الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خَاتِمَة
فِي ترجمتي وَذكر أسانيدي للعلوم الدرسية الْعَقْلِيَّة وَمَا أَنا باد بِهَذَا الْوَادي وَأول مدير لذاك الرَّحِيق فِي النادي بل عملت بِسنة الْأَئِمَّة الهداة وسلكت مَسْلَك الْعلمَاء الثِّقَات وأتيت بجذوة من نَار موقدة فِي سبل السراة كالجلال السُّيُوطِيّ وَالشَّمْس السخاوي وَعبد الرَّحْمَن بن عِيسَى الْعمريّ وآزاد البلكرامي وَغَيرهم رضي الله عنهم فَأَقُول وَبِاللَّهِ أَحول وأصول أولاني الله تَعَالَى خلعة العناصر والوجود وَأرَانِي بِعَين عنايته عَالم الْمظَاهر فِي مناظر الشُّهُود يَوْم الْأَحَد وَقت الضُّحَى التَّاسِع عشر من جميد الأولى سنة ثَمَان وَأَرْبَعين بعد ألف وَمِائَتَيْنِ من هِجْرَة سيد ولد آدم ببلدة باس بريلي موطن جدي الْقَرِيب من جِهَة الْأُم شعر
(بِلَاد بهَا حل الزَّمَان تمائمي
…
وَأول أَرض مس جلدي ترابها)
ثمَّ جِئْت مَعَ أُمِّي الْكَرِيمَة من بريلي إِلَى قنوج موطن آبَائِي الراقين سَمَاء العلى والأوج وَهِي بَلْدَة قديمَة ذكرهَا الْمجد فِي الْقَامُوس وَهَذَا لَفظه المانوس قنوج كسنور بلد بِالْهِنْدِ فَتحه مَحْمُود بن سبكتكين انْتهى وَأما الْهِنْد ففتحت فِي عهد الْوَلِيد بن عبد الْملك على يَد مُحَمَّد ابْن قَاسم الثَّقَفِيّ سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين الهجرية وَبَلغت راياته المظلة على الفوج سنة خمس وَتِسْعين من حُدُود السَّنَد إِلَى أقْصَى قنوج وَكَانَت الْبَلدة فِي ذَلِك الزَّمَان فائقة الْبلدَانِ كلهَا فِي كل شان من المَاء والخضراء وَالريحَان وَكَثْرَة الدول والصنائع والفنون وتوفر الْحُكَمَاء والأعيان حَتَّى عَادَتْ الْيَوْم كَمَا ترى ناضبة المَاء ذَاهِبَة الرواء خاوية على عروشها طاوية كشحها عَن عزبها وعروسها كَأَن لم تغن بالْأَمْس وَلم تطلع عَلَيْهَا قطّ الشَّمْس شعر
(كَأَن لم يكن بَين الْحجُون إِلَى الصَّفَا
…
أنيس وَلم يسمر بِمَكَّة سامر)
(بل نَحن كُنَّا أَهلهَا فأبادنا
…
صروف اللَّيَالِي والخطوب الزواجر)
فسبحان الَّذِي يفعل مَا يَشَاء وَيحكم مَا يُرِيد وَهِي الْآن فِي إيدي النَّصَارَى {وَترى النَّاس سكارى وَمَا هم بسكارى وَلَكِن عَذَاب الله شَدِيد} شعر
(وبلدة لَيْسَ بهَا أنيس
…
إِلَّا اليعافير وَإِلَّا العيس)
وَبِالْجُمْلَةِ فَلَمَّا طعنت فِي السّنة السَّادِسَة من عمري لبّى وَالِدي الْأَجَل دَاعِي الْأَجَل وَكَانَ ربيع شبابه خضرًا وَرَيْحَان حَيَاته نضرا فَإنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون {وَإِنَّا إِلَى رَبنَا لمنقلبون} وَبقيت إِذا ذَاك فِي حجر والدتي يَتِيما فَقِيرا غفر الله لي ولوالدي وَلمن توالد ورحمهما كَمَا ربياني صَغِيرا إِلَى أَن طويت منَازِل الصِّبَا وَدخلت مسارح النشو والنما وقرأت من الفارسية وَالصرْف والنحو بعض رسائلها وأتقنت نبذة من مسائلها ميزت بهَا فِي الغث والسمين وَفرقت بَين السِّين والشين ثمَّ نزلت ببلدة كانبور ورتعت فِي مروج الشُّهُود والحضور وقرأت هُنَاكَ مَا تيَسّر لي من أَوَائِل الْفُنُون وجدال تِلْكَ الْعُيُون كالفوائد الضيائية ومختصر الْمعَانِي وَغَيرهَا من من كتب الْمعَانِي والمباني حَتَّى نشأت فِي دَاعِيَة الْعلم الصادقة وحصلت لي قُوَّة المطالعة الواثقة وطبعي أستلذ بِالْعلمِ وَالْفضل وروعي تنفر من اللَّغْو وَالْجهل وعزمت على السّير متوكلا على مُوَافق الْخَيْر فَجئْت الأوطان وودعت الإخوان وسافرت مشمرا عَن سَاق الْجد لتَحْصِيل الْعُلُوم وشددت الرحل إِلَى دهلي دَار الْعلم لفض الختام عَن هَذَا الرَّحِيق الْمَخْتُوم وألقيت بهَا عَصا التسيار وَحَضَرت مختبرا مدارس الْعلم ودور الْكِبَار فاخترت من بَينهم لتكميل هَذَا الشَّأْن جناب من هُوَ مخدوم الْأَعْيَان ونخبة الْأَزْمَان مولَايَ الْعَلامَة وأستاذي التكلامة غورة الْعُلُوم الَّتِي لَا يُنَادى وليدها وخضارة الْفُنُون الَّتِي لَا يُحْصى طارفها وتليدها مستجمع الْفَضَائِل الْمجمع
عَلَيْهَا منتجع الفواضل الْمرجع إِلَيْهَا مَوْلَانَا الْمُفْتِي مُحَمَّد صدر الدّين خَان بهادر لَا زَالَ بالمجد والعلى والتفاخر وطويت عِنْده كشح الْأَدَب واستفدت مِنْهُ بَقِيَّة الْكتب وَمُدَّة هَذَا الِاكْتِسَاب سنتَانِ وَلَوْلَا السنتان لهلك النُّعْمَان وَلما ختم الدَّرْس وَتمّ الْأَمر وَقضي الْمَقْصد أَعْطَانِي بِخَاتمِهِ بطاقة السَّنَد عدت بهَا إِلَى الوطن وَالْعود أَحْمد
وَهَذِه نسختها الْمولى السَّيِّد صديق حسن القنوجي لَهُ ذهن سليم وَقُوَّة الحافظه وَفهم ثاقب ومناسبة تَامَّة بِالْكتاب ومطالعة صَحِيحه واستعداد كَامِل قد اكْتسب مني كتب الْمَعْقُول الرسمية منطقها وحكمتها وَمن علم الدّين كثيرا من البُخَارِيّ وقليلا من تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ وَهُوَ مَعَ ذَلِك ممتاز بَين أماثله والأقران فائق عَلَيْهِم فِي الْحيَاء والرشد والسعادة وَالصَّلَاح وَطيب النَّفس وصفاء الطينة والغربة والأهلية وكل الشَّأْن انْتهى
ويعنى بِكَثِير من البُخَارِيّ نَحْو خَمْسَة أَجزَاء مِنْهُ على طَرِيق الْبَحْث والحل دون السرد البحت فِي الْمثل وبقليل من البيضاوس سُورَة الْبَقَرَة من تَفْسِير نَاصِر الدّين القَاضِي وَهُوَ مد ظله تلمذ على الشاه عبد الْعَزِيز وَالْمولى رفيع الدّين الدهلوي وفَاق فِي جمع متفرقات الْعُلُوم على كل كَامِل ومنتهي ثمَّ تفكرت بعد ذَلِك فِي أَمر الْقُوت الَّذِي لَا بُد مِنْهُ لكل حَيّ يَمُوت وَقد قَالَ تَعَالَى {فامشوا فِي مناكبها وكلوا من رزقه} فَخرجت من الوطن واعتمادي على هَذَا النَّص وَصدقه طَالبا للرزق الْحَلَال مجتنبا عَن أكل بَاطِل الْأَمْوَال متوكلا على بركَة الله مستعينا بِهِ فِي كل مَا أهواه فطفت الْبِلَاد وَجَبت الأغوار والأنجاد وَقطعت الْمنَازل الواسعة وطويت المراحل الشاسعة شعر
(يَوْمًا بحزى وَيَوْما بالعقيق ويو
…
مَا بالعذيب وَيَوْما بالخليصاء)
حَتَّى أنزلني سائق التَّقْدِير وأقعدني قَائِد التَّدْبِير ببلدة بهوبال المحروسة قَاعِدَة الآمال المحسوسة دَار الْحُكُومَة لرئيستها ذَات الوجاهة وَالْكَرم نواب سكندر بيكم دَامَ مجدها الْمُعظم مَا غرد الْقمرِي وترنم شعر
(بلد أغارته الْحَمَامَة طوقها
…
وكساه ريش جنَاحه الطاوس)
(فَكَأَنَّمَا الْأَنْهَار فِيهِ مدامة
…
وَكَأن ساحات الديار كؤوس)
فَأَصَبْت فِيهَا من الرزق مَا كَانَ مقسوما ميسورا ثمَّ تزوجت بهَا وَكَانَ أَمر الله قدرا مَقْدُورًا نظم
(إِذا كَانَ أُصَلِّي من تُرَاب فَكلهَا
…
بلادي وكل الْعَالمين أقاربي)
فها أَنا إِلَى مَا شَاءَ الله تَعَالَى نزيلها لَا زَالَ جمَالهَا وجميلها وَقد صَحِبت هَهُنَا صَاحِبي ذِي الْعلم الْمقنع والحلم الْبَالِغ وَالْفضل اللامع والشرف البازغ صَاحب الْفَضَائِل المشهودة والفواضل المحسودة كرشي وعيبتي فِي حضرتي وغيبتي الشَّيْخ زين العابدين بن محسن بن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ الحديدي نزيل بهوبال ومفتيها فِي الْحَال وقرأت عَلَيْهِ فِي تِلْكَ الفرصة القليلة وَمُدَّة التحديث نبذة صَالِحَة من كتب الحَدِيث أبقاه الله بالإفاضة وَهَذِه نُسْخَة الْإِجَازَة
الْحَمد لله الَّذِي أجازنا بِنِعْمَة الجمة الصَّلَاة وَالسَّلَام على سيدنَا مُحَمَّد الَّذِي أذهب الله بِهِ الْغُمَّة وعَلى آله وَصَحبه الَّذين كشفوا بِنور أَحَادِيثهم حلك اللَّيَالِي المدلهمة وعَلى التَّابِعين وتابع التَّابِعين لَهُم بِإِحْسَان وَغَيرهم من الْأَئِمَّة وَبعد فقد قَرَأَ على السَّيِّد الْجَلِيل والعالم النَّبِيل علم المآثر والمفاخر سلالة السَّادة الأكابر نخبة أهل الْبَيْت المبرى كَيْت وذ 0 يت حبي فِي الله رَبِّي الْمولى السَّيِّد صديق حسن القنوجي حرسه الله عَن آفَات الْحدثَان وَخَصه بمزيد الْعلم والعرفان الْجَامِع الصَّحِيح لمُسلم وَالسّنَن لِلتِّرْمِذِي وَالسّنَن لِابْنِ مَاجَه وَالسّنَن للنسائي والدراري المضيئة شرح الدُّرَر البهية للْإِمَام مُحَمَّد بن عَليّ الشَّوْكَانِيّ من أَولهَا إِلَى آخرهَا مَعَ الضَّبْط والاتقان على طَرِيق أهل الإيقان والاذعان وغب ذَلِك طلب مني الْإِجَازَة فِيمَا هُنَالك لحسن ظن مِنْهُ وَإِن كنت لست أَهلا لذَلِك فَأَقُول وَبِاللَّهِ أَحول وأصول إِنِّي قد أجزت السَّيِّد الممدوح بإقراء مَا قَرَأَ عَليّ وَغير ذَلِك من كتب الصِّحَاح وَالْمَسَانِيد ودواوين الْإِسْلَام المفصلة فِي أَسَانِيد مَشَايِخنَا الْكِرَام وأوصيه بتقوى الله ذِي المنن فِي السِّرّ والعلن وَأَن يبغض لله وَيُحب لله
وَأَن لَا ينساني من دعواته فِي خلواته وجلواته وَالْحَمْد لله أَولا وآخرا وظاهرا وَبَاطنا
ثمَّ حصل لي بعد ذَلِك سَنَد الْقُرْآن الْعَظِيم وَكتب الحَدِيث وَغير ذَلِك عَن الْقدْوَة فِي الدّين الشَّيْخ الصَّالح بِالْيَقِينِ الْعَالم الْعَامِل والعارف الْوَاصِل بَقِيَّة الصَّالِحين وعمدة الْمُتَّقِينَ مَحْبُوب الْمُحب ومحب المحبوب مَوْلَانَا مُحَمَّد يَعْقُوب نزيل مَكَّة المكرمة أبقاهم الله تَعَالَى بِالْخَيرِ وصانهم عَن كل ضير وَهُوَ هَذَا
الْحَمد لله رب الْعَالمين وَصلى الله تَعَالَى على خير خلقه سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَأَصْحَابه أَجْمَعِينَ أما بعد فَيَقُول الْفَقِير إِلَى الله تَعَالَى مُحَمَّد يَعْقُوب الْعمريّ نسبا والحنفي مذهبا والنقشبندي طَريقَة أَنِّي قد أجزت الْمولى السَّيِّد صديق حسن القنوجي تَامَّة عَامَّة بِحَق مَا تجوز لي رِوَايَته ودرايته من جَمِيع الْعُلُوم نقليها وعقليها خُصُوصا سَنَد الْقُرْآن الْعَظِيم وسائركتب التفاسير وَالْأَحَادِيث وَالْأَخْبَار والْآثَار والأدعية والأذكار والطرائق والأشغال وَمَا حوت اثبات شيوخي وشيوخهم فَصَاعِدا إِلَى النَّبِي الْكَرِيم صلى الله عليه وسلم وَرَضي الله عَنْهُم أَجْمَعِينَ حررت فِي شهر صفر سنة 1281 الهجرية فِي مَكَّة المشرفة انْتهى بِحُرُوفِهِ
ثمَّ إِنِّي بِحَمْد الله الَّذِي بنعمته تتمّ الصَّالِحَات قَرَأت بَقِيَّة الْكتب الحديثية الْآتِي ذكرهَا على شَيْخي وثقتي بَقِيَّة السّلف الصلحاء تذكار الْعَرَب العرباء سباق الغايات صَاحب الْآيَات عُمْدَة الْخيرَة زبدة المهرة نخبة البررة نَاصِر السّنة ماحي الْبِدْعَة حاوي الكمالات الوافرة مستجمع الْعُلُوم والمبرات النافعة فِي الأولى وَالْآخِرَة الْعَارِف الذكي عارضة الأحوذي أعز الْأَحِبَّة فِي الله وَأحب الأعزة فِي ذَات الله عين الْإِنْسَان وإنسان الْعين مَوْلَانَا الشَّيْخ حُسَيْن بن القَاضِي الْعَلامَة محسن بن مُحَمَّد السبعي الْأنْصَارِيّ لَا زَالَ فَضلهمْ كالكوثر الْجَارِي وَأَيْضًا رويت عَنهُ بعض مسلسلات الْأَحَادِيث ومؤلفات
الإِمَام أبي الْعَبَّاس ابْن تَيْمِية وتلميذه ابْن قيم الجوزية رضي الله عنهما وَقد أجازني بِجَمِيعِ مروياته من مسموعاته ومقرؤاته كَمَا يلوح من كِتَابه هَذِه الَّتِي كتبهَا لي بِخَطِّهِ الشريف
نحمدك يَا من إِذا وقف العَبْد بِبَابِهِ رَفعه وَإِذا انْقَطع إِلَيْهِ وَصله وَجمعه وأصلي وَأسلم على نبيك مُحَمَّد الْقَائِل بلغُوا عني وَلَو آيَة وعَلى آله وَصَحبه حَملَة الْعلم ونقلة الدِّرَايَة أما بعد فَإِنَّهُ لَقِيَنِي وَقَرَأَ على الْأَخ الْعَلامَة الْأَكْمَل والفهامة المبجل صَاحب الْفَضَائِل الْمَشْهُورَة ومحط السِّيَادَة المأثورة روح جثمان الْأَدَب شرِيف النّسَب والحسب الْجَامِع الشرفين السَّامِي على الفرقدين السَّيِّد الْأَجَل والشريف المبجل المتفرغ من دوحة الْفضل والعلوم المترعرع من شنشنة صَاحب السِّرّ المكتوم صديق حسن ابْن السَّيِّد أَوْلَاد حسن بن عَليّ بن لطف الله الْحُسَيْنِي البُخَارِيّ القنوجي صَحِيح البُخَارِيّ من أَوله إِلَى آخِره وموطأ الإِمَام مَالك بِكَمَالِهِ وبلوغ المرام لِلْحَافِظِ ابْن حجر الْعَسْقَلَانِي وشمائل التِّرْمِذِيّ وَسنَن أبي دَاوُد كُله وأوليات الشَّيْخ سعيد سنبل ومسلسلات شَيخنَا الشريف الْمُحدث الْعَلامَة مُحَمَّد بن نَاصِر الْحُسَيْنِي الْحَازِمِي فَوَجَدته فهما عَالما ذكيا ولقيته المعيا ورأيته مُتبعا رَاغِبًا حفيا وَطلب مني الْإِجَازَة بعد الْقِرَاءَة وَالسَّمَاع وَوصل سَنَده بِسَنَد أهل الْجد والاتباع مَعَ أَنِّي لست من فرسَان هَذَا الميدان وَلَا مِمَّن لَهُ فِي السباحة يدان وَلَكِن تَحْقِيقا لظَنّه ومرغوبه وإسعافا لَهُ بمطلوبه شعر
(وَإِذا أجزت مَعَ الْقُصُور فإنني
…
أَرْجُو التَّشَبُّه بالذين أَجَازُوا)
(السالكين إِلَى الْحَقِيقَة منهجا
…
سبقوا إِلَى غرف الْجنان ففازوا)
فَأَقُول وَبِاللَّهِ أَعْتَصِم مِمَّا يصم أَنِّي قد أجزت السَّيِّد الإِمَام الْمَذْكُور فِي كل مَا تجوز لي رِوَايَته وَتمكن مني درايته من تَفْسِير وَحَدِيث وأحزاب وأوراد وَغير ذَلِك كَمَا قَرَأت وَأخذت وأجازني بهَا مشايخي الأجلاء الْأَعْلَام عَلَيْهِم رحمه الله الْعَزِيز العلام فأولهم شَيْخي ومرشدي السَّيِّد الْعَلامَة ذُو الْمنْهَج الأعدل حسن بن عبد الْبَارِي الأهدل وشيخي الشريف الْعَلامَة الْمُحدث مُحَمَّد نَاصِر الْحَازِمِي الْحُسَيْنِي كِلَاهُمَا عَن شيخهما الشَّيْخ
الْإِسْلَام مفتي الْأَنَام بالديار اليمنية السَّيِّد الْعَلامَة الأمثل عبد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان مَقْبُول الأهدل بِسَنَدِهِ الْمَعْرُوف فِي ثبته الْمَشْهُور ويروي شَيخنَا مُحَمَّد بن نَاصِر بِالْقِرَاءَةِ وَالسَّمَاع وَالْإِجَازَة عَن شَيْخه الْعَلامَة خَاتِمَة الْمُحدثين بِصَنْعَاء الْيمن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد الشَّوْكَانِيّ بِسَنَدِهِ الْمَشْهُور بِإِسْنَاد الدفاتر فِي أَسَانِيد السَّادة الأكابر وَشَيْخه الْعَلامَة الْمُحدث بِصَنْعَاء الْيمن مُحَمَّد بن عَليّ العمراني عَن شَيْخه الْعَلامَة الْمُحدث أَحْمد بن مُحَمَّد قاطن بِسَنَدِهِ الْمَعْرُوف فِي ثبته الْمَشْهُور وَشَيْخه الْعَلامَة الْمُحدث مُحَمَّد عَابِد بن الشَّيْخ أَحْمد عَليّ السندي نزيل الْمَدِينَة المنورة بِسَنَدِهِ الْمَشْهُور بحصر الشارد فِيمَا حواه أَسَانِيد مُحَمَّد عَابِد وَشَيْخه الْعَلامَة مُحَمَّد إِسْحَاق الدهلوي بِمَكَّة المشرفة عَن شَيْخه مَوْلَانَا عبد الْعَزِيز الْمُحدث الدهلوي عَن وَالِده مَوْلَانَا الشاه ولي الله الدهلوي بِسَنَدِهِ الْمَعْرُوف فِي ثبته الْمَشْهُور وشيخي شيخ الْإِسْلَام ومفتي الْأَنَام بِمَدِينَة زبيد حَالا سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان وَقد أجازني إجَازَة عَامَّة بِخَطِّهِ الشريف وأحال تَفْصِيل ذَلِك على تَفْصِيل ثَبت جده شيخ الْإِسْلَام عبد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان وشيخي وَأخي القَاضِي الْعَلامَة النُّور الساري مُحَمَّد بن محسن بن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ عَن شَيْخه الْعَلامَة أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ الشَّوْكَانِيّ عَن وَالِده بِسَنَدِهِ الْمَذْكُور سَابِقًا وَعَن شَيْخه وشيخي السَّيِّد الْعَلامَة ذِي الْمنْهَج الأعدل حسن بن عبد الْبَارِي الأهدل عَن شَيْخه ذِي الْقدر الْأَجَل السَّيِّد عبد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان مَقْبُول الأهدل بِسَنَدِهِ الْمَذْكُور سَابِقًا وَثَبت كل من الْمَذْكُورين جَامع لجَمِيع أَصْنَاف الْعُلُوم من حَدِيث وَتَفْسِير وَفقه وآلاتها وَالْمَسَانِيد والمعاجم والأجزاء وغريب اللُّغَة والْحَدِيث وَغير ذَلِك وَأما أوليات الشَّيْخ الْعَلامَة سعيد
سنبل فارويها بِالْقِرَاءَةِ من شَيخنَا الشريف الْمُحدث مُحَمَّد بن نَاصِر الْحَازِمِي وَهُوَ يَرْوِيهَا بِالْقِرَاءَةِ وَالْإِجَازَة من شَيْخه مُحَمَّد عَابِد الْمدنِي عَن مؤلفها الشَّيْخ سعيد سنبل
وَقد كتب السَّيِّد صديق حسن إِسْنَاد الْأُمَّهَات السِّت واليضاوي والجلالين وبلوغ المرام وَبَعض مسلسلات شَيخنَا الشريف مُحَمَّد بن نَاصِر ومسند الدَّارمِيّ وموطأ الإِمَام مَالك وتيسير الْوُصُول وشمائل التِّرْمِذِيّ إِلَى مؤلفيها المتيسرة الْآن عِنْدِي لِأَن الميسور لَا يسْقط بالمعسور وَقد أجزت السَّيِّد الْمَذْكُور فِي كل بَاب وأذنت لَهُ فِي رِوَايَة ذَلِك كَمَا أجازني بذلك الْمَشَايِخ المذكورون الْأَعْلَام سلك الله بِي وَبِه الْمنْهَج الأعدل وجنبني وإياه طَرِيق الدحض والزلل بطريقه الْمُعْتَبر عِنْد أهل الْأَثر وأسأله أَن لَا ينساني من دعواته فِي خلواته وجلواته وَأَن لَا يألوا جهدا فِي نشر الحَدِيث وتعليمه بِقدر طاقته وَأَن يحب فِي الله وَيبغض فِي الله وأوصيه بتقوى الله فَإِنَّهَا ملاك الْأَمر وَعَلَيْهَا تَدور رحى الدّين بالأسر وَالله الْمُوفق لما هُنَاكَ وَبِيَدِهِ أزمة الْهدى إِلَى ذَلِك إِنَّه على مَا يَشَاء قدير وبعبادة الْمُوفق لطيف خَبِير {سُبْحَانَكَ لَا علم لنا إِلَّا مَا علمتنا إِنَّك أَنْت الْعَلِيم الْحَكِيم} وَصلى الله تَعَالَى على خير خلقه سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَأَصْحَابه أَجْمَعِينَ وَالْحَمْد لله رب الْعَالمين قَالَه بِلِسَانِهِ وحرره ببنانه العَبْد الْفَقِير الحقير الْمُحْتَاج إِلَى ربه الْعَزِيز الْبَارِي حُسَيْن بن محسن بن مُحَمَّد اليمني الْأنْصَارِيّ تَابَ الله عَلَيْهِ ووفقه للصالحات بمنه وَكَرمه آمين انْتهى كَلَامه سلمه الله تَعَالَى وأبقاه وَإِلَى مدارج العلى رقاه
وأسانيدي هَذِه للعلوم الشَّرْعِيَّة سِيمَا الْكتاب وَكتب السّنة السّنيَّة مُتَّصِلَة إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بالسند الصَّحِيح الثَّابِت المستفيض الْمُتَّصِل المسلسل إِلَيْهِ صلوَات الله وَسَلَامه عَلَيْهِ كَمَا هُوَ الظَّاهِر وَللَّه الْحَمد
وَأما تآلفي فِيمَا يتَعَلَّق بالعلوم الإسلامية وَغَيرهَا فَهِيَ تعم الْعَرَبيَّة والفارسية والهندية مَا بَين مُخْتَصر مِنْهَا ومطول ولي فِي كل هَذِه الْأَلْسِنَة يَد صَالِحَة وجارحة عاملة بِحَمْدِهِ تَعَالَى فَمن الْعَرَبيَّة هَذِه الرسَالَة الْمُسَمَّاة بالحطة والنفخة الأحمدية شرح الدُّرَر البهية للْإِمَام مُحَمَّد الشَّوْكَانِيّ وَالْجنَّة فِي مَسْأَلَة الْعَمَل بِالسنةِ والتنقيد فِي حكم التَّقْلِيد وَقَضَاء الأرب فِي مَسْأَلَة النّسَب وَشرح أَبْيَات التثبيت للشَّيْخ جلال الدّين السُّيُوطِيّ وربيع الْأَدَب فِي إنْشَاء الْعَرَب وَشرح مُخْتَصر الْمِيزَان الْمُسَمّى بقسطاس الأذهان وَغير ذَلِك وَمن الفارسية الندية شرح الدُّرَر البهية وَهَذَا أكبر من ذَاك وجنان الْمُتَّقِينَ فِي ضبط مؤلفات الْمُحدثين وَالرمْح المصقول على من سبّ الرَّسُول وتكحيل الْعُيُون بتعاريف الْعُلُوم والفنون وإحياء الْمَيِّت بمناقب أهل الْبَيْت واقتراب السَّاعَة والصافية شرح الشافية والتذهيب فِي شرح التَّهْذِيب فِي النَّحْو وبشنويد فِي مَسْأَلَة الْكَفَاءَة وَبرد الأكباد شرح قصيدة بَانَتْ سعاد وَغير ذَلِك وَمن الْهِنْدِيَّة عين الْيَقِين تَرْجَمَة الْأَرْبَعين فِي أصُول الدّين للغزالي وَخير القرين تَرْجَمَة حَبل المتين لخواجه مُحَمَّد الْحَنَفِيّ فِي الحَدِيث وتحفة الصائمين وجامع السعادات وكشف الالتباس وَقطع الأوصال تَرْجَمَة قصر الآمال بِذكر الْحَال والمآل وَغير ذَلِك وَيزِيد الله فِي خلقه مَا يَشَاء
وَأما الْكتب الَّتِي عثرت عَلَيْهَا وطالعتها واستفدت مِنْهَا ومارستها فَهِيَ كَثِيرَة جمة تزيد على آلَاف وَإِنَّمَا الْمَذْكُور هَهُنَا الْكتب الَّتِي قرأناها وَحصل لنا سندها على الطَّرِيق الْمُقَرّر عِنْد أهل الْعلم دون جملَة الْكتب وَقد رزقت بِحَمْدِهِ سُبْحَانَهُ طبعا سليما لَا اعوجاج فِيهِ وَقَلْبًا مُسْتَقِيمًا لَا انزعاج مَعَه أحب الْعلم وأهليه وَعَلِيهِ جبلت وَأبْغض الْجَهْل وَذَوِيهِ وَله خلقت حَتَّى حصلت مِنْهُ على ذوق لَا استطيع أَن أعبر عَنهُ بِلَفْظ مفهم وَإِن عبرت وَلم آل جهدا لم آتٍ بِمَعْنى مفحم وَأرى أَنه لَيْسَ لعلماء الْبَاطِن ذوق فِي أَمرهم إِلَّا مثله فيضيقون ذرعا أَن يعبروا عَنهُ وَإِن عبروا عابوا أَهله وَقد رَزَقَنِي الله تَعَالَى مَحْض إنصاف لَا مزاج لَهُ فِي أَمر الدّين وأولاني بحت عدل لَا قراح مَعَه فِي سلوك الشَّرْع الْمُبين وظني أَنه لم يرزقه إِلَّا
الْقُرُون الأولى اللَّهُمَّ إِلَّا مَا شَاءَ الله تَعَالَى كَيفَ وَكَثِيرًا مَا يتَّفق لي إِلَى الْآن أَنِّي أمتنع عَن السِّتَّة الضرورية للْإنْسَان عِنْد غوصي فِي بحار الْعُلُوم ولدى خوضي فِي منطوقها وَالْمَفْهُوم كَمَا قيل فِي المنظوم نظم
(لَهَا أَحَادِيث من ذكراك تشغلها
…
عَن الشَّرَاب وتلهيها عَن الزَّاد)
(إِذا شكت من كلال السّير واعدها
…
روح الْقُلُوب فتحيي عِنْد ميعاد)
وَهَذَا الَّذِي يعوقني كل زمَان عَن صُحْبَة أهل الزَّمَان إِلَّا فِي أَوْقَات قليلات وساعات قصيرات تعتري فِيهَا الْحَاجَات وتعن الضرورات وَقد طَالَتْ فِي هَذَا الْعَصْر الْعلَّة وَطَابَتْ الْعُزْلَة فَلَيْسَ فِي اللِّقَاء وَالْحَرَكَة هَذَا الْآن نفع وَلَا بركَة والا نقطاع أُرِيح مَتَاع والاجتماع جالب للصداع والاختلاط محرك الأخلاط والوحشة استئناس وَأجْمع للحواس فَهَذَا زمَان السُّكُوت وملازمة الْبيُوت فالحر حر وَإِن مَسّه الضّر وَالْعَبْد عبد وَإِن مَشى على الدّرّ نظم
(صبرت على بعض الْأَذَى خوف كُله
…
ودافعت عَن نَفسِي لنَفْسي فعزت)
(وجرعتها الْمَكْرُوه حَتَّى تدربت
…
وَلَو لم أجرعها إِذن لاشمأزت)
(أَلا رب ذل سَاق للنَّفس عزة
…
وَيَا رب نفس بالتذلل عزت)
(إِذا مَا مددت الْكَفّ ألتمس الْغنى
…
إِلَى غير من قَالَ اسألوني شلت)
(فاصبر جهدي إِن فِي الصَّبْر عزة
…
وأرضي بدنياي وَإِن هِيَ قلت)
وَالله تَعَالَى أسأله أَن يَرْزُقنِي شَهَادَة فِي سَبيله وَيجْعَل موتِي فِي بلد رَسُوله إِنَّه على ذَلِك قدير وبالإجابة جدير وَليكن هَذَا آخر مَا أردْت إِيرَاده فِي هَذِه الرسَالَة على سَبِيل الارتجال والعجالة وَقد انْتهى إِلَى الْبيَاض واستراح اليراع المرتاض عَن كِتَابَة هَذِه الْمقَالة فِي رَمَضَان الْمُبَارك سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ بعد الْمِائَتَيْنِ وَالْألف من هِجْرَة من كَانَ يروي أَمَامه وَالْخلف صلى الله عَلَيْهِ وعَلى آله وَأَصْحَابه وتابعيهم وتابعي تابعيهم وَأهل الحَدِيث الناسجين على منواله مَا تلعلع قمر وازدهى وَإِلَى غَايَة كَمَاله انْتهى