الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَسَألْتُهُ عَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ فَقَال: لَيسَ بِثِقَةٍ،
ــ
روى عن نافع وشُرَحْبيل بن سَعْد والزُّهْري، وضَعَّفَه أحمدُ فيه، وحديثُه في "الصحيحين"، ويروي عنه (ع) والثوري ويحيى القطان وأبو نُعَيْم وخلق.
وقال في "التقريب": ثقة فقيه فاضل، من السابعة، مات سنة ثمان وخمسين ومائة.
وقال بشْرُ بن عُمَرَ أيضًا: (وسَألْتُه) أي: وسألتُ مالكا (عن) حالِ (حَرَامِ بنِ عثمانَ) الأنصاري السلمي: هل هو ثقة؟ (فقال) مالك: (ليس) حَرَامُ بن عثمان (بثِقَةٍ) أي: بِقَوي في الحديث.
ترجمة حَرَام بن عثمان:
بفتح الحاء والراء المهملتين، هو حَرَام بن عثمان الأنصاري السلمي المدني.
روى عن ابن جابر بن عبد الله، وعنه معمر وغيره، وقال مالك ويحيى: ليس بثقة، وقال أحمد: ترك الناس حديثه، وقال الشافعي وغيره: الرواية عن حرام حرام، وقال ابن حبان: كان غاليًا في التشيع يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل، وقال إبراهيم بن يزيد الحافظ: سألت يحيى بن معين عن حرام فقال: الحديث عن حرام حرام، وكذا قال الجوزجاني.
قال ابن المديني: سمعت يحيى بن سعيد يقول: قلت لحرام بن عثمان: عبد الرحمن بن جابر ومحمد بن جابر وأبو عتيق هم واحد؟ فقال: إن شئتَ .. جعلْتَهُم عشرة.
وقال الدراوردي: حدثنا حرام بن عثمان، عن عبد الرحمن ومحمد ابني جابر، عن أبيهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: "صَلِّ في القميص الواحد إذا لم يكن رقيقا شُدَّ عليك وزُرَّ".
وقال ابن أبي حازم: عن حرام، عن ابني جابر عن أبيهما مرفوعًا قال:"لو حج الأعرابي عشرًا .. كانت عليه حجة إذا هاجر من استطاع إليه سبيلًا"، وبه مرفوعًا:
وَسَألْتُ مَالِكًا عَنْ هَؤُلاءِ الْخَمْسَةِ فَقَال: لَيسُوا بِثِقَةٍ فِي حَدِيثِهِمْ،
ــ
"احتاطوا لأهل الأموال في العامل والواطئة -المارة- والنوائب وما يجب في الثمر من الحق".
وقال مسلم الزنجي: حدثنا حرام بن عثمان، عن أبي عتيق، عن جابر مرفوعًا:"أنه حَرُم خرَاجُ الأمَةِ إلا أن يكون لها عَملٌ أو كَسْبٌ يُعْرفَ وَجْهُه".
وقال زهير بن عباد: حدثنا حفص بن ميسرة، عن حرام بن عثمان، عن ابني جابر، عن أبيهما مرفوعًا:"لا يمين لولد مع يمين والد، ولا يمين لزوجة مع يمين زوج، ولايمين لمملوك مع يمين مليك، ولا يمين في قَطِيعَةٍ ولا في معصية".
وقال عَبْد بن حُمَيد: حدثنا يحيى بن إسحاق، أخبرنا يحيى بن أيوب، حدثنا حرام بن عثمان، عن ابني جابر، عن أبيهما مرفوعًا: "إذا أتى أحدُكم باب حجرته .. فليُسلّم؛ فإنه يرجع قرينُه، فإذا دَخلَ .. فليسلم يَخْرُج ساكنُها من الشياطين، ولا تُبيِّتوا القُمامَة -الكُناسةَ- معكم
…
" الحديث بطوله.
وقال سُويد بن سعيد: حدثنا حفص بن ميسرة، عن حرام بن عثمان، عن ابن جابر -أراه عن جابر- قال: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن مضطجعون في المسجد، فضَرَبنا بعسيب فقال:"أترقدون في المسجد؟ ! إنه لا يُرقد فيه" قال: فأجْفَلْنَا وأَجْفَلَ عليٌّ فقال: "تعال يا علي؛ إنه يَحِل لك من المسجدِ ما يحل لي، والذي نفسي بيده! إنك لَذَوَّادٌ عن حوضي يوم القيامة" وهذا حديث منكر جدًّا. اهـ من "الميزان"(1/ 468 - 469).
وقال بِشْر بن عُمر: (وسَألْتُ مالكًا عن) حالِ (هؤلاءِ الخمسةِ) المذكورين: هل هم ثِقاتٌ في الحديث أم لا؟ (فقال) مالكٌ: (ليسوا) أي: هؤلاء الخمسةُ المذكورون (بثِقَةٍ في حديثِهم) لا في دِينهم؛ أي: ليسوا بأقوياء في رواية الحديث؛ لأنهم ليسوا من أهله لعدمِ إتقانهم وضبطهم فيما لم يحفظوا، وسُوء حفظهم، وكثرةِ
خطئهم فيما حَفِظُوا، كما بسطنا الشرح عن أحوالهم فيما مَر.
وَسَألْتُهُ عَنْ رَجُلٍ آخَرَ نَسِيتُ اسْمَهُ فَقَال: هَلْ رَأَيتَهُ فِي كُتُبِي؟ قُلْتُ: لَا، قَال: لَوْ كَانَ ثِقَةً .. لَرَأَيتَهُ فِي كُتُبِي
ــ
وهذه الجملة مؤكدةٌ للجُمَل السابقة على قاعدة المتقدمين من ذِكْرِ الشيء مفصَّلًا ثم ذِكْرِه مُجْمَلًا؛ لأنه أضبطُ، بخلاف المتأخرين؛ فإنهم يذكرون الشيء أولًا مجملًا ثم يذكرونه مُفَصّلًا؛ لأنه أوقعُ وأرسخُ في النفس.
وقال بِشْرُ بن عُمَرَ أيضًا: (وسَألْتُه) أي: وسألتُ مالكا (عن رجلٍ آخَرَ) غيرِ هؤلاء الخمسة (نَسِيتُ اسمَهُ) أي: اسمَ ذلك الآخَرِ وذَهَبَ عن قلبي الآن -وذلك الرجلُ اسمُه شُرَحْبِيلُ بن سَعْدٍ المدني الآتي قريبًا إن شاء الله تعالى كما تَدُل عليه عبارة "الميزان" في ترجمة شُرَحْبيل بن سَعْد كما نقلناها في محلّه -أي: سألتُه هل هو ثقةٌ أم لا؟ ..
(فقال) لي مالكٌ في الجواب: (هل رأيتَه) أي: هل رأيتَ اسمَ ذلك الرجلِ مكتوبًا (في كُتبُي) التي ألفْتُها وجَمَعْتُها في الحديث؛ (قلتُ) له: (لا) أي: ما رأيتُه في كتبك.
(قال) مالكٌ: (لو كان) ذلك الرجلُ الآخَرُ الذي سألتَني عن حاله (ثِقَةً) وثَبْتًا مأمونًا ومُتْقنًا ضابطًا في الحديث ( .. لَرَأَيتَه) أي: لرأيتَ اسمَ ذلك الرجل الآخر مكتوبا (في كُتبُي) التي أَلَّفْتُها في الحديث؛ لأنه لو كان ثقةً .. لأَخَذْتُ عنه الحديثَ وأَدْخَلْتُ اسمَه في سِلْسلةِ سَنَدي وعدادِ رجالي الذين نَقَلْتُ عنهم الحديثَ، فدَل عدمُ كتابتِه في كتُبي على أنّه ليس بثقة (1).
قال النووي: (وهذا الكلامُ تصريحٌ من مالك رحمه الله تعالى بأن مَنْ أَدْخَلَه في
(1) قال الحافظ الذهبي في "سير أعلام النبلاء"(8/ 72) عقب قول الإمام مالك، ما نصه:
(فهذا القولُ يُعطيك بأنه لا يَروي إلا عَمَّن هو عنده ثقةٌ، ولا يَلْزَمُ من ذلك أنه يروي عن كُل الثقات، ثم لا يَلْزَمُ مِما قال أن كُل مَنْ رَوَى عنه -وهو عنده ثِقَةٌ- أن يكون ثقةً عند باقي الحُفاظ؛ فقد يَخفَى عليه من حال شيخِه ما يَظهَرُ لغيره، إلا أنه بكُل حالٍ كثيرُ التحري في نَقد الرجال، رحمه الله اهـ وانظر نحو ذلك في "الحل المفهم" (1/ 20).
[86]
وَحَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ، قَال: حَدثَنِي يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ،
ــ
كتُبه (1) .. فهو ثقةٌ، فمَنْ وَجَدْناه في كتُبِه (2) .. حَكَمْنا بأنه ثقة عند مالكِ (3)، وقد لَا يكون ثقةً عند غيره.
وقد اختلف العلماءُ في رواية العَدْلِ عن مجهولٍ هل يكون تعديلًا له؟ فذهب بعضُهم إلى أنه تعديلٌ؛ وذهب الجماهيرُ إلى أنه ليس بتعديلٍ، وهذا هو الصواب؛ فإنه قد يروي عن غير الثقة لا للاحتجاج به، بل للاعتبارِ والاستشهادِ، أو لغيرِ ذلك.
أمَّا إذا قال مِثْلَ قول مالكِ أو نَحْوَه: فمَنْ أدخله في كتابه .. فهو عنده عَدْل، أما إذا قال: أخبرني الثقةُ .. فإنه يكفي في التعديل عند مَنْ يُوَافِقُ قولَ القائل في المذهبِ وأسبابِ الجَرْحِ على المختار، فأما مَنْ لا يُوافِقُه أو يَجْهَلُ حاله .. فلا يكفي في التعديل في حَقِّه؛ لأنه قد يكون فيه سببُ جَرْحٍ لا يراه القائلُ جارحا ونحن نراه جارحًا؛ فإنَّ أسبابَ الجَرْحِ تَخْفى ومُخْتَلَفٌ فيها، وربما لو ذَكَرَ اسمَه .. اطلَعْنَا فيه على جارح) اهـ (4)
ثم استشهد المؤلفُ رحمه الله تعالى لِمَا مَرَّ من جَرْح الرواة بأثَرِ ابن أبي ذِئْب فقال:
[86]
(وحَدَّثنِي الفَضْلُ بن سَهْلِ) بن إبراهيم الأعرج أبو العباس الحافظ البغدادي.
قال في "التقريب": صدوق، من الحادية عشرة، مات سنة خمسٍ وخمسين ومائتين.
(قال) الفضلُ بن سهل: (حَدثَنِي يحيى بن مَعِينٍ) بوزن أَمِير، ابن عون
(1) في "مكمل إكمال الإكمال"(1/ 37) في الموضعين: "كتابه".
(2)
في "مكمل إكمال الإكمال"(1/ 37) في الموضعين: "كتابه".
(3)
قال الحافظ ابن رجب الحنبلي في "شرح علل الترمذي"(ص 779 - 780) ما نصُّه:
(قاعدة: قال أحمد: كل من روى عنه مالكٌ .. فهو ثقة، وقال النسائي: لا نعلم مالكًا روى عن إنسانٍ ضعيفٍ مشهورٍ بالضعف إلا عاصم بن عُبيد الله فإنه روى عنه حديثًا، وعن عَمْرو بن أبي عَمْرو وهو أصلح من عاصم، وعن شريك بن أبي نمِر وهو أصلح من عَمرو، قال: ولا نعلمُ أن مالكا حَدثَ عن أحدٍ يترَكُ حديثُه إلا عن عبد الكريم بن أبي المُخَارِق أبي أُمَيَّة).
(4)
"شرح صحيح مسلم"(1/ 120)، وانظر بعضه في "إكمال المعلم"(1/ 158).
حَدَّثنا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا أبْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ سَعْدٍ
ــ
الغطفاني مولاهم، أبو زكرياء البغداديُ، إمامُ الجَرْح والتعديل، الحافظُ الإمامُ العَلَمُ.
روى عن عبد السلام بن حرب وعبد الله بن المبارك وحفص بن غياث وعبد الرزاق وابن عُيَينة ووَكِيع وخلائق، ويروي عنه (ع) وأحمد وداود بن رُشَيد تريناه، وعياض بن محمد وخَلْق.
قال أحمدُ: كُلُّ حديثٍ لا يعرفه يحيى .. فليس بحديث.
وقال في "التقريب": ثقة حافظ مشهور، من العاشرة، مات سنة ثلاثٍ وثلاثين ومائتين بالمدينة المنورة، وغُسل على أعواد النبي صلى الله عليه وسلم، وحُمل على سريره صلى الله عليه وسلم، ونُودِيَ بين يديه: هذا الذي يَذُب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وله سبع وسبعون سنة إلا نحوًا من عشرة أيام.
قال يحيى بن مَعِين: (حَدثنَا حَجَّاجُ) بن محمد مولى سليمان بن مجالد الترمذيُّ الأصلِ ثم البغدادي ثم المصيصي أبو محمدٍ الأعور.
روى عن ابن جُرَيج وحَرِيز بن عثمان وشعبة وابن أبي ذئب وغيرهم، ويروي عنه (ع) وأحمدُ وابنُ مَعِين وقتيبة وخلق.
قال أبو داود: بلغني أن يحيى كتَبَ عنه نحوًا من خمسين ألف حديث.
وقال في "التقريب": ثقة ثَبْث لكنه اخْتَلَطَ في آخرِ عُمُرِه لمَّا قَدِمَ بغدادَ قبل موته، من التاسعة، مات ببغداد سنة ست ومائتين.
قال حَجاجٌ: (حَدَّثنَا) محمدُ بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث (ابنُ أبي ذِئْبٍ) هشام بن شُعبة بن عبد الله القُرَشِي المدني، نُسِبَ إلى جَد جَده كما مَر، ثقة فاضل، من السابعة، مات سنة ثمانٍ وخمسين ومائة.
وهذا السنَدُ من رباعياته، ومن لطائفه: أن رجاله كلهم بغداديون إلا ابن أبي ذِئْب فإنه مَدَنِي! .
حالة كون ابن أبي ذئب راويا (عن شُرَحْبِيلَ بنِ سَعْدٍ) بضم الشين المعجمة وفتح الراء وسكون الحاء المهملة وبالموحدة المكسورة بعدها ياء ساكنة، اسم أعجمي لا ينصرف للعجمة والعلمية.
وَكَانَ مُتَّهَمًا
ــ
قال النووي: (وكان شُرَحْبيلُ هذا من أئمة المغازي، قال سفيان بن عُيَينة: لم يكن أحدٌ أعلمَ منه بالمغازي، فاحتاج، وكانوا يخافون إذا جاء إلى الرجل يطلبُ منه شيئًا فلم يُعْطِه أن يقول: لم يَشْهَدْ أبوك بدرًا.
قال غيرُ سفيان: كان شُرَحْبيلُ مولىً للأنصار، وهو مَدَنِي، كُنْيته أبو سَعْد، قال محمد بن سَعْد: كان شيخا قديَما، رَوَى عن زيدِ بنِ ثابتٍ وعامَّةِ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبقِيَ إلى آخر الزمان حتى اخْتَلَطَ واحتاج حاجةً شديدةً، وليس يُحْتَج به) اهـ (1).
(و) قال ابنُ أبي ذِئْب: (كان) شُرَحْبيلُ بن سَعْدٍ (مُتَّهمًا) بالكَذِبِ والوَضْعِ في الحديث، فليس بثقةٍ، لا يُكْتَبُ حديثُه، وَلا يُحْتَج به.
وجملةُ قوله: (كان مُتَّهما) من كلام ابن أبي ذِئْب جَرَحَ بها شُرَحْبِيلَ بنَ سَعْدٍ، وهذه الجملةُ مَحَل الترجمةِ من هذا الأثر.
وقال الذهبيُّ في "الميزان"(2/ 266): (شُرَحْبِيل بن سَعْد المدني روى عن زيد بن ثابت وأبي هريرة، ويروي عنه "دق".
قال يحيى القطان: سُئل محمد بن إسحاق عنه فقال: نحن لا نَرْوي عنه شيئًا، ثم قال القطان: العَجَبُ من رجلٍ يُحَدثُ عن أهل الكتاب ويَرْغَبُ عن شُرَحْبيل -إنما قال ذلك القطانُ؛ لأنَّ ابنَ إسحاق قال يوما: أخبرنا الثقَةُ قال فُلانٌ اليهودي- قال الفَلاسُ: قد حَدثَ عنه موسى بن عُقْبة ويحيى بن سعيد الأنصاري وجماعة.
وقال حجاج الأعورُ: عن ابن أبي ذِئْب قال: كان شُرَحْبِيلُ بن سَعْدٍ مُتهما، وقال غيرُ واحدٍ: عن ابن مَعِين: ضعيف، وروى بشر بن عمر عن مالك: ليس بثقة، وروى ابنُ المَدِيني عن سفيان قال: لم يكن أحد أعلمَ بالبدريين منه، أصابتْه حاجةٌ، وكانوا يخافون إذا جاء إلى رجل يطلب منه الشيءَ فلم يُعْطه أن يقول: لم يَشْهَدْ أبوك بدرًا، وقال أبو زُرْعة: فيه لِين، وقال ابنُ عُيَينَة: كان شُرَحْبِيلُ يُفتي، ولم يكن أحدٌ
(1)"شرح صحيح مسلم"(1/ 120 - 121).
[87]
وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُهْزَاذَ، قَال: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ الطَّالقَانِي يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: لَوْ خُيِّرْتُ بَينَ أَنْ أَدْخُلَ الْجَنةَ وَبَينَ أَنْ أَلْقَى عَبْدَ اللهِ بْنَ مُحَرَّرٍ .. لاخْتَرْتُ أَنْ أَلْقَاهُ ثُم أَدْخُلَ الْجَنةَ، فَلَمَّا رَأَيتُهُ .. كَانَتْ بَعْرَةٌ أَحَبَّ إِليَّ مِنْهُ
ــ
أعلمَ بالمغازي منه، وقال ابنُ سَعْد: بَقِيَ حتى اختلط واحتاج، ليس يُحْتَج به، وقال النسائي: ضعيف، وقال الدارقطني: ضعيف يُعْتَبَرُ به، وذكره ابنُ حِبان في "ثقاته"، وقال ابنُ عدي: في عَامَّةِ ما يرويه إنكارٌ، وهو إلى الضعْف أقرب) اهـ بزيادة ما بين الشرطتين من الهامش.
ثم استشهد المؤلِّفُ رحمه الله تعالى لِمَا مَر أيضًا بأثَر عبد الله بن المبارك في عبد الله بن مُحَرَّرٍ فقال:
[87]
(وحَدثَنِي محمدُ بن عبد اللهِ بنِ قُهْزَاذَ) أبو جابرٍ المَروَزِي، ثقةٌ، من الحادية عشرة، مات سنة اثنتين وستين ومائتين.
(قال) محمدُ بن عبد الله بن قُهْزَاذَ: (سَمِعْتُ) أنا (أبا إسحاقَ الطالْقَانِي) بسكون اللام وبالقاف نسبة إلى طالقان بلدة بخراسان، البُنَاني -بضم الباء وتخفيف النون نسبة إلى بُنَانة من بني سعد بن لؤي بن غالب- إبراهيم بن إسحاق بن عيسى نزيل مَرْو، وربما نُسِبَ إلى جَدِّه، صدوق يغرب، من التاسعة، مات سنة خمس عشرة ومائتين روى عنه (من دت) كما مَر.
أي: قال محمدُ بن عبد الله: سمعتُ أبا إسحاق حالة كونه (يقولُ: سَمِعْتُ) عبدَ اللهِ (بنَ المباركِ) بن واضح الحنظلي المَروَزِي، ثقة ثَبْت، من الثامنة، مات سنة إحدى وثمانين ومائة حالة كون ابن المبارك (يقولُ): كنتُ أولًا قبل لقائي عبد الله بن مُحَرر (لو خُيرْتُ بين أنْ أَدْخُلَ الجَنة) قبلَ لقاءِ عبد الله بن مُحَرر (وبينَ أنْ أَلْقَى) وأَرَى (عبدَ اللهِ بنَ مُحَرَّرٍ) قبلَ دخولِ الجَنة ( .. لاخْتَرْتُ أنْ ألقاه) أي: أنْ أَلْقَى عبدَ اللهِ بنَ مُحَرَّرٍ أولًا (ثم أَدْخُلَ الجَنَّةَ) بعدَ لقائه؛ لاشتياقي إلى لقائه بسماعِ خَبَره، (فلما رأيتُه) ولاقَيتُه وعَرَفْتُ حاله ( .. كانتْ بَعْرَة) واحدة من بعار الإبل (أَحَب إلي) وأقدرَ وأعظمَ في قلبي (منه) أي: من عبد الله بن مُحَررٍ؛ لأن الخَبَرَ