المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

والميل إلى متوعّرات المسالك، والقطع بتكذيب الرّواة، والمتابعة لبادىء رأيه - الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم - صلى الله عليه وسلم - - جـ ٢

[ابن الوزير]

فهرس الكتاب

- ‌المحمل الخامس:

- ‌الأوّل:

- ‌الثاني:

- ‌الثّالث:

- ‌الرّابع:

- ‌الخامس:

- ‌السّادس:

- ‌السّابع:

- ‌الثّامن: [

- ‌التّاسع:

- ‌العاشر:

- ‌الحادي عشر:

- ‌الثّاني عشر:

- ‌الثالث عشر:

- ‌الرّابع عشر:

- ‌الطّريق الأولى:

- ‌ الطريق الثّانية

- ‌الفرقة الأولى

- ‌الفرقة الثانية:

- ‌الفرقة الثّالثة:

- ‌الفرقة الرّابعة:

- ‌الوهم الرّابع عشر:

- ‌الوهم الخامس عشر:

- ‌الوهم السّادس عشر:

- ‌الفصل الأول:

- ‌الفصل الثاني:

- ‌الفصل الثّالث:

- ‌الفصل الرّابع:

- ‌الفصل الخامس:

- ‌الوهم الثّامن عشر:

- ‌المقدمة الثّالثة:

- ‌المقدّمة الرّابعة:

- ‌المرجّح الأوّل:

- ‌المرجّح الثّاني:

- ‌المرجّح الثّالث:

- ‌المرجّح الرّابع:

- ‌المرجّح الخامس:

- ‌المرتبة الأولى: حمل الكلام على التّخيّل

- ‌المرتبة الثانية: حمل الكلام على المجاز اللّغوي

- ‌ الأولى:

- ‌ الثانية:

- ‌ محاجّة آدم وموسى

- ‌الفصل الأول:

- ‌الفصل الثّاني:

- ‌الفصل الثّالث:

- ‌أمّا المعارضة:

- ‌الوجه الأوّل

- ‌الوجه الثّاني:

- ‌الحجّة الأولى:

- ‌الحجّة الثّانية:

- ‌الحجّة الثّالثة:

- ‌الحجّة الرّابعة:

- ‌الحجّة الخامسة:

- ‌الحجّة السّادسة:

- ‌الحجّة السّابعة:

- ‌الحجّة الثّامنة:

- ‌الحجّة التّاسعة:

- ‌الحجّة العاشرة:

- ‌الفائدة الرّابعة: في ذكر ثلاث طوائف

- ‌الطّائفة الأولى المجبّرة:

- ‌الطّائفة الثانية: المرجئة

- ‌ المسألة الأولى:

- ‌ المسألة الثّانية:

الفصل: والميل إلى متوعّرات المسالك، والقطع بتكذيب الرّواة، والمتابعة لبادىء رأيه

والميل إلى متوعّرات المسالك، والقطع بتكذيب الرّواة، والمتابعة لبادىء رأيه وهواه؟.

فإن قال: إنّ موسى عليه السلام إنّما فعل ذلك غضباً لله تعالى؛ لأنّه ظنّ أن هارون قصّر في النّهي عما فعل قومه من عبادة العجل ومجاوزته للحدّ في الغضب لأجل مجاوزة فعلهم للحدّ في القبح، ولما بقي عليه من طبيعة البشر في الغضب، وقد ورد في ((الصّحيح)) (1) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:((اللهمّ إنّي بشر آسف كما يأسف البشر)) فكذلك موسى عليه السلام.

قلنا: هذا كلام صحيح، ولكن يجب أن نتطلب لما ورد في السّنّة وجهاً حسناً -أيضاً- كما تطلّبنا مثل ذلك لما ورد في القرآن العظيم، فنقول وهو التّحقيق: إنّ ذلك يحتمل وجهين:

‌الوجه الأوّل

(2): وهو المعتمد أن يكون الملك أتاه على صورة رجل من البشر، ولم يعرف أنّه ملك، مثل ما أتى جبريل عليه السلام إلى مريم البتول رضي الله عنها فتمثّل لها بشراً سويّاً ففزعت منه فقالت: إنّي أعوذ بالرّحمن منك إن كنت تقيّاً، ولو علمت أنّه جبريل الأمين لما استعاذت منه، فلمّا أتى ملك الموت إلى موسى

(1) تقدّم تحريجه.

(2)

في هامش (أ) و (ي) ما نصّه:

((هذا الجواب ذكره القرطبي في ((التذكرة)) ، ونسبه إلى ابن خزيمة، ثم أورد عليه ما أشار السيد محمد رحمه الله إلى دفعه بقوله: فإن قلت إلخ

)) تمت من خط القاضي العلامة محمد بن عبد الملك الآنسي رحمه الله.

ص: 477

على هذه الصّفة، وأراد أن يقتله دفع موسى عن نفسه.

فإن قلت: أليس في الحديث أنّ ملك الموت لما رجع إلى الله تعالى قال: يا ربّ أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت وهذا يدلّ على أنّه قد أخبره أنّه ملك الموت، وأنّه جاء لقبضه.

والجواب: أنّ هذا لا يدلّ على معرفة موسى لملك الموت، لأنّ معرفة ملك الموت لكراهة موسى للموت لا تستلزم معرفة موسى للملك بنصّ ولا مفهوم، ولا معقول ولا مسموع، ولو أنّ الملك جاء على صورة البشر وادّعى أنه ملك، ولم يظهر لموسى ما يدلّ على صدقه، ولا خلق الله فيه علماً ضروريّاً بذلك، لم يكن لموسى أن يصدّقه في ذلك، وإلا جاز أن يدّعي بعض شياطين الجنّ أو الإنس مثل ذلك على الأنبياء عليهم السلام ويجوز عليهم، وهذا ما لا يجوز أبداً.

ويدلّ على ما ذكرناه من عدم (1) معرفة موسى للملك: أنّه قد ثبت في الحديث الصّحيح أنّ الله تعالى لا يقبض نبيّاً حتّى يخيّره (2)

، فلمّا جاء ملك الموت لقبض روح موسى من غير تخيير، أمكن أن يكون موسى قد علم أنّه لا يقبض حتّى يخيّر، فشكّ في صدقه لذلك، والذي يدلّ على هذا دلالة ظاهرة، أنّه قد ورد في هذا الحديث بعينه أنّ

(1) سقطت من (س)!.

(2)

من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إنّه لم يقبض نبيّ حتّى يرى مقعده من الجنّة ثم يخيّر

)) الحديث.

أخرجه البخاري ((الفتح)): (7/ 743) ، ومسلم برقم (2444).

ص: 478