الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عَلَيْهِنَّ.
440 -
حَدَّثَنَا خَلَاّدٌ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرٍ أَنَّ امْرَأَةً قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا أَجْعَلُ لَكَ شَيْئاً تَقْعُدُ عَلَيْهِ، فَإِنَّ لِى غُلَاماً نَجَّارًا قَالَ «إِنْ شِئْتِ» . فَعَمِلَتِ الْمِنْبَرَ
باب من بنى مسجدا
441 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنِى ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِى عَمْرٌو أَنَّ بُكَيْراً حَدَّثَهُ أَنَّ عَاصِمَ بْنَ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ
ــ
وهو ذكر الصناع والمسجد. قلت إما أنه اكتفى بالنجار والمنبر لأن الباقي يعلم منه وإما أنه أراد أن يلحق إليه ما يتعلق بذلك فلم يتفق له إذ لم يثبت عنده بشرطه ما يدل عليه. وقوله (خلاد) بفتح المعجمة وشدة اللام وبالمهملة الكوفي سبق في باب الصلاة إذا قدم من سفر و (عبد الواحد) بالمهملتين و (أبوه) هو أيمن بفتح الهمزة وسكون التحتانية والميم المفتوحة الحبشي المكي الفرشي المخزومي قوله (ألا) هو مخففة مركبة من همزة الاستفهام ولا النافية وليست حرف التنبيه ولا حرف التحضيض. وقوله (إن شئت) جزاؤه محذوف أي عملت وفي بعضها إن شئت فعلت فلا حذف و (فعملت) أي المرأة. فإن قلت العامل هو العلام لا المرأة. قلت لما كانت هي الآمرة أسند إليها كقولك كسا الخليفة الكعبة. فإن قلت هذا الحديث لم يدل على استعانة فإن هذه المرأة قالت ذلك من تلقاء نفسها. قلت المرأة استعانت بالعلام في نجارته المنبر. قال ابن بطال: فإن قلت الحديثان متخالفان فإن حديث سهل أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل المرأة أن تأمر عبدها بعمل المنبر وفي حديث جابر أن المرأة سألت النبي صلى الله عليه وسلم ذلك. قلت يحتمل أن تكون المرأة بدأت بالمسألة فلما أبطأ الغلام بعمله استنجزها إتمامه إذ علم طيب نفس المرأة بما بذلته من صنعة غلامها ويمكن أن يكون إرساله عليه السلام إلى المرأة ليعرفها صفة ما يصنع الغلام في الأعواد وأن يعمل ذلك أعواداً أي منبراً. قال وفيه دليل على جواز استنجاز الوعد والاستعانة بأهل الصنعة فيما يشمل المسلمين نفعه أقول وفيه التقرب إلى أهل الفضل بعمل الخير (باب من بنى مسجداً) قوله (يحيى بن سليمان) الجعفي مر في باب كتابة العلم و (ابن وهب) هو عبد الله في باب من يرد الله به خيراً و (عمرو)
عُبَيْدَ اللَّهِ الْخَوْلَانِىَّ أَنَّهُ سَمِعَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ يَقُولُ عِنْدَ قَوْلِ النَّاسِ فِيهِ حِينَ بَنَى مَسْجِدَ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم إِنَّكُمْ أَكْثَرْتُمْ، وَإِنِّى سَمِعْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ «مَنْ بَنَى مَسْجِدًا - قَالَ بُكَيْرٌ حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ - يَبْتَغِى بِهِ وَجْهَ اللَّهِ، بَنَى اللَّهُ لَهُ مِثْلَهُ فِى الْجَنَّةِ»
ــ
هو ابن الحارث الملق بدرة الغواص في باب المسح على الخفين و (بكير) مصغراً مخففاً ابن عبد الله الأشج المدني خرج قديماً إلى مصر فنزل بها والأربعة أفاضل مصريون و (عاصم) هو الأوسي الأنصاري مات بالمدينة سنة عشرين ومائة و (عبيد الله) هو ابن الأسود الخولاني بفتح المعجمة وسكون الواو وبالنون زينب ميمونة أم المؤمنين. قوله (عند قول الناس فيه) وذلك أن بعضهم كانوا ينكرون عليه تغيير بناء المسجد وجعله بالحجارة المنقوشة والقصة. قوله (أكثرتم) أي الكلام في الإنكار على فعلي و (بنى الله له) هو جزاء الشرط ولفظ (قال بكير إلى وجه الله) إدراج من عمر ووقع في البين معترضة ولفظ ينبغي على تقدير ثبوته في كلام النبي صلى الله عليه وسلم حال من فاعل من بنى، والمراد بوجه الله ذات الله. فإن قلت هل هو خاص بمن باشر البناء أم عام لمن أمر بالبناء أيضاً، قلت عام لهما، فإن قلت فيلزم منه إرادة المعنى الحقيقي والمجازي باستعمال واحد وذلك ممتنع، قلت لا امتناع فيه عند الشافعي وأما عند غيره فيحمل على معنى مجازي يتناول الحقيقة وذلك المجاز ومثله يسمى بعموم المجاز، فإن قلت ما قولك في إسناد البناء إلى الله تعالى، قلت هو مجاز اتفاقاً قطعاً. فإن قلت من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها فما معنى التقييد بمثله، قلت إما أنه صلى الله عليه وسلم قال قبل نزول الآية الكريمة أو أن المثلية إنما هي بحسب الكمية والزيادة تحصل بحسب الكيفية أو أن التقييد به لا يدل على نفي الزيادة أو أن المقصود منه بيان المماثلة في أن جزاء هذه الحسنة من جنس العمل لا من غيره. قال النووي: يحتمل أن يكون معناه بنى الله له مثله في مسمى البيت وأما صفته في السعة وغيرها فمعلوم فضلها وأنها مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، أو معناه أن فضله على بيوت الجنة كفضل المسجد على بيوت الدنيا. وقال ابن بطال المساجد بيوت الله تعالى وقد أضافها الله تعالى إلى نفسه بقوله تعالى