الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
91 - (50) بَابٌ: فِي ذِكْرِ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى
334 -
(163)(86) حدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ. ح وَحَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيرٍ وَزُهَيرُ بْنُ حَرْبٍ. جَمِيعًا عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيرٍ. وَأَلْفَاظُهُمْ مُتَقَارِبَةٌ. قَال ابْنُ نُمَيرٍ: حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ عَنِ الزُّبَيرِ بْنِ عَدِيٍّ،
ــ
91 -
(50) بَابٌ: فِي ذِكْرِ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى
أي هذا باب معقود في بيان الأحاديث التي يذكر فيها سدرة المنتهى.
والسدر بكسر السين وسكون الدال شجر النبق بفتح النون وكسر الباء والواحدة سدرة بزيادة الهاء يجمع على سِدْرات بكسر السين وسكون الدال وسِدِرات بكسر المهملتين وسِدَرات بكسر السين وفتح الدال وسِدَر بكسر السين وفتح الدال وسُدُر بضمتين، والنبق بفتح أوله وسكون ثانيه وبكسرهما وككتف حمل السدر واحدتها بهاء. اهـ قاموس.
وسدرة المنتهى في السماء السابعة، وسميت بالمنتهى قال كعب: لأنه ينتهي إليها علم كل ملك مقرب ونبي مرسل وما خلفها غيب لا يعلمه إلا الله تعالى، وفي حديث عبد الله "إليها ينتهي علم ما يعرج من الأرض وما يهبط من فوقها فيقبض عندها" وقيل غير ذلك.
(334)
- (163)(86)(حدثنا أبو بكر) عبد الله بن محمد (بن أبي شيبة) إبراهيم بن عثمان قال (حدثنا أبو أسامة) حماد بن أسامة قال (حدثنا مالك بن مغول) بكسر أوله وسكون ثانيه وفتح ثالثه البجلي الكوفي ثقة ثبت من السابعة مات سنة (159) روى عنه في (7) أبواب تقريبًا (ح) أي حول المؤلف السند (و) قال (حدثنا) محمد (بن نمير) الهمداني (وزهير بن حرب) بن شداد الحرشي أبو خيثمة النسائي (جميعًا) أي حالة كون كل من ابن نمير وزهير بن حرب مجتمعين في الرواية (عن عبد الله بن نمير وألفاظهم) أي ألفاظ كل من الثلاثة أعني أبا بكر وابن نمير وزهير بن حرب (متقاربة) أي متشابهة في المعنى واللفظ، ولكن (قال) محمد بن عبد الله (بن نمير، حدثنا أبي) عبد الله، قال عبد الله بن نمير (حدثنا مالك بن مغول) وفائدة هذا التحويل بيان كثرة طرقه لأن مشايخه كلهم ثقات أثبات (عن الزبير بن عدي) الهمداني اليامي بالتحتانية أبي عبد الله ويقال أبي
عَنْ طَلْحَةَ، عَنْ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ؛ قَال: "لَمَّا أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم انْتُهِيَ بِهِ إِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى، وَهِيَ فِي السَّمَاءِ السَّادِسَةِ. إِلَيهَا يَنْتَهِي مَا يُعْرَجُ بِهِ مِنَ الأرضِ. فَيُقْبَضُ
ــ
عدي الكوفي قاضي الري، روى عن طلحة بن مصرف في الإيمان، ومصعب بن سعد في الصلاة، وأنس بن مالك في وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ويروي عنه (ع) ومالك بن مغول وإسماعيل بن أبي خالد في الصلاة وعثمان بن زائدة ومسعر والثوري، وقال في التقريب: ثقة فقيه من الخامسة مات سنة (131) إحدى وثلاثين ومائة، روى عنه المؤلف في ثلاثة أبواب تقريبًا (عن طلحة) بن مصرف بن عمرو بن كعب الهمداني اليامي من بني يام بن دافع بن مالك بن همدان أبي محمد الكوفي ثقة قارئ فاضل من الخامسة روى عنه في (4) أبواب تقريبًا (عن مرة) بن شراحيل الهمداني أبي إسماعيل الكوفي، ويقال له أبو شراحيل من عباد أهل الكوفة يقال له مرة الطيب ومرة الخير لقب بذلك لكثرة عبادته، روى عن عبد الله بن مسعود في الإيمان والصلاة، وأبي موسى في الفضائل ويروي عنه (ع) وطلحة بن مصرف وزبيد اليامي وعمرو بن مرة والشعبي وغيرهم، وثقه ابن معين، وقال في التقريب: ثقة عابد من الثانية مات سنة (76) ست وسبعين وليس في مسلم من اسمه مرة إلا هذا الثقة (عن عبد الله) بن مسعود الهذلي الكوفي الصحابي الجليل، وهذا السند من سباعياته ومن لطائفه أن رجاله كلهم كوفيون إلا زهير بن حرب فإنه نسائي وأن فيهم ثلاثة أتباع الزبير وطلحة ومرة (قال) عبد الله (لما أسري) وعرج (برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماوات السبع (انتهي به) أي وصِل به (إلى سدرة المنتهى وهي) أي سدرة المنتهى (في السماء السادسة) وقيل هي في الرابعة وإنها في الجنة، وعن كعب أنها في أصل العرش، وعن ابن عباس أنها عن يمينه، والأصح وقول الأكثر أنها في السابعة، قال النووي ويجمع بين الحديثين أي حديث أنها في السادسة وحديث أنها في السابعة بأن يكون أصلها في السادسة وتنتهي لعظمها إلى السابعة وقال الخليل: هي في السابعة وأظلت السماوات والجنة، وإضافة سدرة إلى المنتهى من إضافة الموصوف إلى الصفة كمسجد الجامع ولكنها صفة سببية أي السدرة التي ينتهي إليها وينقطع عندها علم الخلائق وكأنها حد لما فوقها وما تحتها (إليها) أي إلى السدرة (ينتهي) ويقف (ما يعرج) بالبناء للمفعول ويصعد (به من الأرض) إلى السماء من الأعمال (فيقبض) ممن
مِنْهَا. وَإِلَيهَا يَنْتَهِي مَا يُهْبَطُ بِهِ مِنْ فَوْقِهَا. فَيُقبَضُ مِنْهَا. قَال: {إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى} [النجم: 16] قال: فَرَاشٌ مِنْ ذَهَبٍ. قَال: فَأُعْطِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثَلاثًا: أُعْطِيَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ. وَأُعْطِيَ خَوَاتِيمَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، وَغُفِرَ لِمَنْ لَمْ يُشْرِكْ بِاللهِ مِنْ أُمَّتِهِ شَيئًا، الْمُقْحِمَاتُ"
ــ
جاء به من الحفظة (منها) أي عندها ولا يقدرون أن يجاوزوها (وإليها) أي إلى السدرة (ينتهي) ويصل (ما يهبط به) بالبناء للمفعول وينزل به (من فوقها) قال في القاموس: هبط يهبط ويهبط هبوطًا من بابي ضرب ونصر إذا نزل من علو وهبطه كنصره أنزله كأهبطه. اهـ (فيقبض) الذي هبط (منها) أي عندها فلا يجاوز به إلى أسفل لأنها حد ما هبط وحد ما عرج (قال) عبد الله بن مسعود ومصداق ما قلته قوله تعالى: {إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى} ) وغطاها {مَا يَغْشَى} [النجم: 16] ما زاغ بصر محمد صلى الله عليه وسلم والتفت عن الحق سبحانه (قال) عبد الله رضي الله عنه في تفسير {مَا يَغْشَى} الذي يغشاها (فراش من ذهب) أي على لون ذهب، ويروى جراد من ذهب والفراش دويبة ذات جناحين تتهافت في ضوء السراج واحدتها فراشة، وهذا التفسير إشارة إلى ما لا يحصى كثرة وحسنًا من التجليات كما في تبصير الرحمن تفسير القرآن، وفي رواية ابن جريج "غشيها فراش من ذهب وأرخيت عليها ستور من لؤلؤ وياقوت وزبرجد"، وزاد بعضهم في روايته "فلما غشيها من أمر الله ما غشي تحولت ياقوتًا" أو نحو هذا والفراش كل ما يطير من الحشرات الصغار والديدان. اهـ إكمال.
(قال) عبد الله (فأعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الليلة (ثلاثًا) من الجوائز والعطايا (أعطي الصلوات الخمس) المكتوبة أي فرض عليه وعلى أمته تلك الليلة الصلوات الخمس وسميت جائزة باعتبار ما يترتب عليها من الثواب الجسيم (وأعطي) أيضًا (خواتيم سورة البقرة) أي وعد إجابة دعواتها (وغفر لمن [لم] يشرك بالله) سبحانه وتعالى أي ووعد أن يغفر لمن لم يشرك بالله تعالى (من أمته شيئًا) من المعبودات (المقحمات) بالرفع نائب فاعل لغفر أي الذنوب العظام التي تقحم وتهلك مرتكبيها وتوردهم النار وتقحمهم إياها أي تلقيهم فيها والتقحم السقوط والوقوع في المهالك، ومعنى الكلام من مات من هذه الأمة غير مشرك بالله غفر له المقحمات، وعبارة السنوسي: والمقحمات بضم الميم وسكون القاف وكسر الحاء وهي الذنوب العظام
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
الكبائر التي تهلك أصحابها وتوردهم النار وتقحمهم إياها والتقحم الوقوع في الهلاك وهو مرفوع بغفر نائب عن فاعله.
وقال النووي: ومعنى الكلام من مات من هذه الأمة غير مشرك بالله غفر له المقحمات، والمراد والله أعلم بغفرانها أنه لا يخلد في النار بخلاف المشركين لا أنه لا يعذب أصلًا لأنه قام الإجماع على إثبات عذاب بعض العصاة من الموحدين ويحتمل أن يكون المراد خصوص بعض من الأمة أي يغفر لبعض الأمة المقحمات. اهـ بتصرف.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث الترمذي في تفسير سورة النجم، والنسائي في الصلاة، ولم يذكر المؤلف في هذا الباب إلا حديث ابن مسعود رضي الله تعالى عنه.
***