الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
71 - (30) بَابُ: مَنِ اسْتُرْعِيَ رَعِيَّةً فَغَشَّهُمْ .. لَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ
266 -
(134)(57) حدَّثنا شَيبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَشْهَبِ، عَنِ الْحَسَنِ
ــ
71 -
(30) بَابُ: مَنِ اسْتُرْعِيَ رَعِيَّةً فَغَشَّهُمْ لَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ
أي هذا بابٌ معقودٌ في بيان الحديث الوارد في حكم من غش رعيته، يقال: استرعاه رعية إذا استحفظهم وفوض أمرهم إليه، والراعي كل من وَليَ أمر قوم، يُجمع على رعاة ورعيان ورعاء بضم الأول في الجميع، ويكسر في الأخير، والقوم رعية على وزن غَنيَّة، والاسترعاء من الرعاية: وهو الحفظ والصيانة، والغش ضد النصيحة، وعبَّرتُ في الترجمة باللفظ العام لورود الحديث كذلك، كما قال صلى الله عليه وسلم:"كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته فالإمام الذي على الناس راعٍ وهو مسؤول عن رعيته" رواه الشيخان وأبو داود والترمذي من حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما، وهكذا الرجل في أهل بيته والولد والعبد.
(266)
- س (134)(57)(حدثنا شيبان بن فروخ) الحبطي بفتحتين مولاهم، أبو محمد الأيُلِّيُّ، قال أحمد: ثقة، وقال في التقريب: صدوق يهم، قال أبو حاتم: اضطر الناس إليه أخيرًا، من صغار التاسعة مات سنة (236) روى عنه في عشرة أبواب تقريبًا.
قال شيبان (حدثنا أبو الأشهب) جعفر بن حيان بالتحتانية التميمي السعدي العطاردي نسبة إلى جده عُطارد -بضم ففتح- الحذَّاء الأعمى البصري، روى عن الحسن في الإيمان والجهاد وأبي نضرة في الصلاة والأحكام، وخليد العصري في الزكاة، وأبي رجاء العطاردي في آخر الدعاء، ويروي عنه (ع) وشيبان بن فروخ، والقطان، وأبو عاصم، وغيرهم، وثقه أحمد وأبو حاتم، وقال في التقريب: مشهور بكنيته، ثقة من السادسة، مات سنة (165) خمس وستين ومائة وله (95) خمس وتسعون سنة، روى عنه المؤلف في ستة أبواب تقريبًا.
(عن الحسن) بن أبي الحسن، اسمه يسار -بالتحتانية والمهملة- البصري، أبو سعيد الأنصاري مولاهم، أحد أئمة الهدى والسنة، ثقة فقيه فاضل مشهور، رأس أهل الطبقة الثالثة مات سنة (110) عشر ومائة، قيل: ولد سنة (21) إحدى وعشرين، لسنتين بقيتا من خلافة عمر رضي الله عنه، روى عنه المؤلف في تسعة أبواب تقريبًا.
قَال: عَادَ عُبَيدُ اللهِ بْنُ زِيَادٍ مَعْقِلَ بْنَ يَسَارٍ الْمُزَنِيّ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ. قَال مَعْقِلٌ: إِنِّي مُحَدِّثُكَ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، لَوْ عَلِمْتُ أَنَّ لِي حَيَاةً مَا حَدَّثْتُكَ،
ــ
(قال) الحسن (عاد عبيد الله بن زياد) قال النواوي: هو زياد ابن أبيه الذي يقال له: زياد بن أبي سفيان، أي زار عبيد الله وعاد (معقل بن يسار المزني في مرضه الذي مات فيه) وكان عبيد الله إذ ذاك أميرًا على البصرة لمعاوية بن أبي سفيان.
(قال معقل) بن يسار بن عبد الله بن مُعبِّر بن حرَّاق بن لاي بن كعب بن عبد ثور بن هذمة بن لاطم بن عثمان بن عمرو بن أن بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، ومزينة هم ولد عثمان بن عمرو، سُمي بأمه وهي مزينة بنت كلب بن وبرة بن ثعلبة بن إلحاف بن قضاعة بن حمير المزني البصري، أي المنسوب إلى مزينة قبيلة مشهورة، له صحبة من النبي صلى الله عليه وسلم كنيته أبو علي، ويقال أبو عبد الله، ويقال: أبو يسار، نزل البصرة وله بها دارٌ وكان من أصحاب الشجرة، له أربعة وثلاثون حديثًا، اتفقا على حديث، وانفرد (خ) بآخر و (م) بحديثين، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن النعمان بن مقرن المزني، ويروي عنه (ع) والحسن البصري في الإيمان والجهاد، وأبو المليح عامر، وأبو الأسود مسلم بن مخراق والحكم بن عبد الله بن الأعرج، ومعاوية بن قرة، وغيرهم، مات بعد الستين (60) في ولاية عبيد الله بن زياد في آخر ولاية معاوية، روى عنه المؤلف في ثلاثة أبواب تقريبًا.
أي قال معقل بن يسار المزني لعبيد الله بن زياد، حين جاء عبيد الله معقلًا لعيادته من مرضه (إني محدثك) يا عبيد الله نصيحة لك ولأمثالك (حديثًا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم مشافهة وإني أظن الآن قد حضر أجلي و (لو علمت) وعرفت (أن لي حياة) وبقاء في الدنيا بعد اليوم (ما حدثتك) ذلك الحديث خوفًا من شَرّك وإذايتك وفتنتك.
قال القاضي عياض: عدم تحديثه إياه يحتمل لعلمه أنه لا يتعظ كما ظهر منه مع غيره، ثم خاف معقل من إثم كتمان الحديث، ورأى تبليغه، أو لخوفه من فتنته لو ذكره في حياته لأن الحديث يثبت سوء حاله في قلوب الناس ويُهيّج عليه، ثم لما تحرج من كتم العلم، وعرف عدم وصول ضرره إليه بموته حدث، قال النواوي: والاحتمال الثاني
إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللهُ رَعِيَّةً، يَمُوتُ حِينَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ، إِلا حَرَّمَ اللهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ"
ــ
هو الظاهر، لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يسقط باحتمال عدم قبوله والله أعلم.
وقال الأبي: والتوجيه بأنه لا يتعظ لا يصح لأنه ليس من شرط تغيير المنكر غلبة الظن بأن المغير عليه ينزجر إما اتفاقًا أو على الصحيح، فالصواب التوجيه بأنه خاف فتنته فإنّ تغيير المنكر، إنما يجب إذا لم يؤد إلى مفسدة أشد، ثم لما أمن شره عند الموت غير عليه بذكره الحديث له، لا أنه حدث تحرجًا من كتمان العلم لأنه لو تحرج من ذلك حدث غيره والله أعلم انتهى.
وهذا السند من رباعياته، رجاله ثلاثة منهم بصريون، وواحد أُبُلي (إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من عبد) أي ليس عبد (يسترعيه الله) أي يستحفظه الله سبحانه (رعية) أي قومًا من المسلمين بتفويض أمورهم إليه، وجعلهم تحت ولايته وقوله (يموت) خبر ما الحجازية (حين يموت) متعلق بيموت، وجملة قوله (وهو غاش لرعيته) أي لتلك الرعية حال من فاعل يموت الأول، أي ليس ذلك العبد يموت يوم موته، والحال أنه غاش غير ناصح لها (إلا حرم الله) سبحانه وتعالى (عليه الجنة) أي دخولها أصلًا إن كان مستحلًا لغشها، أو ابتداءً حتى يُعاقب على غشه إن لم يستحله، والاسترعاء من الرعاية وهو الحفظ، والغش ضد النصيحة، فغش الإمام الرعية بتضييعه حدودهم وحقوقهم، وتركه سيرة العدل فيهم، والذب عنهم وعن دينهم فيما يطرأ عليه من التحريض، وترك حماية حوزتهم، فإن غشهم بشيء من ذلك ناله الوعيد المذكور، لأنه خان الله تعالى فيما ائتمنه عليه، وجعله خليفة منه فيه، وواسطة بينه وبين خلقه في تدبير أمورهم، والغش في شيء من ذلك كبيرة للتوعد عليه بالنار واعلم أنه لا يقصر الحديث على الأمراء بل هو عامٌّ في كل من وُكِل إليه حفظ غيره كما قال صلى الله عليه وسلم:"كلكم راعٍ" فالإمام راعٍ والرجل في أهله راعٍ، وكذا العبد والمرأة في مال السيد والزوج اهـ إكمال إكمال المعلم.
قال القاضي عياض: ومعنى الحديث التحذير من غش المسلمين لمن قلده الله شيئًا من أمرهم واسترعاه عليهم، ونصبه خليفة لمصلحتهم، وجعله واسطة بينه وبينهم في
267 -
(00)(00) حدَّثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيعٍ، عَنْ يُونُسَ،
ــ
تدبير أمورهم في دينهم ودنياهم، فإذا خان فيما اؤتمن عليه ولم ينصح فيما قلده واستخلف عليه، إما بتضييع لتعريفهم ما يلزمهم من دينهم، وأخذهم به والقيام بما يتعين عليه من حفظ شرائعهم والذب عنها، لكل متصدٍّ لإدخال داخلة فيها أو تحريف لمعانيها، أو إهمال حدودهم أو تضييع حقوقهم، أو ترك حماية حوزتهم ومجاهدة عدوهم، أو ترك سيرة العدل فيهم فقد غشهم، وقد نبه صلى الله عليه وسلم أن ذلك من كبائر الذنوب الموبقة المبعدة عن الجنة، إذا دخلها السابقون والمقربون، إن أنفذ الله سبحانه عليه وعيده الموجب لعذابه بالنار، إن لم يستحل أو تحريم الجنة عليه رأسًا إن استحل اهـ منه.
وهذا الحديث أعني حديث معقل بن يسار شارك المؤلف في روايته أحمد (5/ 25، 27) والبخاري (7150).
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث معقل بن يسار رضي الله تعالى عنه فقال:
(267)
- متا (00)(00)(حدثنا يحيى بن يحيى) بن بكير التميمي الحنظلي مولاهم، أبو زكريا النيسابوري، ثقة ثبت إمام من العاشرة، مات سنة (226) ست وعشرين ومائتين، روى عنه المؤلف في (19) بابًا تقريبًا.
قال يحيى (أخبرنا يزيد بن زريع) مصغرًا التيمي العيشي، أبو معاذ البصري، ثقة ثبت من الثامنة، مات سنة (182) روى عنه المؤلف في (12) بابًا تقريبًا (عن يونس) بن عبيد بن دينار القيسي العبدي مولاهم، أبي عبيد البصري، روى عن الحسن في الإيمان، والأيمان والنذور والجهاد والفتن، وإبراهيم التيمي، ومحمد بن زياد في الصلاة، وحُميد بن هلال، وزياد بن جُبير في الحج، وشعيب بن الحبحاب في النكاح، ومحمد بن سيرين في الطلاق والبيوع، والحَكَم الأعرج في الجهاد، وعمرو بن سعيد في الجهاد والاستئذان، وعمار مولى بني هاشم في سن النبي صلى الله عليه وسلم وثابت البناني في الفضائل، ويروي عنه (ع) ويزيد بن زريع، وإسماعيل بن علية، وخالد بن عبد الله، والثوري، وهُشيم، وحماد بن زيد، وعبد الوهاب الثقفي، وعبد الأعلى، وشعبة،
عَنِ الْحَسَنِ؛ قَال: دَخَلَ عُبَيدُ اللهِ بْنُ زِيَادٍ عَلَى مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ وَهُوَ وَجِعٌ، فَسَأَلَهُ فَقَال: إِنِّي مُحَدِّثُكَ حَدِيثًا لَمْ أَكُنْ حَدَّثْتُكَهُ. إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال: "لَا يَسْتَرْعِي اللهُ عَبْدًا رَعِيَّةً، يَمُوتُ حِينَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لَهَا، إِلا حَرَّمَ اللهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ" قَال: ألا كُنْتَ حَدَّثْتَنِي هَذَا قَبْلَ الْيَوْمِ؟ قَال: مَا حَدَّثْتُكَ، أَوْ لَمْ أَكُنْ لأُحَدَّثَكَ
ــ
وغيرهم، وثقه أحمد، وأبو حاتم، وقال في التقريب: ثقة ثبت فاضل ورع من الخامسة، ولد بالكوفة، ونشأ بالبصرة، وكان من سادات أهل زمانه علمًا وحفظًا وإتقانًا وسُنةً وبغضًا لأهل البدع، مات سنة (139) تسع وثلاثين ومائة، روى عنه المؤلف في ثلاثة عشر بابًا تقريبًا.
(عن الحسن) بن أبي الحسن البصري، أبي سعيد الأنصاري، من الثالثة (قال) الحسن (دخل عبيد الله بن زياد) ابن أبيه ابن أبي سفيان (على معقل بن يسار وهو) أي والحال أن معقلًا (وجِعٌ) أي ذو وجعٍ وألم، أي مريض مرضًا مات به (فسأله) أي فسأل عبيد الله معقلًا عن الأحاديث النبوية، أو فسأله عن حال مرضه، والأول أوفق لما بعده (فقال) معقل في جوابه (إني محدثك) يا عبيد الله -وكان أميرًا على البصرة- (حديثًا لم أكن حدثتكه) فيما مضى، قبل اليوم، وجملة الكون صفة لحديثًا، ولكنها سببية، وذلك الحديث (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يسترعي الله عبدًا رعية) أي لا يستحفظ الله سبحانه وتعالى عبدًا من عباده قومًا من المسلمين، ويوليه عليهم، ويجعله خليفة عنه فيهم فـ (ـيموت) بتقدير الفاء العاطفة السببية الواقعة في جواب النفي، نظير قوله تعالى:{لَا يُقْضَى عَلَيهِمْ فَيَمُوتُوا} والتقدير: لا يكون استرعاء الله سبحانه عبدًا من عباده قومًا من المسلمين فموته (حين بموت وهو) أي والحال أنه (غاش) غير ناصح (لها إلا حرم الله عليه الجنة) أصلًا وابتداءً (قال) عبيد الله (ألا) أي هلا (كنت حدثتني هذا) الحديث (قبل اليوم) في زمان صحتك قبل الوصول إلى هذه الحالة، وألا بالتشديد حرف تحضيض، وهو الطلب بعنف وإزعاج، أو عرض وهو الطلب برفق ولين، وهذا الأخير هو المناسب هنا، لأنه في مقدمات الموت (قال) معقل لعبيد الله (ما حدثتكـ) ـه قبل اليوم لأنك لا تتعظ ولا تنزجر ولا يؤثر فيك، أو لأني خفت من شرك وفتنتك، وكلمة أو في قوله (أو) قال معقل لعبيد الله (لم أكن) فيما قبل اليوم مريدًا (لأحدثك) لأنك صاحب
268 -
(00)(00) وَحَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّاءَ، حَدَّثَنَا حُسَينٌ، يَعْنِي الْجُعْفِيَّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ هِشَامٍ؛
ــ
مفسدة وشر وفتنة، للشك من بعض الرواة، من الحسن أو ممن دونه والله أعلم.
واللام في قوله (لأحدثك) لام الجحود والنفي، والفعل بعدها منصوب بأن مضمرة وجوبًا وهي اللام المسبوقة بكان المنفية بما، أو يكن المنفية بلم نحو قوله تعالى:{وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ} ، وقوله {لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ} وذكر ضابطها بعضهم في بيت واحد:
وكل لام قبله ما كانا
…
أو لم يكن فبالجحود بانا
وقد بسطت الكلام فيها بما لا مزيد عليه في شروحنا على الآجرومية فراجعها إن أردت الخوض فيها، وهي متعلقة بخبر الكون المحذوف، والتقدير لم أكن مريدًا لتحديثه إياك، لأنك صاحب سيطرة وسطوة.
وهذا السند من خماسياته، رجاله كلهم بصريون إلا يحيى بن يحيى فإنه نيسابوري، وغرضه بسوقه بيان متابعة يونس بن عبيد لأبي الأشهب في رواية هذا الحديث عن الحسن البصري، وفائدة هذه المتابعة بيان كثرة طرقه مع تقوية السند الأول لأن شيخه شيبان بن فروخ صدوق يهم، ويحيى بن يحيى ثقة ثبت، وكرر متن الحديث لما في هذه الرواية من المخالفة للرواية الأولى.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في حديث معقل بن يسار رضي الله تعالى عنه فقال:
(268)
- متا (00)(00)(وحدثنا القاسم بن زكرياء) بن دينار القرشي مولاهم، أبو محمد الكوفي الطحان، ثقة من الحادية عشرة، مات في حدود الخمسين ومائتين (250) روى عنه المؤلف في ثلاثة أبواب تقريبًا قال القاسم (حدثنا حسين) بن علي بن الوليد، أبو محمد الكوفي، وأتى بالعناية في قوله (يعني الجعفي) مولاهم، إشارة إلى أن هذه النسبة من زيادته ثقة عابد من التاسعة، مات سنة (203) ثلاث ومائتين، روى عنه المؤلف في ثلاثة أبواب تقريبًا.
(عن زائدة) بن قدامة الثقفي، أبي الصلت الكوفي، ثقة ثبت من السابعة، مات سنة (160) روى عنه المؤلف في عشرة أبواب تقريبًا (عن هشام) بن حسان الأزدي القردوسي
قَال: قَال الْحَسَنُ: كُنَّا عِنْدَ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ نَعُودُهُ، فَجَاءَ عُبَيدُ اللهِ بْنُ زِيَادٍ. فَقَال لَهُ مَعْقِلٌ: إِنِّي أُحَدِّثُكَ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. ثُمَّ ذَكَرَ بِمَعْنَى حَدِيثِهِمَا.
269 -
(00)(00) وحدّثنا أَبُو غَسَّانَ الْمِسْمَعِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. (قَال إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا، وَقَال الآخَرَانِ: حَدَّثَنَا)
ــ
مولاهم، أبي عبد الله البصري، ثقة من أثبت الناس في ابن سيرين، وفي روايته عن الحسن وعطاء مقال، من السادسة مات في أول يوم من صفر سنة (148) ثمان وأربعين ومائة، روى عنه المؤلف في سبعة أبواب تقريبًا (قال) هشام بن حسان (قال) لنا (الحسن) البصري (كنا عند معقل بن يسار) حالة كوننا (نعوده) من مرضه ونزوره (فجاء) بعدنا (عبيد الله بن زياد فقال له) أي لعبيد الله (معقل) بن يسار عِظة له وزجرًا عمَّا كان عليه من غش الرعية (إني أحدثك) يا عبيد الله وأذكرك (حديثًا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ذكر) هشام بن حسان (بمعنى حديثهما) أي بمعنى حديث أبي الأشهب، ويونس بن عبيد عن الحسن البصري، وغرضه بسوقه بيان متابعة هشام لهما، وفائدة المتابعة بيان كثرة طرقه، وهذا السند من خماسياته، رجاله ثلاثة منهم كوفيون، واثنان بصريان.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثالثًا في حديث معقل بن يسار رضي الله تعالى عنه فقال:
(269)
- متا (00)(00)(وحدثنا أبو غسان) مالك بن عبد الواحد (المسمعي) بكسر الميم الأولى وفتح الثانية بينهما مهملة ساكنة، نسبة إلى مِسمع بن ربيعة البصري، ثقة من العاشرة مات سنة (230) روى عنه المؤلف في تسعة أبواب تقريبًا.
(و) حدثنا أيضًا (محمد بن المثنى) بن عبيد العنزي، أبو موسى البصري، ثقة من كبار العاشرة، مات سنة (215) روى عنه المؤلف في أربعة عشر بابًا تقريبًا (و) حدثنا أيضًا (إسحاق بن إبراهيم) بن مخلد المعروف بابن راهويه الحنظلي، أبو يعقوب المروزي، ثقة حافظ من العاشرة، مات سنة (238) روى عنه في (21) بابًا تقريبًا، وفائدة المقارنة بيان كثرة طرقه، وأتى بقوله (قال إسحاق أخبرنا وقال الآخران حدثنا) لبيان اختلاف كيفية سماعهم، وتورعًا من الكذب على بعضهم لو اقتصر على إحدى الصيغتين، لأن بين الصيغتين فرقًا في اصطلاح الإمام مسلم رحمه الله تعالى، أي قالوا
مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ. قَال: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ؛ أَن عُبَيدَ اللهِ بْنَ زِيَادٍ عَادَ مَعْقِلَ بْنَ يَسَارٍ فِي مَرَضِهِ. فَقَال لَهُ مَعْقِلٌ: إِنِّي مُحَدِّثُكَ بِحَدِيثٍ لَوْلَا أَنِّي فِي الْمَوْتِ لَمْ أُحَدِّثْكَ بِهِ. سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَا مِنْ أمِيرٍ
ــ
روى لنا (معاذ بن هشام) بن أبي عبد الله، واسمه سنبر الدستوائي البصري، نزيل اليمن، أبو عبد الله صدوق ربما وهم، من التاسعة مات سنة مائتين (200) روى عنه المؤلف في أربعة أبواب تقريبًا.
(قال) معاذ (حدثني أبي) هشام بن أبي عبد الله البصري الدستوائي، نسبة إلى دستواء كورة من كور الأهواز، كان يبيع الثياب التي تجلب منها فنسب إليها، يكنى أبا بكر، ثقة ثبت من كبار السابعة، مات سنة (154) روى عنه المؤلف في (7) أبواب تقريبًا (عن قتادة) بن دعامة السدوسي، أبي الخطاب البصري، ثقة ثبت من الرابعة، مات كهلًا سنة (117) سبع عشرة ومائة، روى عنه المؤلف في (25) بابًا تقريبًا (عن أبي المليح) الهذلي، عامر بن أسامة بن عمير البصري وقيل: اسمه زيد بن أسامة بن عمير، وقيل غير ذلك، روى عن معقل بن يسار في الإيمان والجهاد، ونبيشة الهذلي في الصوم، وعبد الله بن عمرو في الصلاة، وعائشة وابن عباس، وجماعة، ويروي عنه (ع) وقتادة، وأبو قلابة، وخالد الحذاء، وأيوب، وأولاده عبد الرحمن ومحمد ومبشر وزياد، وغيرهم، ثقة ثبت من الثالثة، مات سنة (98) وقيل: سنة (108) ثمان ومائة، وقيل بعد ذلك (أن عبيد الله بن زياد) البصري (عاد) أي زار (معقل بن يسار) المزني البصري الصحابي الجليل (في مرضه) أي في مرض معقل الذي مات به (فقال له) أي لعبيد الله (معقل) بن يسار لما سأله عبيد الله عن الأحاديث (إني محدثك) يا عبيد الله الآن (بحديث) ينفعك الله تعالى به إن عملت به، نصيحة لك (لولا أنى) الآن (في) مقدمات (الموت لم أحدثك به) أي بذلك الحديث خوفًا من شرك وضررك، لكون الحديث حجة على سوء عاقبتك، وفضيحة لك عند الناس، ولولا حرف امتناع لوجود، وجملة أن في تأويل مصدر مرفوع على الابتداء، والخبر محذوف وجوبًا لقيام جواب لولا مقامه، وجملة قوله لم أحدثك جواب لولا، والتقدير لولا كوني في مقدمات الموت موجودٌ ما حدثتك به (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من أمير) ولا والٍ من
يَلِي أَمْرَ الْمُسْلِمِينَ، ثُمَّ لَا يَجْهَدُ لَهُمْ وَيَنْصَحُ، إِلا لَمْ يَدْخُلْ مَعَهُمُ الْجَنَّةَ"
ــ
الأمراء والولاة (يلي أمر المسلمين) في دينهم ودنياهم، ويتصرف فيهم بالحكم لهم وعليهم (ثم لا يجهد) ولا يسعى (لهم) أي لتحصيل مصالحهم دينًا ودنيا (و) لا (ينصح) لهم أي لا يريد الخير لهم، لأن النصيحة هي إرادة الخير للمنصوح له (إلا لم يدخل معهم الجنة) أصلًا إن استحل ذلك الغش، أو ابتداءً حتى جوزي على غشه، إن لم يدركه العفو من الله تعالى.
وهذا السند من سداسياته، ورجاله كلهم بصريون إلا إسحاق بن إبراهيم فإنه مروزي، وغرضه بسوقه بيان متابعة أبي المليح للحسن البصري في رواية هذا الحديث عن معقل بن يسار، وفائدتها بيان كثرة طرقه، وكرر متن الحديث لما في هذه الرواية من المخالفة للرواية الأولى في سوق الحديث.
***