الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
76 - (35) بَابُ: ذَهَابِ الإِيمَانِ، وَرَفْعِهِ مِنَ الأرْضِ في آخِرِ الزَّمَانِ
278 -
(140)(63) حدثني زُهَيرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ؛ أن رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال:"لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لا يُقَال في الأرضِ: اللهُ، اللهُ"
ــ
76 -
(35) بَابُ: ذَهَابِ الإِيمَانِ، وَرَفْعِهِ مِنَ الأرْضِ في آخِرِ الزَّمَانِ
وذلك بعد نزول عيسى عليه السلام وموته وقبض أرواح المؤمنين بالريح اليمانية.
(278)
- س (140)(63)(حدثني زهير بن حرب) بن شداد الحرشي مولاهم أبو خيثمة النسائي، ثقة ثبت من العاشرة، مات سنة (234) روى عنه المؤلف في عشرين بابًا تقريبًا.
قال زهير (حدثنا عفان) بن مسلم بن عبد الله الأنصاري مولاهم الصفار، أبو عثمان البصري، ثقة ثبت من كبار العاشرة، مات سنة (220) روى عنه المؤلف في تسعة أبواب تقريبًا، وليس في مسلم من اسمه "عفان" إلا هذا الثقة.
قال عفان (حدثنا حماد) بن سلمة بن دينار الربعي أو القرشي مولاهم، أبو سلمة البصري ثقة عابد من أثبت الناس في ثابت، من كبار الثامنة، مات سنة (167) روى عنه المؤلف في (16) بابًا تقريبًا.
قال حماد (أخبرنا ثابت) بن أسلم بن موسى البناني مولاهم، أبو محمد البصري، ثقة عابد من الرابعة، مات سنة (123) روى عنه المؤلف في ثلاثة عشر بابًا تقريبًا.
(عن أنس) بن مالك بن النضر الأنصاري الخزرجي، أبي حمزة البصري، خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم روى عنه المؤلف في اثني عشر بابًا تقريبًا.
وهذا السند من خماسياته، رجاله أربعة منهم بصريون، وواحد نسائي.
(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تقوم الساعة) أي القيامة (حتى) انقرض المؤمنون، وانقطع الإيمان فـ (ـلا يقال في الأرض) لا إله إلا (الله) لا إله إلا (الله) ولفظ الجلالة بالرفع مختصرة من كلمة التوحيد، وكرر للتأكيد، ويدل على ما قلنا رواية ابن أبي جعفر:"لا تقوم الساعة على أحد يقول لا إله إلا الله" قال القاضي: روايتنا عن
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
الجميع: "الله الله" ورواه ابن أبي جعفر: "لا إله إلا الله" قلت: هو تفسير لرواية: "اللهُ اللهُ" لأن ذكر الاسم لا ينقطع لعدم إنكار الصانع اهـ.
قال القرطبي: قوله: (حتى لا يقال في الأرض الله الله) كذا صوابه بالنصب، وكذلك قيدناه عن محققي من لقيناه، ووجهه أن هذا مثل قول العرب:(الأسد الأسد) و (الجدار الجدار) إذا حذروا من الأسد المفترس والجدار المائل، فهو منصوب على التحذير بفعل محذوف وجوبًا لقيام التكرار مقامه، كأنهم قالوا: احذر الأسد واحذر الجدار المائل، والتحذير ضابطه هو تنبيه المخاطب على أمر مكروه ليجتنبه، ولكن نصب ما هنا على الإغراء نظير قول الشاعر:
أخاك أخاك إن من لا أخًا له
…
كساعٍ إلى الهيجا بغير سلاح
والإغراء ضابطه هو تنبيه المخاطب على أمر محمود ليلزمه، والتقدير هنا الزم الله وطاعته، ويصح التحذير فيه أيضًا على تقدير احذر الله في عقابه، وقيده بعضهم بالرفع على الابتداء وحذف الخبر، أي الله هو المعبود وفيه بُعدٌ، والوجه الذي ذكرناه في حلنا هو الصواب لدلالة رواية ابن أبي جعفر عليه، ولا يعارض هذا الحديث قوله صلى الله عليه وسلم:"لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق إلى يوم القيامة" رواه مسلم (156) من حديث جابر رضي الله عنه، لأن هذه الطائفة يقاتلون الدجال، ويجتمعون بعيسى عليه السلام، ثم لا يزالون على ذلك إلى أن يقبضهم الله بالريح اليمانية التي لا تبقي مؤمنًا إلا قبضته، فيبقى شرار الخلق بعدهم ليس فيهم من يقول: الله الله يتهارجون تهارج الحُمر فعليهم تقوم الساعة، على ما يأتي في كتاب الفتن اهـ من المفهم بتصرف.
أي فيجمع بينهما بأن التقدير في حديث جابر إلى قرب قيام الساعة، وهو وقت بعث الريح، لأن بعثها أحد الأشراط، وقرب وقت الشيء بمنزلة حضوره والله سبحانه وتعالى أعلم.
وفي المرقاة: ومن هذا الحديث يُعرف أن بقاء العالم ببركة العلماء العاملين، والعباد الصالحين، وعموم المؤمنين، وهو المراد بما قاله الطيبي رحمه الله تعالى معنى (حتى لا يقال) حتى لا يذكر اسم الله ولا يعبد، وإليه ينظر قوله تعالى: {وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ
279 -
(00)(00) حدَّثنا عَبْدُ بْنُ حُمَيدٍ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزاقِ. أَخْبَرَنَا مَعَمْرٌ عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لا تَقُومُ الساعَةُ عَلَى أَحَدٍ يَقُولُ: اللهُ، اللهُ"
ــ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا} يعني ما خلَقْتُه خلقًا باطلًا بغير حكمة، بل خلَقْتُه لأُذكر وأُعبد، فإذا لم يُذكر ولم يُعبد فبالحرِيِّ أن يُخرب وتقوم الساعة، راجع فتح الملهم (1/ 182).
وهذا الحديث أعني حديث أنس بن مالك شارك المؤلف في روايته أحمد (3/ 107، 201، 259، 268) والترمذي (2208) ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في هذا الحديث فقال:
(279)
- متا (00)(00)(حدثنا عبد بن حميد) بن نصر الكسي، أبو محمد الحافظ، ثقة من الحادية عشرة مات سنة (249) روى عنه في اثني عشر بابا، قال عبد (أخبرنا عبد الرزاق) بن همام بن نافع الحميري مولاهم، أبو بكر الصنعاني، ثقة حافظ من التاسعة، مات سنة (211) روى عنه المؤلف في سبعة أبواب تقريبًا، قال عبد الرزاق (أخبرنا معمر) بن راشد الأزدي الحداني مولاهم، أبو عروة البصري، ثقة ثبت من السابعة، مات سنة (154) روى عنه المؤلف في تسعة أبواب تقريبًا.
(عن ثابت) بن أسلم البناني البصري (عن أنس) بن مالك الأنصاري البصري، وهذا السند من خماسياته، رجاله ثلاثة منهم بصريون، وواحد صنعاني، وواحد كسي، وغرضه بسوق هذا السند بيان متابعة معمر لحماد في رواية هذا الحديث عن ثابت، وفائدة هذه المتابعة بيان كثرة طرقه مع بيان محل المخالفة بين الروايتين، وبين الراويين، لأن الأول منهما صرح بالسماع، والثاني روى بالعنعنة.
(قال) أنس (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة على أحد يقول) لا إله إلا (الله) لا إله إلا (الله) بل تقوم على شرار الناس وحثالتهم، يتسافدون في الطريق، ويتناهقون نهيق الحمير، لا يعرفون الله ولا يذكرونه، هم كالأنعام بل هم أضل سبيلًا. ولم يذكر المؤلف في هذا الباب إلا حديث أنس، وذكر له متابعة واحدة.
* * *