الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
منه أذىً، أو يَتَرَتَّبَ على ذلك مفسدةٌ) اهـ بتصرف وزيادة (1).
تتمة في ترجمة أبي شَيبة:
هو إبراهيمُ بن عثمان بن خُوَاسْتي (2) العَبْسيُّ -بفتح العين المهملة وسكون الباء الموحدة- الكُوفيّ، قاضي واسط، وجدُّ أبي بكر بن أبي شيبة، مشهورٌ بكُنْيته، متروك الحديث، سكتوا عنه وتركوا حديثه، من السابعة، مات سنة تسعٍ وستين ومائة.
روى عن خالِه الحَكَم بن عُتَيبة وأبي إسحاق السَّبيعي والأعمش وغيرهم، ويروي عنه (ت ق) وشُعْبة -وهو أكبر منه- وجَرِير بن عبدَ الحميد وشَبَابة والوليد بن مسلم وزَيد بن الحُباب ويَزيد بن هارون وعلي بن الجَعْد وعدة.
وقال أَحْمد ويحيى وأبو داود: ضعيف، وقال يحيى أَيضًا: ليس بثقة، وقال البُخَارِيّ: سكتوا عنه، وقال التِّرْمِذِيّ: منكر الحديث، وقال النَّسائيّ والدُّولابي: متروك الحديث، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، وقال الجوزجاني: ساقط، وقال صالح جَزَرة: ضعيفٌ لا يُكتب حديثه، روى عن الحكم أحاديث مناكير.
قال الذهبي: (وكذّبه شعبة لكَوْنِه رَوَى عن الحكم عن ابن أبي ليلى أنَّه قال: شَهِدَ صفّين من أهل بدر سبعون، فقال شعبة: كذب والله، لقد ذاكرتُ الحَكَمَ فما وجدنا شهد صفّين أحدًا من أهل بدر غير خُزَيمة.
قلتُ: سبحان الله! أَمَا شَهِدَها عليٌّ؟ ! أما شَهِدَها عمّار؟ !
ومن مناكير أبي شيبة: ما روى البَغَويّ: أَنْبأنا منصور بن أبي مزاحم، أَنْبأنا أبو شَيبة عن الحَكَم عن مقسم عن ابن عباس:(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصلي في شهر رمضان في غير جماعة بعشرين ركعة والوَتْرِ).
(1)"شرح صحيح مسلم"(1/ 10 1 - 111)، وقال القاضي عياض:(وقولُه: "ومَزّقْ كتابي" لعلَّه أمَره بتمزيقِه حَذَرًا أن يعتقد عليه ذلك أبو شيبة أو من له أمر الطعن علي من قدموا).
"إكمال المعلم"(1/ 149).
(2)
خُوَاسْتِي: بخاء معجمة مضمومة، ثم واو مخففة، ثم أَلْف، ثم سين مهملة ساكنة، ثم تاء مثنّاة من فوق، ثم ياء مثناة من تحت. "شرح صحيح مسلم"(1/ 64).
[73]
وَحَدَّثَنَا الْحُلْوَانِيُّ، قَال: سمِعْتُ عَفَّانَ قَال: حَدَّثْتُ حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ
ــ
وقد وَرَدَ له عن الحكم أحاديث.
وقد قال عبد الرَّحْمَن بن معاوية العتبي: سمعت عمرو بن خالد الحراني يقول: سمعت أَبا شيبة يقول: ما سمعت من الحكم إلَّا حديثًا واحدًا.
ولأبي شيبة عن آدم بن عليّ عن ابن عمر: "ما أُهلكت أمة إلَّا في آذار، ولا تقوم الساعة إلَّا في آذار" لم يصح هذا، وقال أَحْمد بن حنبل: حديث "مَنْ بَشَّرَني بخُروج آذار .. بَشَّرْتُه بالجنة" هذا لا أصلَ له) اهـ من "الميزان"(1/ 47 - 48).
وقال ابن حجر: (وقال عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ عن يحيى بن مَعِين قال: قال يَزِيدُ بن هارون: ما قضى على النَّاس رجل -يعني في زمانه- أعدل في قضاءٍ منه، وكان يزيد على كتابته أيامَ كان قاضيًا.
وقال ابن عدي: له أحاديث صالحة، وهو خير من إبراهيم بن أبي حَيَّة.
قلت: وقال ابنُ سَعْد: كان ضعيفًا في الحديث، وقال الدارقطني: ضعيف، وقال ابن المبارك: ارْم به، وقال أبو طالب عن أَحْمد: منكر الحديث، قريب من الحسن بن عمارة) اهـ (1).
ثم استشهد المؤلِّفُ رحمه الله تعالى لما مَرَّ بأَثَر حَمَّاد بن سلمة وهَمَّام بن يحيى فقال:
[73]
(وحَدَّثَنا) الحَسَنُ بن علي (الحُلْوَانِيُّ) أبو علي المكيّ الحافظ، ثِقَة حافظ، من الحادية عشرة، مات سنة اثنتين وأربعين ومائتين.
(قال) الحَسَنُ: (سَمِعْتُ عَفَّانَ) بن مسلم بن عبد الله الأنصاريَّ أَبا عثمان البَصْرِيّ، ثِقَة حافظ ثَبْت من كبار العاشرة، مات سنة عشرين ومائتين.
(قال) عَفَّانُ: (حَدّثْتُ) أنا (حَمَّادَ بنَ سَلَمَةَ) بن دينار البَصْرِيّ أَبا سلمة.
قال في "التقريب": ثِقَة عابد، من كبار الثامنة، مات سنة سبع وستين ومائة.
(1)"تهذيب التهذيب"(1/ 145).
عَنْ صَالِحٍ الْمُرِّيِّ بِحَدِيثِ عَنْ ثَابِتٍ، فَقَال: كَذَبَ، وَحَدَّثْتُ هَمَّامًا
ــ
أي: حَدَّثْتُ حمَّادًا بحديثٍ مَرْويٍّ (عن صالحِ) بن بَشِير -بفتح الباء الموحدة- ابن وادع (المُرِّيِّ) بضم الميم وتشديد الراء، وقيل له: المُرِّي؛ لأنَّ امرأةً من بني مُرَّة أعتقتْه وأبوه عربيٌّ وأُمُّه معتقة للمرأة المُرّية، أبو بِشْر الزَّاهد الواعظ البَصْرِيّ القاصّ.
قال في "التقريب": ضعيف من السابعة، مات سنة اثنتين وسبعين ومائة، وقيل: بعدها.
روى عن الحَسَنُ وابن سيرين وثابت، ويروي عنه (ت) ويحيى بن يحيى وعفّان بن مسلم وخَلْق.
وكان حَسَنَ الصوتِ بالقرآن، وقد مات بعضُ مَنْ سَمِعَ قراءتَه، وكان شديدَ الخوف من الله تعالى، كثيرَ البكاء، قال عَفَّانُ بن مسلم: كُنا نحضر مجلس صالح، فإذا أَخَذَ في قَصَصِه .. كأنه رجلٌ مذعورٌ يفزعك أمره من حزنه وكثرة بكائه كأنه ثَكْلَى.
أي: حَدّثْتُ حَمَّادَ بْنَ سلمة عن صالحٍ المُرِّيِّ (بحديثٍ) رواه (عن ثابت) هو ابنُ أسلم البُناني -بضم الموحدة وبنونين مخففتين- أبو محمَّد البَصْرِيّ.
قال في "التقريب": ثِقَة عابد، من الرابعة، مات سنة بضع وعشرين ومائة.
(فقال) حَمَّادُ بن سلمة: (كَذَبَ) صالحٌ المُرِّيُّ في نِسْبَةِ هذا الحديث إلى ثابت البُناني، قال السنوسيُّ:(معناه: جرَى الكَذِبُ على لسانه من غير تَعَمُّدٍ كما تقدَّم في كَذِب الصالحين؛ إذْ صالحُ هذا رحمه الله تعالى من كبار العُبَّاد الزُّهَّاد الصالحين) اهـ (1).
قال عَفَّانُ أَيضًا: (وحَدَّثْتُ هَمَّامًا) هو ابنُ يحيى بن دينار الأَزدِيّ أبو عبد الله
(1)"مكمل إكمال الإكمال"(1/ 33)، وعبارة الإِمام النووي هنا:(هو من نَحْو ما قَدَّمْناه في قوله: "لم نَرَ الصالحين في شيءٍ أكذبَ منهم في الحديث" معناه ما قاله مسلم: يجري الكذبُ على ألسنتهم من غير تعمُّدٍ، وذلك لأنهم لا يعرفون صناعة هذا الفنّ فيُخبرون بكُلّ ما سمعوه وفيه الكذبُ فيكونون كاذبين، فإنَّ الكذبَ: الإخبارُ عن الشيء على خلاف ما هو، سَهْوًا كان الإخبارُ أو عَمْدًا كما قَدَّمْناه). "شرح مسلم"(1/ 111).