الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
99 - (58) بَابُ: إِخْرَاجِ الْمُوَحِّدِينَ مِنَ النَّارِ
360 -
(174)(97) وحدّثني هَارُونُ بْنُ سَعِيدِ الأَيلِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ؛ قَال: أَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ؛ قَال: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي سَعِيدِ الْخُدْرِيِّ؛
ــ
99 -
(58) بَابُ: إِخْرَاجِ الْمُوَحِّدِينَ مِنَ النَّارِ
(360)
- (174) - (97)(وحدثني هارون بن سعيد) بن الهيثم (الأيلي) بفتح الهمزة وسكون التحتانية التميمي السعدي مولاهم أبو جعفر نزيل مصر ثقة فاضل من العاشرة مات سنة (253) ثلاث وخمسين ومائتين، روى عن ابن وهب في الإيمان وغيره، قال (حدثنا) عبد الله (بن وهب) بن مسلم القرشي مولاهم أبو محمد المصري ثقة حافظ من التاسعة مات سنة (197) روى عنه في (13) بابًا تقريبًا (قال) ابن وهب (أخبرني مالك بن أنس) بن مالك الأصبحي أبو عبد الله المدني ثقة ثبت إمام فقيه من السابعة مات سنة (179) روى عنه في (17) بابًا تقريبًا (عن عمرو بن يحيى بن عمارة) بن أبي حسن الأنصاري المازني المدني، روى عن أبيه في الإيمان والزكاة والبيوع والأطعمة وغيرها، وسعيد بن يسار في الصلاة، ومحمد بن يحيى بن حبان في الصلاة، وعباد بن تميم في الزكاة والحج والجهاد، ودينار أبي عبد الله القراظ في الحج، وعباس بن سهل الساعدي في الحج ودلائل النبوة، ومحمد بن عمرو بن عطاء في البيوع، وعبد العزيز بن المختار في الصوم والحج، وسفيان الثوري فجملة الأبواب التي روى عنه فيها تسعة (9) أبواب تقريبًا، ويروي عنه (ع) ومالك ووهب وخالد بن عبد الله والدراوردي وسليمان بن بلال وزائدة وسفيان بن عيينة ويحيى بن سعيد الأنصاري وابن جريج وغيرهم، وثقه أبو حاتم والنسائي، وقال في التقريب: ثقة من السادسة مات سنة (140) أربعين ومائة (قال) عمرو بن يحيى (حدثني أبي) يحيى بن عمارة بن أبي الحسن الأنصاري المازني المدني، روى عن أبي سعيد الخدري في الإيمان والزكاة وغيرهما، وعبد الله بن زيد في الوضوء، وأنس بن مالك في الأطعمة، ويروي عنه (ع) وابنه عمرو وعمارة بن غزية ومحمد بن يحيى بن حبان والزهري، وثقه النسائي وابن خراش ومحمد بن إسحاق، وقال في التقريب: ثقة من الثالثة روى عنه المؤلف في خمسة أبواب تقريبًا (عن أبي سعيد الخدري) سعد بن مالك الأنصاري المدني، وهذا السند من
أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال: "يُدْخِلُ اللهُ أَهْلَ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ بِرَحْمَتِهِ، وَيُدْخِلُ أَهْلَ النَّارِ النَّارَ، ثُمَّ يَقُولُ: انْظُرُوا مَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَال حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجُوهُ. فَيُخْرَجُونَ مِنْهَا حُمَمًا قَدِ امْتَحَشُوا. فَيُلْقَوْنَ فِي نَهْرِ الْحَيَاةِ أَو الْحَيَا فَيَنْبُتُونَ فِيهِ كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ إِلَى جَانِبِ السَّيلِ، أَلَمْ تَرَوْهَا كَيفَ تَخْرُجُ صَفْرَاءَ
ــ
سداسياته رجاله أربعة منهم مدنيون وواحد مصري وواحد أيلي (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يدخل الله) سبحانه وتعالى (أهل الجنة الجنة يدخل من يشاء) دخوله (برحمته) وفضله (ويدخل أهل النار النار) بعدله (ثم يقول) الله سبحانه لملائكته (انظروا) في أهل النار وابحثوا عنهم فـ (من وجدتم في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان فأخرجوه) منها (فيخرجون) بالبناء للمفعول أي فيخرج الموحدون (منها) أي من النار، حالة كونهم (حممًا قد امتحشوا) واحترقوا، قال القاضي: كذا ضبطناه بفتح التاء والحاء عن متقني شيوخنا وهو وجه الكلام وكذا ذكره الهروي والخطابي قالا: في معناه احترقوا والمحش لهيب من النار يحرق الجلد ويبدي العظم، قال غيره: امتحش الخبز احترق، قال أبو علي والقتبي: محشته النار أي أحرقته، وقال غيرهم: المعروف أمحشته، وقال صاحب العين محشته لغة والمعروف أمحشته، وقد رواه لنا بعض شيوخنا (امتحشوا) بضم التاء وكسر الحاء، قال الإمام: الحمم الفحم واحدتها حممة، قال طرفة:
أشجاك الربع أم قدمه
…
أم رماد دارس حممه
(فيلقون في نهر الحياة) بالتاء أي في نهر يحصل به حياة كل ما مسه (أو) قال عمرو بن يحيى (الحيا) بالقصر أي أو قال الراوي نهر الحيا مقصورًا وهو المطر، سمي حيا لأنه تحيا به الأرض ولذلك هذا الماء يحيا به هؤلاء المحترقون وتحدث فيهم النضارة كما يحدث ذلك المطر في الأرض، قال النواوي: وقوله (الحياة أو الحيا) هكذا وقع هنا، وفي البخاري من رواية مالك وقد صرح البخاري في أول صحيحه بأن هذا الشك من مالك وروايات غيره بالتاء من غير شك. اهـ (فينبتون فيه كما تنبت الحبة إلى جانب السيل) شبههم بها في سرعة نباتهم كما مر، قال ابن شميلى: الحبة بكسر الحاء اسم جامع لحبوب البقول التي تنتشر إذا هاجت الريح ثم إذا مطرت من قابل تنبت (ألم تروها) أي الحبة (كيف تخرج) من الأرض حالة كونها (صفراء) أي ذات صفرة
مُلْتَويَةً".
361 -
(00)(00) وحدّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيبٌ. ح وَحَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ الشَّاعِرِ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ، كِلاهُمَا عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، بِهَذَا الإِسْنَادِ
ــ
ونضارة (ملتوية) أي ملفوفة مجتمعة متلففًا بعضها ببعض.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث أبي سعيد رضي الله تعالى عنه هذا فقال:
(361)
- (00)(00)(وحدثنا أبو بكر) عبد الله بن محمد (بن أبي شيبة) العبسي مولاهم الكوفي قال (حدثنا عفان) بن مسلم الأنصاري مولاهم أبو عثمان البصري، قال العجلي: ثقة ثبت من كبار العاشرة مات سنة (220) عشرين ومائتين، قال (حدثنا وهيب) - مصغرًا - ابن خالد بن عجلان الباهلي مولاهم أبو بكر البصري ثقة ثبت من السابعة مات سنة (165) خمس وستين ومائة روى عنه في اثني عشر بابا.
(ح) أي حول المؤلف السند (و) قال (حدثنا حجاج) بن يوسف بن حجاج الثقفي المعروف بـ (ابن الشاعر) أبو محمد البغدادي ثقة حافظ من الحادية عشرة مات سنة (259) روى عنه في (13) بابًا تقريبًا، قال (حدثنا عمرو بن عون) بن أوس بن الجعد السلمي مولاهم أبو عثمان الواسطي نزيل البصرة، روى عن خالد الحذاء وحماد بن سلمة وطائفة روى عن جابر بن عبد الله في الإيمان والبيوع، ويروي عنه (ع) وحجاج بن الشاعر وابن معين وأبو زرعة وقال: قَلَّ من رأيت أثبت منه، وقال أبو حاتم: ثقة حجة، وقال في التقريب: ثقة ثبت من العاشرة مات بواسط سنة (225) خمس وعشرين ومائتين، قال (أخبرنا خالد) بن عبد الله بن عبد الرحمن المزني مولاهم أبو محمد الواسطي الطحان ثقة ثبت من الثامنة مات سنة (182) اثنتين وثمانين ومائة، روى عنه في (7) أبواب، وأتى بحاء التحويل لبيان اختلاف مشايخ شيخيه (كلاهما) أي كل من خالد الطحان ووهيب بن خالد رويا (عن عمرو بن يحيى) بن عمارة المدني (بهذا الإسناد) أي عن يحيى بن عمارة عن أبي سعيد الخدري، وهذان السندان أيضًا من سداسياته الأول منهما رجاله واحد كوفي واثنان بصريان وثلاثة مدنيون، والثاني منهما رجاله واحد منهم بغدادي واثنان واسطيان وثلاثة مدنيون، وغرضه بسوقهما بيان متابعة وهيب وخالد
وَقَالا: فَيُلْقَوْنَ فِي نَهَرٍ يُقَالُ لَهُ الْحَيَاةُ. وَلَمْ يَشُكّا. وَفِي حَدِيثِ خَالِدٍ: "كَمَا تَنْبُتُ الْغُثَاءَةُ فِي جَانِبِ السَّيلِ". وَفِي حَدِيثِ وُهَيبٍ: "كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ فِي حَمِئَةٍ أَوْ حَمِيلَةِ السَّيلِ"
ــ
لمالك بن أنس في رواية هذا الحديث عن عمرو بن يحيى، وفائدة هذه المتابعة بيان كثرة طرقه (وقالا) أي قال كل من وهيب وخالد (فيلقون في نهر يقال له الحياة) بالتاء (ولم يشكا) أي ولم يشك كل واحد منهما كما شك مالك بقوله (فيلقون في نهر الحياة أو الحيا)(وفي حديث خالد) الطحان وروايته (كما تنبت الغثاءة في جانب السيل) بدل قول مالك كما تنبت الحبة (والغثاءة) بضم الغين المعجمة وبالثاء المثلثة المخففة وبالمد وآخره هاء هو كل ما جاء به السيل، وقيل المراد ما احتمله السيل من البذور، وجاء في غير مسلم (كما تنبت الحبة في غثاء السيل) بحذف الهاء من آخره وهو ما احتمله السيل من الزبد والعيدان ونحوهما من الأقذاء (وفي حديث وهيب كما تنبت الحبة في حمئة أو حميلة السيل) بغير تنوين فيهما كما في السنوسي، أما الحمئة بفتح الحاء وكسر الميم وبعدها همزة فهي الطين الأسود الذي يكون في أطراف النهر، وأما الحميلة فهي واحدة الحميل بمعنى المحمول وهو الغثاء الذي يحتمله السيل، والله أعلم.
***