المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ترجمة لأبي داود الأعمى: - الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج - جـ ١

[محمد الأمين الهرري]

فهرس الكتاب

- ‌تقديم

- ‌ترجمة الشارح

- ‌اسمه:

- ‌مولده:

- ‌نشأته:

- ‌رحلته:

- ‌مؤلفاته:

- ‌هجرته:

- ‌خطبة الكتاب

- ‌مقدِّماتٌ

- ‌المقدمةُ الأُولى في ترجمة الإِمام مسلم رحمه الله تعالى

- ‌المقدمة الثانية في ميزة "جامعه

- ‌فصل في ذكر الكتب المخرجة على صحيح مسلم

- ‌فصل آخر في شروحه

- ‌المقدّمة الثالثة مقدّمة العلم

- ‌الفرق بين الحديث والسُّنَّة والخَبَر والأثر:

- ‌المقدمة الرابعة في أسانيدي إلى الحافظ الإِمام مسلم رحمه الله تعالى

- ‌فصل في ذكر نبذة من أقسام الحديث وبيان أنواعه

- ‌(1) بَابُ وُجُوبِ الرِّوَايَةِ عَنِ الثِّقَاتِ المُتْقِنِينَ، وَتَرْكِ الضُّعَفَاءِ الْمَتْرُوكِينَ

- ‌تتمة: في معرفة الاعتبار والمتابعة والشاهد والأَفراد والشاذّ والمنكَر

- ‌(2) بَابُ تَغْلِيظِ الْكَذِبِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌(3) بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْحَدِيثِ بِكُلِّ مَا سَمعَ

- ‌(4) بَابُ التَّحْذِيرِ عَنْ أَنْ يُشَنَّعَ فِي الْحَدِيثِ وَأَنْ يُحَدِّثَ قَوْمًا حَدِيثًا لَا تَبْلُغُه أَفْهَامُهُمْ

- ‌(5) بَابُ النَّهْيِ عَنِ الرِّوَايَةِ عَنِ الضُّعَفَاءِ وَالاحْتِيَاطِ فِي تَحَمُّلِهَا

- ‌(6) بَابُ اخْتِيَارِ الأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ وَتَلْخِيصِهَا وَطَرْحِ مَا سِوَاهَا مِنَ الْكِتَابِ الَّذِي اشْتَمَلَ عَلَيهَا

- ‌(7) بَابُ بيَانِ أَن الإِسْنَادَ مِنَ الدِّينِ، وَأَنَّ الرِّوَايَةَ لَا تَكُونُ إلا عَنِ الثِّقَاتِ، وَأَنَّ جَرْحَ الرُّوَاةِ بمَا هُوَ فِيهِمْ جَائِزٌ، بَلْ وَاجِبٌ، وَأنَّهُ لَيسَ مِنَ الْغِيبَةِ الْمُحَرَّمَةِ، بَلْ مِنَ الذَّبِّ عَنِ الشَّرِيعَةِ الْمُكَرَّمَةِ

- ‌(8) بَابُ الْكَشْفِ عَنْ مَعَايِبِ رُواةِ الْحَدِيثِ ونَقَلَةِ الأَخْبَارِ وَقَوْلِ الأَئِمةِ فِي ذَلِكَ

- ‌ترجمة لأبي داود الأعمى:

- ‌فصل في ترجمة عَمْرو بن عُبَيد:

- ‌تتمة لترجمة عَمْرو بن عُبَيد:

- ‌تتمة في ترجمة أبي شَيبة:

- ‌تتمة في ترجمة صالح المُرِّي:

- ‌فصل في ترجمة الحَسَنُ بن عُمارة:

- ‌نبذة من ترجمة زياد بن ميمون:

- ‌تتمة في ترجمة خالد بن مَحْدُوج:

- ‌فصل في ترجمة عَبَّاد بن منصور الناجِي:

- ‌تتمة في ترجمة مهدي بن هلال:

- ‌ترجمةُ أبان بن أبي عَياش:

- ‌ترجمة بقِية الكَلاعي:

- ‌ترجمة إسماعيل بن عَيَّاش:

- ‌نبذة من ترجمة المعَلَّى:

- ‌تتمة في صالح بن نَبْهان:

- ‌ترجمة حَرَام بن عثمان:

- ‌ترجمة عبد الله بن مُحَرَّر:

- ‌ترجمة يحيى بن أبي أُنيسَة (ت):

- ‌ترجمة فَرْقَد بن يعقوب السبخي:

- ‌نبذة من ترجمة محمد بن عبد الله الليثي:

- ‌نبذة من ترجمة يعقوب بن عطاء:

- ‌أمَّا عُبيدةُ .. فترجمتهُ:

- ‌أما السَّرِي بن إسماعيل:

- ‌أما محمد بن سالم:

- ‌فصل في المسائل المَنْثُورَة والجُمل التي تتعلِّقُ بهذا الباب:

- ‌(9) باب صحة الاحتجاج بالحديث المعنعن إذا أمكن لقاء المُعَنْعِنينَ ولم يكن فيهم مدلس

- ‌خاتمة المقدمة

- ‌خاتمة المجلد الأول

الفصل: ‌ترجمة لأبي داود الأعمى:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وعَمَوَاس بفتح العين والميم.

فهذا مختصر ما يتعلَّقُ بالطاعون، فإذا عُلِمَ ما قالوه في طاعون الجارف .. فإن قتادة وُلِدَ سنة إحدى وستين، ومات سنة سبع عشرة ومائة على المشهور، وقيل: سنة ثماني عشرة.

ويلزم من هذا: بُطْلَان ما فَسَّرَ به القاضي عِيَاضٌ رحمه الله تعالى طاعونَ الجارف هنا، ويتعيَّن أحدُ الطاعونَين، فإمَّا سنة سبع وستين، فإن قتادة كان ابنَ ستِّ سنين في ذلك الوقت ومِثْلُه يضبطُه، وإمَّا سنة سبعٍ وثمانين وهو الأظهرُ إنْ شاء الله تعالى، والله أعلم) اهـ (1).

‌ترجمة لأبي داود الأعمى:

نُفَيْع -بضمِّ أوله وفتح ثانيه مصغرًا - ابن الحارث، أبو داود الأعمى الهَمْدانيّ الدَّارمي القاصُّ، ويُقال له: السَّبيعي الكُوفيّ؛ لأنهم مواليه، وقد دَلَّسَهُ بعضُ الرواة فقال: نافع بن أبي نافع.

روى عن عمران بن حُصَيْن ومَعْقل بن يَسَار وأبي بَرْزَة الأسلمي وبُرَيدة بن الحُصَيب وابن عباس وابن عُمر وابن الزُّبير وزَيد بن أرقم وأبي الحَمْراء وأنس وعبد الله بن سَخْبَرة وغيرهم، ويروي عنه (ت ق) وأبو إسحاق -وهو أكبرُ منه- وابنُه يونس بن أبي إسحاق وإسماعيل بن أبي خالد والأعمش وزياد بن خَيثَمة وعائذ الله المُجاشعي وعليبن الحَزَوَّر والثَّوْري والمسعودي وهَمَّام وأبو الأحوص وشَرِيك وغيرهم.

قال شريك: دخلتُ على أبي داود الأعمى فجعل يقول: سمعتُ أَبا سعيد وسمعتُ ابنَ عُمر وسمعتُ ابنَ عَباس، ثم أعادها في ذلك المجلس فجعل حديثَ ذا لذا وحديثَ ذا لذا.

وقال أَحْمد بن أبي يحيى: سمعت أَحْمد بن حنبل يقول: أبو داود الأعمى يقولُ: سمعتُ العبادلةَ

ولم يَسْمَعْ منهم شيئًا.

(1)"شرح صحيح مسلم"(1/ 105 - 107).

ص: 358

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وقال أَيضًا: سمعتُ ابنَ معين يقول: أبو داود الأعمى يَضَعُ ليس بشيء.

وقال أبو حاتم: منكرُ الحديث، ضعيف الحديث. وقال البُخَارِيّ: يتكلمون فيه.

وقال التِّرْمِذِيّ: يُضَعَّفُ في الحديث، وقال النَّسائيّ: متروك الحديث، وقال في موضع آخر: ليس بثقة ولا يُكتب حديثه، وقال العُقيلي: كان ممَّنْ يَغْلُو في الرَّفْضِ، وقال ابنُ عدي: هو في جملة الغالية بالكوفة، وقال ابنُ حِبَّان في "الضعفاء": نُفيع أبو داود الأعمى يروي عن الثِّقات الموضوعاتِ توهّمًا، لا يجوز الاحتجاجُ به.

وهو الذي روى عن زيد بن أرقم: قالوا: يَا رسول الله؛ ما لنا في هذه الأضاحي؟ قال: "بكُل شعرةٍ حسنة" رواه سلام بن مسكين عن عائذ الله عن أبي داود الأعمى.

وقال محمَّد بن كثير: حَدَّثَنَا الحارث بن حَصِيرة -صدوق لكنه رافضي- عن أبي داود السَّبيعي عن عمران بن حصين قال: كنتُ جالسًا عند النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وعليٌّ رضي الله عنه إلى جنبه، إذْ قَرَأ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم:{أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ} فارْتَعَدَ عليٌّ رضي الله عنه، فضرب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم على كتفِه وقال:"لا يُحِبُّك إلَّا مؤمنٌ ولا يُبْغِضُك إلَّا منافقٌ إلى يوم القيامة".

وقال الساجيُّ: كان منكرَ الحديث يكذب، حَدَّثَنَا أَحْمد حَدَّثَنَا أبو معاوية عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي داود عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما مِنْ غنيٍّ إلَّا سَيَودُّ أنَّه كان أُعطي في الدنيا قُوتًا"، قال الساجيُّ: وهذا الحديث يُصَحِّحُ قولَ قتادة فيه أنَّه كان سائلًا؛ لأن هذا حديثُ السؤَّال.

وقال الحاكم: روى عن بريدة وأنس أحاديث موضوعة.

وذكره البُخَارِيُّ في "الأوسط" في (فصل من مات من العشرين إلى الثلاثين بعد المائة).

وقال في "التقريب": أبو داود الأعمى مشهور بكُنْيَتِه، كُوفِيّ، متروك، من الخامسة.

ص: 359

[64]

وَحَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ لْحُلْوَانِيُّ، قَال: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ قَال: دَخَلَ أَبُو دَاوُدَ الأَعْمَى عَلَى قتَادَةَ، فَلَمَّا قَامَ .. قَالُوا: إِنَّ هَذَا يَزْعُمُ أَنَّهُ لَقِيَ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ بَدْرِيًّا،

ــ

وقال ابنُ عبد البَرِّ: أجمعوا على ضَعْفِه، وكَذَّبَهُ بعضُهم، وأجمعوا على تَرْكِ الرواية عنه. اهـ من "تهذيب التهذيب"(10/ 470 - 472)، و"الميزان"(4/ 272 - 273).

ثم ذكر المؤلِّفُ رحمه الله تعالى المتابعةَ في أثَرِ قتادة فقال:

[64]

(وحَدَّثنا حَسَنُ بن عليٍّ) بن محمَّد الهُذَلِيُّ -نسبةٌ إلى هُذَيل بن مُدْرِكة- أبو على (الحُلْوَانِيُّ) المكيُّ، ثِقَةٌ حافظٌ من الحادية عشرة، مات سنة اثنتين وأربعين ومائتين.

(قال) الحَسَنُ: (حَدَّثنا يَزِيدُ بن هارونَ) بن زاذان السُّلَمي مولاهم، أبو خالد الواسطيّ، أحد الأئمة الأعلام، ثقةٌ مُتْقن عابدٌ من التاسعة، مات سنة ستٍّ ومائتين.

قال يَزيدُ بن هارون: (أخبرنا هَمَّامٌ) هو ابن يحيى الأَزدِيّ أبو عبد الله البَصْرِيّ، من السابعة، مات سنة أربع أو خمس وستين ومائة.

(قال) هَمَّامٌ: (دخل أبو داود الأعمى) نُفَيعُ بن الحارث الكُوفِيّ من الخامسة (على قتادة) بن دِعامة السدوسي البَصْرِيّ رأس الطَّبقة الرابعة.

ورجالُ هذا الأَثَرِ أربعةٌ: اثنان منهم بصريان، وواحد مكّيّ، وواحد واسطيّ.

وغرضه بسوق هذا السند: بيانُ متابعة يَزيد بن هارون لعفَّان بن مسلم في رواية هذا الأثر عن هَمَّام، وفائدةُ المتابعةِ: بيانُ كثرة طُرُقِه؛ لأنَّ الراوَيَين ثقتان.

(فلمَّا قامَ) أبو داود الأعمى من عند قتادة ومَشَى ( .. قالوا) أي: قال النَّاسُ الجالسون عند قتادة بعضهم لبعض: (إنَّ هذا) القائمَ من عندنا (يَزْعُمُ) أي: يقول، والزعم: القول الفاسد والقول بلا دليل، ولذلك قالوا: الزعمُ مَطِيَّةُ الكذب (أنَّه) أي: أن هذا القائمَ الخارجَ من عندنا - يعنون أَبا داود الأعمى - (لَقِيَ) ورأى (ثمانية عَشَرَ) رجلًا (بَدْرِيًّا) أي: من الصَّحَابَة الذين حضروا وقعة بدر روى عنهم.

ص: 360

فَقَال قتادَةُ: هَذَا كَانَ سَائِلًا قَبْلَ الْجَارِفِ، لا يَعْرِضُ في شَيءٍ مِنْ هَذَا وَلَا يَتكَلَّمُ فِيهِ، فَواللهِ! مَا حَدَّثَنَا الْحَسَنُ عَنْ بَدْرِيٍّ مُشَافَهَةً، وَلَا حَدَّثنا سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيّبِ عَنْ بَدْرِيٍّ مُشَافَهَةً إلا عَنْ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ

ــ

(فقال قتادةُ) بن دِعامة لإِظهار بُطْلان ما زَعَم وادَّعَى: (هذا) الرَّجل القائم الخارج من عندنا الزاعم لقاء هؤلاء الصَّحَابَة (كان سائلًا) أي: طالبًا الصدقةَ من النَّاس مشغولًا بطلب رزقِه وقُوته من أيدي النَّاس (قبلَ) وقوع الطاعون (الجارفِ) أي: الذي جرف وأهلك كثيرًا من النَّاس من الصَّحَابَة وغيرهم؛ أي: مشغولًا بسؤال النَّاس قبل الجارف الذي أهلك أكثرَ الصَّحَابَة.

(لا يَعْرِضُ) بفتح الياء وكسر الراء؛ أي: لا يلتفتُ ولا يَرْغَبُ (في شيءٍ من هذا) العِلْمِ؛ أي: عِلْمِ رواية الحديث؛ أي: لا يَعْتَني بالحديث (ولا يَتكَلَّمُ فيه) أي: في شيءٍ من الحديث حِفْظًا وضَبْطًا وروايةً في زمن البدريين، فكيف عن لقائهم والرواية عنهم؟ ! فهو كَذَّابٌ في ذلك الزعم.

قال قتادة: (فوالله) الذي لا إله غيرُه؛ أي: أقسمتُ به (ما حَدَّثنا الحَسَنُ) البصريُّ الذي هو من كبار التابعين رأس الطَّبقة الثالثة (عن) شخصٍ (بَدْرِيٍّ) أي: حاضرٍ وقعةَ بَدْرٍ (مُشَافَهَةً) أي: مُخاطَبةً ومكالمةً معه بلا واسطةٍ، فكيف يحَدّثُ هذا الأعمى الذي هو من الطَّبقة الخامسة عن البدريين؟ ! فهو كَذَّابٌ فيما يزعم.

وقولُه: (مُشَافَهَةً) مصدرٌ لشافه الرباعي من باب فاعل يُقال: شافهه مشافهة إذا أدنى شفتَه من شفتِه وكَلَّمَه، وهو مصدرٌ منصوبٌ على الحالية من (الحَسَنُ) على تأويله بالمشتق؛ أي: حالة كونه مشافهًا مخاطبًا للبَدْرِيِّ، أو على النيابة عن المصدرِ؛ أي: تحديثَ مشافهة.

(ولا حَدَّثنا سعيدُ بن المُسَيّبِ عن بَدْرِيٍّ مُشَافَهَةً) أي: بلا واسطةٍ (إلَّا) ما روى سعيدُ بن المُسَيّب (عن سَعْدِ بنِ مالكٍ) أي: عن سَعْد بن أبي وَقَّاص.

قال النوويُّ: (والمرادُ بهذا الكلام: إبطالُ قولِ أبي داود هذا وزَعْمِهِ أنَّه لَقِيَ ثمانيةَ عَشَرَ بَدْرِيًّا، فقال قتادة: الحَسَنُ البصريُّ وسعيدُ بن المُسَيّب أكبرُ من أبي داود

ص: 361

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

الأعمى وأجَلُّ وأقدمُ سِنًّا، وأكثرُ اعتناءً بالحديث وملازمة أهله، وبالاجتهادِ في الأخْذِ عن الصَّحَابَة، ومع هذا كُله ما حَدَّثنا واحد منهما عن بَدْرِيٍّ واحدٍ، فكيف يزعم أبو داود الأعمى أنَّه لَقِيَ ثمانيةَ عَشر بدريًّا؟ ! هذا بُهْتَانٌ عظيم) اهـ (1)

والمرادُ بـ (الحَسَنُ): الحَسَنُ بن أبي الحسن، واسمُ أَبيه يَسَار -بالتحتانية والمهملة- البصريُّ الأنصاريُّ مولاهم، أبو سعيد، الإمامُ أحَدُ أئمة الهدى والسُّنَّة، رُمي بالقَدَر ولا يَصِحُّ.

رَوَى عن جُنْدب بن عبد الله وأنس وعبد الرَّحْمَن بن سَمُرة ومَعْقِل بن يَسَار وأبي بَكْرة وسَمُرة، وأرْسَلَ عن كثيرِ من الصَّحَابَة، ويروي عنه (ع) وأيوب وحُمَيد ويونس وقتادة ومَطَر الورَّاق وخلائق.

قال في "التقريب": ثِقَةٌ فقيهٌ فاضلٌ مشهور، وكان يُرسل كثيرًا ويُدَلِّس، وهو رأسُ أهلِ الطَّبقة الثالثة، مات سنة عشر ومائة، وُلدَ سنة إحدى وعشرين لسنتَينِ بقيتا من خلافة عُمر رضي الله عنه.

وأمَّا سَعيدٌ: فهو سعيدُ بن المُسَيب بن حَزْن -بوزن سَهْل- ابن أبي وهْب بن عَمْرو القُرَشِيُّ المخزومي، أبو محمَّد المدنِي الأعور، سَيِّدُ التابعين، وأحَدُ العلماء الأثْبات والفقهاء السبعة بالمدينة، جَمَعَ بين الحديث والفقه وتعبير الرؤيا والزُّهْد والوَرَع، كان أحفظَ النَّاس لأحكام عُمر بن الخطاب وأقضيتِه حتَّى سُمي راويةَ عُمر، واتفقوا على أن مرسلاته أصَحُّ المراسيل، وُلد سنة خمس عشرة.

روى عن عُمر في (عم) وأُبيٍّ وأبي ذَرٍّ وأبي بَكْرَة في (ق) وعليٍّ وعثمان وسَعْد بن أبي وقَّاص في (خ م) وطائفة، ويروي عنه الزُّهْرِيّ وعَمْرو بن دينار وقتادة وبُكَير بن الأشَجّ ويحيى بن سعيد الأَنْصَارِيّ و (ع) وخلق كثير.

قال في "التقريب": من كبار الثَّانية، مات بعد التسعين وقد ناهز الثمانين.

قال السنوسي: (وأمَّا والدُهُ المُسَيّب: فصحابيٌّ مشهورٌ رضي الله عنه، وهو بفتح

(1)"شرح صحيح مسلم"(1/ 107).

ص: 362

[65]

حَدثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبي شَيبَةَ،

ــ

الياء على المشهور، وحَكَى صاحب "مطالع الأنوار" (1): أن أهلَ المدينةِ يكسرونها، قال: ويُحكى أن سعيدًا كان يكره الفتح) (2).

وأمَّا سَعْدُ بن مالك: فهو سَعْدُ بن أبي وقَّاص، مالك بن أُهَيب -وقيل: وُهَيب مصغرًا كلاهما- ابن عبد مناف بن زُهْرة الزُّهْرِيّ المدنِيُّ أبو إسحاق، شَهِدَ بدرًا والمشاهدَ كُلَّها، وهو أحد العشرة المبشرة وآخرهم موتًا، وأول مَنْ رَمَى في سبيل الله، وفارسُ الإِسلام، وأحد ستة الشورى، ومناقبُه أكثرُ من أن تُحصر، له مئتا حديث وخمسة عشر حديثًا.

روى عنه (ع) وبنوه إبراهيم وعامر وعمر ومحمد وخلق، وكان سابعَ سبعةٍ في الإِسلام، مات في قصره بالعقيق على عشرة أميال من المدينة، وحُمل إلى البقيع سنة خمسٍ وخمسين على المشهور، وقيل: سنة ست، وقيل: سنة سبع.

ثم استشهد المؤلِّفُ رحمه الله تعالى لِمَا مَرَّ من جَرْحِ الرواة بأثَرِ رَقَبَة بن مَصْقَلَة فقال:

[65]

(حَدَّثنا عثمانُ) بن محمَّد (بن أبي شَيبَةَ) إبراهيم بن عثمان العَبْسي مولاهم، أبو الحَسَن الحافظ الكُوفيّ.

روى عن شَريك وابن المبارك وهُشَيم وجَرير بن عبد الحميد وابن عُيَينَة، ويروي عنه (خ م دق) و (سي) بواسطة، وأبو زرعة وزكريا بن يحيى السِّجْزِي وابنُه محمَّد وخَلْق، قال ابنُ مَعِين: ثِقَة أمين.

(1) انظر "مشارق الأنوار"(1/ 399). وفيه وفي "صيانة صحيح مسلم"(ص 170) وفي "شرح صحيح مسلم" للنووي: (عن علي بن المَدِيني: أن فتح الياءِ قولُ أهل العراق، وأمّا أهل المدينة فيقولون: المُسَيِّب بكسر الياء)، وزاد الإمام ابن الصلاح:(ووجدتُ أَبا عامر العَبْدَريَّ الحافظَ الأديبَ قد ضَبَطَهُ بخَطِّهِ بفتح الياء وبكسرها معًا، وهذا غريبٌ مستطرف).

(2)

"مكمل إكمال الإكمال"(1/ 32)، وهو مختصر من كلام الإمام النووي في "شرح صحيح مسلم"(1/ 107).

ص: 363

حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ رَقَبةَ: أَن أَبَا جَعْفَرٍ الْهَاشِمِيَّ الْمَدَائِنِيَّ

ــ

وقال في "التقريب": ثقةٌ حافظٌ شهيرٌ وله أوهام، وقيل: كان لا يحفظ القرآن، من العاشرة، مات سنة تسعٍ وثلاثين ومائتين، وله ثلاث وثمانون سنة.

قال عثمان: (حَدَّثنا جريرٌ) هو ابن عبد الحميد بن قُرْط الضبيُّ الكُوفيّ ثم الرَّازيّ، أبو عبد الله القاضي.

قال في "التقريب": ثِقَةٌ صحيحُ الكتاب، قيل: كان في آخر عمره يَهِمُ من حفظه، مات سنة ثمانٍ وثمانين ومائة وله إحدى وسبعون سنة. اهـ من السادسة.

(عن رَقَبةَ) بفتح الراء والقاف والباء على لفظ رقبة الإنسان، وهو رَقَبَةُ بن مَصْقَلة، ويُقال: مَسْقَلة بفتح الميم وسكون السين المهملة وفتح القاف، ابن عبد الله العَبْدي أبي عبد الله الكُوفيّ، وكان عظيمَ القدر جليلَ الشأن رحمه الله تعالى.

روى عن نافع وعطاء وقيس بن مسلم وثابت وأبي إسحاق وغيرهم، ويروي عنه (خ م د ت س) وسُلَيمانُ التَّيمي وأبو عَوَانة وابنُ فُضَيل وجَرِير بن عبد الحميد وابنُ عُيَينة وغيرُهم.

قال في "التقريب": ثِقَةٌ مأمون، وكان يمزح، من السادسة، مات سنة تسعٍ وعشرين ومائة.

وهذا السند من ثلاثياته، ومن لطائفه: أن رجالهُ كُلَّهم كوفيون.

(أن أَبا جعفرٍ) عبدَ الله بن مِسْوَر بن عون بن جعفر بن أبي طالب القُرَشِيَّ (الهاشميَّ المدائِنيّ) أي: المنسوبَ إلى مدائن بلدةٍ بُقرب بغداد.

والفرقُ بينه وبين المَدِيني بالياء والمَدَنِي بدون ياء: أن الأولَ منسوبٌ إلى مدائن كسرى فيها إيوانه، وهي بلدةٌ بقرب بغداد، سُمِّيت بلفظ الجمع لِعِظَمِها كما مَرَّ في أول الكتاب.

وأنَّ المَدِينيَّ -بالياء- منسوبٌ إلى مدينة أَصبهان. والمَدَنِيَّ إلى مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا هو المعروف وإنْ خَالفَتْهُ عبارةُ النووي كما سيأتي.

وأمَّا أبو جعفر هذا: فهو الذي تقدَّم ذكرُه في أول الكتاب في الضعفاء والواضعين.

ص: 364

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وقال النوويُّ: (واعْلَمْ: أنَّه وَقَعَ في الأصول هنا: "المَدَنِيّ"، وفي بعضها: "المدِينيّ" بزيادة ياء، ولم أرَ في شيءٍ منها هنا: "المدائنيّ"، ووَقَعَ في أول الكتاب: "المدائنيّ" -وهو الصوابُ هنا أَيضًا؛ لأنه هو هو- فأمَّا المَدِينيُّ والمَدِنيُّ: فنِسْبةٌ إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والقياسُ: المَدَنِيُّ بحذف الياء، ومَنْ أثبتَها .. فهو على الأصل، وروى أبو الفضل محمَّد بن طاهر المقدسيُّ في كتاب "الأنساب المُتفقة في الخطّ المتماثلةِ في النَّقْطِ والضَّبْطِ" بإسناده عن البُخَارِيّ قال: المَدِيني -يعني بالياء-: هو الذي أقام بالمدينة ولم يُفارِقْها، والمدني: الذي تَحَوَّلَ عنها وكان منها) اهـ كلام النووي (1)، وفيه نظرٌ، والصوابُ ما قلْنَاه أوّلًا.

وفي "القاموس": (والنِّسْبَةُ إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم مَدَنِيٌّ بلا ياء، وإلى مدينة المنصور وأصفهان وغيرِهما: مديني بالياء، وإلى المدائن: مدائني، والمدائنُ: مدينةُ كِسْرى قرب بغداد سُمِّيَتْ بلفظ الجمع لكِبَرِها) اهـ.

تتمة لأبي جعفر:

وأبو جعفر: هو عبد الله بن المِسْوَر بن عون بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي المدائنيّ، ليس بثقة، وقال أحمدُ وغيرُه: أحاديثه موضوعة، وقال جَرِيرٌ عن رَقَبَة بن مَسْقَلة: إنَّ عبد الله بن مِسْوَر المدائنيّ وَضَعَ أحاديثَ على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاحتملها النَّاسُ عنه.

وروى معاوية بن صالح عن يحيى قال: أبو جعفر المدائنيّ هو عبد الله بن محمَّد بن مِسْوَر بن محمَّد بن جعفر، كذا نسبه.

وقال أَحْمد: روى عنه عمرو بن مرة وخالد بن أبي كريمة وعبد الملك بن أبي بشر، وتركتُ أنا حديثه، وكان ابن مهدي لا يُحَدِّثنا عنه، وقال النّسائيُّ والدارقطنيُّ: متروك.

(1)"شرح صحيح مسلم"(1/ 108). انظر "الأنساب" للسمعاني (12/ 153)(المدينيّ)، و"معجم البلدان"(5/ 82).

ص: 365

كَانَ يَضَعُ أَحَادِيثَ كَلَامَ حَقٍّ وَلَيسَتْ مِنْ أَحَادِيثِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ يَرْويهَا عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

ــ

وقال عفان: حَدَّثَنَا عبد الواحد بن زياد حَدَّثَنَا خالد بن أبي كريمة عن عبد الله بن المِسْوَر قال: جاء رجلٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ليس لي ثوب أتوارى به وكنتَ أحَقَّ من شكوتُ إليه فقال: "لك جيران؟ " قال: نعم، قال:"فيهم أحدٌ له ثوبان؟ " قال: نعم، قال:"ويعلم أنَّه لا ثوب لك؟ " قال: نعم، قال:"ولا يعود عليك بأحد ثوبيه؟ " قال: لا، قال:"ما ذلك بأخيك".

وقال أَيُّوب بن سويد: حَدَّثني سفيان عن خالد بن أبي كريمة عن عبد الله بن مسور عن محمَّد بن الحَنَفِيَّة عن أَبيه مرفوعًا: "ذروا العارفين المحدثين من أمتي، لا تنزلوهم الجنة ولا النَّار حتَّى يكون الله هو الذي يقضي فيهم".

وقال الخَطيب: رُوي عن محمَّد ابن الحنفية، ثم ساق الخَطيب من طريق جعفر بن عون عن خالد بن أبي كريمة عن أبي جعفر نزيل المدائن قال: أتَتْ فاطمةُ تسأل أباها صلى الله عليه وسلم شيئًا فقال: "أَلَا أَدُلُّكِ على ما هو خيرٌ لك؟ ! تقولين حين تأوين إلى فراشك: اللهم؛ أَنْتَ الدائم الذي خلقت كل شيء ولم يخلقه معك خالق

" وذكر الحديث. اهـ من "الميزان" (2/ 504 - 505).

أي: أن أَبا جعفرٍ المذكور (كان يَضَعُ) ويختلقُ ويفتري من عند نفسه (أحاديثَ) أي: أخبارًا يَنْسِبُها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كانتْ (كلامَ حَقٍّ) بالنصب بدلٌ من (أحاديثَ) أي: كلامًا صحيحَ المعنى موافقًا للشرع ولكنها كاذيبُ ينسبُها إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم (وليستْ من أحاديثِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، وكان) أبو جعفرٍ (يَرْويها) أي: يروي تلك الأحاديثَ الأكاذيبَ وينقلُها (عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إلى النَّاس، ويروي النَّاسُ عنه مُضِيفين إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم تلك الأخبار.

ثم استشهد المؤلِّفُ رحمه الله تعالى لِمَا مَرَّ بأَثَرِ يونس بن عُبَيد فقال:

ص: 366

[66]

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ الْحُلْوَانِيُّ، قَال: حَدَّثَنَا نعيمُ بْنُ حَمَّادٍ، قَال أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُفْيَانَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى،

ــ

[66]

(حَدَّثنا الحَسَنُ) بن عليّ الهُذلي أبو علي (الحُلْوَانِيُّ) المكيّ ثِقَة حافظ، من الحادية عشرة، مات سنة اثنتين وأربعين ومائتين.

(قال) الحَسَنُ: (حَدَّثنا نُعَيمُ) مصغّرًا (بن حَمَّادِ) بن معاوية بن الحارث الخُزَاعِيّ أبو عبد الله المَرْوَزِيّ الحافظ صاحب التصانيف.

روى عن أبي حمزة السُّكَّرِيّ وهُشَيم وأبي بكر بن عيّاش وابن عُيَينَة وغيرهم، ويروي عنه (مق د ت ق) و (خ) تعليقًا وموصولًا وابنُ مَعِين وأبو زرعة وأبو حاتم وخَلْق، وَثَّقَه أحمدُ وابنُ مَعِين والعِجْلِيّ.

وقال في "التقريب": صدوقٌ يُخْطئ كثيرًا، فقيهٌ عارفٌ بالفرائض، من العاشرة، مات سنة ثمان وعشرين ومائتين على الصحيح.

(قال أبو إسحاقَ إبراهيمُ بن محمدِ بنِ سفيانَ) قال النوويُّ: (هكذا وَقَعَ في كثيرٍ من الأُصول المحققة قولُ أبي إسحاق، ولم يَقَعْ قولُه في بعضها، وأبو إسحاق هذا صاحبُ مسلم وراويةُ الكتابِ عنه، فيكون قد سَاوَى مسلمًا في هذا الحديث وَعَلا فيه برجلٍ) اهـ (1)

أي: قال أبو إسحاق صاحب مسلم وراوية "جامعه" عنه: (وحدثنا) أَيضًا (محمَّد بن يحيى) بن عبد الله بن خالد بن فارس الذُّهليُّ النَّيسابوري، ثِقَة حافظ، من الحادية عشرة، مات سنة ثمان وخمسين ومائتين على الصحيح وله ست وثمانون سنة (خ عم)، "عن نعيم بن حماد"، كما حَدَّثَنَا الإِمام مسلم عن الحسن الحلواني عن نعيم بن حماد، فيكون على هذا السند بين أبي إسحاق وبين نعيم بن حماد واسطة واحدة، وهو محمَّد بن يحيى، فَحَصَل له عُلُوٌّ برجل، فساوى مسلمًا في هذا الحديث كما قاله النووي.

(1)"شرح صحيح مسلم"(1/ 108).

ص: 367

قَال: حَدَّثنا نعيمُ بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ يُونس بْنِ عُبَيدٍ

ــ

وفي روايته عن مسلم عن الحسن الحلواني عن نعيم بن حماد بينه وبين نعيم بن حماد واسطتان، وهما شيخه مسلم والحسن الحلواني، فحصل له نزول برجلين.

والواو في قوله: (وحدثنا محمَّد بن يحيى) عاطفة على محذوف تقديره: قال أبو إسحاق إبراهيم بن محمَّد بن سفيان: حَدَّثَنَا الإِمام مسلم بن الحجاج، حَدَّثَنَا الحسن الحلواني قال: حَدَّثَنَا نعيم بن حماد، وحدثنا أَيضًا محمَّد بن يحيى.

(قال: حَدَّثَنَا نعيم بن حماد) المَرْوَزِيُّ، قال نعيمٌ:(حَدَّثنا أبو داودَ) سُلَيمَانُ بن داود بن الجارود (الطَّيَالِسِيُّ) البصرَيُّ، أحْدُ الأعلام الحُفَّاظ.

روى عن ابن عَوْن وهشام بن أبي عبد الله وعَبَّاد بن منصور وخلائق، ويروي عنه (م عم) وجَرِير بن عبد الحميد -شيخُه- وأحمدُ وابنُ المَدِيني وخَلْق، ورُوي أنَّه حَدَّثَ من حفظه أربعين أَلْف حديث.

وقال في "التقريب": ثقةٌ حافظٌ غَلِطَ في أحاديث، من التاسعة، مات سنة أربع ومائتين.

(عن شُعْبةَ) بن الحَجَّاج العَتكِيّ الواسطيّ، أحَدِ الأئمة الأعلام، وهو أولُ مَنْ تَكَلَّمَ في رجال الحديث.

وقال في "التقريب": ثِقَة حافظ مُتْقن، من السابعة، مات سنة ستين ومائة.

(عن يُونُسَ بنِ عُبَيدٍ) هو ابنُ دينار العَبْدي مولاهم، أبو عبد الله، ويقال: أبو عُبَيد البَصْرِيّ.

روى عن إبراهيم التَّيمي وثابت البُناني والحَسَن البَصْرِيّ ومحمَّد بن سيرين وجماعة، ويروي عنه (ع) وابنه عبد الله وشُعْبة والثَّوري ووُهَيب والحَمَّادان وخَلْق، وثَّقَه أحمدُ وأبو حاتم.

ص: 368