الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مَا هَذِهِ الْعَينُ الْمَالِحَةُ التِي نَبَعَتْ قِبَلَكُمْ؟ قَال: نعَمْ يَا أَبَا إِسْمَاعِيلَ
ــ
صفةٌ لمصدرٍ محذوفٍ، والتقديرُ: سمعتُ حَمادًا يقولُ لرجلٍ من أهل البصرة بعد جلوس مهدي بن هلال في البصرة للتدريس جلوسا ملتبسا بأيام قلائل، ومقولُ القولِ قولُه:(ما هذه العَيْنُ المالحةُ)، و (ما) فيه للاستفهام التعجبي، والعينُ: الماء الجاري في الشقوقِ من مَنْبَعِها، أصغر من النهر، وفيه استعارة تصريحية مُرشَّحة حيث استعارَ عَينَ الماء المالح للحديث الذي يُحَدثُه مهدي بن هلال بجامع البشاعة في كُل.
وقولُه: (التي نَبعَتْ قِبَلَكُمْ) ترشيحٌ؛ لأنه يلائم المستعار منه؛ أي: ما هذه العينُ المُرةُ التي لا تقبل الشرب لملوحتِها ومرارتها التي نبعَتْ وجَرَتْ من منبعها إلى جهتكم وشربتموها مع مُلوحتِها، وعدم قبولها للشرب للعاقل، وهذه العين المالحة كنايةٌ عن ضَعْفِه وجَرْحِه، وهو الغَرَضُ من سَوْق هذا الأثَر.
(قال) الرجلُ لحمَّاد بن زيد: (نَعَمْ) حرفُ تصديقٍ في الإثبات قائمة مقام الجواب؛ أي: جَرَتْ قِبَلَنا عينٌ مالحةٌ كما قلت (يا أبا إسماعيلَ) وهو كنْية حَماد بن زيد، كأنَّ الرجلَ وَافَقَ حَمادًا على جَرْح مهدي بن هلال؛ فإن مَهْدِيًا مُتَّفَقٌ على ضَعْفِه، قال النسائي هو بصريٌّ متروك.
تتمة في ترجمة مهدي بن هلال:
هو مهدي بن هلال أبو عبد الله البصري، روى عن يعقوب بن عطاء بن أبي رباح ويونس بن عُبَيد، ويروي عنه ابنه محمد وحمدان بن عُمر وجماعة.
كَذَّبه يحيى بن سعيد وابنُ مَعِين، وقال الدارقطنيُّ وغيرُه: متروك، وقال ابنُ مَعِين أيضًا: صاحب بدعة يَضَعُ الحديث، وساق له ابنُ عدي أحاديثَ وقال: عامةُ ما يرويه لا يتابَعُ عليه.
وقال أحمد بن خلاد القطان: حدثنا مهدي بن هلال، حدثنا يعقوب بن عطاء، عن عَمْرو بن شُعَيب، عن أبيه، عن جده مرفوعًا:"ليس على من نام قاعدًا وضوءٌ حتى يضع جَنْبَه إلى الأرض".
وقال زيد بن المبارك: حدثنا مهدي بن هلال، حدثنا ابن جُرَيج والمثنى وإبراهيم بن يزيد، عن عطاء، عن ابن عَباسٍ: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان
[78]
وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ الْحُلْوَانِي قَال: سَمِعْتُ عَفانَ قَال: سَمِعْتُ أَبَا عَوَانةَ قَال: مَا بَلَغَنِي عَنِ الْحَسَنِ حَدِيث .. إِلَّا أتَيتُ بِهِ أَبَانَ بْنَ أَبِي عَياشٍ فَقَرَأَهُ عَلَيَّ
ــ
يُسَلِّمُ تسليمةً)، رواه عبد الرزاق، عن ابن جُرَيج، عن عطاء قوله، وكان مَهْدِي قَدَريًّا.
قال ابنُ المَدِيني: كان يتهَمُ بالكذب. اهـ من "الميزان"(4/ 195 - 196).
ثم استشهد المؤلفُ رحمه الله تعالى لِمَا مَر أيضًا بِأثَرِ أبي عَوَانة فقال:
[78]
(وحَدثَنا الحَسَنُ) بن على (الحُلْوَانِي) أبو علي المكي، ثقة حافظ من الحادية عشرة.
(قال) الحَسَنُ: (سَمِعْتُ عَفانَ) بنَ مسلمِ الأنصاري البصري، ثقة ثَبْتٌ، من كبار العاشرة، مات سنة عشرين ومائتين.
(قال) عَفانُ: (سَمِعْتُ أبا عَوَانَةَ) بفتح العين المهملة، الوَضاح -بتشديد المعجمة ثم حاء مهملة- ابنَ عبد الله اليشكري بالمعجمة الواسطي البرازَ، مشهور بكُنْيته، أحد الأئمة الأعلام.
روى عن قتادة وابن المُنْكَدِر وإسماعيل السدي وغيرهم، ويروي عنه (ع) وشَيبان بن فَروخ وخَلَف بن هشام وقتيبة وخلق.
وقال في "التقريب": ثقة ثَبْت من السابعة، مات سنة خمسِ أو ست وسبعين ومائة.
(قال) أبو عَوَانة: (ما بَلَغنِي) ووصَلَني (عن الحَسَنِ) البصري (حديث) واحد ولا أكثرُ (إلا أتيتُ) وجئتُ (به) أي: بذلك الحَدِيثِ الذي وصلني عن الحَسَنِ؛ أي: إلا أخبرتُ به (أبانَ بنَ أبي عَياش) الكذَابَ (فَقَرأَهُ) أي: فَقَرَأ أَبان ذلك الحديثَ (على) راويا عن الحسَن كاذبا.
والمعنى: كُلما أخبرتُه عن الحَسَنِ .. يقول: أنا سمعتُه عن الحسن ويقرؤه على، و (أبان) يُصرف ولا يُصرف، والصرفُ أجودُ؛ لأن النونَ فيه أصلية، ذكره النووي وقال:(ومعنى هذا الكلام: أنه كان يُحَدثُ عن الحَسَنِ بكُل ما يُسْأل عنه وهو كاذب في ذلك)(1).
(1)"شرح صحيح مسلم"(1/ 115).