الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
خطْبَة الْكتاب
محمدلا لله الَّذِي جعل أهل الحَدِيث أهل النَّبِي صلى الله عليه وسلم خَالِصَة من دون النَّاس فِي أعين البصراء بل صَحبه الَّذين صحبوا أنفاسه القدسية طول الاناء وَإِن لم يصحبوا نَفسه الزكية كصحبة الرُّحَمَاء فيا لَهُم من كرام أخلصهم الله بخالصة ذكرى الدَّار واصطفاهم لنصرة دينه وَحفظ شَرِيعَته وَتحمل عُلُوم نبيه الْمُخْتَار وناهيك بهَا من علياء ومصليا وَمُسلمًا على سيدنَا ومولانا مُحَمَّد الْمَبْعُوث بمزيد الاصطفاء إِلَى الْأمة الأمية العرباء الناهض بأعباء الرسَالَة والدهر فِيهِ السَّرَّاء وَالضَّرَّاء المعيي بآيَات كِتَابه مصاقع الفصحاء والمفحم ببينات خطابه بواقع البلغاء غَايَة الإفحام والإعياء الراقي لَيْلَة الأسراء فَوق السَّمَاء مرقى مَا ترقى رقية الْأَنْبِيَاء فَأكْرم بِهِ من سَمَاء مَا طاولتها سَمَاء وعَلى أهل بَيته الطيبين الطاهرين السُّعَدَاء سلالة معشر الحنفاء الكبراء وقدوة أهل التَّقْوَى وَالْمَغْفِرَة بِغَيْر مراء الَّذين أذهب الله عَنْهُم الرجس وطهرهم تَطْهِيرا فيا للفخر والباواء وعَلى أَصْحَابه حماة حمى السّنة السّنيَّة البازغة الغراء وكماة حلبة الْملَّة الحنيفية السمحة السهلة الْبَيْضَاء وأتباعهم من أهل الحَدِيث وَحَملَة الْعلم ونقلة الرِّوَايَة ورواة الدِّرَايَة جزاهم الله أحسن الْجَزَاء مَا سح قطر الوطفاء على الرياض الْغناء
وَبعد فَلَمَّا من الله تَعَالَى عَليّ وَله الْحَمد وَالثنَاء بتحصيل الْكتب السِّتَّة فِي الحَدِيث وقراءتها وَأحسن إِلَيّ وَله الْعِزّ والبقاء بتكميل تِلْكَ الصُّحُف الْعلية وروايتها انبعثت دَاعِيَة الشوق مني إِلَى العثور على تأليف مُفْرد فِي هَذَا الْبَاب مُشْتَمل على مَا لَا بُد من تعلمه لطَالب السّنة
وَالْكتاب فَلم أحظ بمؤلف فِيهِ خَبرا وَلم أجد لَهُ فِي الرسائل المتداولة أثرا وَإِن كَانَ ذَلِك فِي الْكتاب مسطورا وَفِي تضاعيف طَبَقَات الْفَنّ مَذْكُورا فخطر ببالي أَن أجمع فِي ذَلِك رِسَالَة بالخصوص مُشْتَمِلَة على ذكر الصِّحَاح السِّتَّة وتراجم مؤلفيها وَمَا يتَّصل بهَا من نفائس فَوَائِد هَذَا الْعلم الْمَنْصُوص يَسْتَعِين بهَا الطَّالِب الْمُبْتَدِئ وَلَا يَسْتَغْنِي عَنْهَا الرَّاغِب المنتهي وَذَلِكَ لِأَن كتب الحَدِيث وَإِن كَانَت فِي نَفسهَا كَثِيرَة ولدى أهل الْعلم شهيرة لَكِن الطَّبَقَة الْعليا مِنْهَا هِيَ الصِّحَاح السِّتَّة الَّتِي خصت بمزيد الصِّحَّة والشهرة وَالْقَبُول وتلقتها الْأمة المرحومة جَمِيعًا من السّلف وَالْخلف تلقيا لَا يحول وَلَا يَزُول واعتنى بروايتها عِصَابَة أهل الحَدِيث عناية تَامَّة وأذعن لضبطها ونشرها فِي كل عصر خاصتهم والعامة بل عَلَيْهَا اقتصروا فِي قِرَاءَة كتب الحَدِيث وتدريسه وَبهَا اكتفوا فِي تَحْصِيل سَنَد هَذَا الْعلم وتأسيسه فاستخرت الله تَعَالَى فِي تحريرها واستقدرته فِي تسطيرها وَجئْت بهَا فِي أقل زمَان على قدر وابتدرت لنيل الْمعَانِي ونظم الدُّرَر الْغرَر بَعْدَمَا التقطتها من الزبر الحوافل الْكِبَار روما لاقتناص الأوابد وغب مَا اقتطفتها من نفائس الرسائل والأسفار ضبطا لبَعض الشوارد راجيا بِأَن ينْتَفع بهَا الصالحون الراغبون فِي علم الحَدِيث وَأَهله السائرون المارون بحزنه وسهله سِيمَا الْوَلَد الأحب الْأَغَر الْأَقْرَب فلذة كَبِدِي الْمَعْنى وَثَمَرَة فُؤَادِي المضنى السَّيِّد نور الْحسن طيب بَارك الله فِي علمه وعمره وَنَهْيه وَأمره
لَا انتظاما فِي سلك المؤلفين وانصباغا بصبغ المصنفين وَمن أَيْن لي ذَلِك والبضاعة من هَذَا الْعلم قدر منزور والمتشبع بِمَا لم يُعْط كلابس ثوبي زور هَذَا وَقد سميتها ب الحطة فِي ذكر الصِّحَاح السِّتَّة وضمنتها فَاتِحَة وَخَمْسَة أَبْوَاب وخاتمة أعاذنا الله ومحصليها عَن النَّار الحاطمة فَخذهَا إِلَيْك رِسَالَة مفصلة شذورها وعقائلها للمشغوف بإحيائها ودونك مقَالَة مشرحة أَبْوَابهَا وفصولها للمستضيء بأضوائها فَإِنَّهَا أولى مَا يحفظه قراء الصِّحَاح السِّتَّة وطلبة علم الحَدِيث وأحق مَا يحصله أهل السّنة الطاهرة وخدامها فِي الْقَدِيم والْحَدِيث فقد استيقظت لَهَا وَالنَّاس نيام ووردت ماءها وهم صِيَام وَأَنا العَبْد الْفَقِير إِلَى الله الْغَنِيّ بِهِ عَمَّن سواهُ الشاكر على مَا أولاه خَادِم عُلُوم السّنة وأهاليها ومحصل فنون الحَدِيث ومتطفل مواليها راجي رَحْمَة الرَّحِيم الرَّحْمَن دَائِم الْفِكر متواصل الأحزان عبد ربه الْبَارِي وَابْن عَبده النُّور الساري أَبُو الطّيب عَليّ بن حسن بن عَليّ بن لطف الله الْحُسَيْنِي الْمَدْعُو بصديق حسن القنوجي البُخَارِيّ خصّه الله تَعَالَى بالاستفادة والإفادة وَجعله من الَّذين لَهُم الْحسنى وَزِيَادَة وَستر عيوبه بكرمه الضافي وَلم يكدر عَلَيْهِ مَا منحه من مشرع عطائه النمير الصافي والمرجو مِمَّن حباه الله تَعَالَى بشيمه الفتوة وَألبسهُ حلَّة الْمَرْوَة أَن يسامح إِن رأى قد زل الْقَلَم أَو دحض الْقدَم فَمن ديدن الْحر الْعَفو وللخرق الرفو وَالله ولي التَّوْفِيق والإجابة وَبِيَدِهِ الْهِدَايَة والإصابة