الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
83 - (42) بَابُ: بَيَانِ الزَّمَنِ الَّذِي لا يُقْبَلُ فِيهِ الإِيمَانُ وَلَا الْعَمَلُ الصَّالحُ
299 -
(149)(72) حدثنا يَحْيَى بْنُ أيُّوبَ، وَقُتَيبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ (يَعْنُونَ ابْنَ جَعْفَرٍ)، عَنِ الْعَلاءِ (وَهُوَ ابْنُ عَبْدِ الرَّحْمنِ) عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ؛
ــ
83 -
(42) بَابُ: بَيَانِ الزَّمَنِ الَّذِي لا يُقْبَلُ فِيهِ الإِيمَانُ وَلَا الْعَمَلُ الصَّالحُ
أي هذا باب معقود في بيان الأحاديث التي فيها ذكر الزمن الذي لا يقبل الله سبحانه وتعالى فيه الإيمان من نفسٍ لم تكن آمنت من قبل ولا يقبل الله فيها العمل الصالح من نفس لم تكن عملت في إيمانها خيرًا.
(299)
- (149)(72)(حَدَّثَنَا يحيى بن أَيُّوب) المقابري أبو زكرياء العابد البغدادي، ثِقَة من العاشرة مات سنة (234) روى عنه في (8) أبواب (وقتيبة بن سعيد) بن جميل الثَّقَفيّ مولاهم أبو رجاء البغلاني، ثِقَة ثبمت من العاشرة مات سنة (240) روى عنه في (7) أبواب تقريبًا (وعلي بن حجر) بتقديم الحاء المضمومة وسكون الجيم ابن إياس السعدي أبو الحسن البغدادي ثم المروزي، ثِقَة من العاشرة مات سنة (244) روى عنه في (11) بابًا تقريبًا وفائدة هذه المقارنة بيان كثرة طرقه (قالوا) أي قال كل من الثلاثة (حَدَّثَنَا إسماعيل) بن جعفر بن أبي كثير الأَنْصَارِيّ الزُّرَقيّ مولاهم أبو إسحاق المدنِيُّ، ثِقَة ثبت من الثامنة مات سنة (180) روى عنه في اثني عشر بابًا تقريبًا، وأتى بالعناية في قوله (يعنون) أي يعني كل من الثلاثة بإسماعيل المطلق عن النسبة (ابن جعفر) إشعارًا بأن هذه النسبة من الزيادة التي زادها من عند نفسه بلا سماع منهم إيضاحًا للراوي (عن العلاء) بن عبد الرَّحْمَن بن يعقوب الجهني الحُرَقي مولاهم أبي شبل المدنِيُّ، صدوق ربما وهم، من الخامسة مات سنة (133) روى عنه في (4) أبواب، وأتى بـ (ـهو) في قوله (وهو ابن عبد الرَّحْمَن) تورعًا من الكذب على شيخه وإيضاحًا للراوي (عن أَبيه) عبد الرَّحْمَن بن يعقوب الجهني الحرقي مولاهم المدنِيُّ، ثِقَة من الثالثة روى عنه في الإيمان وغيره (عن أبي هريرة) عبد الرَّحْمَن بن صخر الدوسي المدنِيُّ، وهذا السند من خماسياته رجاله كلهم مدنيون إلَّا واحدًا فإنَّه إما بغدادي أو بغلاني أو
أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال: "لا تَقُومُ السَّاعةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَإِذَا طَلَعَتْ مِنْ مَغْرِبِهَا آمَنَ النَّاسُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ. فَيَوْمَئِذٍ {لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيرًا} [الأنعام: 158]
ــ
مروزي (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتَّى تطلع الشَّمس) بنفسها حقيقة (من مغربها) أي من أفق غروبها إشعارًا بأن الدنيا قد قرب انتهاؤها (فهذا طلعت) الشَّمس (من مغربها) أي من أفقها الغربي (آمن) بالله وبرسوله وبما جاء به وصدقهما (النَّاس كلهم أجمعون) كتابيين كانوا أو غيرهم لعلمهم أن الدنيا قد قرب انتهاؤها لأن طلوعها من مغربها من أشراطها (فيومئذ) أي فيوم إذ طلعت الشَّمس من مغربها، والظرف متعلق بقوله ({لَا يَنْفَعُ}) وقوله ({نَفْسًا}) مفعول مقدم، وقوله ({إِيمَانُهَا}) فاعل مؤخر، وجملة قوله ({لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ}) أي من قبل طلوعها من مغربها صفة لـ (نفسًا)، وجملة قوله ({أَوْ كَسَبَتْ}) وعملت ({فِي إِيمَانِهَا خَيرًا}) معطوفة على (آمنت)، والتقدير فيومئذ لا ينفع نفسًا لم تكن آمنت من قبل أو لم تكن كسبت في إيمانها خيرًا إيمانها في ذلك اليوم أو كسبها في ذلك اليوم كالإيمان وقت الغرغرة وهذه الجملة نفس آية (158) من سورة الأنعام، وهذا الحديث من أفراد الإِمام مسلم رحمه الله تعالى لم يخرجه غيره كما في التحفة، وفي هامش الإكمال قوله ({لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ}) في موضع الصفة للنفس أي لا ينفع نفسًا غير مؤمنة قبل إيمانها الآن إيمانها في ذلك اليوم وذلك لإغلاق باب التوبة ورفع الصحف والحفظة، وعدم نفع الإيمان حينئذ كعدم نفعه عند حضور الموت بجامع أن كلًّا منهما عاين أحوال الآخرة فهو في حكم الميت، وهل انقطاع نفع الإيمان والتوبة بأول طلوع لها من أفق من الآفاق بمغربه أو عند طلوعها من كل أفق على أصحابه من مغربهم؟ قولان. اهـ قال القرطبي: ومذهب أهل السنة حمل طلوع الشَّمس من مغربها وغيرها من الآيات على ظاهرها إذ لا إحالة فيها وهي أمور ممكنة في أنفسها وقد تظاهرت الأخبار الصحيحة بها مع كثرتها وشهرتها فيجب التصديق بها ولا يلتفت لشيء من تأويلات المبتدعة والباطنية لها. اهـ مفهم
قال الطيبي: الآيات أمارات للساعة إما على قربها وإما على حصولها، فمن الأول الدجال ونزول عيسى ويأجوج ومأجوج والخسف، ومن الثاني الدخان وطلوع الشَّمس من مغربها وخروج الدابة والنار التي تحشر النَّاس. اهـ وعبارة الأبي هنا. قوله (لا تقوم
300 -
(00)(00) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ، وَابْنُ نُمَيرٍ، وَأَبُو كُرَيبٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيلٍ. ح وَحَدَّثَنِي زُهَيرُ بْنُ حَرْبٍ. حَدَّثَنَا جَرِيرٌ،
ــ
الساعة حتَّى تطلع الشَّمس من مغربها) طلوعها أحد الأشراط المنتظرة وهو على ظاهره، وتأولته المبتدعة القائلون بقدم العالم المحيلون لانعكاس حركة الأفلاك والكواكب السبعة المتحركة، وعدم نفع الإيمان حينئذ كعدم نفعه عند حضور الموت بجامع أن كلًّا منهما عاين أحوال الآخرة فهو في حكم الميت وأنت تعرف أن طلوع الشَّمس من المشرق تختلف فيه الآفاق فتطلع من أفق قبل أفق وكذلك إذا طلعت من المغرب، فعدم نفع الإيمان يحتمل أنَّه بأول طلوع يعرض لها حتَّى في أفق من لم تطلع عليه بأفقه بعد، ويحتمل أنَّه في حق من طلعت بأفقهم فقط، وأما من بعدهم فحتى تطلع بأفقهم وأنت أَيضًا تعرف أن الشَّمس إحدى الكواكب السبعة السيارة وأن حركتها في نفسها إنما هي من المغرب إلى المشرق وعكس حركة الفلك التي هي من المشرق إلى المغرب ولسرعة حركة الفلك ترى كأنها متحركة من المشرق إلى المغرب فطلوعها من المغرب يحتمل أنَّه بانعكاس حركة الفلك أو حركة نفسها والأول أظهر، ولم يرد هل يستمر طلوعها من المغرب بقية عمر العالم أر يومًا فقط. اهـ منه
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه فقال:
(300)
- (00)(00)(حدثنا أبو بكر) عبد الله بن محمَّد (بن أبي شيبة) إبراهيم بن عثمان العبسي مولاهم الكُوفيّ، ثِقَة من العاشرة مات سنة (235) روى عنه في (16) بابا (و) محمَّد بن عبد الله (بن نمير) الهمداني أبو عبد الرَّحْمَن الكُوفيّ، ثِقَة من العاشرة مات سنة (234) روى عنه في (10) أبواب تقريبًا (وأبو كُريب) محمَّد بن العلاء بن كُريب الحافظ الكُوفيّ، ثِقَة من العاشرة مات سنة (248) وأوصى أن تدفن كتبه معه فدفنت روى عنه في (10) أبواب تقريبًا، وفائدة هذه المقارنة بيان كثرة طرقه (قالوا) أي قال كل من الثلاثة (حَدَّثَنَا) محمَّد (بن فضيل) بن غزوان الضَّبِّيّ مولاهم أبو عبد الرَّحْمَن الكُوفيّ، صدوق من التاسعة مات سنة (195) روى عنه في (20) بابًا تقريبًا (ح) أي حول المؤلف السند (و) قال (حَدَّثني زهير بن حرب) بن شداد الحرشي أبو خيثمة النَّسائيّ، ثِقَة ثبت من العاشرة مات سنة (234) روى عنه في (20) بابًا تقريبًا، قال زهير (حَدَّثَنَا جرير) بن عبد الحميد الضَّبِّيّ أبو عبد الله. الكُوفيّ، ثِقَة من الثامنة مات سنة
كِلَاهُمَا عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ، عَنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم. ح وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ، حَدَّثَنَا حُسَينُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أبي هُرَيرَةَ، عَنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم
ــ
(188)
روى عنه في (16) بابًا تقريبًا، وأتى بحاء التحويل لبيان اختلاف مشايخ مشايخه وإن اتحد شيخ الكل وهو عمارة بن القعقاع (كلاهما) أي كل من ابن فضيل وجرير رويا (عن عمارة بن القعقاع) بن شبرمة الضَّبِّيّ الكُوفيّ، ثِقَة من السادسة روى عنه في (5) أبواب (عن أبي زرعة) هرم بن عمرو بن جرير بن عبد الله البَجَليّ الكُوفيّ، ثِقَة من الثالثة روى عنه في (2) بابين تقريبًا (عن أبي هريرة) الدوسي المدنِيُّ، وهذان السندان من خماسياته رجالهما كلهم كوفيون إلَّا اثنين زهير بن حرب فإنَّه نسائي وأبا هريرة فإنَّه مدني، وغرضه بسوقهما بيان متابعة أبي زرعة لعبد الرَّحْمَن بن يعقوب في رواية هذا الحديث عن أبي هريرة وفائدة هذه المتابعة بيان كثرة طرقه (عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بمثله (ح) أي حول المؤلف السند (و) قال (حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبي شيبة) قال أبو بكر (حَدَّثَنَا حسين بن عليّ) بن الوليد الجعفي مولاهم أبو محمَّد الكُوفيّ، ثِقَة من التاسعة مات سنة (203) روى عنه في (3) أبواب تقريبًا (عن زائدة) بن قدامة الثَّقَفيّ أبي الصلت الكُوفيّ، ثِقَة من السابعة مات سنة (160) روى عنه في (10) أبواب تقريبًا (عن عبد الله بن ذكوان) الأموي مولاهم أبي عبد الرَّحْمَن المدنِيُّ ويلقب بأبي الزِّناد مشهور به، وذكوان هذا هو أخو أبي لؤلؤة قاتل عمر رضي الله عنه، قال أَحْمد: ثِقَة أمير المُؤْمنين، وقال البُخَارِيّ: أصح الأسانيد أبو الزِّناد عن الأعرج عن أبي هريرة، وقال في التقريب: ثِقَة فقيه من الخامسة مات فجأة سنة (130) روى عنه في (9) أبواب (عن عبد الرَّحْمَن) بن هرمز (الأعرج) الهاشمي مولاهم أبي داود المدنِي القارئ، ثِقَة ثبت قارئ من الثالثة مات سنة (117) بالإسكندرية روى عنه في (7) أبواب تقريبًا (عن أبي هريرة عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بمثل حديث عبد الرَّحْمَن بن يعقوب عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، وهذا السند من سداسياته رجاله ثلاثة منهم كوفيون وثلاثة مدنيون، وغرضه بسوقه بيان متابعة الأعرج لعبد الرَّحْمَن بن يعقوب في رواية هذا الحديث عن أبي هريرة، وفائدة هذه المتابعة بيان كثرة طرقه.
ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزاقِ. حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ، عَنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم. بِمِثْلِ حَدِيثِ الْعَلَاءِ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ، عَنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم
ــ
(ح) أي حول المؤلف السند (و) قال (حَدَّثَنَا محمَّد بن رافع) القشيري مولاهم أبو عبد الله النَّيسَابُورِيّ، ثِقَة من الحادية عشرة مات سنة (245) روى عنه في (11) بابا تقريبًا، قال ابن رافع (حَدَّثَنَا عبد الرَّزّاق) بن همام الحميري مولاهم أبو بكر الصَّنْعانِيّ، ثِقَة من التاسعة مات سنة (211) روى عنه في (7) أبواب، قال عبد الرَّزّاق (حَدَّثَنَا معمر) بن راشد الأَزدِيّ مولاهم أبو عروة البَصْرِيّ، ثِقَة من كبار السابعة مات سنة (154) روى عنه في (9) أبواب وفي بعض النسخ (خ) وأخبرنا محمَّد بن رافع أخبرنا عبد الرَّزّاق أخبرنا معمر (عن همام بن منبه) بن كامل اليماني أبي عقبة الصَّنْعانِيّ، ثِقَة من الرابعة مات سنة (132) روى عنه في (3) أبواب تقريبًا (عن أبي هريرة) عبد الرَّحْمَن بن صخر الدوسي المدنِيُّ (عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بمثل حديث عبد الرَّحْمَن بن يعقوب عن أبي هريرة، وهذا السند من خماسياته رجاله اثنان منهم صنعانيان وواحد مدني وواحد بصري وواحد نيسابوري، وغرضه بسوق هذا السند بيان متابعة همام بن منبه لعبد الرَّحْمَن بن يعقوب في رواية هذا الحديث عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، وفائدة هذه المتابعة بيان كثرة طرقه، والجار والمجرور في قوله (بمثل حديث العلاء عن أَبيه عن أبي هريرة عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم تنازع فيه العوامل في المتابعين الذين هم أبو زرعة وعبد الرَّحْمَن الأعرج وهمام بن منبه كما أشرنا إليه في الحل، والتقدير حَدَّثَنَا أبو زرعة وحدثنا الأعرج وحدثنا همام بن منبه عن أبي هريرة بمثل حديث عبد الرَّحْمَن بن يعقوب عن أبي هريرة، وفي بعض النسخ مثل العلاء بإسقاط الباء فظهر مما قررنا أن عبارة المؤلف فيها تصحيف من النساخ فهي غير صواب، والصواب بمثل حديث عبد الرَّحْمَن بن يعقوب عن أبي هريرة لأن المتابَع بفتح الباء لهؤلاء الثلاثة هو عبد الرَّحْمَن لا العلاء بن عبد الرَّحْمَن إلَّا إن جعلنا المتابعة ناقصة فجعلناها بين عمارة بن القعقاع وعبد الله بن ذكوان ومعمر بن راشد وبين العلاء بن عبد الرَّحْمَن ولكن لا ضرورة إلى هذا التكلف والصواب ما قلنا والله أعلم.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه فقال:
301 -
(00)(00) وحدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ، وَزُهَيرُ بْنُ حَرْبٍ، قَالا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ. ح وَحَدَّثَنِيهِ زُهَيرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ، جَمِيعًا عَنْ فُضَيلِ بْنِ غَروَانَ. ح وَحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيبٍ محمدُ بْنُ الْعَلَاءِ (وَاللَّفْظُ لَهُ) حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيلٍ
ــ
(301)
- (00)(00)(وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة) العبسي الكُوفيّ من العاشرة (وزهير بن حرب) بن شداد الحرشي النَّسائيّ، ثِقَة من العاشرة (قالا) أي قال كل من أبي بكر وزهير بن حرب (حَدَّثَنَا وكيع) بن الجراح الرؤاسي أبو سفيان الكُوفيّ، ثِقَة من التاسعة مات سنة (196) روى عنه في (19) بابًا تقريبًا.
(ح) أي حول المؤلف السند (و) قال (حدثنيه) أي حَدَّثني الحديث الآتي (زهير بن حرب) الحرشي النَّسائيّ، ثِقَة من العاشرة، وأتى بحاء التحويل لبيان اختلاف كيفية سماعه من زهير عن وكيع وسماعه من زهير عن إسحاق بن يوسف الأزرق، قال زهير (حدثنا إسحاق بن يوسف) بن يعقوب بن مرداس المخزومي أبو محمَّد (الأزرق) الواسطيّ، ثِقَة من التاسعة مات سنة (195) روى عنه في (5) أبواب تقريبًا (جميعًا) حال من وكيع وإسحاق أي حَدَّثَنَا كل منهما حالة كونهما مجتمعين في الرواية لنا (عن فضيل بن غزوان) بفتح المعجمة وسكون الزاي بن جرير الضَّبِّيّ مولاهم أبي الفضل الكُوفيّ روى عن أبي حازم في الإيمان والزكاة والأطعمة وصفة النَّار، وعمارة بن القعقاع في الزكاة والفضائل والزهد، وزُبَيد الياميّ في الحج، وعبد الرَّحْمَن بن أبي نُعْم في البيوع وحق المملوك، وأبي زرعة بن عمروفي البيوع، وطلحة بن عبيد الله بن كريز في الدعاء، ونافع في الغار، وسالم في الفتن ويروي عنه (ع) وابنه محمَّد ووكيع وإسحاق الأزرق وجرير بن عبد الحميد والمحاربي وعبد الله بن نمير والثوري وغيرهم، وقال في التقريب: ثِقَة من كبار السابعة مات سنة (140) في خلافة المنصور روى عنه في (13) بابا.
(ح) أي حول المؤلف السند (و) قال (حَدَّثَنَا أبو كُريب محمَّد بن العلاء) بن كُريب الهمداني الكُوفيّ، ثِقَة من العاشرة، وأتى بجملة قوله (واللفظ) أي ولفظ الحديث الآتي (له) أي لأبي كُريب لا لغيره تورعًا من الكذب على غيره لأنه لو لم يأت بها لأوهم أن غيره روى اللفظ الآتي، قال أبو كُريب (حَدَّثَنَا) محمَّد (بن فضيل) بن غزوان الضَّبِّيّ
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ؛ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "ثَلَاثٌ إِذَا خَرَجْنَ، لا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ في إِيمَانِهَا خَيرًا: طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَالدَّجَّالُ، وَدَابَّةُ الأرْضِ"
ــ
الكُوفيّ (عنْ أَبيه) فضيل بن غزوان الضَّبِّيّ الكُوفيّ (عن أبي حازم) سلمان الأَشجعيّ مولى عزة الكُوفيّ، ثِقَة من الثالثة مات سنة (100) روى عنه في (5) أبواب تقريبًا (عن أبي هريرة) الدوسي المدنِيُّ رضي الله عنه وهذه الأسانيد الثلاثة كلها من خماسياته الأول منها رجاله كلهم كوفيون إلَّا أَبا هريرة فإنَّه مدني والثاني منها رجاله اثنان منهم كوفيان وواحد مدني وواحد واسطيّ وواحد نسائي والثالث منها رجاله. كلهم كوفيون إلَّا أَبا هريرة فإنَّه مدني، وغرضه بسوقها بيان متابعة أبي حازم لعبد الرَّحْمَن بن يعقوب في رواية هذا الحديث عن أبي هريرة وكرر متن الحديث لما في هذه الرواية من الزيادة على الرواية الأولى (قال) أبو هريرة (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث) من أمارات الساعة (إذا خرجن) وظهرن (لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل) أي لا ينفع نفسًا لم تكن آمنت من قبل ظهور تلك الثلاث (أو) لم تكن (كسبت في إيمانها خيرًا) أي عملًا صالحًا من قبل ظهور تلك الثلاث إيمانها ولا كسبها عند ظهور تلك الأمارات الثلاث، إحدى تلك الثلاث (طلوع الشَّمس من مغربها و) ثانيتها (الدجال) أي خروجه من محبسه من الجزائر إلى الأرض لإفساد النَّاس وفتنتهم عن دينهم (و) ثالثتها (دابة الأرض) أي خروجها من جبل أجياد في مكة أيام التشريق والناس في منى تكتب على جبهة كل أحد، وقيل تخرج من جبل الصفا بمكة وهي فصيل ناقة صالح عليه السلام فإنه لما عقرت أمه هرب فانفتح له الحجر فدخل في جوفه ثم انطبق عليه الحجر فهو فيه حتَّى يخرج بإذن الله تعالى في آخر الزمان، وعن علي رضي الله تعالى عنه أنها تخرج في ثلاثة أيام والناس ينظرون فلا يخرج كل يوم إلَّا ثلثها، وعن الحسن رحمه الله تعالى لا يتم خروجها إلَّا بعد ثلاثة أيام، وروي أن طولها ستون ذراعًا بذراع آدم عليه السلام لا يدركها طالب ولا يفوتها هارب، وروي أن الدابة تخرج من الصفا ومعها عصا موسى وخاتم سليمان فتضرب المؤمن بين عينيه بعصا موسى عليه السلام فتنكت نكتة بيضاء فتفشو تلك النكتة في وجهه حتَّى يضيء لها وجهه وتكتب بين عينيه مؤمن وتنكت الكافر بالخاتم في أنفه فتفشو النكتة حتَّى يسود لها وجهه وتكتب بين عينيه كافر وتقول لهم أَنْتَ يَا فلان من أهل
302 -
(150)(73) حدَّثنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ عُلَيَّةَ، قَال ابْنُ أيُّوبَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ،
ــ
الجنة وأنت يَا فلان من أهل النَّار، فخروجها حق يجب الإيمان به قال تعالى:{وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيهِمْ} أي وإذا ثبت نزول العذاب على الكفار وذلك إذا لم يأمروا بالمعروف ولم ينهوا عن المنكر وهو يكون بموت العلماء وذهاب العلم ورفع القرآن {أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ} ولم يرد نص صحيح بتعيين محل خروجها وتعيين جنسها والله أعلم.
واختلف في أول الآيات خروجًا فقيل أولها طلوع الشَّمس من مغربها وقيل خروج الدابة، ومن رواية ابن أبي شيبة عن عبد الله بن عمر مرفوعًا عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال:"وأيتها كانت قبل صاحبتها فالأخرى على إثرها" رواه ابن أبي شيبة (35/ 19) وفي حديث أنس "أول أشراط الساعة نار تخرج من اليمن تحشر النَّاس" رواه مسلم (2901) وأبو داود (1 431) والتِّرمذيّ (2184) وابن ماجه (4041) وفي حديث حذيفة بن أسيد "آخر ذلك النَّار" رواه مسلم وأبو داود والتِّرمذيّ، قال الأبي: يتعين أن يكون الآخر الطلوع ليصدق الحديثان وإلا تنافيا ولم يصدق إلَّا أحدهما لأنك إن جعلته الثاني من الثلاث لم يصدق الحديث الأول وكذلك إن جعلته الثالث. اهـ
وهذا الحديث شارك المؤلف في روايته أَحْمد (2/ 445) والتِّرمذيّ (3074)، ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث أبي هريرة بحديث أبي ذر رضي الله تعالى عنهما فقال:
(302)
- (150)(73)(حَدَّثَنَا يحيى بن أَيُّوب) المَقابري بفتح الميم والقاف أبو زكريا البغدادي، ثِقَة من العاشرة مات سنة (234) روى عنه في (8) أبواب تقريبًا (وإسحاق بن إبراهيم) بن مخلد الحنظلي أبو يعقوب ابن راهويه المروزي، ثِقَة حافظ مجتهد من العاشرة مات سنة (238) روى عنه في (21) بابًا تقريبًا، وفائدة المقارنة بيان كثرة طرقه كلاهما رويا (جميعًا) أي حالة كونكما مجتمعين في الرواية (عن) إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم القُرشيّ الأسدي مولاهم أبي بشر البَصْرِيّ المعروف بـ (ابن عليّة) أمه مولاة لبني أسد بن خزيمة أَيضًا ثِقَة حافظ من الثامنة مات سنة (193) روى عنه في (15) بابًا تقريبًا، وأتى بجملة قوله ولكن (قال) يحيى (بن أَيُّوب حَدَّثَنَا ابن عليّة) بصيغة السماع تورعًا من الكذب عليه لأنه لو لم يأت بها لأوهم أنَّه روى بالعنعنة أَيضًا، قال ابن عليّة
حَدَّثَنَا يُونُسُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ التَّيمِيِّ (سَمِعَهُ فِيمَا أَعْلَمُ) عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، أَنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَال يَوْمًا:"أَتَدْرُونَ أَينَ تَذْهَبُ هَذِهِ الشَّمْسُ؟ " قَالُوا: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَال:
ــ
(حدثنا يونس) بن عبيد بن دينار القيسي مولى عبد القيس أبو عبد الله البَصْرِيّ، ثِقَة ثبت فاضل ورع من الخامسة مات سنة (139) روى عنه في ثلاثة عشر بابًا تقريبًا (عن إبراهيم بن يزيد) بن شريك (التَّيميّ) تيم الرباب أبي أسماء الكُوفيّ العابد القدوة روى عن أَبيه في الإيمان والصلاة وغيرهما، والحارث بن سويد في الأشربة وكفارة المرضى، ويروي عنه (ع) ويونس بن عبيد والأعمش وعياش العامري وزبيد اليامي وعبد الرَّحْمَن بن أبي الشعثاء وبيان بن بشر وغيرهم، وثقه ابن معين، وقال الأَعمش: كان إذا سجد تجيء العصافير فتنقر على ظهره، وقال لي: ما أكلت منذ أربعين ليلة إلَّا حبَّة عنب، وقال في التقريب: ثِقَة إلَّا أنَّه يرسل ويدلس من الخامسة مات سنة (92) اثنتين وتسعين، وقيل إن الحجاج قتله روى عنه في (4) أبواب تقريبًا، قال يونس بن عبيد (سمعه) أي سمع إبراهيم بن يزيد الحديث (فيما أعلم) وأظن (عن أَبيه) يزيد بن شريك بن طارق التَّيميّ تيم الرباب أبي إبراهيم الكُوفيّ روى عن أبي ذر في الإيمان والصلاة والحج، وعلي بن أبي طالب في الحج والعتق، وأبي مسعود الأَنْصَارِيّ في حق المماليك، وحذيفة في الجهاد وابن مسعود ويروي عنه (ع) وابنه إبراهيم وإبراهيم النَّخَعيّ وجواب التَّيميّ والحكم بن عتيبة وهمام بن عبد الله التَّيميّ، وثقه ابن معين وابن حبان وقال في التقريب: أدرك الجاهلية من الثَّانية مات في خلافة عبد الملك روى عنه في ستة أبواب (6) تقريبًا، وجعل قوله (سمعه فيما أعلم) بين قوسين إشارة إلى أنَّه ساقط في بعض النسخ (عن أبي ذر) الغفاري الصحابي المشهور جندب بن جنادة بن سفيان بن عبيد بن حرام بن غفار تقدم إسلامه وتأخرت هجرته وهو أول من حيا النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بتحية الإِسلام مات بالربذة سنة (32) في خلافة عثمان ودفن فيها له (281) حديثًا، وهذا السند من سداسياته رجاله اثنان منهم كوفيان واثنان بصريان وواحد مدني وواحد بغدادي أو مروزي.
(أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال يومًا) من الأيام لمن عنده (أتدرون) أي هل تعلمون أيها الحاضرون، والاستفهام فيه استفهام استنطاق لا استفهام استخبار (أين تذهب هذه الشَّمس) أي إلى أي مكان تجري وتسير هذه الشَّمس المنيرة في السماء الرابعة (قالوا) أي قال الحاضرون (الله ورسوله أعلم) إلى أين تذهب (قال) رسول الله
"إِنّ هذِهِ تَجْرِي حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى مُسْتَقَرِّهَا تَحْتَ الْعَرْشِ، فَتَخِرُّ سَاجِدَةً، فَلَا تَزَالُ كَذلِكَ حَتَّى يُقَال لهَا: ارْتَفِعِي، ارْجِعِي مِنْ حَيثُ جِئْتِ، فَتَرْجِعُ، فَتُصْبحُ طَالِعَةً مِنْ مَطْلِعِهَا، ثُمَّ تَجْرِي حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلى مُسْتَقَرِّهَا تَحْتَ الْعَرْشِ، فَتَخِرُّ سَاجدَةً. وَلا تَزَالُ كَذلِكَ حَتَّى يُقَال لَهَا: ارْتَفِعِي، ارْجِعِي مِنْ حَيثُ جِئْتِ. فَتَرْجِعُ، فَتُصْبحُ طَالِعَةٌ مِنْ مَطْلِعِهَا. ثُمَّ تَجْرِي لا يَسْتَنْكِرُ النَّاسُ مِنْهَا شَيئًا حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى مُسْتَقَرِّهَا ذَاكَ، تَحْتَ الْعَرْشِ
ــ
صلى الله عليه وسلم (إن هذه) الشَّمس (تجري) وتسير في منازلها كل يوم (حتَّى تنتهي) وتصل آخر كل يوم (إلى مستقرها) أي إلى محل قرارها وسكونها ووقوفها ومحطتها في فلكها وسمائها (تحت العرش) طلبًا للاستئذان في الطلوع من مشرقها، وتقييد مستقرها بكونه تحت العرش بيان للمعلوم لأن السماوات والأرضين كلها تحت العرش (فـ) إذا وصلت إلى مستقرها ومركزها (تخر) وتسقط (ساجدة) وخاضعة لله تعالى طلبًا للاستئذان في الطلوع من مشرقها (فلا تزال كذلك) أي ساجدة طول الليل (حتَّى يقال لها) من جهته سبحانه وتعالى (ارتفعي) أيتها الشَّمس من سجودك و (ارجعي) طالعة (من حيث جئت) أي من مشرقك ومطلعك فقد أذنا لك في الطلوع من مشرقك (فترجع) إلى مطلعها (فتصبح) أي فتكون في الصباح (طالعة) أي خارجة (من مطلعها) أي من مشرقها المعتاد (ثم) بعد طلوعها في اليوم الثاني (تجري) وتسير في منازلها (حتَّى تنتهي) وتصل في اليوم الثاني (إلى مستقرها) وموقفها في فلكها وسمائها الذي كان (تحت العرش) والتقييد به بيان للمعلوم لأن كل مخلوق تحت العرش ومستقرها هو في سمائها (فتخر) أي تسقط في الليلة الثَّانية مثلًا (ساجدة) طلبًا للإذن في الطلوع في اليوم الثالث (ولا تزال) أي ولا تبرح (كذلك) أي ساجدة في مستقرها (حتَّى يقال لها ارتفعي) من سجودك و (ارجعي) طالعة (من حيث جئت) أي من مطلعك المعتاد (فترجع) إلى مطلعها (فتصبح) أي فتكون في الصباح (طالعة من مطلعها) المعتاد (ثم) بعد طلوعها (تجري) وتسير في منازلها هكذا ساجدة وطالعة كل يوم مدة بقاء الدنيا حالة كونها (لا يستنكر) أي لا ينكر فالسين والتاء زائدتان (النَّاس منها) أي من جريانها وسيرها طالعة وغاربة (شيئًا) مما يخالف عادتها في السير أي لا يجدون منها شيئًا بخلاف عادتها (حتَّى تنتهي) وتصل يومًا من الأيام (إلى مستقرها) وموقفها (ذاك) أي الذي تسجد فيه (تحت العرش) فتخر ساجدة طلبًا للاستئذان
فَيُقَالُ لَهَا: ارْتَفِعِي، أَصْبِحِي طَالِعَةً مِن مَغْرِبِكِ، فَتُصْبحُ طَالِعةً من مَغرِبِهَا". فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَتَدْرُونَ مَتَى ذَاكُمْ؟ ذَاكَ حِينَ لا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ في إِيمَانِهَا خَيرًا
ــ
في طلوعها من مطلعها (فيقال لها ارتفعي) من سجودك. و (أصبحي) وكوني في الصباح (طالعة من مغربك) أي من محل غروبك ولا ترجعي إلى مطلعك (فتصبح) أي فتكون في الصباح (طالعة من مغربها) إشعارًا بانتهاء الدنيا وخرابها وتغير نظامها المعتاد (فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن عنده (أتدرون متى ذاكم) أي هل تعلمون في أي زمن يقع ذاك أي طلوعها من مغربها، واسم الإشارة راجع إلى طلوعها من مغربها، والكاف حرف دال على خطاب الحاضرين، فإن لم تعلموا متى يقع ذاك فأنا أخبركم وأقول لكم (ذاك) أي زمن طلوعها من مغربها (حين لا ينفع) أي زمن لا ينفع فيه (نفسًا إيمانها) إذ ذاك أي لا ينفع نفسًا (لم تكن آمنت من قبل) أي من قبل ذلك (أو) لم تكن (كسبت في إيمانها خيرًا) وعملًا صالحًا، إيمانها وعملها في ذلك اليوم لانغلاق باب التوبة وارتفاع الحفظة إلى السماء.
وفي المراح (قوله: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا}) أي لحد معين ينتهي إليه دورها فتقف في مستقر لها ولا تنتقل عنه، ومستقرها هو مكان تحت العرش تسجد فيه كل ليلة عند غروبها فتستمر ساجدة فيه طول الليل، فعند طلوع النهار يؤذن لها في أن تطلع من مطلعها أولًا، فإذا كان آخر الزمان لا يؤذن لها في الطلوع من المشرق بل يقال لها: ارجعي من حيث جئت فتطلع من المغرب، وقرئ (لا مستقر لها) على أن لا بمعنى ليس. اهـ
قال النواوي (قوله حتَّى تنتهي إلى مستقرها) اختلف المفسرون، فقال جماعة بظاهر الحديث، قال الواحدي: وعلى هذا القول إذا غربت كل يوم استقرت تحت العرش إلى أن تطلع من مغربها، وقال قتادة ومقاتل: معناه تجري إلى وقت لها وأجل لا تتعداه، قال الواحدي: وعلى هذا مستقرها انتهاء سيرها عند انقضاء الدنيا وهذا اختيار الزجاج، وقال الكلبي: تسير في منازلها حتَّى تنتهي إلى آخر مستقرها الذي لا تجاوزه ثم ترجع إلى أول منازلها، واختار ابن قتيبة هذا القول. والله أعلم.
وأما سجود الشَّمس فهو بتمييز وإدراك يخلقه الله تعالى فيها. اهـ منه
303 -
(00)(00) وحدّثني عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَيَانٍ الْوَاسِطِيُّ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ (يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ) عَنْ يُونُسَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ؛ أَنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَال يَوْمًا:"أَتَدْرُونَ أَينَ تَذْهَبُ هَذِهِ الشَّمْسُ؟ ". بِمِثْلِ حَدِيثِ ابْنِ عُلَيَّةَ
ــ
وهذا الحديث -أعني حديث أبي ذر الغفاري- شارك المؤلف في روايته البُخَارِيّ فقد رواه في التوحيد وفي التفسير، وأبو داود في الحروف، والتِّرمذيّ في الفتن وفي التفسير (يس)، والنَّسائيّ في التفسير (في الكبرى). والله أعلم.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث أبي ذر رضي الله تعالى عنه فقال:
(303)
- (00)(00)(وحدثني عبد الحميد بن بيان) بموحدة مفتوحة ثم تحتانية بن زكريا بن خالد اليشكري أو السكري أبو الحسن (الواسطيّ) العطار روى عن خالد بن عبد الله الطَّحَّان في الإيمان والفضائل، وعلي بن هاشم بن البَريد ويروي عنه (م دق) وابن جرير، وثقه ابن حبان وقال في التقريب: صدوق من العاشرة مات سنة (244) أربع وأربعين ومائتين، روى عنه في بابين، قال عبد الحميد (أخبرنا خالد) بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن يزيد المزني مولاهم أبو الهيثم أو أبو محمَّد الواسطيّ الطَّحَّان أحد العلماء الأثبات، روى عن يونس بن عبيد وعمرو بن يحيى بن عمارة وخالد الحذَّاء وأبي إسحاق الشَّيبانِيّ وسهيل وحصين ومطرِّف بن طريف وإسماعيل بن أبي خالد والجريري وبيان بن بشر وغيرهم ويروي عنه (ع) وعبد الحميد بن بيان وعمرو بن عون ومحمَّد بن الصباح ويحيى بن يحيى ورفاعة بن الهيثم ومعلي بن منصور وسعيد بن منصور ووهب بن بقية وخلق، وقال في التقريب: ثِقَة ثبت من الثامنة مات سنة (282) اثنتين وثمانين ومائة روى عنه المؤلف في الإيمان والصلاة في ثلاثة مواضع والوضوء والحج في موضعين والجهاد في ثلاثة مواضع والنكاح والفضائل فجملة الأبواب التي روى عنه فيها سبعة تقريبًا، وأتى بالعناية في قوله (يعني ابن عبد الله) إيضاحًا للراوي وتورعًا من الكذب على شيخه (عن يونس) بن عبيد بن دينار القيسي البَصْرِيّ (عن إبراهيم) بن يزيد (التَّيميّ) الكُوفيّ (عن أَبيه) يزيد بن شريك التَّيميّ الكُوفيّ (عن أبي ذر) الغفاري المدنِيُّ (أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال يومًا أتدرون أين تذهب هذه الشَّمس) والجار والمجرور في قوله (بمثل حديث ابن عليّة) متعلق بـ (أخبرنا خالد) أي أخبرنا خالد بن
304 -
(00)(00) وحدّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ وَأَبُو كُرَيبٍ (وَاللَّفْظُ لِأَبِي كُرَيبٍ) قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاويةَ، حَدَّثَنَا الأعمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ؛ قَال: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ، فَلَمَّا غَابَتِ الشَّمْسُ قَال:"يَا أَبَا ذَرِّ، هَلْ تَدْرِي أَينَ تَذْهَبُ هَذِهِ؟ " قَال، قُلْتُ: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَال: "فَإِنَّهَا تَذْهَبُ
ــ
عبد الله الطَّحَّان عن يونس بن عبيد بمثل ما حدث إسماعيل ابن عليّة عن يونس بن عبيد، وهذا السند من سداسياته رجاله اثنان منهم واسطيان واثنان كوفيان وواحد بصري وواحد مدني، وغرضه بسوق هذا السند بيان متابعة خالد الطَّحَّان لإسماعيل ابن عليّة في رواية هذا الحديث عن يونس بن عبيد، وفائدة هذه المتابعة بيان كثرة طرقه، ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في حديث أبي ذر رضي الله تعالى عنه فقال:
(304)
- (00)(00)(وحدثنا أبو بكر) عبد الله بن محمَّد (بن أبي شيبة) إبراهيم بن عثمان العبسي مولاهم الكُوفيّ، ثِقَة من العاشرة (وأبو كُريب) محمَّد بن العلاء بن كُريب الهمداني مولاهم الكُوفيّ، ثِقَة من العاشرة وأتى بجملة قوله (واللفظ) أي لفظ الحديث الآتي (لأبي كُريب) تورعًا من الكذب على أبي بكر (قالا) أي قال كل من أبي بكر وأبي كُريب (حَدَّثَنَا أبو معاوية) محمَّد بن خازم الضَّرير التَّمِيمِيّ مولاهم الكُوفيّ، ثِقَة من كبار التاسعة قال أبو معاوية (حَدَّثَنَا الأَعمش) سليمان بن مهران الكاهلي مولاهم أبو محمَّد الكُوفيّ، ثِقَة ثبت من الخامسة (عن إبراهيم) بن يزيد (التَّيميّ) تيم الرباب الكُوفيّ (عن أَبيه) يزيد بن شريك الكُوفيّ (عن أبي ذر) الغفاري المدنِيُّ، وهذا السند من سداسياته ومن لطائفه أن رجاله كلهم كوفيون إلَّا أَبا ذر فإنَّه مدني وفيه أَيضًا رواية ولد عن والد، وكرر متن الحديث لما فيه من المخالفة للرواية الأولى.
(قال) أبو ذر (دخلت المسجد) النبوي (ورسول الله صلى الله عليه وسلم أي والحال أن رسول الله (جالس فـ) ـغابت الشَّمس عقب دخولي المسجد لدلالة فاء التعقيب عليه و (لما غابت) وغربت (الشَّمس) أي قرصها (قال) لي رسول الله صلى الله عليه وسلم (يَا أَبا ذر هل تدري) وتعلم إلى (أين تذهب) وتغيب (هذه) الشَّمس والاستفهام فيه استفهام استنطاق لا استفهام استعلام (قال) أبو ذر (قلت) يَا رسول الله (الله ورسوله أعلم) إلى أين ذهابها (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (فإنَّها تذهب) الفاء فيه
فَتَسْتَأْذِنُ في السُّجُودِ، فَيُؤْذَنُ لَهَا، وَكَأَنَّهَا قَدْ قِيلَ لَهَا: ارْجِعِي مِنْ حَيثُ جِئْتِ، فَتَطْلُعُ مِنْ مَغْرِبِهَا". قَال، ثُمَّ قَرَأَ في قِرَاءَةِ عَبْدِ الله: وَذلِكَ مُسْتَقَرٌّ لَهَا.
305 -
(00)(00) حدَّثنا أَبُو سَعِيدٍ الأشَجُّ وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ (قَال إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا، وَقَال الأَشَجُّ: حَدَّثَنَا) وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الأعمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
ــ
للإفصاح لأنها أفصحت عن جواب شرط مقدر تقديره: إذا فوضت علم ذلك إلي وأردت بيانه لك فأقول لك إنها تذهب وتجري إلى مستقرها تحت العرش (فتستأذن) أي فتطلب الإذن من ربها (في السجود) أي في سجودها سجود الاستئذان في الطلوع فتسجد (فيؤذن لها) في الطلوع من مشرقها (وكأنها) أي وكأن القصة (قد قيل لها) أي للشمس عند انقضاء الدنيا (ارجعي من حيث جئت) أي من مغربك (فتطلع من مغربها) وذلك حين لا ينفع الإيمان والعمل الصالح نفسًا لم تكن آمنت ولا كسبت من قبل (قال) أبو ذر (ثم) بعد ما ذكر لي هذا الحديث (قرأ) رسول الله صلى الله عليه وسلم مصداق قوله ما (في قراءة عبد الله) بن مسعود من قوله تعالى (وذلك مستقر لها) أي وذلك الطلوع من مغربها مستقر لها أي أقصى منازلها في الغروب لا تجاوزه ثم ترجع على عادتها أو ذلك منتهى سيرها حيث يبطل سيرها وتسكن حركتها وتكور وينتهي هذا العالم إلى غايته. اهـ هامش الإكمال.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثالثًا في حديث أبي ذر رضي الله تعالى عنه فقال:
(305)
- (00)(00)(حدثنا أبو سعيد) عبد الله بن سعيد بن حصين الكندي (الأَشَج) الكُوفيّ أحد الأئمة الأعلام، ثِقَة من صغار العاشرة مات سنة (257) روى عنه في الإيمان والصلاة وغيرهما (وإسحاق بن إبراهيم) بن راهويه الحنظلي أبو يعقوب المروزي، ثِقَة من العاشرة مات سنة (238) روى عنه في (21) بابا، وفائدة هذه المقارنة بيان كثرة طرقه وأتى بجملة قوله (قال إسحاق أخبرنا وقال الأَشَج حَدَّثَنَا) لبيان اختلاف صيغتي سماع شيخيه وللتورع من الكذب على أحدهما لو اقتصر على إحدى الصيغتين أي قال حَدَّثَنَا (وكيع) بن الجراح الرؤاسي أبو سفيان الكُوفيّ، ثِقَة من كبار التاسعة مات سنة (196) روى عنه في (19) بابًا تقريبًا، قال وكيع (حَدَّثَنَا الأَعمش) سليمان بن مهران الكُوفيّ (عن إبراهيم) بن يزيد (التَّيميّ) الكُوفيّ (عن أَبيه) يزيد بن شريك الكُوفيّ (عن
أَبِي ذَرٍّ؛ قَال: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ قَوْلِ اللهِ تَعَالى: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا} [يس: 38] قَال: "مُسْتَقَرُّهَا تَحْتَ الْعَرْشِ"
ــ
أبي ذر) الغفاري المدنِيُّ وهذا السند من سداسياته رجاله كلهم كوفيون إلَّا أَبا ذر فإنَّه مدني أو إسحاق بن إبراهيم فإنَّه مروزي، وغرضه بسوقه بيان متابعة وكيع لأبي معاوية في رواية هذا الحديث عن الأَعمش، وفائدتها بيان كثرة طرقه مع بيان محل المخالفة بين الروايتين (قال) أبو ذر (سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن) معنى (قول الله تعالى) في سورة يس ({وَالشَّمْسُ تَجْرِي}) وتسير ({لِمُسْتَقَرٍّ}) أي إلى مستقر وموقف ({لَهَا}) تحت العرش (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك المستقر هو (مستقرها) وموقفها (تحت العرش) والله سبحانه وتعالى أعلم.
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب حديثان الأول حديث أبي هريرة ذكره للاستدلال به على الترجمة وذكر فيه متابعتين والثاني حديث أبي ذر الغفاري ذكره للاستشهاد وذكر فيه ثلاث متابعات والله سبحانه وتعالى أعلم.
***