الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
• وقال
نظام الدين النيسابوري
(المتوفى: 850): "فإن قيل: لمّا رجع حاصلُ مذاهب عبدة الأوثان إلى الوجوه التي ذكرت، فما وجه المنع عنها؟
قلنا: لما تقربوا إليها وعظموها وسموها آلهة أشبهت حالهم حال من يعتقد أنها آلهة مثله قادرة على مخالفته ومضادته، فقيل لهم ذلك على سبيل التهكم، وكما تهكم بهم بلفظ الندّ، شنع عليهم واستفظع شأنهم بأن جعلوا أندادا كثيرة لمن لا يصح أن يكون له ندّ قط، ولا يفيد في طريق عبادته إلا الحنيفية والإخلاص ورفع الوسائط من البين"
(1)
.
• وقال
الحافظ ابن حجر العسقلاني
(المتوفى: 852): "الدعاء: هو إظهار غاية التذلل والافتقار إلى الله والاستكانة له، وما شُرعت العبادات إلا للخضوع للباري وإظهار الافتقار إليه، ولهذا ختم الآية بقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي} حيث عبر عن عدم التذلل والخضوع بالاستكبار، ووضع عبادتي موضع دعائي وجعل جزاء ذلك الاستكبار الصغار والهوان"
(2)
.
• وقال السيد
العلامة بدر الدين حسين بن عبد الرحمن الأهدل الشافعي
الأشعري صاحب كتاب تحفة الزمن (المتوفى: 855): "والاستغاثة بالمشايخ الأموات والأحياء مما أطبق عليه المتأخرون من المتصوفة، ولم يُنقل عن السلف المتقدمين لمعرفتهم بأنّ الاستغاثة بغير الله تعالى لا تجوز ولا تنفع، قال الله تعالى:{قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلاً} وغير ذلك من الآيات.
ولم يُنقل أن النبي صلى الله عليه وسلم أذِن لأحد من الصحابة رضي الله عنهم في الاستغاثة به في شدّة قط، وكان حاضرًا يوم أُحد فلم يملك من الأمر شيئًا كما قال الله تعالى:{لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} ، وإنما يُستشفع به إلى الله تعالى في تفريج الكرب وتسهيل الشدائد، وكذا بالصالحين من عباد الله فاعلم ذلك ولا تتبع جهالات المتأخرين"
(3)
.
وقال أيضًا: "وينبغي أن يكون التوسل إلى الله تعالى بغيره على الصيغة التي ذكرها المؤلف ونحوها كأسألك اللهم بسرّ وليّك فلان الصالح أو العالم، أو بسر إيمانه وعلمه وتقواه ونحو ذلك
…
وأما الإقسام على الله بأحد من خلقه فلا ينبغي إلا بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ذكره ابن عبد السلام في فتاويه.
وأما قول الأستاذ معروف الكرخي لسري السقطي رضي الله عنهما: إذا كانت لك حاجة إلى الله تعالى فاقسم عليه بي. فمعناه توسل إلى الله بي على نحو ما تقدم"
(4)
.
(1)
غرائب القرآن ورغائب الفرقان (1/ 189) دار الكتب العلمية - بيروت ..
(2)
فتح الباري (11/ 95).
(3)
مطالب أهل القربة في شرح دعاء أبي حربة [مخطوط لوحة: 83 ب]، وهذا المخطوط بمكتبة الشيخ أحمد محمد يوسف حربة.
(4)
المصدر السابق [لوحة: 210 ب].