المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

أتهجوه ولست له بكفءٍ … فشرّكما لخيركما الفداء ‌ ‌الثالث عشر: أنّ - الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم - صلى الله عليه وسلم - - جـ ٢

[ابن الوزير]

فهرس الكتاب

- ‌المحمل الخامس:

- ‌الأوّل:

- ‌الثاني:

- ‌الثّالث:

- ‌الرّابع:

- ‌الخامس:

- ‌السّادس:

- ‌السّابع:

- ‌الثّامن: [

- ‌التّاسع:

- ‌العاشر:

- ‌الحادي عشر:

- ‌الثّاني عشر:

- ‌الثالث عشر:

- ‌الرّابع عشر:

- ‌الطّريق الأولى:

- ‌ الطريق الثّانية

- ‌الفرقة الأولى

- ‌الفرقة الثانية:

- ‌الفرقة الثّالثة:

- ‌الفرقة الرّابعة:

- ‌الوهم الرّابع عشر:

- ‌الوهم الخامس عشر:

- ‌الوهم السّادس عشر:

- ‌الفصل الأول:

- ‌الفصل الثاني:

- ‌الفصل الثّالث:

- ‌الفصل الرّابع:

- ‌الفصل الخامس:

- ‌الوهم الثّامن عشر:

- ‌المقدمة الثّالثة:

- ‌المقدّمة الرّابعة:

- ‌المرجّح الأوّل:

- ‌المرجّح الثّاني:

- ‌المرجّح الثّالث:

- ‌المرجّح الرّابع:

- ‌المرجّح الخامس:

- ‌المرتبة الأولى: حمل الكلام على التّخيّل

- ‌المرتبة الثانية: حمل الكلام على المجاز اللّغوي

- ‌ الأولى:

- ‌ الثانية:

- ‌ محاجّة آدم وموسى

- ‌الفصل الأول:

- ‌الفصل الثّاني:

- ‌الفصل الثّالث:

- ‌أمّا المعارضة:

- ‌الوجه الأوّل

- ‌الوجه الثّاني:

- ‌الحجّة الأولى:

- ‌الحجّة الثّانية:

- ‌الحجّة الثّالثة:

- ‌الحجّة الرّابعة:

- ‌الحجّة الخامسة:

- ‌الحجّة السّادسة:

- ‌الحجّة السّابعة:

- ‌الحجّة الثّامنة:

- ‌الحجّة التّاسعة:

- ‌الحجّة العاشرة:

- ‌الفائدة الرّابعة: في ذكر ثلاث طوائف

- ‌الطّائفة الأولى المجبّرة:

- ‌الطّائفة الثانية: المرجئة

- ‌ المسألة الأولى:

- ‌ المسألة الثّانية:

الفصل: أتهجوه ولست له بكفءٍ … فشرّكما لخيركما الفداء ‌ ‌الثالث عشر: أنّ

أتهجوه ولست له بكفءٍ

فشرّكما لخيركما الفداء

‌الثالث عشر:

أنّ أهل الحديث لم يختصّوا بترك تأويل آيات الصّفات، وأحاديث الصّفات، والإيمان بمراد الله تعالى منها (1) ، والنّهي عن الخوض في الكلام، بل قد شاركهم في ذلك، وفي بعضه كثير من خواصّ علماء الكلام المشاهير بصفاء الأذهان، ولطافة الأفهام، وقد نقل النّوويّ ذلك عن جماعة من المتكلّمين، واختاره جماعة من محقّقيهم، هذا لفظ النّووي ذكره في ((شرح مسلم)) (2) كما قدّمنا في الوهم التّاسع. (3)

وقال الحجّة أبو حامد الغزّالي في كتاب ((الإحياء)) (4) -وقد ذكر علم الكلام ما لفظه-: ((وأمّا منفعته فقد يظن أنّ فائدته كشف الحقائق، ومعرفتها على ما هي عليه، وهيهات، فليس في الكلام وفاء بهذا المطلب الشريف؛ ولعلّ التّحبيط والتّضليل فيه أكبر من الكشف والتّعريف.

وهذا إذا سمعته من محدّث أو حشويّ ربما خطر ببالك أنّ النّاس أعداء ما جهلوا، فاسمع هذا ممن خبر الكلام ثمّ قلاه بعد حقيقة الخبرة وبعد الوصول (5) إلى منتهى درجة المتكلّمين، وجاوز ذلك إلى

(1) في (ي) و (س): ((فيها)) ، والسّلف فوّضوا الكيفية، أمّا المعنى فلم يفوّضوه. وانظر ما سبق (1/ 302 - 303).

(2)

(3/ 19).

(3)

(1/ 295).

(4)

لم أجده بنصّه في المظانّ، وهو بنحوه في ((الإحياء)):(1/ 33 - 35).

(5)

في (س): ((وبعد التغلغل فيه)).

ص: 343

التّعمّق في علوم أخر تناسب نوع الكلام، وتبيّن (1) أنّ الطريق إلى حقائق المعرفة من هذا الطريق مسدود. نعم (2) لا ينفك الكلام عن كشف وتعريف وإيضاح لبعض الأمور، ولكن على النّدور في أمور جليّة تكاد تفهم قبل التّعمّق في صنعة الكلام)) انتهى كلام الحجّة في ((الإحياء)).

وله [في](3) كتاب ((المنقذ من الضّلال والمفصح بالأحوال)) (4) مثل هذا في ذمّ الكلام، والقول بأنّ أدلّته لا تفيد اليقين.

وقال أيضاً في كتاب ((التّفرقة بين الإيمان والزّندقة)) (5) وقد ذكر علم الكلام ما لفظه: ((ولو تركنا المداهنة لصرّحنا بأنّ الخوض في هذا العلم حرام)).

فهذه نصوص الغزّالي الذي قيل فيه: لم تر العيون ولا بعده أذكى منه. وذكر شيخ الاعتزال أبو القاسم البلخيّ الكعبيّ [العامّة](6) في كتابه ((المقالات)) (7) وأثنى على عقيدتهم، وعدّهم فرقة مستقلة وقال: هنيئاً لهم السّلامة، وذكر الإمام المؤيّد بالله -أجلّ علماء الزّيديّة، وشيوخ علم النظر-: كراهة التّعمّق في علم الكلام، ونهى عن ذلك، وحث على الاشتغال بالفقه، وطوّل الكلام

(1) في (س): ((وتحقق)).

(2)

في (س): ((ولعمري)).

(3)

زيادة من (س).

(4)

(ص/24).

(5)

طبع في القاهرة بعنوان: ((رسالة في الوعظ والعقائد)).

(6)

أي: أهل السنة، ((والعامة)) سقطت من (أ).

(7)

ذكره في ((كشف الظّنون)): (2/ 1782).

ص: 344

في ذلك، ذكره في كتاب ((الزّيادات)) (1) ، وكان يحيى بن منصور الحسنيّ (2) من علماء الكلام على مذهب الزّيديّة؛ فرجع عن ذلك وكان ينهى عنه، وله في ذلك أشعار حسنة منها قوله:/

وما الذي ألجأهم إلى الخطر

والخوض في علم الكلام والنظر

وما يقال فيه للمخطي كفر

ومنها قوله من قصيدة طويلة:

ويرون ذلك مذهباً مستعظماً

عن طول أنظار وحسن تفكّر

ونسوا غنى (3) الإسلام قبل حدوثهم

عن كلّ قولٍ حادث متأخّر

ما ظنّهم بالمصطفى في تركه

ما استنبطوه ونهيه المتقرّر

أيكون في دين النّبيّ وصحبه

نقص؟ فكيف به ولمّا يشعر

أو ليس كان المصطفى بتمامه

وبيانه أولى فلم لم يخبر

ما باله حتّى السّواك أبانه

وقواعد الإسلام لم تتقرّر

إن كان ربّ العرش اكمل دينه

فاعجب لمبطن قوله والمظهر

إن كان في إجمال أحمد غنية

فدع التّكلّف للزّيادة واقصر

ما كان أحمد بعد منع كاتماً

لهداية كلا وربّ المشعر

بل كان ينكر كلّ قول حادث

حتّى الممات فلا تشكّ وتمتر (4)

(1) لم أجد من ذكره.

(2)

لعله: يحيى بن منصور بن العفيف بن المفضّل الحسني المتوفّى سنة (682هـ). انظر: ((فهرس المكتبة الغربية)): (ص/789)، و ((فهرس مكتبة الأوقاف)):(2/ 738).

(3)

في (س): ((وتغزّه)).

(4)

وفي هامش (ت) ذكر بقية القصيدة.

ص: 345

وقال أيضاً (1):

طلبتك جاهداً خمسين عاماً

فلم أحصل على برد اليقين

فهل بعد الممات بك اتصال

فاعلم غامض السّرّ المصون

نوى قذف وكم قد مات قبلي

بحسرته عليك من القرون

ولابن أبي الحديد المعتزلي في ذلك أشعار جيّدة ذكرها في ((شرح نهج البلاغة)):

سافرت فيك العقول فما

ربحت إلا عناء السّفر

رجعت حسرى وما وقفت

لا على عين ولا أثر (2)

وقال أيضاً من أبيات:

وأسائل الملل التي اختلفت

في الدين حتى عابدي الوثن

فإذا الذي استكثرت منه هو الـ

جاني عليّ عظائم المحن

فضللت في تيه بلا علم

وغرقت في بحر بلا سفن

قال إمام الكلام والمتكلّمين فخر الدّين ابن الخطيب الرّازي في

(1) هذه الأبيات في (س) بعد أشعار ابن أبي الحديد، وفي (أ) و (ي) هنا، فتكون على هذا من شعر الحسني، لا من شعر أبي الحديد. ونسبه المؤلف في ((العواصم)):

(4/ 60) لابن أبي الحديد.

(2)

عجزه في (ي):

* لا على عين ولا على أثر *

وفي (س):

* منه لا على عين ولا أثر *

في هامش (ي): ((وبعدْ:

فلحى الله الأولى زعموا

أنّك المعلوم بالنّظر

كذبوا إن الذي زعموا

خارج عن قوّة البشر)).

ص: 346

وصيّته (1) ما لفظه:

((أحمد الله بالمحامد التي ذكره بها أفضل ملائكته في أشرف أوقات معارجهم (2) ، ونطق بها أعظم أنبيائه في أكمل أوقات مشاهداتهم، بل أقول ذلك من نتائج (3) الحدوث والإمكان، فأحمده بالمحامد التي يستحقّها للاهوتيّته، واستوجبها بكمال إلاهيّته، عرفتها أو لم أعرفها، لأنّه لا مناسبة للتّراب مع جلالة ربّ الأرباب -إلى قوله- ولقد اختبرت الطّرق الكلامية، والمناهج الفلسفيّة، فما رأيت فيها فائدة تساوي الفائدة التي وجدتها في القرآن العظيم، لأنّه يسعى/ في تسليم العظمة والجلال بالكلية لله تعالى، ويمنع من التّعمّق في إيراد المعارضات والمناقضات، وما ذلك إلا للعلم بأنّ العقول البشريّة تتلاشى وتضمحل في تلك المضايق العميقة والمناهج الخفيّة)).

وذكر في وصيّته هذه أنّه يدين لله تعالى بدين محمد صلى الله عليه وسلم ، [وسأل] (4) الله تعالى أن يقبل منه هذه الجملة ولا يطالبه بالتّفصيل. ومن شعره في هذا المعنى:

(1) أشار إليها المؤلف في ((العواصم)): (4/ 59)، وأوردها ابن أبي أصيبعة في ((عيون الأنباء)):(2/ 27 - 28)، والذهبي في ((تاريخ الإسلام)): وفيات (606)(ص/241 - 244)، والسبكي في ((طبقاته الكبرى)):(8/ 90 - 92).

(2)

في (ي): ((في أفضل أشرف الأوقات .. )). وفي (أ): ((في أفضل أوقات أشرف

)) والمثبت من (س) ومصادر الوصيّة.

(3)

في (س): ((تاريخ))!.

(4)

في (أ): ((ونسأل))!.

ص: 347

العلم للرّحمن جل جلاله

وسواه في جهلاته يتغمغم

ما للتّراب وللعلوم وإنّما

يسعى ليعلم أنّه لايعلم

[وله](1)

نهاية إقدام العقول عقال

وأكثر سعي العالمين ضلال (2)

قال القرطبي في ((شرح مسلم)) (3) ما لفظه: ((وقد رجع كثير من أئمة المتكلّمين عن الكلام بعد انقضاء أعمار مديدة وأمداد (4) بعيدة، فمنهم: إمام المتكلّمين أبو المعالي، فقد حكى عنه الثّقات أنّه قال:((لقد خلّيت أهل الإسلام وعلومهم، وركبت البحر الأعظم، وغصت في الذي نهوا عنه، كلّ ذلك رغبة في طلب الحقّ وهرباً من التّقليد، والآن قد رجعت (1عن الكل (5) إلى كلمة الحق، عليكم بدين العجائز، وأختم عاقبة أمري عند الرّحيل بكلمة الإخلاص، والويل لابن الجويني!)).

وكان يقول لأصحابه: ((يا أصحابنا لا تشتغلوا بالكلام، فلو عرفت أنّ الكلام يبلغ بي ما بلغ ما تشاغلت به)).

وقال أحمد بن سنان: كان الوليد بن أبان الكرابيسي خالي، فلما حضرته الوفاة قال لبنيه: أتعلمون أحداً أعلم منّي؟ قالوا: لا.

(1) زيادة من (ي).

(2)

وتمام الأبيات في هامش (ت) ، وترجمات الفخر.

(3)

((المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم)): (6/ 692 - 693).

(4)

في ((المفهم)): ((وآماد)).

(5)

ما بينهما ساقد من (س).

ص: 348