الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال أيضًا: "ومعنى الدعاء: استدعاء العبد ربه عز وجل العناية، واستمداده إياه المعونة، وحقيقته: إظهار الافتقار إليه، والتبرؤ من الحول والقوة، وهو سمة العبودية، واستشعار الذلة البشرية، وفيه معنى الثناء على الله عز وجل، وإضافة الجود والكرم إليه"
(1)
.
• وقال
الإمام أبو عبد الله الحليمي
(المتوفى:403 هـ): "والدعاء من جملة التخشع والتذلل؛ لأن كل من سأل ودعا فقد أظهر الحاجة وباح بها، واعترف بالذلة والفقر والفاقة لمن يدعوه لمن يدعوه ويسأله، فكان ذلك في العبد نظير العبادات التي يتقرب بها إلى الله عزّ اسمه"
(2)
.
وذكر أنه لما كان الدعاء سؤالا وطلبا وجب تجريد الطلب؛ لأنه أخشع من خلافه، فإن الطلب إذا كان تذللاً فكل ما كان منه أخلص وأبين كان التذلل فيه أشد"
(3)
.
وقال أيضًا: الغياث: هو المغيث، وأكثر ما يقال غياث المستغيثين، ومعناه المدرك عباده في الشدائد إذا دعوه، ومريحهم ومخلصهم"
(4)
.
• وقال
الحافظ البيهقي
(المتوفى: 458): "فاستعاذ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمر أن يستعاذ في هذه الأخبار بكلمات الله تعالى، كما أمره الله تعالى جل ثناؤه أن يستعيذ به،
…
ولا يصح أن يستعيذ بمخلوق من مخلوق، فدل أنه استعاذ بصفة من صفات ذاته، وأمر أن يستعاذ بصفة من صفات ذاته، وهي غير مخلوقة كما أمره الله تعالى أن يستعيذ بذاته، وذاته غير مخلوق"
(5)
.
• وسئل
القاضي أبو يعلى ابن الفراء الحنبلي
(المتوفى: 458) عن مسائل عديدة وردت عليه من مكة وكان منها: ما تقول في قول الإنسان إذا عثر: (محمد أو علي)؟
فقال: إن قصد الاستعانة فهو مخطئ؛ لأن الغوث من الله تعالى فقال: وهما ميتان فلا يصح الغوث منهما، ولأنه يجب تقديم الله على غيره"
(6)
.
(1)
شأن الدعاء (ص: 4).
(2)
المنهاج في شعب الإيمان (1/ 171) دار الفكر.
(3)
المصدر السابق (1/ 532).
(4)
الأسماء والصفات للبيهقي (1/ 172) مكتبة السوادي، جدة - المملكة العربية السعودية.
(5)
المصدر السابق (1/ 476 - 477).
(6)
بدائع الفوائد للحافظ ابن القيم (4/ 40) دار الكتاب العربي، بيروت - لبنان.