الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
-
الْبَاب الرَّابِع فِي ذكر الْأُمَّهَات السِّت وشروحها وَمَا يَليهَا وَفِيه فُصُول
-
الْفَصْل الأول فِي ذكر موطأ مَالك بن أنس رَحمَه الله تَعَالَى
إِمَام دَار الْهِجْرَة الْمُتَوفَّى سنة تسع وَسبعين وَمِائَة وَإِنَّمَا قَدمته فِي الذّكر على صَحِيح البُخَارِيّ مَعَ علو شَأْنه ورفعة مَكَانَهُ لتقدم الإِمَام مَالك عَلَيْهِ زَمَانا وتأليفا فَإِن الْمُوَطَّأ كتاب قديم مبارك مجمع عَلَيْهِ بِالصِّحَّةِ والشهرة وَالْقَبُول وَأول مولف صنف فِي الحَدِيث وكل من جمع صَحِيحا فقد سلك على نهجه وَأخذ طَرِيقه وحذا حذوه وَالْفضل للمتقدم كَمَا قيل فِي القَوْل المنظم نظم
(فَلَو قبل مبكاها بَكَيْت صبَابَة
…
بسعدي شفيت النَّفس قبل التندم)
(وَلَكِن بَكت قبلي فهيج لي البكا
…
بكاها فَقلت الْفضل للمتقدم)
قَالَ الإِمَام الشَّافِعِي رَحمَه الله تَعَالَى مَا أعلم شَيْئا بعد كتاب الله تَعَالَى أصح من موطأ مَالك وَقَالَ فِي المسوى هُوَ أصح كتب الْفِقْه وأشهرها وأقدمها وأجمعها وَقد اتّفق السوَاد الْأَعْظَم من الْأمة المرحومة على الْعَمَل بِهِ وَالِاجْتِهَاد فِي رِوَايَته ودرايته والإعتناء بشرح مشكلاته ومعضلاته والإهتمام باستنباط مَعَانِيه وتشييد مبانيه وَمن تتبع مذاهبهم ورزق الْإِنْصَاف من نَفسه علم لَا محَالة أَن الْمُوَطَّأ عدَّة مَذْهَب مَالك
وأساسه وعمدة مَذْهَب الشَّافِعِي وَأحمد وَرَأسه ومصباح مَذْهَب أبي حنيفَة وصاحبيه ونبراسه وَهَذِه الْمذَاهب بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْمُوَطَّأ كالشروح للمتون وَهُوَ مِنْهَا بِمَنْزِلَة الدوحة من الغصون وَإِن النَّاس وَإِن كَانُوا من فَتَاوَى مَالك فِي رد وَتَسْلِيم وتنكيت وتقويم مَا صفا لَهُم المشرب وَلَا تأتى لَهُم الْمَذْهَب إِلَّا بِمَا سعى فِي ترتيبه واجتهد فِي تهذيبه
قَالَ الشَّافِعِي لَيْسَ أحد أَمن عَليّ فِي دين الله من مَالك وَعلم أَيْضا أَن الْكتب المصنفة فِي السّنَن كصحيح مُسلم وَسنَن أبي دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَمَا يتَعَلَّق بالفقه من صَحِيح البُخَارِيّ وجامع التِّرْمِذِيّ مستخرجات على الْمُوَطَّأ تحوم حومه وتروم رومه ومطمح نظرهم فِيهَا وصل مَا أرْسلهُ وَرفع مَا أوقفهُ واستدراك مَا فَاتَهُ وَذكر المتابعات والشواهد لما أسْندهُ وأحاطه جَوَانِب الْكَلَام بِذكر مَا رُوِيَ خِلَافه وَبِالْجُمْلَةِ فَلَا يُمكن تَحْقِيق الْحق فِي هَذَا وَلَا ذَاك إِلَّا باكباب على هَذَا الْكتاب انْتهى
وَقَالَ القَاضِي أَبُو بكر فِي القبس هَذَا أول كتاب ألف فِي شرائع الْإِسْلَام وَهُوَ آخِره لِأَنَّهُ لم يؤلف مثله إِذْ بناه مَالك على تمهيد الْأُصُول للفروع وَنبهَ فِيهِ على مُعظم أصُول الْفِقْه الَّتِي يرجع إِلَيْهَا فِي مسَائِله وفروعه انْتهى وَفِيه يَقُول القَاضِي عِيَاض نظم
(إِذا ذكرت كتب الحَدِيث فحي هَل
…
يكْتب الْمُوَطَّأ من مُصَنف مَالك)
(أصح أحاديثا وَأثبت حجَّة
…
وأوضحها فِي الْفِقْه نهجا لسالك)
(عَلَيْهِ مضى الْإِجْمَاع من كل أمة
…
على رغم خيشوم الحسود المماحك)
(فَعَنْهُ فَخذ علم الدّيانَة خَالِصا
…
وَمِنْه استفد شرع النَّبِي الْمُبَارك)
(وَشد بِهِ كف الْعِنَايَة تهتدى
…
فَمن حاد عَنهُ هَالك فِي الهوالك) وَفِيه لسعدون الشَّاعِر نظم
(أَقُول لمن يروي الحدي وَيكْتب
…
ويسلك سبل الْفِقْه فِيهِ وَيطْلب)
(إِن أَحْبَبْت أَن تَدعِي لَدَى الْحق عَالما
…
فَلَا تعد مَا يحوي من الْعلم يثرب)
(أتترك دَارا كَانَ بَين بيوتها
…
يروح وَيَغْدُو جبرئيل المقرب)
(وَمَات رَسُول الله فِيهَا وَبعده
…
بسنته أَصْحَابه قد تأدبوا)
(فبادر موطأ مَالك قبل فَوته
…
فَمَا بعده إِن فَاتَ للحق مطلب)
(ودع للموطأ كل علم تريده
…
فَإِن الْمُوَطَّأ الشَّمْس والغير كَوْكَب)
(وَمن لم تكن كتب الْمُوَطَّأ ببيته
…
فَذَاك من التَّوْفِيق بَيت مخيب)
(جزى الله عَنَّا فِي موطأه مَالِكًا
…
بِأَفْضَل مَا يجزى اللبيب الْمُهَذّب)
(لقد فاق أهل الْعلم حَيا وَمَيتًا
…
وَصَارَت بِهِ الْأَمْثَال فِي النَّاس تضرب)
(فَلَا زَالَ يسْقِي قَبره كل عَارض
…
بمندفق ظلت عزاليه تسكب)
روى أَبُو نعيم الْحِلْية عَن مَالك بن أنس رضي الله عنه أَنه قَالَ شاورني هَارُون الرشيد فِي أَن يعلق الْمُوَطَّأ فِي الْكَعْبَة وَيحمل النَّاس على مَا فِيهِ فَقلت لَا تفعل فَإِن أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم اخْتلفُوا فِي الْفُرُوع وَتَفَرَّقُوا فِي الْبلدَانِ وكل مُصِيب فَقَالَ وفقك الله تَعَالَى يَا أَبَا عبد الله
وروى ابْن سعد فِي الطَّبَقَات عَن مَالك قَالَ لما حج الْمَنْصُور قَالَ لي عزمت على أَن آمُر بكتبك هَذِه الَّتِي وَضَعتهَا فتنسخ ثمَّ أبْعث إِلَى كل مصر من أَمْصَار الْمُسلمين مِنْهَا نُسْخَة وَآمرهُمْ أَن يعملوا بِمَا فِيهَا وَلَا يتعدوه إِلَى غَيره فَقلت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ لَا تفعل هَذَا فَإِن النَّاس قد سبقت إِلَيْهِم أقاويل وسمعوا أَحَادِيث وَرووا رِوَايَات وَأخذ كل قوم بِمَا سبق إِلَيْهِم ودانوا بِهِ فدع النَّاس وَمَا اخْتَار أهل كل بلد مِنْهُم لأَنْفُسِهِمْ كَذَا فِي عُقُود الجمان
وَبِالْجُمْلَةِ فَقَالَ أَبُو الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن حُسَيْن الشَّافِعِي الموطآت الْمَعْرُوفَة عَن مَالك أحد عشر مَعْنَاهَا مُتَقَارب والمستعمل مِنْهَا أَرْبَعَة موطأ يحيى بن يحيى وموطأ ابْن بكير وموطأ أبي مُصعب وموطأ ابْن وهب ثمَّ ضعف الِاسْتِعْمَال إِلَّا فِي موطأ يحيى ثمَّ موطأ ابْن بكير وَفِي تَقْدِيم الْأَبْوَاب وتأخيرها اخْتِلَاف فِي النّسخ وَأكْثر مَا يُوجد فِيهِ تَرْتِيب الْبَاجِيّ وَهُوَ أَن يعقب الصَّلَاة بالجنائز ثمَّ الزَّكَاة ثمَّ الصّيام ثمَّ اتّفقت النّسخ إِلَى الْحَج ثمَّ اخْتلفت بعد ذَلِك
وَقَالَ الْمولى عبد الْعَزِيز الدهلوي فِي بُسْتَان الْمُحدثين اعْلَم أَنه روى نَحْو ألف رجل فِي زمَان الإِمَام مَالك موطأه عَنهُ وَحصل طَبَقَات النَّاس من الْمُحدثين والصوفية وَالْفُقَهَاء والأمراء والملوك وَالْخُلَفَاء سَنَده عَن الإِمَام تبركا بِهِ ونسخه كَثِيرَة والميسرة مِنْهَا الْيَوْم فِي ديار الْعَرَب عدَّة نسخ
أروجها وأشهرها الَّتِي هِيَ مخدومة طوائف الْعلمَاء نُسْخَة يحيى بن يحيى المصمودي الأندلسي وَهُوَ المُرَاد من الْمُوَطَّأ عِنْد الْإِطْلَاق
أَوله بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم وقوت الصَّلَاة مَالك عَن ابْن شهَاب أَن عمر بن عبد الْعَزِيز أخر الصَّلَاة يَوْمًا فَدخل عَلَيْهِ عُرْوَة بن الزبير فَأخْبرهُ أَن الْمُغيرَة بن شُعْبَة أخر الصَّلَاة يَوْمًا وَهُوَ بِالْكُوفَةِ فَدخل عَلَيْهِ أبومسعود الْأنْصَارِيّ فَقَالَ مَا هَذَا يَا مُغيرَة أَلَيْسَ قد علمت أَن جِبْرِيل نزل فصلى فصلى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ثمَّ صلى فصلى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ثمَّ صلى فصلى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ثمَّ صلى فصل رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ثمَّ صلى فصلى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ثمَّ قَالَ بِهَذَا أمرت فَقَالَ عمر بن عبد الْعَزِيز إعلم مَا تحدث بِهِ يَا عُرْوَة أَو أَن جِبْرِيل هُوَ الَّذِي أَقَامَ لرَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَقت الصَّلَاة قَالَ عُرْوَة كَذَلِك بشير بن مَسْعُود الْأنْصَارِيّ يحدث عَن أَبِيه قَالَ عُرْوَة لقد حَدَّثتنِي عَائِشَة زوج النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَن النَّبِي كَانَ يُصَلِّي الْعَصْر وَالشَّمْس فِي حُجْرَتهَا قبل أَن تظهر وَقد فَاتَ يحيى ابْن يحيى سَماع ثَلَاثَة أَبْوَاب أَعنِي بَاب خُرُوج الْمُعْتَكف إِلَى الْعِيد وَبَاب قَضَاء الِاعْتِكَاف وَبَاب النِّكَاح فِي الِاعْتِكَاف بِلَا وَاسِطَة عَن الإِمَام وَقد رَوَاهَا عَن شَيْخه زِيَاد بن عبد الرَّحْمَن اللَّخْمِيّ وَهُوَ أول من جَاءَ بِمذهب مَالك فِي الأندلس وَلذَلِك قَالَ أرتاب فِي سَمَاعي إِيَّاهَا من الإِمَام
وَالثَّانيَِة مَا رَوَاهَا عبد الله بن وهب بن سَلمَة الفِهري الْمصْرِيّ عَن مُؤَلفه الإِمَام مَالك أَوله أخبرنَا مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ أمرت أَن أقَاتل النَّاس حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَه إِلَّا الله وَإِذا قَالُوا لَا إِلَه إِلَّا الله عصموا مني دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالهمْ وأنفسهم إِلَّا بِحَقِّهَا وحسابهم على الله وَهَذَا الحَدِيث من متفرداته لَا يُوجد فِي غَيرهَا من الموطآت سوى موطأ ابْن قَاسم فَإِنَّهُ أَيْضا رَوَاهُ
الثَّالِثَة موطأ رِوَايَة عبد الله بن مسلمة القعْنبِي وَقد تفرد بِهَذَا الحَدِيث وَلم يُوجد فِي غير موطأه أخبرنَا مَالك عَن ابْن شهَاب عَن عبيد الله بن عبد الله بن عتبَة بن مَسْعُود عَن ابْن عَبَّاس ان رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ لَا تطروني كَمَا أطري عِيسَى بن مَرْيَم إِنَّمَا أَنا عبد فَقولُوا عبد الله وَرَسُوله
الرَّابِعَة موطأ رِوَايَة ابْن الْقَاسِم الْفَقِيه الْمَالِكِي وَهُوَ أول من دون مذْهبه وَمن متفردات تِلْكَ النُّسْخَة هَذَا الحَدِيث مَالك عَن الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ قَالَ الله تَعَالَى من عمل عملا أشرك فِيهِ معي غَيْرِي فَهُوَ لَهُ كُله أَنا أُغني الشُّرَكَاء عَن الشّرك قَالَ أَبُو عمر قد وجدنَا هَذَا الحَدِيث فِي موطأ ابْن غفير أَيْضا وَلَيْسَ فِي غير هَاتين النسختين من الموطات
الْخَامِسَة موطأ رِوَايَة معن بن عِيسَى الْمدنِي القراز المكنى بِأبي يحيى وَمِمَّا تفرد بِهِ فِيهِ هَذَا الحَدِيث مَالك عَن سَالم أبي النَّضر مولى ابْن عبيد الله عَن ابي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن عَن عَائِشَة أَنَّهَا قَالَت كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي من اللَّيْل فَإِذا فرغ من صلَاته فَإِن كنت يقظانة يحدث معي وَإِلَّا اضْطجع حَتَّى يَأْتِيهِ الْمُؤَذّن
السَّادِسَة موطأ رِوَايَة عبد الله بن يُوسُف التنيسِي وَمن متفرداته هَذَا الحَدِيث مَالك عَن ابْن شهَاب عَن حبيب مولى عُرْوَة عَن عُرْوَة بن الزبير أَن رجلا سَأَلَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَي الْأَعْمَال أفضل قَالَ إِيمَان بِاللَّه قَالَ فأى الْعتَاقَة أفضل قَالَ أَنْفسهَا قَالَ فَإِن لم أجد يَا رَسُول الله قَالَ تصنع لصانع أَو تعين أخرق قَالَ فَإِن لم استطع يَا رَسُول الله قَالَ تدع النَّاس من شرك فَإِنَّهَا صَدَقَة لتصدق بهَا على نَفسك قَالَ أَبُو عمر وجدت هَذَا الحَدِيث فِي موطأ ابْن وهب أَيْضا وَلَيْسَ فِي غَيره من الموطآت الْأُخْرَى
السَّابِعَة موطأ رِوَايَة يحيى بن بكير وَمِمَّا تفرد بِهِ هُوَ وَلَا يُوجد فِي غير موطأه هَذَا الحَدِيث مَالك عَن عبد الله بن أبي بكير عَن عمْرَة عَن عَائِشَة رضي الله عنها أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ مَا زَالَ جِبْرِيل يوصيني بالجار حَتَّى ظَنَنْت إِنَّه ليورثنه قَالَ يحيى بن بكير عرضت الْمُوَطَّأ على الإِمَام مَالك أَرْبَعَة عشر مرّة كَانَ أَكْثَرهَا سَمَاعا وَفِي موطأه أَرْبَعُونَ حَدِيثا ثنائيا لَيْسَ بَينه صلى الله عليه وسلم وَبَين الإِمَام إِلَّا واسطتين وَقد كتبُوا لهَذِهِ الْأَرْبَعين رِسَالَة مُفْردَة فِي ديار الْمغرب يقرؤنها على الْأُسْتَاذ فِي مقَام تَحْصِيل إجَازَة الْمُوَطَّأ
الثَّامِنَة موطأ رِوَايَة سعيد بن عضير الْمصْرِيّ وَمن تفرداته هَذَا الحَدِيث أخبرنَا مَالك عَن ابْن شهَاب عَن اسماعيل بن مُحَمَّد بن ثَابت بن قيس بن شماس عَن ثَبت بن شماس أَنه قَالَ يَا رَسُول الله لقد خشيت أَن أكون قد هَلَكت قَالَ بِمَ قَالَ نَهَانَا الله تَعَالَى أَن نحمد بِمَا لم نَفْعل وأجدني أحب الْحَمد ونهانا الله عَن الْخُيَلَاء وَأَنا أمرء أحب الْجمال ونهانا الله أَن نرفع أصواتنا فَوق صَوْتك وَأَنا أمرء جهيز الصَّوْت فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم يَا ثَابت أما ترْضى أَن تعيش حميدا أَو تَمُوت شَهِيدا أَو تدخل الْجنَّة قَالَ مَالك قتل ثَابت ابْن قيس بن شماس يَوْم الْيَمَامَة شَهِيدا
التَّاسِعَة موطأ رِوَايَة ابي مُصعب الزُّهْرِيّ وَقد تفرد بِهَذَا الحَدِيث فِيهِ أخبرنَا مَالك عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة رضي الله عنها أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَن الرّقاب أَيهَا أفضل قَالَ أغلاها ثمنا وأنفسها عِنْد أَهلهَا قَالَ ابْن عبد الْبر وجد هَذَا الحَدِيث فِي نُسْخَة يحيى بن يحيى الأندلسي أَيْضا
الْعَاشِرَة موطأ رِوَايَة مُصعب بن عبد الله الزُّهْرِيّ قَالُوا وَتفرد بِهَذَا الحَدِيث مَالك عَن عبد الله بن دِينَار عَن عبد الله بن عمر أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ لأَصْحَاب الْحجر لَا تدْخلُوا على هَؤُلَاءِ الْقَوْم الْمُعَذَّبين إِلَّا أَن تَكُونُوا بَاكِينَ فَإِن لم تَكُونُوا بَاكِينَ فَلَا تدْخلُوا عَلَيْهِم أَن يُصِيبكُم مثل مَا أَصَابَهُم قَالَ ابْن عبد الْبر وَهَذَا الحَدِيث فِي نُسْخَة يحيى بن بكير وسلمان أَيْضا
الْحَادِيَة عشر موطأ رِوَايَة مُحَمَّد بن مبارك الصُّورِي
الثَّانِيَة عشر موطأ رِوَايَة سلمَان بن يزدْ
الثَّالِثَة عشر موطأ رِوَايَة يحيى بن يحيى التَّمِيمِي قَالَ فِي بَاب مَا جَاءَ فِي أَسمَاء النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَهُوَ آخر بَاب من أَبْوَاب موطأه وَعَلِيهِ تمّ كِتَابه مَالك عَن ابْن شهَاب عَن مُحَمَّد بن جُبَير بن مطعم أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ لي خَمْسَة أَسمَاء أَنا مُحَمَّد وَأَنا أَحْمد وَأَنا الماحي الَّذِي
يمحو الله بِي الْكفْر وَأَنا الحاشر الَّذِي يحْشر النَّاس على قدمي وَأَنا العاقب
الرَّابِعَة عشر موطأ رِوَايَة أبي حذافة أَحْمد بن اسماعيل السَّهْمِي وَهُوَ آخر أَصْحَاب مَالك وَفَاة توفّي بِبَغْدَاد يَوْم عيد الْفطر فِي سنة تسع وَخمسين وَمِائَتَيْنِ
الْخَامِسَة عشر موطأ رِوَايَة سُوَيْد بن سعيد الْهَرَوِيّ الحدثاني وَمن متفرداته هَذَا الحَدِيث مَالك عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ إِن الله لَا يقبض الْعلم انتزاعا ينتزعه من النَّاس وَلَكِن يقبض الْعلم بِقَبض الْعلمَاء فَإِذا لم يبْق عَالما اتخذ النَّاس رؤسا جُهَّالًا فسئلوا فأفتوا بِغَيْر علم فضلوا وأضلوا
السَّادِسَة عشر موطأ الإِمَام مُحَمَّد بن الْحسن الشَّيْبَانِيّ قَالَ الشَّيْخ مُحَمَّد عَابِد السندي الْمدنِي وَفِي رِوَايَة مُحَمَّد زيادات على الرِّوَايَة الْمَشْهُورَة وخالية عَن عدَّة أَحَادِيث ثَابِتَة فِي سَائِر الرِّوَايَات وَإسْنَاد رِوَايَته غَرِيب فِي الفهارس انْتهى واخره هَذَا الحَدِيث
أخبرنَا مَالك عَن عبد الله بن عمر أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ إِن أجلكم فِيمَا خلى من الْأُمَم كَمَا بَين صَلَاة الْعَصْر إِلَى مغرب الشَّمْس وَإِنَّمَا مثلكُمْ وَمثل الْيَهُود وَالنَّصَارَى كَرجل اسْتعْمل عمالا فَقَالَ من يعْمل لي إِلَى نصف النَّهَار على قِيرَاط قِيرَاط فَعمِلت الْيَهُود ثمَّ قَالَ من يعْمل من نصف النَّهَار إِلَى الْعَصْر إِلَى قِيرَاط قِيرَاط فَعمِلت النَّصَارَى على قِيرَاط قِيرَاط ثمَّ قَالَ من يعْمل لي من صَلَاة الْعَصْر إِلَى مغرب الشَّمْس على قيراطين قراطين أَلا فَأنْتم الَّذين تَعْمَلُونَ من صَلَاة الْعَصْر إِلَى مغرب الشَّمْس على قيراطين قيراطين قَالَ فَغَضب الْيَهُود وَالنَّصَارَى وَقَالُوا نَحن أَكثر عملا وَأَقل عَطاء قَالَ هَل ظلمتكم من حقكم شَيْئا قَالُوا لَا قَالَ فَإِنَّهُ فضلي أوتيه من أَشَاء وَشرح الملا عَليّ الْقَارِي هَذَا الْمُوَطَّأ وَهُوَ مروج ومشهور فِي هَذِه الديار انْتهى مُلَخصا
وَقد ذكر فِي الْبُسْتَان تراجم رُوَاة الموطآت الْمَذْكُورَة مَعَ مَا يُنَاسِبهَا وَله رَحْمَة الله تَعَالَى ولوالده الشَّيْخ الْأَجَل ولي الله الْمُحدث الدهلوي إِلْمَام عَظِيم وَوَلِهَ فخيم بالموطأ وبالعمل عَلَيْهِ وبتقديمه على سَائِر كتب الحَدِيث حَتَّى الصَّحِيحَيْنِ فضلا عَن غَيرهمَا وَالْحق مَعَه رضي الله عنه وَقد قَالَ فِي بعض إفاداته أَن الْمَطْلُوب فِي هَذِه الدورة الْعَمَل على الْمُوَطَّأ وتعطيل التخريجات والاكتفاء بِمَا يترشح من ظَاهر الحَدِيث عِنْد عَالم لُغَة الْعَرَب كَذَا فِي القَوْل الْجَلِيّ وَلذَلِك كتب على الْمُوَطَّأ شرحين حافلين أَحدهمَا دَقِيق على نهج الْمُجْتَهدين سَمَّاهُ بالمصفى وَهُوَ فَارسي أَوله نعمتهاي حضرت بارى جلّ مجده بيروت از حداحصاست الخ وَالْآخر مُخْتَصرا اكْتفى فِيهِ على بَيَان مَذَاهِب الْفُقَهَاء الْحَنَفِيَّة وَالشَّافِعِيَّة وعَلى الْقدر الضَّرُورِيّ من شرح الْغَرِيب وَضبط الْمُشكل وَسَماهُ بالمسوى من أَحَادِيث الْمُوَطَّأ بِرِوَايَة يحيى بن يحيى أَوله الْحَمد لله الَّذِي أنزل على عَبده الْكتاب قيمًا وَعلمه حكما وأحكاما الخ قَالَ فِيهِ وَقد شرح الله صَدْرِي وَالْحَمْد لله أَن أرتب أَحَادِيثه ترتيبا يسهل تنَاوله وأترجم على كل حَدِيث بِمَا استنبط مِنْهُ جَمَاهِير الْعلمَاء وأضم إِلَى ذَلِك من الْقُرْآن الْعَظِيم مَا لَا بُد للفقيه من حفظه وَمن تَفْسِيره مَا لَا بُد لَهُ من مَعْرفَته وأذكر فِي كل بَاب مَذْهَب الشَّافِعِيَّة وَالْحَنَفِيَّة إِذْ هما الفئتان العظيمتان الْيَوْم وهم أَكثر الْأُمَم وهم المصنفون فِي أَكثر الْفُنُون الدِّينِيَّة وهم القادة الْأَئِمَّة وَلم أتعرض لمَذْهَب غَيرهمَا إِلَّا فِي مَوَاضِع وَلم أتعرض لذكر من أخرج الحَدِيث من أَصْحَاب الْأُصُول إِلَّا فِي مَوَاضِع يسيرَة علما مني بِأَن مُسْند الدَّارمِيّ إِنَّمَا صنف لإسناد أَحَادِيث الْمُوَطَّأ وَفِيه الْكِفَايَة لمن اكْتفى وَأَرْجُو أَن يكون هَذَا الْكتاب جَامعا لأنواع من الْأَحْكَام مَا أَخذ من نُصُوص الْكتاب وَمَا أثبتته الْأَحَادِيث المستفيضة أَو القوية المروية فِي الْأُصُول فِي كل بَاب
وَمَا اتّفق عَلَيْهِ جُمْهُور الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ وَمَا استنبطه مَالك وَتَابعه جماعات من الْفُقَهَاء الْمُحدثين وَقد استوعبت أَحَادِيث الْمُوَطَّأ واثاره فِي هَذِه النُّسْخَة وَمَا كَانَ من قَوْله من السّنة كَذَا أَو كَانَ استنباطا مِنْهُ مِمَّا ذهب إِلَيْهِ أحد الطَّائِفَتَيْنِ وَقد تَأَكد الْعَزْم مني أَن أشرحه أَيْضا شرحا بِالْفَارِسِيَّةِ وَكَانَ الْفَرَاغ من تصنيفه يَوْم الْجُمُعَة السَّادِس وَالْعِشْرين من جُمَادَى الأولى سنة ألف وَمِائَة وَأَرْبع وَسِتِّينَ الهجرية المقدسة
وَقَالَ صَاحب كشف الظنون شَرحه أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن مُحَمَّد النَّحْوِيّ البطليوسي المتوفي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَخَمْسمِائة وأبومروان عبد الْملك بن حبيب الْمَالِكِي المتوفي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ وَالشَّيْخ جلال الدّين السُّيُوطِيّ وَسَماهُ كشف المغطا فِي شرح الْمُوَطَّأ وَله تنوير الحوالك على موطأ الإِمَام مَالك وجرد أَحَادِيثه فِي كتاب أَيْضا وَله كتاب آخر وَهُوَ الْمُسَمّى بإسعاف المبطأ فِي رجال الْمُوَطَّأ وَتُوفِّي سنة إِحْدَى عشرَة وتسع مائَة وصنف الْحَافِظ أَبُو عمر ابْن عبد الْبر يُوسُف بن عبد الله الْقُرْطُبِيّ كتابا سَمَّاهُ فَلْينْظر بعد بِحَدِيث الْمُوَطَّأ فِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَأَرْبع مائَة وَله كتاب التَّمْهِيد لما فِي الْمُوَطَّأ من الْمعَانِي والأسانيد قَالَ ابْن حزم هُوَ كتاب فِي الْفِقْه والْحَدِيث وَلَا أعلم نَظِيره وَاخْتَصَرَهُ وَسَماهُ الاستذكار وَاخْتَصَرَهُ أبوالوليد سُلَيْمَان بن خلف الْبَاجِيّ المتوفي سنة أَربع وَسبعين وَأَرْبع مائَة وَسَماهُ الْمُنْتَقى وَالشَّيْخ زين الدّين عمر بن أَحْمد الشماع الْحلَبِي انتقله أَيْضا وَابْن رَشِيق القيرواني المتوفي سنة سِتّ وَخمسين وَأَرْبع مائَة ولإبراهيم بن مُحَمَّد الْأَسْلَمِيّ المتوفي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة موطأ أَضْعَاف موطأ مَالك وَشرح موطأ مَالك القَاضِي الْحَافِظ أَبُو بكر مُحَمَّد بن الْعَرَبِيّ المغربي الْمَالِكِي المتوفي سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَسَماهُ القبس فِي شرح موطأ مَالك بن أنس وانتخبه الإِمَام الْخطابِيّ أَبُو سُلَيْمَان أَحْمد بن مُحَمَّد البستي المتوفي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وثلاثمائة ولخصه أَبُو الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد خلف الْقَابِسِيّ وَهُوَ الْمَشْهُور بملخص الْمُوَطَّأ مُشْتَمل على خمس مائَة وَعشْرين حَدِيثا مُتَّصِل الْإِسْنَاد وَاقْتصر على رِوَايَة أبي عبد الله عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم الْمصْرِيّ من رِوَايَة أبي سعيد سَحْنُون بن سعيد عَنهُ قَالَ وَهِي آثر الرِّوَايَات بالتقديم لِأَن