الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جَوْرُ السُّلْطَانِ مِنَ الْكَبَائِر
(حم طس هق)، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:(" مَا مِنْ رَجُلٍ يَلِي أَمْرَ عَشَرَةٍ فَمَا فَوْقَ ذَلِكَ)(1)(إِلَّا وَهُوَ يُؤْتَى بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)(2)(مَغْلُولَةٌ يَدَاهُ إِلَى عُنُقِهِ ، أطْلَقَهُ عَدْلُهُ ، أَوْ أَوْبَقَهُ جَوْرُهُ)(3)(الْإِمَارَةُ أَوَّلُهَا نَدَامَةٌ، وَأَوْسَطُهَا غَرَامَةٌ، وَآخِرُهَا عَذَابٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)(4)
وفي رواية: (أَوَّلُهَا مَلَامَةٌ، وَأَوْسَطُهَا نَدَامَةٌ، وَآخِرُهَا خِزْيٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)(5)
وفي رواية: (أَوَّلُهَا مَلَامَةٌ ، وَثَانِيهَا نَدَامَةٌ، وَثَالِثُهَا عَذَابٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، إِلَّا مَنْ عَدَلَ ، وَكَيْفَ يَعْدِلُ مَعَ أَقَارِبِهِ؟ ")(6)
(1)(حم) 22354 ، الصحيحة: 349 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 2175
(2)
(هق) 20002 ، (حم) 9570
(3)
(حل) ج6ص118 ، (ش) 32554 ، (مي) 2557 ، (حم) 9570 ، انظر صَحِيح الْجَامِع: 5695 ، الصَّحِيحَة: 2621
(4)
(طس) 5616 ، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 2174
(5)
(حم) 22354 ، (هق) 20013 ، انظر صَحِيح الْجَامِع: 5718
(6)
(مسند الشاميين) 2006 ، (بز) 2756 ، (الآحاد والمثاني) 1284 ، صَحِيح الْجَامِع: 1420 ، الصَّحِيحَة: 1562 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب:2173
(حم)، وَعَنْ يَزِيدَ بْنِ شَرِيكٍ الْعَامِرِيِّ قَالَ:(سَمِعْتُ مَرْوَانَ يَقُولُ لِأَبِي هُرَيْرَةَ: حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1) قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:) (2)(" وَيْلٌ لِلْأُمَرَاءِ)(3)(وَيْلٌ لِلْوُزَرَاءِ)(4)(وَيْلٌ لِلْعُرَفَاءِ ، وَيْلٌ لِلْأُمَنَاءِ ، لَيَتَمَنَّيَنَّ أَقْوَامٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)(5)(وُلُّوا هَذَا الْأَمْرَ)(6)(أَنَّ ذَوَائِبَهُمْ كَانَتْ مُعَلَّقَةً بِالثُّرَيَّا ، يَتَذَبْذَبُونَ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ)(7) وفي رواية: (أَنَّهُمْ خَرُّوا مِنْ الثُّرَيَّا ، وَأَنَّهُمْ لَمْ يَلُوا)(8)(مِنْ أَمْرِ النَّاسِ شَيْئًا ")(9)
(1) أي: حدِّثْني حديثا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
(2)
(حم) 10940 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: حسن.
(3)
(حم) 8612 ، (حب) 4483، (ك) 7016 ، وقال الأرناؤوط: إسناده حسن.
(4)
(حم) 10769 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده حسن.
(5)
(حم) 8612 ، (ك) 7016 ، (هق) 20011
(6)
(حم) 10748 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: حسن.
(7)
(حم) 8612 ، (حب) 4483، (ك) 7016 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 788
(8)
(حم) 10748
(9)
(حم) 8888 ، (يع) 6217 ، انظر صَحِيح الْجَامِع: 5360 ، والصحيحة: 2620، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: حسن.
(طس)، وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، إِمَامٌ جَائِرٌ "(1)
(1)(طس) 1595 ، انظر صَحِيح الْجَامِع: 1001 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 2185
(ت)، وَعَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُصْطَلِقِ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ يُقَالُ: " أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اثْنَانِ: امْرَأَةٌ عَصَتْ زَوْجَهَا ، وَإِمَامُ قَوْمٍ وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ "، قَالَ مَنْصُورٌ: فَسَأَلْنَا عَنْ أَمْرِ الْإِمَامِ ، فَقِيلَ لَنَا: إِنَّمَا عَنَى بِهَذَا أَئِمَّةً ظَلَمَةً ، فَأَمَّا مَنْ أَقَامَ السُّنَّةَ ، فَإِنَّمَا الْإِثْمُ عَلَى مَنْ كَرِهَهُ. (1)
(1)(ت) 359 ، وقال الألباني: صحيح الإسناد.
(ت حم)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" تَخْرُجُ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ (1) يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَهَا عَيْنَانِ تُبْصِرَانِ، وَأُذُنَانِ تَسْمَعَانِ، وَلِسَانٌ يَنْطِقُ (2)) (3) (تَقُولُ: إِنِّي وُكِّلْتُ الْيَوْمَ بِثَلَاثَةٍ (4)) (5)(بِكُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (6) وَبِكُلِّ مَنْ دَعَا مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ ، وَبِالْمُصَوِّرِينَ) (7)(وَبِمَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ ، فَيَنْطَوِي عَلَيْهِمْ، فَيَقْذِفُهُمْ فِي غَمَرَاتِ جَهَنَّمَ ")(8)
(1) الْعُنُقُ: طَائِفَةٌ وَجَانِبٌ مِنْ النَّارِ. تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 368)
(2)
تصديقُه قوله تعالى {إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا} [الفرقان: 12] ، فَهَلْ تَرَاهُمْ إِلَّا بِعَيْنَيْنِ؟.
(3)
(ت) 2574 ، (حم) 8411
(4)
أَيْ: وَكَّلَنِي اللهُ بِأَنْ أُدْخِلَ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةَ النَّارَ ، وَأُعَذِّبَهُمْ بِالْفَضِيحَةِ عَلَى رُءُوسِ الْأَشْهَادِ. تحفة الأحوذي (ج6ص368)
(5)
(حم) 11372 ، الصَّحِيحَة: 2699 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 2451
(6)
الْجَبَّارُ: الْمُتَمَرِّدُ الْعَاتِي، وَالْعَنِيدُ: الْجَائِرُ عَنْ الْقَصْدِ، الْبَاغِي الَّذِي يَرُدُّ الْحَقَّ مَعَ الْعِلْمِ بِهِ. تحفة الأحوذي (ج6ص368)
(7)
(ت) 2574 ، (حم) 8411
(8)
(حم) 11372
(صم طب)، وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" صِنْفَانِ مِنْ أُمَّتِي لَنْ تَنَالَهُمَا شَفَاعَتِي: إِمَامٌ ظَلُومٌ)(1)(غَشُومٌ)(2)(وَكُلُّ غَالٍ)(3)(فِي الدِّينِ ، مَارِقٍ مِنْهُ ")(4)
(1)(طب) 8079
(2)
(صم) 41
(3)
(طب) 8079
(4)
(صم) 41 ، انظر صَحِيح الْجَامِع: 3798 ، الصَّحِيحَة: 470 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 2218
(خ م)، وَعَنْ عَائِذِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنه قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زِيَادٍ (1) فَقُلْتُ لَهُ: أَيْ بُنَيَّ ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" إِنَّ شَرَّ الرِّعَاءِ الْحُطَمَةُ (2) " ، فَإِيَّاكَ أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ ، فَقَالَ لِي: اجْلِسْ ، فَإِنَّمَا أَنْتَ مِنْ نُخَالَةِ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم (3) فَقُلْتُ لَهُ: وَهَلْ كَانَتْ لَهُمْ نُخَالَةٌ؟ ، إِنَّمَا كَانَتْ النُّخَالَةُ بَعْدَهُمْ ، وَفِي غَيْرِهِمْ. (4)
(1) هو عُبَيْدُ اللهِ بنُ زِيَادِ بنِ أَبِيْهِ ، أَمِيْرُ العِرَاقِ، أَبُو حَفْصٍ. وَلِيَ البَصْرَةَ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ، وَلَهُ ثِنْتَانِ وَعِشْرُوْنَ سَنَةً، وَوَلِيَ خُرَاسَانَ، فَكَانَ أَوَّلَ عَرَبِيٍّ قَطَعَ جَيْحُوْنَ، وَافتَتَحَ بِيْكَنْدَ وَغَيْرَهَا. وَكَانَ جَمِيْلَ الصُّوْرَةِ، قَبِيْحَ السَّرِيْرَةِ.
رَوَى: السَّرِيُّ بنُ يَحْيَى، عَنِ الحَسَنِ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا عُبَيْدُ اللهِ، أَمَّرَهُ مُعَاوِيَةُ، غُلَاماً سَفِيْهاً، سَفَكَ الدِّمَاءَ سَفْكاً شَدِيْداً.
وَقَدْ جَرَتْ لِعُبَيْدِ اللهِ خُطُوبٌ، وَأَبْغَضَهُ المُسْلِمُوْنَ لِمَا فَعَلَ بِالحُسَيْنِ رضي الله عنه. سير أعلام النبلاء ط الرسالة (3/ 546)
(2)
قَالُوا: هُوَ الْعَنِيفُ فِي رَعِيَّتِه ، لَا يَرْفُقُ بِهَا فِي سَوْقِهَا وَمَرْعَاهَا، بَلْ يَحْطِمُهَا فِي ذَلِكَ ، وَفِي سَقْيِهَا وَغَيْره، وَيَزْحَمُ بَعْضَهَا بِبَعْضٍ ، بِحَيْثُ يُؤْذِيهَا وَيَحْطِمُهَا. شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 302)
(3)
أَيْ: لَسْتَ مِنْ فُضَلَائِهِمْ وَعُلَمَائِهِمْ ، وَأَهْلِ الْمَرَاتِب مِنْهُمْ، بَلْ مِنْ سَقْطِهِمْ، وَالنُّخَالَة هُنَا: اِسْتِعَارَةٌ مِنْ نُخَالَةِ الدَّقِيقِ ، وَالنُّخَالَة ، وَالْحُفَالَة وَالْحُثَالَة ، بِمَعْنًى وَاحِد. (النووي - ج 6 / ص 302)
(4)
(خ) 4176 ، (م) 23 - (1830) ، (س) 2586 ، (حم) 20656
(ت د حم ك)، وَعَنْ أَبِي مَرْيَمَ الْأَزْدِيَّ رضي الله عنه قَالَ:(دَخَلْتُ عَلَى مُعَاوِيَةَ رضي الله عنه فَقَالَ: مَا أَنْعَمَنَا بِكَ أَبَا فُلَانٍ (1)؟ ، فَقُلْتُ: يَا مُعَاوِيَةُ ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" مَنْ وَلَّاهُ اللهُ عز وجل شَيْئًا مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ ، فَاحْتَجَبَ (2) دُونَ حَاجَتِهِمْ وَخَلَّتِهِمْ (3) وَفَقْرِهِمْ ، احْتَجَبَ اللهُ (4)) (5) (يَوْمَ الْقِيَامَةِ) (6) (دُونَ حَاجَتِهِ وَخَلَّتِهِ وَفَقْرِهِ ") (7) وفي رواية: (" مَنْ وَلِيَ أَمْرًا مِنْ أَمْرِ النَّاسِ ، ثُمَّ أَغْلَقَ بَابَهُ دُونَ الْمِسْكِينِ ، وَالْمَظْلُومِ ، أَوْ ذِي الْحَاجَةِ ، أَغْلَقَ اللهُ عز وجل دُونَهُ أَبْوَابَ رَحْمَتِهِ عِنْدَ حَاجَتِهِ وَفَقْرِهِ ، أَفْقَرُ مَا يَكُونُ إِلَيْهَا ")(8)(قَالَ: فَجَعَلَ مُعَاوِيَةُ رَجُلًا عَلَى حَوَائِجِ النَّاسِ)(9).
(1) أَيْ: مَا الَّذِي أَفْرَحَنَا وَأَسَرَّنَا ، وَأَقَرَّ أَعْيُننَا بِلِقَائِك وَرُؤْيَتك. عون (6/ 426)
(2)
احتجب: امتنع واستتر.
(3)
الخَلَّة: الحاجة والفقر.
(4)
أَيْ: حرمه فضله.
(5)
(د) 2948 ، (ت) 1332 ، الصحيحة: 629 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 2208
(6)
(ك) 7027 ، (هق) 20045 ، صحيح الجامع: 6595 ، صحيح الترغيب والترهيب: 2209
(7)
(د) 2948 ، (ت) 1332
(8)
(حم) 15689 ، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 2210
(9)
(ت) 1332 ، (د) 2948 ، (حم) 18062
(م)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَلَا يُزَكِّيهِمْ ، وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ: شَيْخٌ زَانٍ، وَمَلِكٌ كَذَّابٌ، وَعَائِلٌ مُسْتَكْبِرٌ"(1)
الشرح (2)
(1)(م) 107 ، (س) 2575
(2)
تَخْصِيصُه صلى الله عليه وسلم فِي الْحَدِيثِ " الشَّيْخ الزَّانِي ، وَالْمَلِك الْكَذَّاب ، وَالْعَائِل الْمُسْتَكْبِر " بِالْوَعِيدِ الْمَذْكُور سَبَبُه أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ اِلْتَزَمَ الْمَعْصِيَة الْمَذْكُورَةَ مَعَ بُعْدِهَا مِنْهُ، وَعَدَمُ ضَرُورَتِه إِلَيْهَا، وَضَعْفُ دَوَاعِيهَا عِنْدَه - وَإِنْ كَانَ لَا يُعْذَرُ أَحَدٌ بِذَنْبٍ - لَكِنْ لَمَّا لَمْ يَكُنْ إِلَى هَذِهِ الْمَعَاصِي ضَرُورَة مُزْعِجَة، وَلَا دَوَاعِيَ مُعْتَادَة، أَشْبَهَ إِقْدَامُهُمْ عَلَيْهَا الْمُعَانَدَةَ وَالِاسْتِخْفَاف بِحَقِّ الله تَعَالَى، وَقَصْدَ مَعْصِيَتِه ، لَا لِحَاجَةٍ غَيْرهَا؛ فَإِنَّ الشَّيْخ لِكَمَالِ عَقْله ، وَتَمَام مَعْرِفَته بِطُولِ مَا مَرَّ عَلَيْهِ مِنْ الزَّمَان، وَضَعْفِ أَسْبَابِ الْجِمَاعِ وَالشَّهْوَةِ لِلنِّسَاءِ، وَاخْتِلَالِ دَوَاعِيهِ لِذَلِكَ، عِنْدَهُ مَا يُرِيحُهُ مِنْ دَوَاعِي الْحَلَال فِي هَذَا ، وَيُخَلِّي سِرَّهُ مِنْهُ ، فَكَيْف بِالزِّنَا الْحَرَام؟، وَإِنَّمَا دَوَاعِي ذَلِكَ الشَّبَاب، وَالْحَرَارَةُ الْغَرِيزِيَّة، وَقِلَّة الْمَعْرِفَة، وَغَلَبَة الشَّهْوَة ، لِضَعْفِ الْعَقْل ، وَصِغَر السِّنّ.
وَكَذَلِكَ الْإِمَامُ لَا يَخْشَى مِنْ أَحَدٍ مِنْ رَعِيَّتِهِ، وَلَا يَحْتَاجُ إِلَى مُدَاهَنَتِه وَمُصَانَعَتِه؛ فَإِنَّ الْإِنْسَانَ إِنَّمَا يُدَاهِنُ وَيُصَانِعُ بِالْكَذِبِ وَشِبْهِه مَنْ يَحْذَرُهُ، وَيَخْشَى أَذَاهُ وَمُعَاتَبَتَه، أَوْ يَطْلُبُ عِنْدَه بِذَلِكَ مَنْزِلَةً أَوْ مَنْفَعَة، وَهُوَ غَنِيٌّ عَنْ الْكَذِبِ مُطْلَقًا.
وَكَذَلِكَ الْعَائِلُ الْفَقِيرُ ، قَدْ عَدِمَ الْمَال ، وَإِنَّمَا سَبَبُ الْفَخْرِ وَالْخُيَلَاء وَالتَّكَبُّر وَالِارْتِفَاع عَلَى الْقُرَنَاء ، الثَّرْوَة فِي الدُّنْيَا ، لِكَوْنِهِ ظَاهِرًا فِيهَا، وَحَاجَاتُ أَهْلهَا إِلَيْهِ؛ فَإِذَا لَمْ يَكُنْ عِنْدَه أَسْبَابُهَا ، فَلِمَاذَا يَسْتَكْبِر وَيَحْتَقِرُ غَيْره؟ ، فَلَمْ يَبْقَ فِعْلُه، وَفِعْلُ الشَّيْخِ الزَّانِي، وَالْإِمَامُ الْكَاذِب، إِلَّا لِضَرْبٍ مِنْ الِاسْتِخْفَافِ بِحَقِّ الله تَعَالَى. النووي (ج1ص219)
(م حم)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" صِنْفَانِ)(1)(مِنْ أُمَّتِي)(2)(مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا ، قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ ، يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ (3) وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ (4) مَائِلَاتٌ (5) مُمِيلَاتٌ (6) رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ (7) الْبُخْتِ (8) الْمَائِلَةِ (9) لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ ، وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا ") (10)
(1)(م) 2128
(2)
(حم) 9678 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: صحيح.
(3)
هَذَا الْحَدِيث مِنْ مُعْجِزَات النُّبُوَّة، فَقَدْ وَقَعَ مَا أَخْبَرَ بِهِ صلى الله عليه وسلم فَأَمَّا أَصْحَابُ السِّيَاط ، فَهُمْ غِلْمَانُ وَالِي الشُّرْطَة. شرح النووي (ج 9 / ص 240)
(4)
أَيْ: يَلْبِسْنَ الثيابَ الضَّيِّقة ، والشَّفافة ، والقصيرة ، ويخرُجْن بها إلى الشوارع ، أو يَلْبِسْنَها في البيوت ، ويظهَرْنَ بها أمام من لا يحلُّ له أن ينظر إليهن ، كالرجال الأجانب. ع
(5)
أَيْ: مَائِلَاتٍ عَنْ طَاعَة الله، وَمَا يَلْزَمهُنَّ حِفْظه.
وَقِيلَ: مَائِلَاتٌ يَمْشِينَ مُتَبَخْتِرَات.
وَقِيلَ: مَائِلَاتٌ يَمْشُطْنَ الْمِشْطَة الْمَائِلَة، وَهِيَ مِشْطَة الْبَغَايَا. النووي (7/ 244)
(6)
أَيْ: يُعَلِّمْنَ غَيْرهنَّ فِعْلهنَّ الْمَذْمُوم. وَقِيلَ: مُمِيلَات لِأَكْتَافِهِنَّ.
وَقِيلَ: مُمِيلَات يَمْشُطْنَ غَيْرهنَّ الْمِشْطَة الْمَائِلَة. (النووي 7/ 244)
(7)
جمع سنام ، وهو أعلى شيء في ظهر الجمل.
(8)
البُخْت: الْإِبِلُ الْخُرَاسَانِيَّةُ. شرح النووي (ج 9 / ص 240)
(9)
أَيْ: يُكْرِمْنَ شُعُورَهُنَّ ، وَيُعْظِمْنَهَا بِلَفِّ عِمَامَةٍ أَوْ عِصَابَةٍ مِمَّا يُلَفُّ عَلَى الرَّأس، حَتَّى تُشْبِهَ أَسْنِمَةَ الْإِبِلِ الْبُخْت، هَذَا هُوَ الْمَشْهُورُ فِي تَفْسِيرِه. شرح النووي على مسلم - (ج 9 / ص 240)
(10)
(م) 2128
(حم)، وَعَنْ خَالِدِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ قَالَ: تَنَاوَلَ أَبُو عُبَيْدَةَ رضي الله عنه رَجُلًا بِشَيْءٍ ، فَنَهَاهُ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ رضي الله عنه فَقَالَ: أَغْضَبْتَ الْأَمِيرَ ، فَأَتَاهُ فَقَالَ: إِنِّي لَمْ أُرِدْ أَنْ أُغْضِبَكَ ، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، أَشَدُّهُمْ عَذَابًا لِلنَّاسِ فِي الدُّنْيَا "(1)
(1)(حم) 16865 ، انظر صَحِيح الْجَامِع: 998 ، والصحيحة: 1442
(م حم)، وَعَنْ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ قَالَ:(مَرَّ هِشَامُ بْنُ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ رضي الله عنه عَلَى أُنَاسٍ)(1)(مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ)(2)(بِالشَّامِ ، قَدْ أُقِيمُوا فِي الشَّمْسِ، وَصُبَّ عَلَى رُءُوسِهِمْ الزَّيْتُ)(3)(فَقَالَ: مَا هَؤُلَاءِ؟ ، قَالُوا: بَقِيَ عَلَيْهِمْ شَيْءٌ مِنْ)(4)(الْجِزْيَةِ (5)) (6)(فَقَالَ: إِنِّي أَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ عز وجل يُعَذِّبُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُعَذِّبُونَ النَّاسَ فِي الدُّنْيَا " - قَالَ: وَأَمِيرُ النَّاسِ يَوْمَئِذٍ عُمَيْرُ بْنُ سَعْدٍ عَلَى فِلَسْطِينَ - فَدَخَلَ عَلَيْهِ فَحَدَّثَهُ ، فَخَلَّى سَبِيلَهُمْ)(7).
(1)(م) 118 - (2613)
(2)
(حم) 15366 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(3)
(م) 117 - (2613)
(4)
(حم) 15366 ، (م) 118 - (2613)
(5)
الجِزْية: عبارة عن الْمَال الذي يُعْقَد للْكِتَابي عليه الذِّمَّة، وهي فِعْلة، من الجزَاء، كأنها جَزَت عن قَتْلِه، والجزية مقابل إقامتهم في الدولة الإسلامية وحمايتها لهم.
(6)
(م) 118 - (2613)
(7)
(حم) 15366 ، (م) 117 - (2613) ، (د) 3045
(م)، وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي بَيْتِي هَذَا: " اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ (1) فَاشْقُقْ عَلَيْهِ (2) وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ ، فَارْفُقْ بِهِ "(3)
(1) أي: أَدْخَلَ عَلَيْهِمْ الْمَشَقَّةَ ، أَيْ: الْمَضَرَّةَ.
(2)
الدُّعَاءُ عَلَيْهِ مِنْهُ صلى الله عليه وسلم بِالْمَشَقَّةِ جَزَاءٌ مِنْ جِنْسِ الْفِعْلِ، وَهُوَ عَامٌّ لِمَشَقَّةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. سبل السلام - (ج 7 / ص 160)
(3)
(م) 19 - (1828) ، (حم) 24382