الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(أخلاي إِن شط الحبيب وربعه
…
وَعز تلاقيه وناءت مَنَازِله)
(فَإِن فاتكم أَن تبصروه بِعَيْنِه
…
فَمَا فاتكم بِالسَّمْعِ هذي شمائله)
وعَلى الشَّمَائِل شُرُوح كَثِيرَة مِنْهَا شرح الْقُسْطَلَانِيّ والجلال السُّيُوطِيّ وَابْن حجر الْمَكِّيّ وَعلي الْقَارِي الْهَرَوِيّ وَعبد الرؤوف الْمَنَاوِيّ وَالشَّيْخ سُلَيْمَان الْجمل وللشيخ إِبْرَاهِيم الْمصْرِيّ الباجوري رَحمَه الله تَعَالَى عَلَيْهِ حَاشِيَة حافلة سَمَّاهَا الْمَوَاهِب اللدنية على الشَّمَائِل المحمدية وَعَلِيهِ شرح للفاضل القنوجي الشَّيْخ عليم الدّين القريشي سَمَّاهُ دُرَر الْفَضَائِل فِي شرح الشَّمَائِل
الْفَصْل السَّادِس فِي تَرْجَمَة النَّسَائِيّ
…
أَبُو عبد الرَّحْمَن بن شُعَيْب بن عَليّ بن بَحر بن سِنَان بن دِينَار النَّسَائِيّ نِسْبَة إِلَى نسَاء بلد بخراسان وَقد يُقَال فِي نسبته نسوي بقلب الْهمزَة واوا ولد سنة خمس عشرَة وَقيل أَربع عشرَة وَمِائَتَيْنِ كَانَ أحد أَعْلَام الدّين وأركان الحَدِيث إِمَام أهل عصره ومقدمهم وعمدتهم وقدوتهم بَين أَصْحَاب الحَدِيث وجرحه وتعديله مُعْتَبر بَين الْعلمَاء
قَالَ الْحَاكِم سَمِعت أَبَا الْحسن الدَّارَقُطْنِيّ غير مرّة يَقُول أَبُو عبد الرَّحْمَن مقدم على كل من يذكر بِعلم الحَدِيث ويجرح الروَاة وتعديلهم فِي زَمَانه وَكَانَ فِي غَايَة من الْوَرع والتقى أَلا ترى أَنه يروي فِي سنَنه عَن الْحَارِث بن مِسْكين هَكَذَا قريء عَلَيْهِ وَأَنا أسمع وَلَا يَقُول فِي الرِّوَايَة عَنهُ حَدثنَا وَأخْبرنَا كَمَا يَقُول فِي رِوَايَات أُخْرَى عَن مشايخه قيل وَكَانَ سَببه وُقُوع الخشونة بَينه وَبَين الْحَارِث فَكَانَ لَا يظْهر عَلَيْهِ فِي مَجْلِسه ويحضر وَقت تحديثه مستمعا للْحَدِيث مختفيا فِي زَاوِيَة بِحَيْثُ لَا يطلع عَلَيْهِ الْحَارِث وَهُوَ يسمع صَوته من هُنَاكَ سمع حميد بن سعدة وَعمْرَان بن مُوسَى وهما أول من أخرج لَهُ الرباعي فِي الْمُجْتَبى وقتيبة ابْن سعيد وَإِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم وَعلي بن حجر وَعلي بن حشرم
وَمُحَمّد بن بشار وَأبي دَاوُد السجسْتانِي وَمُجاهد بن مُوسَى وَأحمد ابْن عَبدة وخلائق من بِلَاد خُرَاسَان والحجاز وَالْعراق والجزيرة وَالشَّام ومصر وَغَيرهَا وَأخذ عَنهُ خلق كثيرمنهم أَبُو بشر الدولابي وأبوالقاسم الطَّبَرَانِيّ وَأَبُو جَعْفَر الطَّحَاوِيّ وَمُحَمّد بن هَارُون بن شُعَيْب وأبوالميمون بن رَاشد وَإِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن صَالح بن سِنَان وَأَبُو بكر أَحْمد بن اسحاق السبني الْحَافِظ
وَكَانَ شَافِعِيّ الْمَذْهَب وَله مَنَاسِك على مَذْهَب الإِمَام الشَّافِعِي وَكَانَ ورعا متحريا اجْتمع بِهِ جمَاعَة من الْحفاظ والشيوخ مِنْهُم عبد الله بن الإِمَام أَحْمد بطرطوس وَكَتَبُوا كلهم انتخابه وَكَانَ أول رحلته إِلَى قُتَيْبَة بن سعيد الْبَلْخِي وَكَانَ إِذْ ذَاك ابْن خمس عشرَة سنة وَمكث عِنْده سنة وشهرين وَأخذ عَنهُ الحَدِيث وَكَانَ يواظب على صَوْم دَاوُد
قَالَ أَبُو سعيد عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن يُونُس صَاحب تَارِيخ مصر فِي تَارِيخه أَن النَّسَائِيّ قدم مصر قَدِيما وَكَانَ إِمَامًا فِي الحَدِيث ثِقَة ثبتا حَافِظًا وَكَانَ خُرُوجه من مصر فِي ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وثلاثمائة
قَالَ الْحَافِظ أَبُو الْقَاسِم الْمَعْرُوف بِابْن عَسَاكِر كَانَ لَهُ أَربع زَوْجَات يقسم لَهُنَّ وسراري وَكَانَ مَوْصُوفا بِكَثْرَة الْجِمَاع قَالَ ابْن خلكان وَله كتاب السّنَن وَسكن بِمصْر وانتشرت بهَا تصانيفه وَأخذ عَنهُ النَّاس
قَالَ مُحَمَّد بن اسحاق الاصبهاني سَمِعت مَشَايِخنَا بِمصْر يَقُولُونَ إِن أَبَا عبد الرَّحْمَن فَارق مصر فِي آخر عصره وَخرج إِلَى دمشق فَسئلَ عَن مُعَاوِيَة وَمَا رُوِيَ من فضائله فَقَالَ أما يرضى مُعَاوِيَة أَن يخرج رَأْسا بِرَأْس حَتَّى يفضل وَفِي رِوَايَة أُخْرَى مَا أعرف لَهُ فَضِيلَة إِلَّا لَا أشْبع الله بَطْنك وَكَانَ يتشيع فَمَا زَالُوا يدْفَعُونَ فِي حضنه حَتَّى أَخْرجُوهُ من الْمَسْجِد وَفِي رِوَايَة أُخْرَى يدْفَعُونَ فِي خصيه وداسوه ثمَّ حمل إِلَى الرملة فَمَاتَ بهَا
وَقَالَ الْحَافِظ أَبُو الْحسن الدَّارَقُطْنِيّ لما امتحن النَّسَائِيّ بِدِمَشْق قَالَ