الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يَقُولُ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُبَيدٍ قَبْلَ أَنْ يُحْدِثَ
ــ
قال ابنُ مَعِين وأبو حاتم: ثِقَة، وقال النَّسائيّ: ليس به بأس، وذكره ابن حِبَّان في "الثِّقات" وقال: وكان يُسَافِرُ إلى الهند، وقال الأَزدِيّ وحدَه: فيه لين.
وليس هو الذي روى عن وهب بن مُنَبِّه وروى عنه الثَّوْري، ذاك شيخ يماني، وقد فَرَّقَ بينهما غيرُ واحد.
وقال في "التقريب": ثِقَةٌ، من السادسة.
وهذا السَّنَدُ من رباعياته، ومن لطائفه: أن رجاله كُلَّهم مكيون إلَّا أَبا موسى فإنَّه بصري هندي.
أي: قال سفيانُ: سمعتُ أَبا موسى حالة كونه (يقول: حَدَّثنا عَمْرُو بن عُبَيدٍ) البصريُّ أحاديثَ صحيحةً (قبلَ أنْ يُحْدِثَ) ويَبْتَدِعَ ما أحدث من مذهبه الخبيث ومُعْتَقَدِه الرديء، وهو الاعتزالُ؛ لأنه صار معتزليًّا قدريًّا.
وقولُه: (قبلَ أنْ يُحْدِث) بضمِّ الياء وسكون الحاء وكسر الدال، من أحدث الرباعي، يقال: أَحْدَثَ زيدٌ إذا فَعَلَ مُحْدَثاتِ الأمور ومخترعاتِ البدَع، ومنه حديثُ:"مَنْ آوى مُحْدِثًا".
تتمة لترجمة عَمْرو بن عُبَيد:
قال الذهبي (3/ 276 - 279): قال العقيلي: حَدَّثني جدّي يزيد بن محمَّد بن حماد العقيلي، سمعتُ سعيدَ بنَ عامرٍ وذُكِرَ عنده عَمْرُو بن عُبَيدٍ في شيء قاله فقال: كَذَبَ وكان من الكاذبين الآثمين.
وقال نعيم بن حماد: سمعتُ معاذ بن معاذ يصيح في مسجد البصرة يقول ليحيى القطَّان: أَمَا تتقي اللهَ تروي عن عَمْرو بن عُبَيد وقد سمعته يقول: لو كانت {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} في اللوح المحفوظ .. لم يكن لله على العباد حجة؟ !
قلتُ: صَحَّ أن يحيى بنَ سعيدٍ تَرَكَه بأَخَرَة.
وقال كامل بن طلحة: قلتُ لحَمَّاد: يَا أَبا سلمة؛ رويتَ عن النَّاس وتركتَ عَمْرو بن عبيد؟ ! قال: إنِّي رأيتُ في المنام كأَنَّ النَّاسَ يُصلّون يوم الجمعة إلى القِبْلة
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
وهو مُدْبِرٌ عنها فعلمتُ أنَّه على بدعة فتركتُ الرواية عنه.
وقال عفان: حَدَّثَنَا حماد بن مسلمة، قال لي حميد: لا تأخذن عن هذا -يعني عَمْرَو بنَ عُبَيدٍ-؛ فإنَّه يكذبُ على الحسن، وقال حماد بن زيد: قلت لأبي أَيُّوب: إن عَمْرَو بنَ عُبَيدٍ روى عن الحَسَنِ: "إذا رأيتم معاويةَ على منبري .. فاقتلوه" فقال: كَذَبَ عَمْرو.
قال أَحْمد بن حنبل: بلغني عن سفيان بن عُيَينة قال: قَدِمَ أيوبُ وعَمْرُو بن عُبَيدٍ مكة فطافا حتَّى أصبحا، ثم قدما بعد فطاف أَيُّوب حتَّى أصبح وخاصم عمرو حتَّى أصبح.
وقال إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشَّهيد: حَدَّثَنَا قُرَيش بن أنس سمعتُ عَمْرو بن عُبَيد يقول: يؤتى بي يومَ القيامة، فأُقام بين يدي الله، فيقول لي: أَنْتَ الذي قلتَ إن القاتل في النَّار؟ فأقول: أَنْتَ قُلْتَه يَا ربّ، ثم أَتْلُو هذه الآيةَ:{وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} فقلتُ -وما في البيت أصغر مني- أرأيت إن قال لك: أنا قلتُ: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} مِنْ أين علمتَ أني لا أَشاء أن أغفر لهذا؟ فما رَدَّ عليّ شيئًا.
وقال يَزِيد بن زُرَيع: حَدَّثَنَا أبو عَوَانة غير مرة، قال: شهدتُ عمرَو بن عبيد أتاه واصلٌ الغَزَّال أبو حذيفة فقال -وكان خطيب القوم يعني المعتزلة- فقال له عمرو: تكلم يَا أَبا حذيفة، فخطب وأبلغ ثم سكت، ثم قال عمرو: تَروْنَ لو أَن ملكًا من الملائكة أو نبيًّا من الأنبياء يزيد على هذا؟ !
وقال مسلم بن إبراهيم: حَدَّثَنَا نوح بن قيس قال: كان بين أخي خالدٍ وبين عَمْرو بن عبيد إِخاءٌ، فكان يزورنا فهذا صلى في المسجد .. يقوم كأنه عود، فقلت لخالد: أما ترى عمرًا ما أَخْشَعَهُ وأَعْبَدَهُ؟ ! فقال: أما تراه إذا صلى في البيت كيف يصلي؟ قال: فنظرت إليه إذا صلى في البيت .. يلتفت يمينًا وشمالًا.
وحدثنا عُبيد الله بن معاذ عن أَبيه: أنَّه سمع عَمْرو بن عبيد يقول
…
وذكر حديث الصادق المصدوق فقال: لو سمعتُ الْأَعمش يقولُ هذا .. لكذَّبْته، ولو سمعتُه من
[72]
حَدَّثَنِي عُبَيدُ الله بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ،
ــ
زيد بن وهب .. لمَا صَدَّقْته، ولو سمعت ابن مسعود يقوله .. ما قَبلْتُه، ولو سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا .. لرددتُه، ولو سمعتَ الله يقول هذا .. لقلتُ: ليس على هذا أخذتَ ميثاقًا.
وقال سوّار بن عبد الله: حَدَّثَنَا الأصمعيّ: أن عمرو بن عبيد أتى أَبا عمرو بن العلاء فقال: يَا أَبا عمرو؛ آلله يُخْلِفُ وعْدَهُ؟ فقال: لن يخلفَ الله وعده فقال: فقد قال: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ} ، فقال أبو عمرو: من العُجمَة أُتِيتَ، الوعدُ غَيرُ الإيعاد ثم أَنْشَدَ:
وَإِني وإِنْ أَوْعدتهُ أو وعدتُه
…
لَمُخْلِفُ إِيعادي ومُنْجِزُ مَوْعِدي
وروى جعفرُ بن محمَّد الرسْعَني ونصر بن مرزوق عن إسماعيل بن مسلمة القعنبي قال: رأيت الحسن بن أبي جعفر في المنام بعد ما مات، فقال لي: أيوبُ ويونسُ وابنُ عون في الجنة، فقلت: فعَمْرُو بن عبيد؟ فقال: في النَّار، ثم رأيته في الليلة الثَّانية فقال مثلَ مقالته، ثم رأيته الليلة الثالثة فقال كذلك، ثم قال: كم أقولُ لك؟ !
وقال مؤمل بن إسماعيل: رأيت همام بن يحيى في النَّوم فقلت: ما صنع الله بك؟ قال: غفر لي وأدخلني الجنة، وأُمر بعمرو بن عبيد إلى النَّار، وقيل له: تقول على الله كذا وكذا، وتكذب بمشيئتِه، وتَمُنُّ بركعتين تصلِّيهما؟ !
وجاء عن محمَّد بن عبد الله الأَنْصَارِيّ: أنَّه رأى في النَّوم عَمْرو بن عُبَيد قد مُسِخَ قِرْدًا) اهـ.
ثم استشهد المؤلِّفُ رحمه الله لما مَرَّ مِن جَرحِ الرُّواة وكَشْفِ معايبهم بأَثَرِ شُعْبة بن الحَجَّاج فقال:
[72]
(حَدَّثَني عُبَيدُ اللهِ بن مُعَاذِ) بن مُعاذ بن نَصْر (العَنْبَرِيُّ) أبو عَمْرٍو البصريُّ الحافظُ.
روى عن أَبيه معاذ بن معاذ ومُعْتَمِر بن سُليمان، ويروي عنه (م د) وحَمَّاد بن حُمَيد و (خ س) بواسطة، وَثَّقَه أبو حاتم.
وقال في "التقريب": ثِقَة حافظ من العاشرة، مات سنة سبعٍ وثلاثين ومائتين.
حَدَّثَنَا أَبِي قَال: كَتَبْتُ إِلَى شُعْبَةَ أَسْأَلُهُ عَنْ أَبِي شَيبَةَ قَاضِي وَاسِطٍ، فَكَتَبَ إِلَيَّ: لا تَكْتُبْ عَنْهُ شَيئًا وَمَزِّقْ كِتَابِي
ــ
قال عُبَيدُ اللهِ: (حَدَّثَنَا أبي) معاذُ بن معاذ التَّمِيمِيُّ العنبريُّ أبو المُثنَّى البَصْرِيّ.
روى عن سُلَيمَان التَّيمِي وحُمَيد وابن عَوْن وغيرهم، ويروي عنه (ع) وأحمدُ وإسحاقُ وخلق.
وقال في "التقريب": ثِقَة مُتْقن من كبار التاسعة، مات سنة ستٍّ وتسعين ومائة.
(قال) معاذُ بن معاذ: (كَتَبْتُ إلى شُعْبةَ) بن الحَجَّاج العتكيِّ الواسطيّ ثم البَصْرِيّ، ثِقَة متقن من السابعة، مات سنة ستين ومائة.
وهذا السند من ثلاثياته، ومن لطائفه: أن رجاله كُلَّهم بصريون، وفيه رواية الوالد عن ولده.
أي: كَتَبْتُ إلى شعبة حالة كوني (أسألُه) أي: أسأال شعبةَ (عن) حالِ (أبي شَيبةَ) إبراهيم بن عثمان (قاضي وَاسِطٍ) هل هو ثقةٌ أو ضعيف؟
وأبو شَيبة هو جَدُّ أولاد أبي شيبة وهم: أبو بكر وعثمان والقاسم بنو محمَّد بن إبراهيم بن عثمان، وواسط: اسمُ بلدةِ بناها الحَجَّاجُ بن يوسف بقرب بغداد، وسُمع من العرب صرفُه، ويجوزُ مَنْعُه من الصرف للعلمية والتأنيث المعنوي.
قال معاذُ بن معاذ: (فكَتَبَ إليَّ) شعبة: (لا تَكْتُبْ عنه) أي: عن أبي شيبة (شيئًا) من الحديث لا قليلًا ولا كثيرًا، ولا تَرْو عنه شيئًا؛ لأنه كَذَّابٌ، (و) إذا قرأْتَ رسالتي هذه واطَّلَعْتَ على ما فيها .. فـ (ـمَزِّقْ) رسالتي هذه وقطِّعْ (كتابي) أي: رسالتي هذه وأعْدِمها؛ خوفًا من وصولها إلى أبي شيبة فيَفْتِننا ويُؤْذينا؛ لأنه قاضي البلدة؛ فيقدر على إيصال الشرِّ والضَّرَرِ إلينا.
وعبارة النووي هنا: (قولُه: "ومَزّقْ كتابي" بكسر الزاي، أَمْرٌ من مَزَّقَ المضعَّف بمعنى (قَطَّع) المضعّف أَيضًا؛ أي: قطِّعْ كتابي هذا وأعدمه؛ لئلا يراه النَّاسُ.
أَمَرَه بتمزيقِه مخافةً من بلوغِه إلى أبي شيبة ووُقُوفِه على ذِكْرِه له بما يَكْرَهُ؛ لئلّا يناله