الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقوله: «يا محمد يا نبي الله» هذا وأمثاله نداء يُطلب به استحضار المنادَى في القلب، فيخاطب لشهوده بالقلب كما يقول المصلي: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، والإنسان يفعل مثل هذا كثيرا يخاطب من يتصورّه في نفسه وإن لم يكن في الخارج من يسمع الخطاب، فلفظ التوسل بالشخص والتوجه به والسؤال به فيه إجمال واشتراك غلط بسببه من لم يفهم مقصود الصحابة"
(1)
.
• وقال
الحافظ ابن عبد الهادي
(المتوفى:744): "ولو جاء إنسان إلى سرير الميت يدعوه من دون الله ويستغيث به كان هذا شركاً محرماً بإجماع المسلمين"
(2)
.
وقال أيضًا: "وأما دعاؤه [أي: رسول الله] هو وطلب استغفاره وشفاعته بعد موته، فهذا لم ينقل عن أحد من أئمة المسلمين لا من الأئمة الأربعة ولا غيرهم، بل الأدعية التي ذكروها خالية من ذلك"
(3)
.
وقال أيضًا: "وقوله [أي: السبكي]: إن المبالغة في تعظيمه واجبة - أيريد بها المبالغة بحسب ما يراه كل أحد تعظيماً حتى الحج إلى قبره والسجود له والطواف به، واعتقاد أنه يعلم الغيب، وأنه يعطي ويمنع، ويملك لمن استغاث به من دون الله الضر والنفع، وأنه يقضي حوائج السائلين ويفرج كربات المكروبين، وأنه يشفع فيمن يشاء ويدخل الجنة من يشاء، فدعوى وجوب المبالغة في هذا التعظيم مبالغة في الشرك وانسلاخ من جملة الدين"
(4)
.
• وقال
العلامة أبو حيان الأندلسي
(المتوفى: 745 هـ) عند تفسير قوله تعالى: {وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} : "ومعنى الإخلاص إفراده بالدعاء من غير إشراك أصنام ولا غيرها، قال معناه ابن عباس وابن زيد"
(5)
.
• وقال
الحافظ أبو عبد الله الذهبي
[المتوفى: 748) في ترجمة السيدة نفيسة بنت أمير المؤمنين الحسن بن زيد بن الحسن بن علي رضي الله عنهما: "ولجَهَلَة المصريين فيها اعتقاد يتجاوز الوصف، ولا يجوز مما فيه من الشرك، ويسجدون لها، ويلتمسون منها المغفرة، وكان ذلك من دسائس دعاة العبيدية"
(6)
.
(1)
اقتضاء الصراط (ص: 415).
(2)
الصارم المنكي في الرد على السبكي (ص: 325) مؤسسة الريان - بيروت.
(3)
المصدر السابق (ص: 136).
(4)
المصدر السابق (ص: 346).
(5)
البحر المحيط (5/ 120) دار الفكر.
(6)
سير أعلام النبلاء (10/ 106) مؤسسة الرسالة - بيروت.