الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الدور الثاني: السنة في زمن الخلافة الراشدة
المبحث الأول: وصف الحالة السياسية لهذا العهد
…
الدور الثاني: السنة في زمن الخلافة الراشدة
وفيه مباحث:
المبحث الأول: وصف الحالة السياسية لهذا العهد.
المبحث الثاني: منهج الصحابة في رواية الحديث.
أ- أمرهم بتقليل رواية الحديث.
ب- تثبتهم في رواية الحديث.
ج- منعهم الناس من التحديث بما يعلو على مدارك العامة.
المبحث الثالث: رد شبه واردة على منهج الصحابة في رواية الحديث، والعمل به.
المبحث الأول: وصف الحالة السياسية لهذا العهد
قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يوص بالخلافة لأحد من أصحابه، فوقع بين المهاجرين والأنصار النزاع، فيمن تكون الخلافة أفي المهاجرين أم في الأنصار؟، فاجتمعوا يوم السقيفة، فأقنعهم أبو بكر بأن الخلافة في المهاجرين أول الناس إسلاما، فتقدم عمر بن الخطاب، وبايع أبا بكر الصديق وتوافد الناس على بيعته، وتم الأمر وقضى على الخلاف في مهده.
وما أن تقلد أبوبكر الخلافة، حتى اشرأب النفاق بالمدينة، وارتد كثير
من القبائل عن الإسلام ومنع بعضهم الزكاة، فنشط أبو بكر لحربهم وتأهب لقتالهم، فقالوا نصلي ولا نؤدي الزكاة. فقال الناس: أقبل منهم يا خليفة رسول الله، فإن العهد حديث والعرب كثير، ونحن شرذمة قليلون ليس لنا طاقة بهم. وقد قال رسول الله صلى اله عليه وسلم:"أمرت أن أقاتل الناس، حتى يقولوا لا إله إلا الله. فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم، إلا بحقها وحسابهم على الله". فقال أبو بكر: هذا من حقها لا بد من القتال. وكان على رأيهم عمر بن الخطاب، فلم يقبل منه أبو بكر وقال له كلمته المشهورة:"أجبار في الجاهلية خوار في الإسلام يا ابن الخطاب. والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليه. ولو لم أجد أحدا أقاتلهم به لقاتلتهم وحدي، حتى يحكم الله بيني وبينهم، وهو خير الحاكمين"، فشرح الله صدورهم لرأي أبي بكر.
سار أبو بكر رضي الله عنه في طريقه لا يهن، ولا يلين فقاتل بمن أطاعه من عصاه، وضرب من أدبر منهم بمن أقبل، حتى أصاخوا جميعا لحكم الله ودخلوا الإسلام طوعا وكرها، وأدوا زكاة أموالهم إلى بيت مال المسلمين.
فانتظم أمر الإسلام، وحمد الناس لأبي بكر رأيه، وعرفوا له مكانته وفضله.
واستمر الأمر على هذا الحال زمن الشيخين، وصدرا من خلافة عثمان رضي الله عنهم هدوء، واستقرار في جميع نواحي الحياة سياسية، كانت أم اجتماعية فاستكمل صغار الصحابة علومهم الدينية، وتحمل كثير من التابعين الحديث والأحكام، وفتاوى الصحابة وأقضيتهم.
ثم لما أخذ الناس على عثمان رضي الله عنه أمورا، قد يكون فيها معذورا دخل في الدين قوم من اليهود، التحفوا بالإسلام ولم يتبطنوه