الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إِلَى آخر سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَهُوَ آخر مَا لخصه من تأريخ البرزالي وَكتب حوادث إِلَى قبيل وَفَاته بِسنتَيْنِ وَلما لم يكن من سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة مَا يجمع الْأَمريْنِ على الْوَجْه الأتم شرع شَيخنَا مفتي الشَّام شهَاب الدّين أَحْمد بن يحيى السَّعْدِيّ فِي كِتَابَة ذيل من أول سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة على وَجه الِاسْتِيعَاب للحوادث والوفيات فَكتب مِنْهُ سبع سِنِين ثمَّ شرع من أول سنة تسع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة فَانْتهى إِلَى أثْنَاء ذِي الْقعدَة سنة خمس عشرَة وَثَمَانمِائَة وَذَلِكَ قبل ضعفه ضعفة الْمَوْت غير أَنه سقط مِنْهُ سنة خمس وَسبعين فعدمت وَكَانَ قد أَوْصَانِي أَن أكمل الخرم من أول سنة ثَمَان وَأَرْبَعين إِلَى آخر سنة ثَمَان وَسِتِّينَ فاستخرت الله تَعَالَى فِي تَكْمِيل مَا أَشَارَ إِلَيْهِ ثمَّ التذييل عَلَيْهِ من حِين وَفَاته ثمَّ رَأَيْت فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة فَمَا بعْدهَا إِلَى آخر سنة ثَمَان وَأَرْبَعين فَوَائِد جمة من حوادث ووفيات قد أهملها شَيخنَا وَيحْتَاج الْكتاب إِلَيْهَا فألحقت كثيرا مِنْهَا فِي الْحَوَادِث وشرعت من أول سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة جَامعا بَين كَلَامه وَتلك الْفَوَائِد على أَن الْجَمِيع فِي الْحَقِيقَة لَهُ انْتهى
الْفَصْل الْعَاشِر فِي علم أَحْوَال رُوَاة الحَدِيث من وفياتهم وقبائلهم وأوطانهم وجرحهم وتعديلهم وَغير ذَلِك
وَهَذَا الْعلم من فروع علم التأريخ كَمَا يلوح من الْفَصْل التَّاسِع من وَجه وَمن فروع علم الحَدِيث من وَجه وَلَا يخفى أَنه علم أَسمَاء الرِّجَال فِي اصْطِلَاح أهل الحَدِيث قلت وَمن شِيمَة الْمُحدثين ذكر الرَّاوِي باسمه وكنيته وَنسبه وصنعته وغرضهم عَن الْمُبَالغَة فِي هَذَا الِاحْتِيَاط الْكَامِل فِي رُوَاة الحَدِيث لِئَلَّا يلتبس بَعضهم بِبَعْض لِأَن الِاسْم الْمَحْض وَكَذَا الكنية الْمَحْضَة قد تشتركان فَلَا يتَحَقَّق تَمْيِيز الرَّاوِي من غَيره إِلَّا بالمبالغة وَقد يشْتَرك اسْم الرواي مَعَ اسْم أَبِيه كَمَا قَالُوا
أَن خَلِيل بن أَحْمد اسْم سِتَّة رجال وَأنس بن مَالك اسْم خَمْسَة رجال وَقد يشْتَرك اسْمه مَعَ اسْم أَبِيه وجده كَمَا قَالُوا أَن أَحْمد بن جَعْفَر اسْم أَرْبَعَة رجال متفقين فِي أسمائهم وَأَسْمَاء آبَائِهِم وجدودهم وَكَذَا أَبُو عمرَان الْخَولَانِيّ اسْم لِرجلَيْنِ أَحدهمَا عبد الْملك ابْن حبيب وَالثَّانِي مُوسَى ابْن سهل وَأَبُو بكر بن عَيَّاش ثَلَاث رجال فتعمق أهل الحَدِيث فِي أَمْثَال هَذِه الْأُمُور لَيْسَ بضائع وَإِنَّمَا غرضهم عَنْهَا مزِيد الِاحْتِيَاط لِئَلَّا يشْتَبه الرَّاوِي الضَّعِيف بالراوي الثِّقَة نعم اتِّفَاقهمَا فِي الْعَدَالَة والوثوق لَا يضر فِي ذَلِك الِاشْتِبَاه وَمَعَ هَذَا لَهُم قَرَائِن وإشارات يتميزون بهَا هَذَا الْقسم أَيْضا كسفيان الثَّوْريّ وسُفْيَان بن عُيَيْنَة فَإِن التمايز يحصل بَينهم بالشيوخ والتلامذة وَإِن كَانُوا متفقين فِي هَذِه أَيْضا فالتمييز عسير جدا وَهَذِه هِيَ الْمَوَاضِع الَّتِي يمْتَحن فِيهَا محدثيه الْمُحدث فَإِنَّهُ كَانَ بِالْبَصْرَةِ إمامان فِي فن الحَدِيث يُقَال لَهما حمادان حَمَّاد بن زيد بن دِرْهَم وَحَمَّاد بن سَلمَة فَحَيْثُ كَانَ فِي الصَّحِيحَيْنِ رِوَايَة العارم عَن حَمَّاد فَهُوَ حَمَّاد بن زيد وَحَيْثُ كَانَ الرَّاوِي لَهُ مُوسَى بن اسماعيل التَّبُوذَكِي فَهُوَ حَمَّاد بن سَلمَة ثمَّ عبد الله فِي الصَّحِيحَيْنِ فِي طبقَة الصَّحَابَة عبد الله ابْن مَسْعُود وَفِي دَرَجَة أَئِمَّة الحَدِيث عبد الله بن الْمُبَارك وَأَبُو جَمْرَة بِالْجِيم وَالرَّاء الْمُهْملَة تلميذ ابْن عَبَّاس وَبِالْحَاءِ الْمُهْملَة والزاء أَيْضا تلميذ لَهُ وَشعْبَة يروي عَن كليهمَا فالاصطلاح أَن شُعْبَة حَيْثُ قَالَ أَبُو جَمْرَة مُطلقًا فَالْمُرَاد بِهِ نصر بن عمرَان وَهُوَ بِالْجِيم وَحَيْثُ قيد النّسَب فَالْمُرَاد أَبُو حَمْزَة بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالله أعلم
وَقد يشْتَبه اسْم الرَّاوِي مَعَ اسْم أمه وَيعلم بالخوض والتعمق أَنه اسْم أمه لَا اسْم أَبِيه كَمَا فِي الحَدِيث معَاذ ومعوذ ابْني عفراء فعفراء اسْم أمهما لَا أَبِيهِمَا وَاسم أَبِيهِمَا حَارِث وَجَاء فِي بعض الرِّوَايَات بِلَال بن حمامة وَهُوَ بِلَال بن رَبَاح خَادِم النَّبِي صلى الله عليه وسلم وحمامة اسْم أمه وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عبد الله بن بُحَيْنَة وَهِي أمه وَاسم أَبِيه مَالك وَاجْتمعَ فِي بعض الْمَوَاضِع فَقَالُوا عبد الله بن مَالك بن بُحَيْنَة ليعلم أَنه صفة لعبد الله لَا لمَالِك وكمحمد بن الْحَنَفِيَّة فَإِن أَبَاهُ أَمِير الْمُؤمنِينَ عَليّ بن أبي طَالب وحنفية نِسْبَة إِلَى أمه الَّتِي اسْمهَا خَوْلَة بنت جَعْفَر سيد بني حنيفَة ويمامة وكإسماعيل