الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
94 - (53) فَصْلٌ فِي قَوْلهِ صلى الله عليه وسلم: "نُورٌ أَنَّى أَرَاهُ"، وَفِي قَوْلهِ: "رَأيتُ نُورًا
"
346 -
(168)(91) حدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ يَزِيدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ،
ــ
94 -
(53) فَصْلٌ فِي قَوْلهِ صلى الله عليه وسلم: "نُورٌ أَنَّى أَرَاهُ"، وَفِي قَوْلهِ:"رَأيتُ نُورًا"
أي هذا فصل معقود في بيان معنى هذا الحديث مع بيان الجمع بين الروايتين فيه اللتين ظاهرهما التناقض بنفي الرؤية في الأولى منهما وإثباتها في الثانية منهما، وأما رواية:"نورانيّ أراه". فتصحيف كما سيأتي بيانه.
(346)
- (168) - (91)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة) عبد الله بن محمد بن إبراهيم الكوفي العبسي ثقة من العاشرة، قال (حدثنا وكيع) بن الجراح بن مليح الرؤاسي الكوفي ثقة من التاسعة (عن يزيد بن إبراهيم) التستري بضم المثناة الأولى وسكون المهملة وفتح المثناة الثانية ثم راء أبو سعيد البصري التميمي مولاهم روى عن قتادة في الإيمان، وأبي الزبير في باب لاهام، وابن أبي مليكة في القدر وغيرهم، ويروي عنه (ع) ووكيع وبهز بن أسد والقعنبي وعبد الرحمن بن مهدي وأبو داود وأبوالوليد الطيالسيان وعفان وغيرهم، وثقه أحمد وأبوحاتم وابن معين، وقال في التقريب: ثقة ثبت إلا في روايته عن قتادة ففيها لين، من السابعة مات سنة (163) ثلاث وستين ومائة روى عنه المؤلف في ثلاثة أبواب تقريبًا (عن قتادة) بن دعامة بن قتادة السدوسي أبي الخطاب البصري ثقة ثبت من الرابعة مات سنة (117) سبع عشرة ومائة روى عنه في (25) بابا تقريبًا (عن عبد الله بن شقيق) بن عقيل بن كعب بن عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر العقيلي مصغرًا أبي عبد الرحمن البصري روى عن أبي هريرة في الإيمان والوضوء والصلاة وذكر الأنبياء والفضائل وعذاب القبر، وابن عباس في الصلاة، وعائشة في الصلاة والصوم، وابن عمر في الصلاة، وعثمان في الحج، وعلي في الحج وغيرهم، ويروي عنه (ع) وقتادة وخالد الحذاء وبديل بن ميسرة والزبير بن الخِرِّيت وعمران بن حدير وسعيد الجريري وكهمس بن الحسن وأيوب السختياني وحميد الطويل ومحمد بن سيرين وغيرهم، وثقه أحمد وابن معين، وقال في التقريب: ثقة فيه نصب من
عَنْ أَبِي ذَرٍّ؛ قَال: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم هَل رَأيتَ رَبَّكَ؟ قَال: "نُورٌ أَنَّى أَرَاهُ".
347 -
(00)(00) حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ،
ــ
الثالثة مات سنة (108) ثمان ومائة، روى عنه في ثمانية أبواب تقريبًا (عن أبي ذر) جندب بن جنادة الغفاري المدني، وهذا السند من سداسياته رجاله ثلاثة منهم بصريون واثنان كوفيان وواحد مدني، وفيه رواية تابعي عن تابعي قتادة عن عبد الله بن شقيق (قال) أبو ذر (سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رؤية ربه، فقلت له: (هل رأيت ربك؟ ) يا رسول الله ليلة الإسراء (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (نور) بالرفع والتنوين خبر لمبتدأ محذوف تقديره حجابه سبحانه وتعالى نور أو فاعل لفعل محذوف تقديره حجبني نور (أنى) بفتح الهمزة والنون اسم استفهام بمعنى كيف، وضمير النصب في (أراه) يعود إلى الله تعالى، والمعنى حجابه تعالى نور فكيف أراه سبحانه وتعالى؟ أو حجبني عنه نور فكيف أراه؟ فدل على عدم رؤيته ربه سبحانه فيكون شاهدًا لمذهب عائشة رضي الله تعالى عنها.
قال المازري: وروي (نوراني أراه) بفتح الراء وكسر النون وتشديد الياء، ويحتمل أن يكون معناه راجعًا إلى ما قلناه أي خالق النور المانع من رؤيته فيكون من صفات الأفعال، قال القاضي عياض: هذه الرواية لم تقع عندنا ولا رأيتها في شيء من الأصول ومن المستحيل أن تكون ذات الله سبحانه وتعالى نورًا إذ النور من جملة الأجسام والله سبحانه وتعالى يجل عن ذلك، ومعنى قوله تعالى:{اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} وما جاء في الأحاديث من تسميته تعالى بالنور معناه ذو نورهما وخالقه، وقيل هادي أهل السماوات والأرض، وقيل منور قلوب عباده المؤمنين، وقيل معناه ذو البهجة والضياء والجمال. والله أعلم.
وهذا الحديث شارك المؤلف في روايته الترمذي [3278].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث أبي ذر رضي الله تعالى عنه فقال:
(347)
- (00)(00)(حدثنا محمد بن بشار) بن عثمان العبدي أبو بكر البصري
حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا أبِي. ح وَحَدَّثَنِي حَجَّاجُ بْنُ الشَّاعِرِ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، كِلاهُمَا عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ. قَال قُلْتُ لأَبِي ذَرٍّ: لَوْ رَأَيتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَسَألْتُهُ
ــ
المعروف ببندار ثقة من العاشرة مات سنة (252) روى عنه في (12) بابًا تقريبًا، قال (حدثنا معاذ بن هشام) بن أبي عبد الله سنبر الدستوائي أبو عبد الله البصري صدوق من التاسعة مات سنة مائتين روى عنه في (4) أبواب تقريبًا، قال (حدثنا أبي) هشامُ بن سنبر الدستوائي بفتح الدال والمثناة بينهما مهملة ساكنة نسبة إلى دستواء من كور الأهواز، وكان يبيع الثياب التي تجلب منها فنسب إليها أبو بكر البصري ثقة ثبت من السابعة مات سنة (154) روى عنه في (7) أبواب تقريبًا.
(ح) أي حول المؤلف السند (و) قال (حدثني حجاج) بن يوسف بن حجاج الثقفي أبو محمد المعروف بـ (ابن الشاعر) البغدادي الحافظ الرحال ثقة حافظ من الحادية عشرة مات سنة (259) روى عنه في (13) بابًا تقريبًا، قال (حدثنا عفان بن مسلم) بن عبد الله الأنصاري مولاهم أبو عثمان البصري ثقة ثبت من كبار العاشرة مات سنة (220) روى عنه في (9) أبواب تقريبًا. وفائدة هذا التحويل بيان اختلاف شيخَي شيخَيه مع بيان كيفية سماعه منهما لأنه قال في الأول حدثنا وفي الثاني حدثني وبينهما فرق في اصطلاحات مسلم، قال (حدثنا همام) بن يحيى بن دينار الأزدي العوذي بفتح المهملة وسكون الواو وكسر المعجمة أبو عبد الله البصري ثقة من السابعة مات سنة (164) روى عنه في (12) بابًا تقريبًا كلاهما) أي كل من هشام في السند الأول وهمام في السند الثاني رويا (عن قتادة) بن دعامة السدوسي أبي الخطاب البصري (عن عبد الله بن شقيق) العقيلي مصغرًا أبي عبد الرحمن البصري (قال) عبد الله بن شقيق (قلت لأبي ذر) جندب بن جنادة الغفاري المدني، وهذان السندان من سداسياته الأول منهما رجاله كلهم بصريون إلا أبا ذر الغفاري فإنه مدني والثاني منهما رجاله أربعة منهم بصريون وواحد بغدادي وواحد مدني، وغرضه بسوقهما بيان متابعة هشام وهمام ليزيد بن إبراهيم في رواية هذا الحديث عن قتادة وفائدة هذه المتابعة تقوية السند الأول لأن يزيد بن إبراهيم في روايته عن قتادة لين فقواه بهشام وهمام وكرر متن الحديث لما في هذه الرواية من المخالفة للرواية الأولى في سوق الحديث، والله أعلم (لو رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لسألته)
فَقَال: عَنْ أَيِّ شَيءٍ كُنْتَ تَسْألُهُ؟ قَال: كُنْتُ أسْأَلُهُ هَلْ رَأَيتَ رَبَّكَ؟ قَال أَبُو ذَرٍّ: قَدْ سَأَلْتُ فَقَال: "رَأَيتُ نُورًا"
ــ
عما أشكلني (فقال) أبو ذر (عن أبي شيء كنت تسأله، قال) عبد الله بن شقيق (كنت أسأله) أي كنت أريد أن أسأله فأقول له (هل رأيت ربك؟ ) يا رسول الله ليلة المعراج (قال أبو ذر) له (قد) كنت (سألتـ) ـه عن ذلك (فقال) لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رأيت ربي، ولكن (رأيت نورًا) فقط حجبني عنه سبحانه، والمعنى رأيت النور فحسب ولم أر غيره: أي إن النور منعني من الرؤية كما جرت العادة بإغشاء الأنوار الأبصار ومنعها من إدراك ما حالت بين الرائي وبينه. اهـ نووي.
وعبارة المفهم هنا (قوله صلى الله عليه وسلم نور أنى أراه) هكذا رويناه وقيدناه برفع (نور) وتنوينه وفتح (أنّى) التي بمعنى كيف الاستفهامية، ورواية من زعم أنه رواه (نوراني) بتشديد الياء ليست بصحيحة النقل ولا موافقة للعقل ولعلها تصحيف وقد أزال هذا الوهم الرواية الأخيرة حيث قال (رأيت نورًا) وأما رفع (نور) فعلى إضمار فعل تقديره غلبني نور أو حجبني نور و (أنى أراه) استفهام على جهة الاستبعاد لغلبة النور على بصره كما هي عادة الأنوار الساطعة كنور الشمس فإنه يعشي البصر ويحيره (حار بصره عَشي ولم يستطع متابعة النظر) إذا حدق نحوه. ولا يعارض هذا (رأيت نورًا) فإنه عند وقوع بصره على النور رآه ثم غلب عليه بعد فضعف عنه بصره ولا يصح أن يعتقد أن الله نور كما اعتقده هشام الجواليقي وطائفة المجسمة ممن قال هو نور لا كالأنوار لأن النور لون قائم بالهواء وذلك على الله تعالى محال عقلًا ونقلًا، فأما العقل فلو كان عرضًا أو جسمًا لجاز عليه ما يجوز عليهما ويلزم تغيره وحدثه، وأما النقل فقوله تعالى:{لَيسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ} ولو كان جسمًا أو عرضًا لكان كل شيء منهما مماثلًا له تعالى، وقول هذا القائل جسم لا كالأجسام أو نور لا كالأنوار متناقض فإن قوله: جسم أو نور حاكم عليه بحقيقة ذلك، وقوله: لا كالأجسام، لا كالأنوار ينفي لما أثبته من الجسمية والنورية وذلك متناقض فإن أراد أنه يساوي الأجسام من حيث الجسمية ومفارق لها من حيث وصف آخر ينفرد به لزمت تلك المحالات من حيث الجسمية ولم يتخلص منها بذكر ذلك الوصف الخاص إذ الأعم من الأوصاف تلزمه أحكام من حيث هو لا تلزم الأخص كالحيوانية والناطقية، وتتميم هذا في علم الكلام. اهـ منه.