(63)(السَّبَّابَةَ فِي فَمِهِ ، يَحْكِي ارْتِضَاعَ الصَّبِيِّ -)(64)(قَالَ: ثُمَّ مُرَّ)(65)(بِجَارِيَةٍ)(66)(حَبَشِيَّةٍ تُجَرُّ)(67)(وَهُمْ يَضْرِبُونَهَا ، وَيَقُولُونَ: زَنَيْتِ ، سَرَقْتِ ، وَهِيَ تَقُولُ: حَسْبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، فَقَالَتْ أُمُّهُ: اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ ابْنِي مِثْلَهَا، فَتَرَكَ الرَّضَاعَ وَنَظَرَ إِلَيْهَا ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا، فَهُنَاكَ تَرَاجَعَا الْحَدِيثَ ، فَقَالَتْ: حَلْقَى (68) مَرَّ رَجُلٌ حَسَنُ الْهَيْئَةِ ، فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ اجْعَلْ ابْنِي مِثْلَهُ، فَقُلْتَ: اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ؟، وَمَرُّوا بِهَذِهِ الْأَمَةِ وَهُمْ يَضْرِبُونَهَا وَيَقُولُونَ: زَنَيْتِ ، سَرَقْتِ، فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ ابْنِي مِثْلَهَا، فَقُلْتَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا؟) (69)(فَقَالَ: يَا أُمَّاهْ ، إِنَّ الرَّاكِبَ ذُو الشَّارَةِ ، جَبَّارٌ مِنْ الْجَبَابِرَةِ)(70)(إِنَّكِ دَعَوْتِ رَبَّكِ أَنْ يَجْعَلَنِي مِثْلَ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ)(71)(فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ، وَإِنَّ هَذِهِ يَقُولُونَ لَهَا: زَنَيْتِ ، وَلَمْ تَزْنِ، وَسَرَقْتِ ، وَلَمْ تَسْرِقْ)(72)(يَسُبُّونَهَا وَيَضْرِبُونَهَا ، وَيَظْلِمُونَهَا)(73)(وَهِيَ تَقُولُ: حَسْبِيَ اللهُ)(74)(فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا ")(75)
(1)(حم) 8058 ، (خ) 3253
(2)
(م) 8 - (2550)
(3)
(حم) 8058
(4)
(م) 7 - (2550)
(5)
(حم) 8058
(6)
(حم) 8058
(7)
(حم) 8058
(8)
(م) 8 - (2550)
(9)
(م) 7 - (2550)
(10)
(حم) 8058
(11)
(م) 7 - (2550)
(12)
(م) 8 - (2550)
(13)
(م) 7 - (2550)
(14)
(م) 7 - (2550)
(15)
(م) 8 - (2550)
(16)
أي: غضبت.
(17)
(حم) 8058
(18)
أَيْ: البغايا والزواني.
(19)
(م) 7 - (2550) ، (خ) 2350
(20)
(حم) 8058
(21)
(م) 8 - (2550)
(22)
(خ) 2350
(23)
(حم) 8058
(24)
(م) 8 - (2550)
(25)
(حم) 8058 ، (خ) 2350
(26)
أَيْ: زنى بها.
(27)
(م) 8 - (2550) ، (خ) 2350
(28)
(م) 7 - (2550)
(29)
(م) 7 - (2550)
(30)
(حم) 9600
(31)
(حم) 8982
(32)
(م) 7 - (2550)
(33)
(حم) 8982
(34)
(م) 7 - (2550)
(35)
(حم) 8982
(36)
(حم) 8058 ، (خ) 2350
(37)
(م) 8 - (2550)
(38)
(حم) 8058
(39)
(م) 7 - (2550)
(40)
(حم) 8058
(41)
(م) 8 - (2550)
(42)
(خ) 2350
(43)
(حم) 8058 ، (خ) 3253
(44)
(م) 7 - (2550)
(45)
(م) 8 - (2550)
(46)
(حم) 8058
(47)
(م) 7 - (2550) ، (خ) 2350
(48)
(م) 8 - (2550)
(49)
(م) 7 - (2550)
(50)
(حم) 8058
(51)
(م) 8 - (2550) ، (خ) 2350 ، (حم) 8058
(52)
(م) 8 - (2550)
(53)
أَيْ: صعد إليها.
(54)
(م) 7 - (2550)
(55)
(خ) 3253
(56)
(حم) 9124
(57)
(م) 8 - (2550)
(58)
(حم) 9124 ، (خ) 3253
(59)
(م) 8 - (2550)
(60)
(حم) 9124
(61)
(م) 8 - (2550) ، (خ) 3253
(62)
(م) 8 - (2550) ، (حم) 8058
(63)
(خ) 3253
(64)
(م) 8 - (2550)
(65)
(خ) 3253
(66)
(م) 8 - (2550)
(67)
(حم) 9124
(68)
أَيْ: دعت على نفسها بأن يُحلَق شعرُها.
(69)
(م) 8 - (2550) ، (خ) 3253
(70)
(حم) 8058 ، (خ) 3253
(71)
(حم) 9124
(72)
(م) 8 - (2550) ، (خ) 3253
(73)
(حم) 9124
(74)
(خ) 3279 ، (حم) 8058
(75)
(م) 8 - (2550)
(م ت حم)، وَعَنْ صُهَيْبِ بْنِ سِنَانٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" كَانَ مَلِكٌ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، وَكَانَ لَهُ سَاحِرٌ ، فَلَمَّا كَبِرَ قَالَ لِلْمَلِكِ: إِنِّي قَدْ كَبِرْتُ ، فَابْعَثْ إِلَيَّ غُلَامًا أُعَلِّمْهُ السِّحْرَ ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ غُلَامًا يُعَلِّمُهُ ، فَكَانَ فِي طَرِيقِهِ إِذَا سَلَكَ رَاهِبٌ)(1)(فِي صَوْمَعَةٍ - قَالَ مَعْمَرٌ: أَحْسِبُ أَنَّ أَصْحَابَ الصَّوَامِعِ كَانُوا يَوْمَئِذٍ مُسْلِمِينَ -)(2)(فَأَتَى الْغُلَامُ عَلَى الرَّاهِبِ ، فَسَمِعَ مِنْ كَلَامِهِ ، فَأَعْجَبَهُ نَحْوُهُ وَكَلَامُهُ)(3)(فَجَعَلَ الْغُلَامُ يَسْأَلُ ذَلِكَ الرَّاهِبَ كُلَّمَا مَرَّ بِهِ ، فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى أَخْبَرَهُ ، فَقَالَ: إِنَّمَا أَعْبُدُ اللهَ ، فَجَعَلَ الْغُلَامُ)(4)(إِذَا أَتَى السَّاحِرَ ، مَرَّ بِالرَّاهِبِ وَقَعَدَ إِلَيْهِ ، فَإِذَا أَتَى السَّاحِرَ ضَرَبَهُ)(5)(وَأَرْسَلَ إِلَى أَهْلِ الْغُلَامِ: إِنَّهُ لَا يَكَادُ يَحْضُرُنِي ، فَأَخْبَرَ الْغُلَامُ الرَّاهِبَ بِذَلِكَ ، فَقَالَ لَهُ الرَّاهِبُ:)(6)(إِذَا أَرَادَ السَّاحِرُ أَنْ يَضْرِبَكَ ، فَقُلْ: حَبَسَنِي أَهْلِي ، وَإِذَا أَرَادَ أَهْلُكَ أَنْ يَضْرِبُوكَ ، فَقُلْ: حَبَسَنِي السَّاحِرُ)(7)(قَالَ: فَبَيْنَمَا الْغُلَامُ عَلَى ذَلِكَ ، إِذْ مَرَّ)(8)(عَلَى دَابَّةٍ عَظِيمَةٍ قَدْ حَبَسَتْ النَّاسَ)(9)(فَلَا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَجُوزُوا ، فَقَالَ: الْيَوْمَ أَعْلَمُ أَمْرُ الرَّاهِبِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ ، أَمْ أَمْرُ السَّاحِرِ)(10)(فَأَخَذَ حَجَرًا ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ أَمْرُ الرَّاهِبِ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ أَمْرِ السَّاحِرِ فَاقْتُلْ هَذِهِ الدَّابَّةَ حَتَّى يَمْضِيَ النَّاسُ ، فَرَمَاهَا فَقَتَلَهَا ، وَمَضَى النَّاسُ ، فَأَتَى الرَّاهِبَ فَأَخْبَرَهُ ، فَقَالَ لَهُ الرَّاهِبُ: أَيْ بُنَيَّ ، أَنْتَ الْيَوْمَ أَفْضَلُ مِنِّي ، قَدْ بَلَغَ مِنْ أَمْرِكَ مَا أَرَى ، وَإِنَّكَ سَتُبْتَلَى ، فَإِنْ ابْتُلِيتَ فلَا تَدُلَّ عَلَيَّ - وَكَانَ الْغُلَامُ يُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ ، وَيُدَاوِي النَّاسَ مِنْ سَائِرِ الْأَدْوَاءِ -)(11)(فَسَمِعَ بِهِ)(12)(جَلِيسٌ لِلْمَلِكِ كَانَ قَدْ عَمِيَ ، فَأَتَاهُ بِهَدَايَا كَثِيرَةٍ ، فَقَالَ: مَا هَاهُنَا لَكَ أَجْمَعُ ، إِنْ أَنْتَ شَفَيْتَنِي ، فَقَالَ: إِنِّي لَا أَشْفِي أَحَدًا ، إِنَّمَا يَشْفِي اللهُ ، فَإِنْ أَنْتَ آمَنْتَ بِاللهِ ، دَعَوْتُ اللهَ فَشَفَاكَ ، فَآمَنَ بِاللهِ)(13)(فَدَعَا اللهَ لَهُ فَشَفَاهُ)(14)(فَأَتَى الْمَلِكَ ، فَجَلَسَ إِلَيْهِ كَمَا كَانَ يَجْلِسُ)(15)(فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ: يَا فُلَانُ ، مَنْ رَدَّ عَلَيْكَ بَصَرَكَ؟ ، فَقَالَ: رَبِّي ، قَالَ: أَنَا؟ ، قَالَ: لَا ، لَكِنْ رَبِّي وَرَبُّكَ اللهُ ، قَالَ: أَوَلَكَ رَبٌّ غَيْرِي؟ ، قَالَ: نَعَمْ)(16)(فَأَخَذَهُ فَلَمْ يَزَلْ يُعَذِّبُهُ حَتَّى دَلَّ عَلَى الْغُلَامِ ، فَجِيءَ بِالْغُلَامِ ، فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ: أَيْ بُنَيَّ ، قَدْ بَلَغَ مِنْ سِحْرِكَ مَا تُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ؟ ، وَتَفْعَلُ وَتَفْعَلُ؟ ، فَقَالَ: إِنِّي لَا أَشْفِي أَحَدًا ، إِنَّمَا يَشْفِي اللهُ ، فَأَخَذَهُ فَلَمْ يَزَلْ يُعَذِّبُهُ حَتَّى دَلَّ عَلَى الرَّاهِبِ ، فَجِيءَ بِالرَّاهِبِ ، فَقِيلَ لَهُ: ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ ، فَأَبَى ، فَدَعَا بِالْمِنْشَارِ ، فَوَضَعَ الْمِنْشَارَ فِي مَفْرِقِ رَأسِهِ ، فَشَقَّهُ حَتَّى وَقَعَ شِقَّاهُ ، ثُمَّ جِيءَ بِجَلِيسِ الْمَلِكِ ، فَقِيلَ لَهُ: ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ ، فَأَبَى ، فَوَضَعَ الْمِنْشَارَ فِي مَفْرِقِ رَأسِهِ ، فَشَقَّهُ بِهِ حَتَّى وَقَعَ شِقَّاهُ ، ثُمَّ جِيءَ بِالْغُلَامِ ، فَقِيلَ لَهُ: ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ ، فَأَبَى ، فَدَفَعَهُ إِلَى نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ ، فَقَالَ: اذْهَبُوا بِهِ إِلَى جَبَلِ كَذَا وَكَذَا ، فَاصْعَدُوا بِهِ الْجَبَلَ ، فَإِذَا بَلَغْتُمْ ذُرْوَتَهُ ، فَإِنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ ، وَإِلَّا فَاطْرَحُوهُ ، فَذَهَبُوا بِهِ فَصَعِدُوا بِهِ الْجَبَلَ ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ ، فَرَجَفَ بِهِمْ الْجَبَلُ ، فَسَقَطُوا ، وَجَاءَ يَمْشِي إِلَى الْمَلِكِ ، فَقَالَ لَهُ: الْمَلِكُ مَا فَعَلَ أَصْحَابُكَ؟ ، قَالَ: كَفَانِيهِمُ اللهُ ، فَدَفَعَهُ إِلَى نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ ، فَقَالَ: اذْهَبُوا بِهِ فَاحْمِلُوهُ فِي قُرْقُورٍ (17) فَتَوَسَّطُوا بِهِ الْبَحْرَ ، فَإِنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ ، وَإِلَّا فَاقْذِفُوهُ ، فَذَهَبُوا بِهِ ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ ، فَانْكَفَأَتْ بِهِمْ السَّفِينَةُ فَغَرِقُوا ، وَجَاءَ يَمْشِي إِلَى الْمَلِكِ ، فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ: مَا فَعَلَ أَصْحَابُكَ؟ ، قَالَ: كَفَانِيهِمُ اللهُ) (18)(ثُمَّ قَالَ لِلْمَلِكِ: إِنَّكَ لَسْتَ بِقَاتِلِي حَتَّى تَفْعَلَ مَا آمُرُكَ بِهِ ، فَإِنْ أَنْتَ فَعَلْتَ مَا آمُرُكَ بِهِ قَتَلْتَنِي ، وَإِلَّا فَإِنَّكَ لَا تَسْتَطِيعُ قَتْلِي)(19)(قَالَ: وَمَا هُوَ؟ ، قَالَ: تَجْمَعُ النَّاسَ فِي صَعِيدٍ (20) وَاحِدٍ ، وَتَصْلُبُنِي عَلَى جِذْعٍ ، ثُمَّ خُذْ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِي ، ثُمَّ ضَعْ السَّهْمَ فِي كَبِدِ الْقَوْسِ ، ثُمَّ قُلْ: بِاسْمِ اللهِ رَبِّ الْغُلَامِ ، ثُمَّ ارْمِنِي ، فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ قَتَلْتَنِي ، فَجَمَعَ النَّاسَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ ، وَصَلَبَهُ عَلَى جِذْعٍ ، ثُمَّ أَخَذَ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِهِ ، ثُمَّ وَضَعَ السَّهْمَ فِي كَبْدِ الْقَوْسِ ، ثُمَّ قَالَ: بِاسْمِ اللهِ رَبِّ الْغُلَامِ ، ثُمَّ رَمَاهُ ، فَوَقَعَ السَّهْمُ فِي صُدْغِهِ (21)) (22) (فَوَضَعَ الْغُلَامُ يَدَهُ عَلَى مَوْضِعِ السَّهْمِ وَمَاتَ) (23) (فَقَالَ النَّاسُ: آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلَامِ ، آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلَامِ ، آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلَامِ ، فَأُتِيَ الْمَلِكُ فَقِيلَ لَهُ: أَرَأَيْتَ مَا كُنْتَ تَحْذَرُ؟ ، قَدْ وَاللهِ نَزَلَ بِكَ حَذَرُكَ) (24)(قَدْ آمَنَ النَّاسُ كُلُّهُمْ)(25)(فَأَمَرَ بِالْأُخْدُودِ فِي أَفْوَاهِ السِّكَكِ (26) فَخُدَّتْ (27)) (28)(وَأُضْرِمَتْ فِيهَا النِّيرَانُ)(29)(ثُمَّ جَمَعَ النَّاسَ ، فَقَالَ: مَنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ تَرَكْنَاهُ ، وَمَنْ لَمْ يَرْجِعْ ، أَلْقَيْنَاهُ فِي هَذِهِ النَّارِ ، فَجَعَلَ يُلْقِيهِمْ فِي تِلْكَ الْأُخْدُودِ)(30) وفي رواية: (فَكَانُوا يَتَعَادَوْنَ فِيهَا وَيَتَدَافَعُونَ)(31)(حَتَّى جَاءَتْ امْرَأَةٌ وَمَعَهَا صَبِيٌّ لَهَا)(32)(تُرْضِعُهُ)(33)(فَتَقَاعَسَتْ أَنْ تَقَعَ)(34)(فِي النَّارِ ، فَقَالَ الصَّبِيُّ: يَا أُمَّاهْ اصْبِرِي ، فَإِنَّكِ عَلَى الْحَقِّ ")(35)
(1)(م) 73 - (3005)
(2)
(ت) 3340
(3)
(حم) 23976 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(4)
(ت) 3340
(5)
(م) 73 - (3005)
(6)
(ت) 3340
(7)
(حم) 23976 ، (م) 73 - (3005)
(8)
(ت) 3340
(9)
(م) 73 - (3005)
(10)
(حم) 23976
(11)
(م) 73 - (3005)
(12)
(ت) 3340
(13)
(م) 73 - (3005)
(14)
(حم) 23976
(15)
(م) 73 - (3005)
(16)
(حم) 23976
(17)
القرقور: السفينة العظيمة.
(18)
(م) 73 - (3005)
(19)
(حم) 23976
(20)
الصعيد: الأرض الواسعة المستوية.
(21)
الصُّدغ: ما بين العَين إلى شَحْمة الأذُن.
(22)
(م) 73 - (3005)
(23)
(حم) 23976 ، (ت) 3340
(24)
(م) 73 - (3005)
(25)
(حم) 23976 ، (ت) 3340
(26)
السكك: الطرق.
(27)
أَيْ: حُفِرت.
(28)
(م) 73 - (3005)
(29)
(حم) 23976
(30)
(ت) 3340
(31)
(حم) 23976
(32)
(م) 73 - (3005)
(33)
(حم) 23976
(34)
(م) 73 - (3005)
(35)
(حم) 23976 ، (م) 73 - (3005)
(خ م جة)، وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجُلٌ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ إِنْسَانًا)(1)(ثُمَّ عَرَضَتْ لَهُ التَّوْبَةُ ، فَسَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الْأَرْضِ ، فَدُلَّ عَلَى رَاهِبٍ (2) فَأَتَاهُ فَقَالَ: إِنِّي قَتَلْتُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا ، فَهَلْ لِي مِنْ تَوْبَةٍ؟ ، فَقَالَ: بَعْدَ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ نَفْسًا؟) (3)(لَا)(4)(لَيْسَتْ لَكَ تَوْبَةٌ ، فَقَتَلَهُ فَكَمَّلَ بِهِ مِائَةً ، ثُمَّ سَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الْأَرْضِ ، فَدُلَّ عَلَى رَجُلٍ عَالِمٍ ، فَقَالَ: إِنِّي قَتَلْتُ مِائَةَ نَفْسٍ ، فَهَلْ لِي مِنْ تَوْبَةٍ؟ ، قَالَ: نَعَمْ (5) وَمَنْ يَحُولُ بَيْنَكَ وَبَيْنَ التَّوْبَةِ؟) (6)(اخْرُجْ مِنْ الْقَرْيَةِ الْخَبِيثَةِ الَّتِي أَنْتَ فِيهَا إِلَى الْقَرْيَةِ الصَّالِحَةِ ، قَرْيَةِ كَذَا وَكَذَا)(7)(فَإِنَّ بِهَا أُنَاسًا يَعْبُدُونَ اللهَ ، فَاعْبُدْ اللهَ مَعَهُمْ ، وَلَا تَرْجِعْ إِلَى أَرْضِكَ ، فَإِنَّهَا أَرْضُ سَوْءٍ ، فَانْطَلَقَ)(8)(يُرِيدُ الْقَرْيَةَ الصَّالِحَةَ)(9)(حَتَّى إِذَا نَصَفَ الطَّرِيقَ ، أَتَاهُ الْمَوْتُ ، فَاخْتَصَمَتْ فِيهِ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلَائِكَةُ الْعَذَابِ ، فَقَالَتْ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ: جَاءَ تَائِبًا مُقْبِلًا بِقَلْبِهِ إلى اللهِ ، وَقَالَتْ مَلَائِكَةُ الْعَذَابِ: إِنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ ، فَأَتَاهُمْ مَلَكٌ فِي صُورَةِ آدَمِيٍّ ، فَجَعَلُوهُ بَيْنَهُمْ (10) فَقَالَ: قِيسُوا مَا بَيْنَ الْأَرْضَيْنِ فَإِلَى أَيَّتِهِمَا كَانَ) (11)(أَقْرَبَ ، فَأَلْحِقُوهُ بِأَهْلِهَا)(12)(فَأَوْحَى اللهُ إِلَى هَذِهِ أَنْ تَقَرَّبِي (13) وَأَوْحَى اللهُ إِلَى هَذِهِ أَنْ تَبَاعَدِي (14) فَقَاسُوهُ ، فَوَجَدُوهُ أَقْرَبَ بِشِبْرٍ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي أَرَادَ ، فَقَبَضَتْهُ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ (15) ") (16)
(1)(خ) 3283
(2)
فِيهِ إِشْعَارٌ بِأَنَّ ذَلِكَ كَانَ بَعْدَ رَفْعِ عِيسَى عليه السلام لِأَنَّ الرَّهْبَانِيَّة إِنَّمَا اِبْتَدَعَهَا أَتْبَاعُه ، كَمَا نَصَّ عَلَيْهِ فِي الْقُرْآن. فتح الباري (ج 10 / ص 273)
(3)
(جة) 2626 ، (م) 2766
(4)
(خ) 3283 ، (م) 2766
(5)
هَذَا مَذْهَبُ أَهْلِ الْعِلْم، وَإِجْمَاعُهُمْ عَلَى صِحَّةِ تَوْبَةِ الْقَاتِلِ عَمْدًا، وَلَمْ يُخَالِفْ أَحَدٌ مِنْهُمْ إِلَّا اِبْن عَبَّاس ، وَأَمَّا مَا نُقِلَ عَنْ بَعْضِ السَّلَفِ مِنْ خِلَافِ هَذَا ، فَمُرَادُ قَائِلِه الزَّجْرُ عَنْ سَبَبِ التَّوْبَة، لَا أَنَّهُ يَعْتَقِدُ بُطْلَانَ تَوْبَتِه وَهَذَا الْحَدِيثُ ظَاهِرٌ فِيهِ، وَهُوَ إِنْ كَانَ شَرْعًا لِمَنْ قَبْلنَا، وَفِي الِاحْتِجَاجِ بِهِ خِلَاف ، فَلَيْسَ مَوْضِعَ خِلَاف، وَإِنَّمَا مَوْضِعُهُ إِذَا لَمْ يَرِدْ شَرْعُنَا بِمُوَافَقَتِهِ وَتَقْرِيرِه، فَإِنْ وَرَدَ ، كَانَ شَرْعًا لَنَا بِلَا شَكٍّ، وَهَذَا قَدْ وَرَدَ شَرْعُنَا بِهِ ، وَهُوَ قَوْله تَعَالَى:{وَاَلَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ الله إِلَهًا آخَر وَلَا يَقْتُلُونَ} إِلَى قَوْله: {إِلَّا مَنْ تَابَ} الْآيَة.
وَأَمَّا قَوْله تَعَالَى: {وَمَنْ يَقْتُل مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّم خَالِدًا فِيهَا} فَالصَّوَاب فِي مَعْنَاهَا: أَنَّ جَزَاءَهُ جَهَنَّم، وَقَدْ يُجَازَى بِهِ، وَقَدْ يُجَازَى بِغَيْرِهِ ، وَقَدْ لَا يُجَازَى ، بَلْ يُعْفَى عَنْهُ، فَإِنْ قَتَلَ عَمْدًا مُسْتَحِلًّا لَهُ بِغَيْرِ حَقٍّ وَلَا تَأوِيل، فَهُوَ كَافِرٌ مُرْتَدّ، يَخْلُدُ بِهِ فِي جَهَنَّمَ بِالْإِجْمَاعِ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ مُسْتَحِلّ ، بَلْ مُعْتَقِدًا تَحْرِيمَه ، فَهُوَ فَاسِقٌ عَاصٍ مُرْتَكِبٌ كَبِيرَة، جَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا، لَكِنْ بِفَضْلِ اللهِ تَعَالَى أَخْبَرَ أَنَّهُ لَا يُخَلَّدُ مَنْ مَاتَ مُوَحِّدًا فِيهَا، فَلَا يَخْلُدُ هَذَا، وَقَدْ يُعْفَى عَنْهُ فَلَا يَدْخُلُ النَّارَ أَصْلًا، وَقَدْ لَا يُعْفَى عَنْهُ، بَلْ يُعَذَّبُ كَسَائِرِ الْعُصَاةِ الْمُوَحِّدِينَ، ثُمَّ يَخْرُجُ مَعَهُمْ إِلَى الْجَنَّة، وَلَا يُخَلَّدُ فِي النَّار، فَهَذَا هُوَ الصَّوَاب فِي مَعْنَى الْآيَة، وَلَا يَلْزَمُ مِنْ كَوْنِهِ يَسْتَحِقُّ أَنْ يُجَازَى بِعُقُوبَةٍ مَخْصُوصَةٍ أَنْ يَتَحَتَّم ذَلِكَ الْجَزَاء
وَلَيْسَ فِي الْآيَةِ إِخْبَارٌ بِأَنَّهُ يُخَلَّدُ فِي جَهَنَّم، وَإِنَّمَا فِيهَا أَنَّهَا {جَزَاؤُهُ} أَيْ: يَسْتَحِقُّ أَنْ يُجَازَى بِذَلِكَ.
وَقِيلَ: الْمُرَاد بِالْخُلُودِ: طُول الْمُدَّة ، لَا الدَّوَام. شرح النووي (9/ 143)
(6)
(م) 2766 ، (جة) 2626
(7)
(جة) 2626
(8)
(م) 2766
(9)
(جة) 2626
(10)
أَيْ: جَعَلُوهُ بَيْنَهُمْ حَكَمًا.
(11)
(م) 2766
(12)
(جة) 2626
(13)
أَيْ: الْقَرْيَة الَّتِي قَصَدَهَا. فتح الباري (ج 10 / ص 273)
(14)
أَيْ: إِلَى الْقَرْيَة الَّتِي خَرَجَ مِنْهَا. فتح الباري (ج 10 / ص 273)
(15)
فِي الْحَدِيث فَضْلُ التَّحَوُّلِ مِنْ الْأَرْضِ الَّتِي يُصِيبُ الْإِنْسَانُ فِيهَا الْمَعْصِيَة ، لِمَا يَغْلِبُ بِحُكْمِ الْعَادَةِ عَلَى مِثْلِ ذَلِكَ.
وَفِيهِ فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِد ، لِأَنَّ الَّذِي أَفْتَاهُ أَوَّلًا بِأَنْ لَا تَوْبَةَ لَهُ ، غَلَبَتْ عَلَيْهِ الْعِبَادَة ، فَاسْتَعْظَمَ وُقُوعَ مَا وَقَعَ مِنْ ذَلِكَ الْقَاتِل ، مِنْ اِسْتِجْرَائِهِ عَلَى قَتْلِ هَذَا الْعَدَدِ الْكَثِير، وَأَمَّا الثَّانِي فَغَلَبَ عَلَيْهِ الْعِلْم ، فَأَفْتَاهُ بِالصَّوَابِ، وَدَلَّهُ عَلَى طَرِيقِ النَّجَاة، وَفِيهِ أَنَّ لِلْحَاكِمِ إِذَا تَعَارَضَتْ عِنْدَهُ الْأَحْوَالُ ، وَتَعَدَّدَتْ الْبَيِّنَاتُ ، أَنْ يَسْتَدِلَّ بِالْقَرَائِنِ عَلَى التَّرْجِيح. فتح الباري (10/ 273)
(16)
(م) 2766 ، (خ) 3283
(خ م حم)، عَنْ جُنْدُبِ بْنِ سُفْيَانَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" خَرَجَ بِرَجُلٍ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ خُرَّاجٌ (1) فَلَمَّا آذَاهُ ، انْتَزَعَ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِهِ (2) فَنَكَأَهُ (3) فَلَمْ يَرْقَأ الدَّمُ (4) حَتَّى مَاتَ) (5) (فَقَالَ اللهُ تَعَالَى: بَادَرَنِي (6) عَبْدِي بِنَفْسِهِ ، حَرَّمْتُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ (7) ") (8)
(1) هِيَ حَبَّاتٌ تَخْرُجُ فِي بَدَنِ الْإِنْسَانِ (دمامل).شرح النووي (1/ 227)
(2)
الْكِنَانَةُ: جَعْبَةُ النُّشَّاب ، سُمِّيَتْ كِنَانَةً لِأَنَّهَا تَكِنُّ السِّهَام ، أَيْ: تَسْتُرهَا. شرح النووي (ج 1 / ص 227)
(3)
أَيْ: قَشَرَهَا وَخَرَقَهَا وَفَتَحَهَا. شرح النووي (ج 1 / ص 227)
(4)
أَيْ: لَمْ يَنْقَطِع. شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 227)
(5)
(م) 113 ، (خ) 3276
(6)
بادر الشيءَ: عجل إليه ، واستبق ، وسارع.
(7)
هَذَا مَحْمُولٌ عَلَى أَنَّهُ نَكَأَهَا اِسْتِعْجَالًا لِلْمَوْتِ ، أَوْ لِغَيْرِ مَصْلَحَةٍ ، فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ عَلَى طَرِيقِ الْمُدَاوَاةِ الَّتِي يَغْلِبُ عَلَى الظَّنِّ نَفْعُهَا ، لَمْ يَكُنْ حَرَامًا ، وَاللهُ أَعْلَمُ. شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 227)
(8)
(خ) 3276 ، (م) 113
(حم)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " سَأَلَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، بَعْضَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يُسَلِّفَهُ أَلْفَ دِينَارٍ، قَالَ: ائْتِنِي بِشُهَدَاءَ أُشْهِدُهُمْ، قَالَ: كَفَى بِاللهِ شَهِيدًا، قَالَ: ائْتِنِي بِكَفِيلٍ، قَالَ: كَفَى بِاللهِ كَفِيلًا، قَالَ: صَدَقْتَ، فَدَفَعَهَا إِلَيْهِ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ، فَخَرَجَ فِي الْبَحْرِ فَقَضَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ الْتَمَسَ مَرْكَبًا يَقْدَمُ عَلَيْهِ لِلْأَجَلِ الَّذِي كَانَ أَجَّلَهُ ، فَلَمْ يَجِدْ مَرْكَبًا، فَأَخَذَ خَشَبَةً فَنَقَرَهَا ، وَأَدْخَلَ فِيهَا أَلْفَ دِينَارٍ وَصَحِيفَةً مَعَهَا إِلَى صَاحِبِهَا، ثُمَّ زَجَّجَ (1) مَوْضِعَهَا، ثُمَّ أَتَى بِهَا الْبَحْرَ ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ قَدْ عَلِمْتَ أَنِّي اسْتَلَفْتُ مِنْ فُلَانٍ أَلْفَ دِينَارٍ ، فَسَأَلَنِي كَفِيلًا، فَقُلْتُ: كَفَى بِاللهِ كَفِيلًا فَرَضِيَ بِكَ، وَسَأَلَنِي شَهِيدًا ، فَقُلْتُ: كَفَى بِاللهِ شَهِيدًا، فَرَضِيَ بِكَ، وَإِنِّي قَدْ جَهِدْتُ أَنْ أَجِدَ مَرْكَبًا أَبْعَثُ إِلَيْهِ بِالَّذِي أَعْطْاني فَلَمْ أَجِدْ مَرْكَبًا، وَإِنِّي اسْتَوْدَعْتُكَهَا، فَرَمَى بِهَا فِي الْبَحْرِ حَتَّى وَلَجَتْ فِيهِ، ثُمَّ انْصَرَفَ يَنْظُرُ - وَهُوَ فِي ذَلِكَ يَطْلُبُ مَرْكَبًا يَخْرُجُ إِلَى بَلَدِهِ - فَخَرَجَ الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ أَسْلَفَهُ يَنْظُرُ ، لَعَلَّ مَرْكَبًا يَجِيءُ بِمَالِهِ، فَإِذَا بِالْخَشَبَةِ الَّتِي فِيهَا الْمَال، فَأَخَذَهَا لِأَهْلِهِ حَطَبًا، فَلَمَّا كَسَرَهَا وَجَدَ الْمَالَ وَالصَّحِيفَةَ، ثُمَّ قَدِمَ الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ تَسَلَّفَ مِنْهُ ، فَأَتَاهُ بِأَلْفِ دِينَارٍ ، وَقَالَ: وَاللهِ مَا زِلْتُ جَاهِدًا فِي طَلَبِ مَرْكَبٍ لِآتِيَكَ بِمَالِكَ، فَمَا وَجَدْتُ مَرْكَبًا قَبْلَ الَّذِي أَتَيْتُ فِيهِ، قَالَ: هَلْ كُنْتَ بَعَثْتَ إِلَيَّ بِشَيْءٍ؟ قَالَ: أَلَمْ أُخْبِرْكَ أَنِّي لَمْ أَجِدْ مَرْكَبًا قَبْلَ هَذَا الَّذِي جِئْتُ فِيهِ؟ ، قَالَ: فَإِنَّ اللهَ قَدْ أَدَّى عَنْكَ الَّذِي بَعَثْتَ بِهِ فِي الْخَشَبَةِ، فَانْصَرِفْ بِأَلْفِكَ رَاشِدًا "(2)
(1) الزُّجّ: هُوَ النَّصْل ، كَانَّ النَّقْرُ فِي طَرَف الْخَشَبَة ، فَشَدَّ عَلَيْهِ زُجًّا لِيُمْسِكهُ وَيَحْفَظ مَا فِيهِ. فتح الباري (ج7 ص134)
(2)
(حم) 8571 ، (خ) 2169 ، الصَّحِيحَة: 2845، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 1805
(خ م)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" إِنَّ ثَلَاثَةً فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ: أَبْرَصَ (1) وَأَقْرَعَ ، وَأَعْمَى ، أَرَادَ اللهُ أَنْ يَبْتَلِيَهُمْ (2) فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ مَلَكًا، فَأَتَى الْأَبْرَصَ فَقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟، قَالَ: لَوْنٌ حَسَنٌ ، وَجِلْدٌ حَسَنٌ ، وَيَذْهَبُ عَنِّي الَّذِي قَدْ قَذِرَنِي (3) النَّاسُ، فَمَسَحَهُ (4) فَذَهَبَ عَنْهُ قَذَرُهُ ، وَأُعْطِيَ لَوْنًا حَسَنًا ، وَجِلْدًا حَسَنًا، قَالَ: فَأَيُّ الْمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟، قَالَ: الْإِبِلُ ، فَأُعْطِيَ نَاقَةً عُشَرَاءَ (5) فَقَالَ: بَارَكَ اللهُ لَكَ فِيهَا، فَأَتَى الْأَقْرَعَ فَقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ ، قَالَ: شَعَرٌ حَسَنٌ، وَيَذْهَبُ عَنِّي هَذَا الَّذِي قَدْ قَذِرَنِي النَّاسُ، فَمَسَحَهُ فَذَهَبَ عَنْهُ وَأُعْطِيَ شَعْرًا حَسَنًا، قَالَ: فَأَيُّ الْمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟، قَالَ: الْبَقَرُ، فَأُعْطِيَ بَقَرَةً حَامِلًا ، فَقَالَ: بَارَكَ اللهُ لَكَ فِيهَا، فَأَتَى الْأَعْمَى فَقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟، قَالَ: أَنْ يَرُدَّ اللهُ إِلَيَّ بَصَرِي ، فَأُبْصِرَ بِهِ النَّاسَ، فَمَسَحَهُ (6) فَرَدَّ اللهُ إِلَيْهِ بَصَرَهُ، قَالَ: فَأَيُّ الْمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟، قَالَ: الْغَنَمُ، فَأُعْطِيَ شَاةً وَالِدًا (7) فَأَنْتَجَ هَذَانِ (8) وَوَلَّدَ هَذَا (9) فَكَانَ لِهَذَا وَادٍ مِنْ الْإِبِلِ، وَلِهَذَا وَادٍ مِنْ الْبَقَرِ، وَلِهَذَا وَادٍ مِنْ الْغَنَمِ، ثُمَّ إِنَّهُ (10) أَتَى الْأَبْرَصَ فِي صُورَتِهِ وَهَيْئَتِهِ (11) فَقَالَ: رَجُلٌ مِسْكِينٌ ، قَدْ انْقَطَعَتْ بِيَ الْحِبَالُ فِي سَفَرِي (12) فلَا بَلَاغَ لِي الْيَوْمَ إِلَّا بِاللهِ ثُمَّ بِكَ ، أَسْأَلُكَ بِالَّذِي أَعْطَاكَ اللَّوْنَ الْحَسَنَ ، وَالْجِلْدَ الْحَسَنَ وَالْمَالَ ، بَعِيرًا أَتَبَلَّغُ عَلَيْهِ (13) فِي سَفَرِي، فَقَالَ: الْحُقُوقُ كَثِيرَةٌ ، فَقَالَ لَهُ: كَأَنِّي أَعْرِفُكَ، أَلَمْ تَكُنْ أَبْرَصَ يَقْذَرُكَ النَّاسُ ، فَقِيرًا فَأَعْطَاكَ اللهُ؟ ، فَقَالَ: إِنَّمَا وَرِثْتُ هَذَا الْمَالَ كَابِرًا عَنْ كَابِرٍ (14) فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا ، فَصَيَّرَكَ اللهُ إِلَى مَا كُنْتَ ، وَأَتَى الْأَقْرَعَ فِي صُورَتِهِ ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ مَا قَالَ لِهَذَا، وَرَدَّ عَلَيْهِ مِثْلَ مَا رَدَّ عَلَى هَذَا ، فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا ، فَصَيَّرَكَ اللهُ إِلَى مَا كُنْتَ، وَأَتَى الْأَعْمَى فِي صُورَتِهِ وَهَيْئَتِهِ، فَقَالَ: رَجُلٌ مِسْكِينٌ وَابْنُ سَبِيلٍ ، انْقَطَعَتْ بِيَ الْحِبَالُ فِي سَفَرِي، فلَا بَلَاغَ لِي الْيَوْمَ إِلَّا بِاللهِ ثُمَّ بِكَ ، أَسْأَلُكَ بِالَّذِي رَدَّ عَلَيْكَ بَصَرَكَ ، شَاةً أَتَبَلَّغُ بِهَا فِي سَفَرِي، فَقَالَ: قَدْ كُنْتُ أَعْمَى فَرَدَّ اللهُ إِلَيَّ بَصَرِي) (15)(وَفَقِيرًا فَقَدْ أَغْنَانِي)(16)(فَخُذْ مَا شِئْتَ ، وَدَعْ مَا شِئْتَ، فَوَاللهِ لَا أَجْهَدُكَ الْيَوْمَ شَيْئًا أَخَذْتَهُ للهِ (17) فَقَالَ: أَمْسِكْ مَالَكَ، فَإِنَّمَا ابْتُلِيتُمْ (18) وَقَدْ رَضِي اللهُ عَنْكَ ، وَسَخِطَ (19) عَلَى صَاحِبَيْكَ ") (20)
(1) البَرَص: بياضٌ يصيب الجِلْد.
(2)
الابتلاء: الاختبار والامتحان بالخير أو الشر.
(3)
أَيْ: اِشْمَأَزُّوا مِنْ رُؤْيَتِي. فتح الباري (ج 10 / ص 265)
(4)
أَيْ: مَسَحَ عَلَى جِسْمه.
(5)
الْعُشَرَاء: هِيَ الْحَامِل الَّتِي أَتَى عَلَيْهَا فِي حَمْلِهَا عَشْرَةُ أَشْهُرٍ مِنْ يَوْمِ طَرَقَهَا الْفَحْل. (فتح الباري)(ج10ص265)
(6)
أَيْ: مَسَحَ عَلَى عَيْنَيْهِ. فتح الباري (ج 10 / ص 265)
(7)
أَيْ: ذَات وَلَد ، وَيُقَال: حَامِل. فتح الباري (ج 10 / ص 265)
(8)
أَيْ: صَاحِب الْإِبِل وَالْبَقَر.
(9)
أَيْ: صَاحِب الشَّاة. فتح الباري (ج 10 / ص 265)
(10)
أَيْ: المَلَك.
(11)
أَيْ: فِي الصُّورَة الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا لَمَّا اِجْتَمَعَ بِهِ وَهُوَ أَبْرَص ، لِيَكُونَ ذَلِكَ أَبْلَغَ فِي إِقَامَة الْحُجَّة عَلَيْهِ. فتح الباري (ج 10 / ص 265)
(12)
أَيْ: تَقَطَّعَتْ بِه الْأَسْبَاب الَّتِي يَقْطَعُهَا فِي طَلَب الرِّزْق. فتح (10/ 265)
(13)
أَيْ: أَتَوَصَّل بِهِ إِلَى مُرَادِي.
(14)
الكابر: العظيم الكبير بين الناس ، والمراد أنه وَرِثَ عن آبائه ، عن أجداده.
(15)
(م) 2964 ، (خ) 3277
(16)
(خ) 3277
(17)
أَيْ: لَا أَشُقُّ عَلَيْكَ فِي رَدِّ شَيْءٍ تَطْلُبُهُ مِنِّي أَوْ تَأخُذُهُ. فتح (10/ 265)
(18)
أَيْ: اُمْتُحِنْتُمْ. فتح الباري (ج 10 / ص 265)
(19)
أَي: غضب.
(20)
(م) 2964 ، (خ) 3277
(م حم)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" خَرَجَ رَجُلٌ يَزُورُ أَخًا لَهُ فِي اللهِ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى)(1)(فَأَرْصَدَ اللهُ لَهُ مَلَكًا (2) فَجَلَسَ عَلَى طَرِيقِهِ) (3)(فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ قَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ ، قَالَ: أُرِيدُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ، قَالَ: هَلْ لَهُ عَلَيْكَ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا (4)؟ ، قَالَ: لَا) (5)(قَالَ: فَلِمَ تَأتِيهِ؟)(6)(قَالَ: أَنِّي أَحْبَبْتُهُ فِي اللهِ عز وجل قَالَ: فَإِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكَ ، بِأَنَّ اللهَ قَدْ أَحَبَّكَ ، كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ ")(7)
(1)(حم) 7906 ، (م) 38 - (2567)
(2)
أَيْ: أَقْعَدَهُ يَرْقُبُهُ.
(3)
(حم) 10252 ، (م) 38 - (2567)
(4)
أَيْ: تَقُومُ بِإِصْلَاحِهَا، وَتَنْهَضُ إِلَيْهِ بِسَبَبِ ذَلِكَ. النووي (8/ 366)
(5)
(م) 2567 ، (حم) 7906
(6)
(حم) 7906 ، وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح.
(7)
(م) 38 - (2567) ، (حم) 7906 ، (حب) 572
(خ م جة)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (" اشْتَرَى رَجُلٌ مِنْ رَجُلٍ عَقَارًا لَهُ، فَوَجَدَ الرَّجُلُ الَّذِي اشْتَرَى الْعَقَارَ فِي عَقَارِهِ جَرَّةً فِيهَا ذَهَبٌ، فَقَالَ لَهُ الَّذِي اشْتَرَى الْعَقَارَ: خُذْ ذَهَبَكَ مِنِّي ، إِنَّمَا اشْتَرَيْتُ مِنْكَ الْأَرْضَ ، وَلَمْ أَبْتَعْ مِنْكَ الذَّهَبَ، وَقَالَ الَّذِي بَاعَ الْأَرْضَ: إِنَّمَا بِعْتُكَ الْأَرْضَ وَمَا فِيهَا، قَالَ: فَتَحَاكَمَا إِلَى رَجُلٍ، فَقَالَ الَّذِي تَحَاكَمَا إِلَيْهِ: أَلَكُمَا وَلَدٌ؟، قَالَ أَحَدُهُمَا: لِي غُلَامٌ، وَقَالَ الْآخَرُ: لِي جَارِيَةٌ، قَالَ: أَنْكِحُوا الْغُلَامَ الْجَارِيَةَ)(1)(وَلْيُنْفِقَا عَلَى أَنْفُسِهِمَا مِنْهُ ، وَلْيَتَصَدَّقَا ")(2)
(1)(خ) 3285 ، (م) 21 - (1721)
(2)
(جة) 2511 ، (خ) 3285 ، (م) 21 - (1721) ، (حم) 8176
(ش)، وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: عَبَدَ رَاهِبٌ رَبَّهُ فِي صَوْمَعَتِهِ سِتِّينَ سَنَةً، فَجَاءَتْ امْرَأَةٌ فَنَزَلَتْ إلَى جَنْبِهِ، فَنَزَلَ إلَيْهَا فَوَاقَعَهَا (1) سِتَّ لَيَالٍ، ثُمَّ سُقِطَ فِي يَدِهِ (2) فَهَرَبَ ، فَأَتَى مَسْجِدًا فَأَوَى فِيهِ، فَمَكَثَ ثَلَاثًا لَا يَطْعَمُ شَيْئًا، فَأُتِيَ بِرَغِيفٍ ، فَكَسَرَ نِصْفَهُ فَأَعْطَاهُ رَجُلًا عَنْ يَمِينِهِ ، وَأَعْطَى الْآخَرَ رَجُلًا عَنْ يَسَارِهِ ، ثُمَّ بُعِثَ إلَيْهِ مَلَكٌ فَقَبَضَ رُوحَهُ، فَوُضِعَ عَمَلُ سِتِّينَ سَنَةً فِي كِفَّةٍ، وَوُضِعَتْ السَّيِّئَةُ فِي أُخْرَى ، فَرَجَحَتْ، ثُمَّ جِيءَ بِالرَّغِيفِ ، فَرَجَحَ بِالسَّيِّئَةِ. (3)
(1) أَيْ: جامعها.
(2)
أَيْ: ندم.
(3)
(ش) 9813 ، 34211 ، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 885
(م)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " بَيْنَمَا رَجُلٌ بِفَلَاةٍ (1) مِنْ الْأَرْضِ، فَسَمِعَ صَوْتًا فِي سَحَابَةٍ: اسْقِ حَدِيقَةَ فُلَانٍ، فَتَنَحَّى ذَلِكَ السَّحَابُ ، فَأَفْرَغَ مَاءَهُ فِي حَرَّةٍ (2) فَإِذَا شَرْجَةٌ (3) مِنْ تِلْكَ الشِّرَاجِ قَدْ اسْتَوْعَبَتْ ذَلِكَ الْمَاءَ كُلَّهُ، فَتَتَبَّعَ الْمَاءَ، فَإِذَا رَجُلٌ قَائِمٌ فِي حَدِيقَتِهِ ، يُحَوِّلُ الْمَاءَ بِمِسْحَاتِهِ، فَقَالَ لَهُ: يَا عَبْدَ اللهِ مَا اسْمُكَ؟ ، قَالَ: فُلَانٌ - لِلِاسْمِ الَّذِي سَمِعَ فِي السَّحَابَةِ - فَقَالَ لَهُ: لِمَ تَسْأَلُنِي عَنْ اسْمِي؟، فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ صَوْتًا فِي السَّحَابِ الَّذِي هَذَا مَاؤُهُ يَقُولُ: اسْقِ حَدِيقَةَ فُلَانٍ - لِاسْمِكَ - فَمَا تَصْنَعُ فِيهَا؟، قَالَ: أَمَا إِذْ قُلْتَ هَذَا ، فَإِنِّي أَنْظُرُ إِلَى مَا يَخْرُجُ مِنْهَا فَأَجْعَلُ ثُلُثَهُ فِي الْمَسَاكِينِ ، وَالسَّائِلِينَ ، وَابْنِ السَّبِيلِ، وَآكُلُ أَنَا وَعِيَالِي ثُلُثًا وَأَرُدُّ فِيهَا ثُلُثًا "(4)
(1) الفلاة: الصحراء ، والمفازة، والقفر من الأرض.
وقيل: التي لا ماء بها ولا أنيس.
(2)
الْحَرَّة: أَرْضٌ مُلَبَّسَةٌ حِجَارَةً سُودًا.
(3)
الشَّرْجَة: جَمْعُهَا شِرَاج، وَهِيَ مَسَايِلُ الْمَاءِ فِي الْحِرَار.
(4)
(م) 45 - (2984) ، (حم) 7928
(خ م)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ ، اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْعَطَشُ ، فَوَجَدَ بِئْراً ، فَنَزَلَ فِيهَا فَشَرِبَ ، ثُمَّ خَرَجَ، فَإِذَا كَلْبٌ يَلْهَثُ ، يَأكُلُ الثَّرَى (1) مِنَ الْعَطَشِ، فَقال الرَّجُلُ: لَقَدْ بَلَغَ هَذَا الْكَلْبَ مِنَ الْعَطَشِ مِثْلُ الَّذِي كَانَ بَلَغَ مِنِّي، فَنَزَلَ الْبِئْرَ ، فَمَلَأَ خُفَّهُ مَاءً ، ثُمَّ أَمْسَكَهُ بِفِيهِ حَتَّى رَقِيَ ، فَسَقَى الْكَلْبَ، فَشَكَرَ اللهُ لَهُ ، فَغَفَرَ لَهُ "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ ، وَإِنَّ لَنَا فِي الْبَهَائِمِ لَأَجْراً؟ ، فَقال:" فِي كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ "(2)
(1) أَيْ: يَلْعَق التُّرَاب النَّدِيّ، وَفِي الْمُحْكَم الثَّرَى التُّرَاب، وَقِيلَ: التُّرَاب الَّذِي إِذَا بُلَّ لَمْ يَصِرْ طِينًا لَازِبًا. فتح الباري (ج 1 / ص 280)
(2)
(م) 2244 ، (خ) 2234 ، 2334
(خ م)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" إنَّ امْرَأَةً بَغِيًّا)(1)(مِنْ بَغَايَا بَنِي إِسْرَائِيلَ)(2)(رَأَتْ كَلْبًا)(3)(يَلْهَثُ)(4)(فِي يَوْمٍ حَارٍّ ، يُطِيفُ بِبِئْرٍ)(5)(كَادَ يَقْتُلُهُ الْعَطَشُ ، فَنَزَعَتْ خُفَّهَا فَأَوْثَقَتْهُ بِخِمَارِهَا ، فَنَزَعَتْ لَهُ مِنْ الْمَاءِ)(6)(فَسَقَتْهُ إِيَّاهُ)(7)(فَغُفِرَ لَهَا بِذَلِكَ ")(8)
(1)(م) 154 - (2245)
(2)
(م) 155 - (2245)
(3)
(م) 154 - (2245)
(4)
(خ) 3143
(5)
(م) 154 - (2245) ، (خ) 3280
(6)
(خ) 3143 ، (م) 154 - (2245)
(7)
(م) 155 - (2245) ، (خ) 3280
(8)
(خ) 3143 ، (حم) 10629
(خ م حم)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" قَالَ رَجُلٌ: لَأَتَصَدَّقَنَّ اللَّيْلَةَ بِصَدَقَةٍ ، فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ فَوَضَعَهَا فِي يَدِ سَارِقٍ (1) فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ: تُصُدِّقَ اللَّيْلَةَ عَلَى [فُلَانٍ](2) السَّارِقِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ (3) لَأَتَصَدَّقَنَّ بِصَدَقَةٍ اللَّيْلَةَ، فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ فَوَضَعَهَا فِي يَدَيْ زَانِيَةٍ، فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ: تُصُدِّقَ اللَّيْلَةَ عَلَى [فُلَانَةَ](4) الزَّانِيَةِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى زَانِيَةٍ ، لَأَتَصَدَّقَنَّ اللَّيْلَةَ بِصَدَقَةٍ، فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ فَوَضَعَهَا فِي يَدَيْ غَنِيٍّ، فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ: تُصُدِّقَ اللَّيْلَةَ عَلَى غَنِيٍّ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى سَارِقٍ، وَعَلَى زَانِيَةٍ، وَعَلَى غَنِيٍّ، فَأُتِيَ) (5) (فِي الْمَنَامِ) (6) (فَقِيلَ لَهُ: أَنَّ صَدَقَتَكَ قَدْ قُبِلَتْ ، وَأَمَّا السَّارِقُ ، فَلَعَلَّهُ أَنْ يَسْتَعِفَّ عَنْ سَرِقَتِهِ، وَأَمَّا الزَّانِيَةُ ، فَلَعَلَّهَا أَنْ تَسْتَعِفَّ عَنْ زِنَاهَا ، وَأَمَّا الْغَنِيُّ ، فَلَعَلَّهُ يَعْتَبِرُ ، فَيُنْفِقُ مِمَّا أَعْطَاهُ اللهُ (7) ") (8)
(1) أَيْ: وَهُوَ لَا يَعْلَمُ أَنَّهُ سَارِق. فتح الباري (ج 5 / ص 18)
(2)
(حم) 8586 ، وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: صحيح.
(3)
لَمَّا عَزَمَ عَلَى أَنْ يَتَصَدَّقَ عَلَى مُسْتَحِقٍّ فَوَضَعَهَا بِيَدِ سَارِق حَمِدَ الله عَلَى أَنَّهُ لَمْ يُقَدِّرْ أَنْ يَتَصَدَّقَ عَلَى مَنْ يَسْتَحِقُّهَا، وَسَلَّمَ وَفَوَّضَ ، وَرَضِيَ بِقَضَاءِ اللهِ ، فَحَمِدَهُ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ، لِأَنَّهُ الْمَحْمُودُ عَلَى جَمِيعِ الْحَالِ، لَا يُحْمَدُ عَلَى الْمَكْرُوهِ سِوَاهُ وَقَدْ ثَبَتَ أَنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا رَأَى مَا لَا يُعْجِبُهُ قَالَ:" اللهمَّ لَك الْحَمْد عَلَى كُلِّ حَال ". فتح الباري (ج 5 / ص 18)
(4)
(حم) 8586
(5)
(م) 1022 ، (خ) 1355
(6)
(حم) 8586
(7)
فِي الحديث دليل على أَنَّ نِيَّةَ الْمُتَصَدِّقِ إِذَا كَانَتْ صَالِحَة ، قُبِلَتْ صَدَقَتُهُ ، وَلَوْ لَمْ تَقَعْ الْمَوْقِع. فتح الباري (ج 5 / ص 18)
(8)
(خ) 1355 ، (م) 1022
(خ م س حم)، وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" إنَّ رَجُلًا فِيمَنْ قَبْلَكُمْ أَعْطَاهُ اللهُ مَالًا وَوَلَدًا)(1)(فَأَسْرَفَ عَلَى نَفْسِهِ (2)) (3)(فَلَمْ يَعْمَلْ مِنْ الْخَيْرِ شَيْئًا قَطُّ إِلَّا التَّوْحِيدَ)(4)(فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ لِبَنِيهِ: أَيَّ أَبٍ كُنْتُ لَكُمْ؟ قَالُوا: خَيْرَ أَبٍ)(5)(قَالَ: فَإِنِّي لَمْ أَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ ، فَإِذَا أَنَا مُتُّ فَأَحْرِقُونِي)(6)(حَتَّى إِذَا صِرْتُ فَحْمًا فَاطْحَنُونِي)(7)(ثُمَّ اذْرُوا (8) نِصْفِيَ فِي الْبَرِّ) (9)(فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ)(10)(وَنِصْفِي فِي الْبَحْرِ)(11)(فَوَاللهِ لَئِنْ قَدَرَ عَلَيَّ رَبِّي لَيُعَذِّبَنِّي عَذَابًا مَا عَذَّبَهُ بِهِ أَحَدًا)(12)(مِنْ الْعَالَمِينَ (13)) (14)(فَلَمَّا مَاتَ الرَّجُلُ فَعَلُوا مَا أَمَرَهُمْ بِهِ)(15)(فَقَالَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ أَخَذَ مِنْهُ شَيْئًا: أَدِّ مَا أَخَذْتَ مِنْهُ)(16) وفي رواية: (فَأَمَرَ اللهُ الْبَحْرَ فَجَمَعَ مَا فِيهِ ، وَأَمَرَ الْبَرَّ فَجَمَعَ مَا فِيهِ)(17)(فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ)(18)(فِي قَبْضَةِ اللهِ (19)) (20)(فَقَالَ لَهُ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟، قَالَ: خَشْيَتُكَ يَا رَبِّ، قَالَ: فَغَفَرَ اللهُ لَهُ بِذَلِكَ ")(21)
(1)(خ) 7069 ، (م) 2757
(2)
أَيْ: أَسْرَفَ عَلَى نَفْسِهِ بِكَثْرَةِ الْمَعَاصِي.
(3)
(م) 2756 ، (س) 2079
(4)
(حم) 3785 ، 8027 ، وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح.
(5)
(خ) 7069
(6)
(خ) 3291 ، (م) 2757
(7)
(خ) 6116 ، (حم) 3785
(8)
مِنْ قَوْله: أَذْرَتْ الرِّيح الشَّيْء ، إِذَا فَرَّقَتْهُ بِهُبُوبِهَا. فتح الباري (10/ 284)
(9)
(خ) 7067 ، (م) 2756
(10)
(خ) 3291
(11)
(خ) 7067 ، (م) 2756
(12)
(خ) 3294 ، (م) 2756
(13)
قَالَ الْخَطَّابِيُّ: قَدْ يُسْتَشْكَل هَذَا فَيُقَال: كَيْف يُغْفَر لَهُ وَهُوَ مُنْكِر لِلْبَعْثِ وَالْقُدْرَة عَلَى إِحْيَاء الْمَوْتَى؟ ، وَالْجَوَاب أَنَّهُ لَمْ يُنْكِر الْبَعْث ، وَإِنَّمَا جَهِلَ ، فَظَنَّ أَنَّهُ إِذَا فُعِلَ بِهِ ذَلِكَ لَا يُعَاد فَلَا يُعَذَّب، وَقَدْ ظَهَرَ إِيمَانه بِاعْتِرَافِهِ بِأَنَّهُ إِنَّمَا فَعَلَ ذَلِكَ مِنْ خَشْيَة الله. فتح الباري (ج 10 / ص 284)
(14)
(خ) 7067 ، (م) 2756
(15)
(م) 2756 ، (خ) 3294
(16)
(س) 2079 ، (م) 2756
(17)
(خ) 7067 ، (م) 2756
(18)
(خ) 3294 ، (م) 2756
(19)
فيه دليل على أن الميت يحاسب جسداً وروحاً، وإلا لو كان يحاسب روحاً دون جسدٍ، أو في جسد آخر، لما قال الله للأرض: أَدِّ مَا أَخَذْت مِنْهُ ، والله أعلم. ع
وَلَيْسَ كَمَا قَالَ بَعْضهمْ إِنَّهُ خَاطَبَ رُوحه، فَإِنَّ ذَلِكَ لَا يُنَاسِب قَوْله " فَجَمَعَهُ الله " لِأَنَّ التَّحْرِيق وَالتَّفْرِيق إِنَّمَا وَقَعَ عَلَى الْجَسَد، وَهُوَ الَّذِي يُجْمَع وَيُعَاد عِنْد الْبَعْث. فتح الباري (ج 10 / ص 284)
(20)
(حم) 3785 ، 8027
(21)
(م) 2756 ، (خ) 3294
(س)، وَعَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه قَالَ: اجْتَنِبُوا الْخَمْرَ ، فَإِنَّهَا أُمُّ الْخَبَائِثِ ، إِنَّهُ كَانَ رَجُلٌ مِمَّنْ خَلَا قَبْلَكُمْ يَتَعَبَّدَ وَيَعْتَزِلُ النَّاسَ ، فَعَلِقَتْهُ (1) امْرَأَةٌ غَوِيَّةٌ ، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ جَارِيَتَهَا ، فَقَالَتْ لَهُ: إِنَّا نَدْعُوكَ لِلشَّهَادَةِ ، فَانْطَلَقَ مَعَ جَارِيَتِهَا ، فَطَفِقَتْ كُلَّمَا دَخَلَ بَابًا أَغْلَقَتْهُ دُونَهُ ، حَتَّى أَفْضَى إِلَى امْرَأَةٍ وَضِيئَةٍ (2) عِنْدَهَا غُلَامٌ وَبَاطِيَةُ خَمْرٍ (3) فَقَالَتْ: إِنِّي وَاللهِ مَا دَعَوْتُكَ لِلشَّهَادَةِ ، وَلَكِنْ دَعَوْتُكَ لِتَقَعَ عَلَيَّ (4) أَوْ تَشْرَبَ مِنْ هَذِهِ الْخَمْرَةِ كَأسًا ، أَوْ تَقْتُلَ هَذَا الْغُلَامَ ، قَالَ: فَاسْقِينِي مِنْ هَذَا الْخَمْرِ كَأسًا ، فَسَقَتْهُ كَأسًا ، فَقَالَ: زِيدُونِي ، فَلَمْ يَرِمْ (5) حَتَّى وَقَعَ عَلَيْهَا ، وَقَتَلَ النَّفْسَ ، فَاجْتَنِبُوا الْخَمْرَ ، وَإِنَّهُ وَاللهِ لَا يَجْتَمِعُ الْإِيمَانُ وَإِدْمَانُ الْخَمْرِ ، إِلَّا يُوشِكُ أَنْ يُخْرِجَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ. (6)
(1) أَيْ: عَشِقْته وَأَحَبَّتْهُ.
(2)
أَيْ: حسناء.
(3)
الْبَاطِيَة: إِنَاء.
(4)
كناية عن الزنا.
(5)
أَيْ: فَلَمْ يَبْرَح.
(6)
(س) 5666
(م جة حم)، وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ ، وَإِنَّ اللهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا ، فَنَاظِرٌ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ، أَلَا فَاتَّقُوا الدُّنْيَا ، وَاتَّقُوا النِّسَاءَ)(1)(فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ)(2)(ثُمَّ ذَكَرَ رَسُولُ صلى الله عليه وسلم أَنَّ أَوَّلَ مَا هَلَكَ بَنُو إِسْرَائِيلَ ، أَنَّ امْرَأَةَ الْفَقِيرِ كَانَتْ تُكَلِّفُهُ مِنَ الثِّيَابِ أَو الصِّبْغِ - أَوْ قَالَ: مِنَ الصِّيغَةِ - مَا تُكَلِّفُ امْرَأَةُ الْغَنِيِّ ، وَذَكَرَ امْرَأَةً)(3)(مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَصِيرَةً ، كَانَتْ تَمْشِي مَعَ امْرَأَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ ، فَاتَّخَذَتْ رِجْلَيْنِ مِنْ خَشَبٍ)(4)(وَصَاغَتْ خَاتَمًا)(5)(مِنْ ذَهَبٍ)(6)(وَجَعَلَتْ لَهُ غَلَقًا)(7)(ثُمَّ حَشَتْهُ مِسْكًا - وَالْمِسْكُ أَطْيَبُ الطِّيبِ -)(8)(وَخَرَجَتْ بَيْنَ)(9)(الْمَرْأَتَيْنِ)(10)(فَإِذَا مَرَّتْ بِالْمَجْلِسِ ، قَالَتْ بِهِ فَفَتَحَتْهُ ، فَفَاحَ رِيحَهُ)(11)(فَلَمْ يَعْرِفُوهَا)(12)(فَبَعَثُوا إِنْسَانًا يَتَّبِعُهُمْ ، فَعَرَفَ الطَّوِيلَتَيْنِ ، وَلَمْ يَعْرِفْ صَاحِبَةَ الرِّجْلَيْنِ مِنْ خَشَبٍ ")(13)
(1)(جة) 4000 ، (م) 99 - (2742) ، (حم) 11444
(2)
(م) 99 - (2742) ، (حم) 11185
(3)
(التوحيد لابن خزيمة) 487 ، انظر الصَّحِيحَة: 591
(4)
(م) 18 - (2252)
(5)
(حم) 11444 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(6)
(م) 18 - (2252)
(7)
(حم) 11444
(8)
(م) 18 - (2252)
(9)
(التوحيد لابن خزيمة) 487
(10)
(م) 18 - (2252)
(11)
(حم) 11444
(12)
(م) 18 - (2252)
(13)
(التوحيد لابن خزيمة) 487
(خ م س حم)، وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ:(قَدِمَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ رضي الله عنهما الْمَدِينَةَ آخِرَ قَدْمَةٍ قَدِمَهَا ، فَخَطَبَنَا فَأَخْرَجَ)(1)(قُصَّةً مِنْ شَعَرٍ (2)) (3) وفي رواية: (جَاءَ بِخِرْقَةٍ سَوْدَاءَ فَأَلْقَاهَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ ، فَقَالَ: هُوَ هَذَا ، تَجْعَلُهُ الْمَرْأَةُ فِي رَأسِهَا ثُمَّ تَخْتَمِرُ عَلَيْهِ (4)) (5)(فَقَالَ: مَا بَالُ الْمُسْلِمَاتِ يَصْنَعْنَ مِثْلَ هَذَا؟)(6)(مَا كُنْتُ أُرَى أَنَّ أَحَدًا يَفْعَلُ هَذَا غَيْرَ الْيَهُودِ)(7)(يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ ، أَيْنَ عُلَمَاؤُكُمْ؟ ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم " يَنْهَى عَنْ مِثْلِ هَذِهِ ، وَيَقُولُ: إِنَّمَا هَلَكَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ حِينَ اتَّخَذَتْ هَذِهِ نِسَاؤُهُمْ)(8)(وَسَمَّاهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الزُّورَ - يَعْنِي الْوِصَالَ -)(9)(فَقَالَ: أَيُّمَا امْرَأَةٍ زَادَتْ فِي شَعَرِهَا مِنْ شَعَرِ غَيْرِهَا ، فَإِنَّمَا تُدْخِلُهُ زُورًا (10) ") (11)
(1)(خ) 3299
(2)
الْقُصَّة: الْخُصْلَة مِنْ الشَّعْر.
(3)
(خ) 3281
(4)
قَالَ قَتَادَةُ: هُوَ مَا يُكْثِرُ بِهِ النِّسَاءُ أَشْعَارَهُنَّ مِنْ الْخِرَقِ.
(5)
(س) 5247 ، ، (م) 2127
(6)
(س) 5093
(7)
(خ) 3299
(8)
(خ) 3281 ، (م) 2127
(9)
(خ) 3299 ، (م) 2127
(10)
هَذَا الْحَدِيث حُجَّة لِلْجُمْهُورِ فِي مَنْع وَصْل الشَّعْر بِشَيْءٍ آخَر ، سَوَاء كَانَ شَعْرًا أَمْ لَا، وَيُؤَيِّدهُ حَدِيث جَابِر " زَجْر رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَنْ تَصِل الْمَرْأَة بِشَعْرِهَا شَيْئًا " أَخْرَجَهُ مُسْلِم. فتح الباري (17/ 35)
(11)
(حم) 16971 ، (س) 5093
(خ م حم)، وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" بَيْنَمَا رَجُلٌ)(1)(مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ يَتَبَخْتَرُ فِي حُلَّةٍ (2)) (3)(تُعْجِبُهُ نَفْسُهُ ، مُرَجِّلٌ جُمَّتَهُ (4)) (5)(يَجُرُّ إِزَارَهُ مِنْ الْخُيَلَاءِ (6)) (7)(إِذْ خَسَفَ اللهُ بِهِ الْأَرْضَ ، فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِيهَا (8) إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ (9) ") (10)
(1)(خ) 5452
(2)
الْحُلَّة: إِزَار وَرِدَاء مِنْ جِنْس وَاحِد. (فتح - ح30)
(3)
(م) 2088
(4)
(الجُمَّة): مُجْتَمَعُ الشَّعْر إِذَا تَدَلَّى مِنْ الرَّأس إِلَى الْمَنْكِبَيْنِ ، وَإِلَى أَكْثَر مِنْ ذَلِكَ، وَأَمَّا الَّذِي لَا يَتَجَاوَزُ الْأُذُنَيْنِ فَهُوَ: الْوَفْرَة.
وَتَرْجِيل الشَّعْر: تَسْرِيحُه وَدَهْنُه. فتح الباري (ج 16 / ص 334)
(5)
(خ) 5452 ، (م) 2088
(6)
(الْخُيَلَاء): الكِبْرُ والعُجْبُ والزَّهْو ، والتبختُر ، كلها بمعنى واحد ، وهو حرام ، ويقال: خال الرجل خالا ، واختال اختيالا ، إذا تكبَّر ،
وهو رجل خال ، أي: متكبِّر ، وصاحبُ خال ، أي: صاحبُ كِبر. صحيح مسلم - (3/ 1651)
(7)
(خ) 3297 ، 5453 ، (س) 5326 ، (حم) 5340
(8)
أَيْ: يَنْزِلُ فِي الْأَرْض مُضْطَرِبًا مُتَدَافِعًا. (فتح) - (ج 16 / ص 334)
(9)
وَمُقْتَضَى هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّ الْأَرْضَ لَا تَأكُلُ جَسَدَ هَذَا الرَّجُل ، فَيُمْكِن أَنْ يُلْغَز بِهِ فَيُقَال: كَافِرٌ لَا يَبْلَى جَسَدُهُ بَعْدَ الْمَوْت. (فتح)(16/ 334)
قلت: ويُسْتَدَلُّ من هذا الحديث على أن عذاب القبر قد يقع على البدن والروح معًا. ع
(10)
(حم) 9053 ، (خ) 5452 ، (م) 2088 ، (ت) 2491
(د)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " كَانَ رَجُلَانِ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ مُتَآخِيَيْنِ، فَكَانَ أَحَدُهُمَا يُذْنِبُ ، وَالْآخَرُ مُجْتَهِدٌ فِي الْعِبَادَةِ، فَكَانَ لَا يَزَالُ الْمُجْتَهِدُ يَرَى الْآخَرَ عَلَى الذَّنْبِ ، فَيَقُولُ: أَقْصِرْ (1) فَوَجَدَهُ يَوْمًا عَلَى ذَنْبٍ ، فَقَالَ لَهُ: أَقْصِرْ ، فَقَالَ: خَلِّنِي وَرَبِّي ، أَبُعِثْتَ عَلَيَّ رَقِيبًا؟، فَقَالَ: وَاللهِ لَا يَغْفِرُ اللهُ لَكَ أَوْ لَا يُدْخِلُكَ اللهُ الْجَنَّةَ، فَقَبَضَ اللهُ أَرْوَاحَهُمَا ، فَاجْتَمَعَا عِنْدَ رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَقَالَ لِهَذَا الْمُجْتَهِدِ: أَكُنْتَ بِي عَالِمًا؟ ، أَوْ كُنْتَ عَلَى مَا فِي يَدِي قَادِرًا؟، وَقَالَ لِلْمُذْنِبِ: اذْهَبْ فَادْخُلْ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِي، وَقَالَ لِلْآخَرِ: اذْهَبُوا بِهِ إِلَى النَّارِ "، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَتَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ ، أَوْبَقَتْ دُنْيَاهُ وَآخِرَتَهُ (2). (3)
(1)(أَقْصِر): مِنْ الْإِقْصَار ، وَهُوَ الْكَفّ عَنْ الشَّيْء مَعَ الْقُدْرَة عَلَيْهِ.
(2)
أَيْ: أَهْلَكَتْ تِلْكَ الْكَلِمَةُ مَا سَعَى فِي الدُّنْيَا ، وَحَظَّ الْآخِرَة. عون (10/ 429)
(3)
(د) 4901 ، (حم) 8275 ، انظر صَحِيح الْجَامِع: 4455، وهداية الرواة: 2286
(هب)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " كَانَ رَجُلٌ يَبِيعُ الْخَمْرَ فِي سَفِينَةٍ لَهُ، وَمَعَهُ قِرْدٌ فِي السَّفِينَةِ، فَكَانَ يَشُوبُ (1) الْخَمْرَ بِالْمَاءِ، قَالَ: فَأَخَذَ الْقِرْدُ الْكِيسَ ، فَصَعِدَ الذُّرْوَةِ ، وَفَتَحَ الْكِيسَ ، فَجَعَلَ يَأخُذُ دِينَارًا فَيُلْقِيهِ فِي السَّفِينَةِ، وَدِينَارًا فِي الْبَحْرِ ، حَتَّى جَعَلَهُ نِصْفَيْنِ "(2)
(1) أَيْ: يخلط.
(2)
(هب) 5307 ، (حم) 9271 ، انظر الصَّحِيحَة: 2844 ، صحيح الترغيب والترهيب: 1770
(س د جة)، وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَنَةَ رضي الله عنه (1) قَالَ:(" خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم)(2)(وَمَعَهُ دَرَقَةٌ (3)) (4)(فَوَضَعَهَا ثُمَّ جَلَسَ خَلْفَهَا فَبَالَ إِلَيْهَا " ، فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: انْظُرُوا، يَبُولُ كَمَا تَبُولُ الْمَرْأَةُ " فَسَمِعَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم)(5)(فَقَالَ: وَيْحَكَ ، أَمَا عَلِمْتَ مَا أَصَابَ صَاحِبَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (6)؟) (7)(كَانُوا إِذَا أَصَابَهُمْ شَيْءٌ مِنْ الْبَوْلِ)(8)(قَطَعُوا مَا أَصَابَهُ الْبَوْلُ مِنْهُمْ)(9)(بِالْمَقَارِيضِ (10) فَنَهَاهُمْ صَاحِبُهُمْ (11) فَعُذِّبَ فِي قَبْرِهِ (12) ") (13)
(1) هُوَ أَخُو شُرَحْبِيل بْن حَسَنَة ، وَحَسَنَة اِسْم أُمِّهِما ، وَاسْم أَبِيهِمَا عَبْد الله بْن الْمُطَاع، وَلَيْسَ لِعَبْدِ اللهِ فِي الْكُتُب السِّتَّة سِوَى هَذَا الْحَدِيث الْوَاحِد. شرح سنن النسائي - (ج 1 / ص 26)
(2)
(س) 30
(3)
(الدَّرَقَة): التُّرْس مِنْ جُلُود ، لَيْسَ فِيهِ خَشَبٌ وَلَا عَصَب. عون (1/ 26)
(4)
(د) 22
(5)
(س) 30
(6)
(صَاحِبُ بَنِي إِسْرَائِيل): أَيْ وَاحِد مِنْهُمْ. عون المعبود - (1/ 26)
(7)
(جة) 346
(8)
(س) 30
(9)
(س) 30
(10)
وفِي رِوَايَة (م) 273 عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: كَانَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ رضي الله عنه يُشَدِّدُ فِي الْبَوْلِ ، وَيَبُولُ فِي قَارُورَةٍ ، وَيَقُولُ: إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَ إِذَا أَصَابَ جِلْدَ أَحَدِهِمْ بَوْلٌ قَرَضَهُ بِالْمَقَارِيضِ.
وقَالَ الْقُرْطُبِيّ: مُرَادُه بِالْجِلْدِ: وَاحِدُ الْجُلُودِ الَّتِي كَانُوا يَلْبَسُونَهَا ، وَحَمَلَهُ بَعْضُهُمْ عَلَى ظَاهِرِه ، وَزَعَمَ أَنَّهُ مِنْ الْإِصْرِ الَّذِي حَمَلُوهُ ، وَيُؤَيِّدُهُ رِوَايَةُ أَبِي دَاوُدَ، فَفِيهَا " كَانَ إِذَا أَصَابَ جَسَد أَحَدهمْ ". عون المعبود - (ج 1 / ص 26)
(11)
أَيْ: نَهَاهُمْ عَنِ الْقَطْع.
(12)
فيه دليل على أن شرعَ من قبلنا شرعٌ لنا ما لم يخالفْ شرعَنا. ع
(13)
(س) 30
(هب)، وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَمَّا طَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمُ ، اخْتَرَعُوا كِتَابًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمُ ، اسْتَهْوَتْهُ قُلُوبُهُمْ، واسْتَحْلَتْهُ أَلْسِنَتُهُمْ، وَكَانَ الْحَقُّ يَحُولُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ كَثِيرٍ مِنْ شَهَوَاتِهِمْ ، حَتَّى نَبَذُوا كِتَابَ اللهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ، فَقَالُوا: اعْرِضُوا هَذَا الْكِتَابَ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ ، فَإِنْ تَابَعُوكُمْ عَلَيْهِ فَاتْرُكُوهُمْ، وَإِنْ خَالَفُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ قَالَ: لَا، بَلِ ابْعَثُوا إِلَى فُلَانٍ - رَجُلٍ مِنْ عُلَمَائِهِمْ - فَإِنْ تَابَعَكُمْ ، لَمْ يَخْتَلِفْ عَلَيْكُمْ أَحَدٌ، وَإِنْ خَالَفَكُمْ فَاقْتُلُوهُ، فَلَنْ يَخْتَلِفَ عَلَيْكُمْ أَحَدٌ بَعْدَهُ ، فَأَرْسَلُوا إِلَيْهِ، فَأَخَذَ وَرَقَةً فَكَتَبَ فِيهَا كِتَابَ اللهِ، ثُمَّ أَدْخَلَهَا فِي قَرَنٍ ، ثُمَّ عَلَّقَهَا فِي عُنُقِهِ ، ثُمَّ لَبِسَ عَلَيْهَا الثِّيَابَ، ثُمَّ أَتَاهُمْ ، فَعَرَضُوا عَلَيْهِ الْكِتَابَ ، فَقَالُوا: أَتُؤْمِنُ بِهَذَا؟، فَأَشَارَ إِلَى صَدْرِهِ - يَعْنِي الْكِتَابَ الَّذِي فِي الْقَرَنِ - فَقَالَ: آمَنْتُ بِهَذَا، وَمَا لِي لَا أُومِنُ بِهَذَا؟ ، فَخَلَّوا سَبِيلَهَ ، وَكَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَغْشَونَهُ (1) فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ أَتَوْهُ ، فَلَمَّا نَزَعُوا ثِيَابَهُ وَجَدُوا الْقَرَنَ فِي جَوْفِهِ الْكِتَابُ، فَقَالُوا: أَلَا تَرَوْنَ إِلَى قَوْلِهِ: آمَنْتُ بِهَذَا، وَمَا لِي لَا أُومِنُ بِهَذَا؟ ، فَإِنَّمَا عَنَى بِهَذَا ، هَذَا الْكِتَابَ الَّذِي فِي الْقَرَنِ ، قَالَ: فَاخْتَلَفَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ عَلَى بِضْعٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، خَيْرُ مِلَلِهِمْ أَصْحَابُ ذِي الْقَرَنِ "، قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَإِنَّ مَنْ بَقِيَ مِنْكُمْ سَيَرَى مُنْكَرًا، وبِحَسْبِ امْرِئٍ يَرَى مُنْكَرًا لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُغَيِّرَهُ ، أَنْ يَعْلَمَ اللهُ مِنْ قَلْبِهِ أَنَّهُ لَهُ كَارِهٌ. (2)
(1) أَيْ: يأتونه.
(2)
(هب) 7589 ، انظر الصَّحِيحَة: 2694
(البِدَع)، وَعَنْ مُحَمَّدُ بْنُ وَضَّاحٍ (1) قَالَ: إِنَّمَا هَلَكَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ عَلَى يَدَيْ قُرَّائِهِمْ وَفُقَهَائِهِمْ، وَسَتَهْلِكُ هَذِهِ الْأُمَّةُ عَلَى يَدَيْ قُرَّائِهِمْ وَفُقَهَائِهِمْ. (2)
(1) هو: مُحَمَّدُ بْنُ وَضَّاحٍ المرواني الأندلسي القرطبي 280هـ مؤلف كتاب البدع
(2)
كتاب البدع: 153
(مي)، وَعَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: مَا زَالَ أَمْرُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُعْتَدِلًا لَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ ، حَتَّى نَشَأَ فِيهِمْ الْمُوَلَّدُونَ أَبْنَاءُ سَبَايَا الْأُمَمِ (1) أَبْنَاءُ النِّسَاءِ الَّتِي سَبَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ مِنْ غَيْرِهِمْ ، فَقَالُوا فِيهِمْ بِالرَّأيِ ، فَأَضَلُّوهُمْ. (2)
(1) السبايا: الأسرى من النساء.
(2)
(مي) 120 ، وصححه الألباني في الضعيفة تحت حديث: 4336
(طب)، وَعَنْ خَبَّابٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَمَّا هَلَكُوا قَصُّوا (1) "(2)
(1) قال في النهاية: أي أن بني إسرائيل اتكلوا على القول وتركوا العمل ، فكان ذلك سبب هلاكهم ، أو بالعكس ، لما هلكوا بترك العمل أخلدوا إلى القَصص ، وقال الألباني في الصَّحِيحَة: 1681: ومن الممكن أن يقال: إن سبب هلاكهم اهتمام وُعَّاظِهِم بالقَصص والحكايات ، دون الفقه والعلم النافع الذي يُعَرِّفُ الناسَ بدينهم ، فيحملهم ذلك على العمل الصالح ، فلما فعلوا ذلك هلكوا ، وهذا هو شأن كثير من قُصَّاصِ زماننا ، الذين جُلُّ كلامهم في وعظهم حول الإسرائيليات ، والرقائق ، نسأل الله العافية. أ. هـ
(2)
(طب) 3705 ، انظر صَحِيح الْجَامِع: 2045، الصَّحِيحَة: 1681
(خ م)، وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ)(1)(كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ ، وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الضَّعِيفُ ، أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ ")(2)
(1)(خ) 3526
(2)
(خ) 3288 ، (م) 8 - (1688)
(خ م)، وَعَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " قِيلَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: {ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ (1) نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ} (2) فَبَدَّلُوا ، فَدَخَلُوا الْبَابَ يَزْحَفُونَ عَلَى أَسْتَاهِهِمْ (3) وَقَالُوا: حَبَّةٌ فِي شَعَرَةٍ (4) "(5)
(1) قَالَ الْحَسَن: أَيْ: اُحْطُطْ عَنَّا خَطَايَانَا.
وَاخْتُلِفَ فِي مَعْنَى هَذِهِ الْكَلِمَة ، فَقِيلَ: هِيَ اِسْم لِلْهَيْئَةِ مِنْ الْحَطّ ، كَالْجِلْسَةِ.
وَقِيلَ: هِيَ التَّوْبَة كَمَا قَالَ الشَّاعِر: فَازَ بِالْحِطَّةِ الَّتِي صَيَّرَ اللهُ بِهَا ذَنْب عَبْدِهِ مَغْفُورَا.
وَقِيلَ: لَا يُدْرَى مَعْنَاهَا، وَإِنَّمَا تَعَبَّدُوا بِهَا. فتح الباري (ج 13 / ص 63)
(2)
[البقرة/58]
(3)
(أَسْتَاهِهِمْ) جَمْع اِسْت ، وَهِيَ الدُّبُر. شرح النووي على مسلم (ج9ص 393)
(4)
أَيْ أنَّهُمْ أُمِرُوا بِالسُّجُودِ عِنْدَ اِنْتِهَائِهِمْ شُكْرًا للهِ تَعَالَى ، وَبِقَوْلِهِمْ حِطَّة، فَبَدَّلُوا السُّجُود بِالزَّحْفِ ، وَقَالُوا: حِنْطَةٌ ، بَدَلَ حِطَّةٌ ، أَوْ قَالُوا: حِطَّةٌ ، وَزَادُوا فِيهَا: حَبَّةٌ فِي شَعِيرَةٍ. فتح الباري (ج 13 / ص 63)
(5)
(م) 1 - (3015) ، (خ) 4365 ، (ت) 2956 ، (حم) 8213
(خ م)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَوْلَا بَنُو إِسْرَائِيلَ ، لَمْ يَخْبُثِ الطَّعَامُ ، وَلَمْ يَخْنَزِ اللَّحْمُ (1) "(2)
(1)(الْخَنَز وَالْخُنُوز): هُوَ إِذَا تَغَيَّرَ وَأَنْتَنَ.
قَالَ الْعُلَمَاء: مَعْنَاهُ أَنَّ بَنِي إِسْرَائِيل لَمَّا أَنْزَلَ الله عَلَيْهِمْ الْمَنّ وَالسَّلْوَى ، نُهُوا عَنْ اِدِّخَارهمَا ، فَادَّخَرُوا ، فَفَسَدَ وَأَنْتَنَ ، وَاسْتَمَرَّ مِنْ ذَلِكَ الْوَقْت وَالله أَعْلَم. شرح النووي (ج 5 / ص 211)
(2)
(خ) 3152 ، (م) 63 - (1470) ، (حم) 8019
(خ م حم)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" الْفَأرُ مِمَّا مُسِخَ)(1)(فُقِدَ سِبْطٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ)(2) وفي رواية: (فُقِدَتْ أُمَّةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ)(3)(لَا يُدْرَى مَا فَعَلَتْ، وَلَا أُرَاهَا إِلَّا الْفَأرَ ، أَلَا تَرَوْنَهَا إِذَا وُضِعَ لَهَا أَلْبَانُ الْإِبِلِ لَمْ تَشْرَبْهُ، وَإِذَا وُضِعَ لَهَا أَلْبَانُ الشَّاءِ شَرِبَتْهُ (4)؟ " ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَحَدَّثْتُ هَذَا الْحَدِيثَ كَعْبًا (5) فَقَالَ: أَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟، قُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ ذَلِكَ مِرَارًا) (6) (فَقُلْتُ: أَفَأَقْرَأُ التَّوْرَاةَ (7)؟) (8).
(1)(حم) 10602 ، (م) 62 - (2997)
(2)
(حم) 7869 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(3)
(خ) 3129
(4)
مَعْنَى هَذَا أَنَّ لُحُوم الْإِبِل وَأَلْبَانهَا حُرِّمَتْ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيل دُون لُحُوم الْغَنَم وَأَلْبَانهَا، فَدَلَّ بِامْتِنَاعِ الْفَأرَة مِنْ لَبَن الْإِبِل دُون الْغَنَم عَلَى أَنَّهَا مَسْخ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيل. شرح النووي (ج 9 / ص 380)
(5)
أَيْ: كَعْب الْأَحْبَار.
(6)
(م) 61 - (2997)
(7)
هُوَ اِسْتِفْهَام إِنْكَار، وَمَعْنَاهُ مَا أَعْلَم، وَلَا عِنْدِي عَنْ شَيْء إِلَّا عَنْ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وَلَا أَنْقُل عَنْ التَّوْرَاة وَلَا غَيْرهَا مِنْ كُتُب الْأَوَائِل. النووي (ج 9 / ص 380)
(8)
(خ) 3129 ، (م) 61 - (2997) ، (حم) 7736
(حم حب)، وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَنَةَ رضي الله عنه قَالَ:(" غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَصَابَتْنَا مَجَاعَةٌ ، فَنَزَلْنَا أَرْضًا كَثِيرَةَ الضِّبَابِ فَاتَّخَذْنَا مِنْهَا ، وَطَبَخْنَا فِي قُدُورِنَا)(1)(فَبَيْنمَا الْقُدُورُ تَغْلِي بِهَا ، " إِذْ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:)(2)(مَا هَذَا؟ " ، فَقُلْنَا: ضِبَابًا أَصَبْنَاهَا ، فَقَالَ: إِنَّ أُمَّةً مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُسِخَتْ)(3)(وَإِنِّي أَخَافُ أَنْ تَكُونَ هَذِهِ ، فَأَكْفِئُوهَا (4) ") (5)(قَالَ: فَأَكْفَأنَاهَا وَإِنَّا لَجِيَاعٌ)(6).
(1)(حم) 17794 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(2)
(حم) 17792 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(3)
(حب) 5266 ، انظر الصَّحِيحَة: 2970
(4)
وقال الألباني في صحيح موارد الظمآن ح896: هذه الخشية إنما كانت منه صلى الله عليه وسلم قبل أن يوحى إليه أنه لا نسل لممسوخ كما في حديث مسلم. أ. هـ
قلت: قد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: " الْحَيَّاتُ مَسْخُ الْجِنِّ، كَمَا مُسِخَتِ الْقِرَدَةُ وَالْخَنَازِيرُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ. ع
(5)
(حم) 17792
(6)
(حم) 17794
(حم)، وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " ضَلَّ سِبْطَانِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، فَأَرْهَبُ أَنْ تَكُونَ الضِّبَابَ "(1)
(1)(حم) 11443 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح.
(م)، وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ:(قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ ، الْقِرَدَةُ وَالْخَنَازِيرُ هِيَ مِمَّا مُسِخَ؟)(1)(فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَمْ يَجْعَلْ لِمَسْخٍ نَسْلًا وَلَا عَقِبًا ، وَقَدْ كَانَتْ الْقِرَدَةُ وَالْخَنَازِيرُ قَبْلَ ذَلِكَ " (2)
(1)(م) 33 - (2663)
(2)
(م) 32 - (2663) ، (حم) 3700 ، انظر الصَّحِيحَة: 2264