الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فهل يحل لمؤمن أن يستمد بغير الله في الشدائد، أو ينتصر بغيره ويترجى منه الفوائد مع قوله جل ذكره:{أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ} ، وقوله:{ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلَاّ إِيَّاهُ} ، فهل يحوم حول ذلك من استضاء بمنار القرآن؟! أو ينطق بمثله من آمن بالله الواحد المنان؟!
فما زعْمُ مَن أفتى بجواز ذلك؟! فهل على قول الله استدراك؟!
كلا والله! ما هم فيه إلا في انضاج بلا ضرام، واستسمان ذات أورام {أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً} "
(1)
.
• وقال
الإمام الشاه عبد العزيز الملقب عند الحنفية بسراج الهند
(المتوفى: 1239): "إن بعض المشركين يدعون غير الله لدفع البليات"
(2)
.
• وقال
الإمام المجدد الشاه ولي الله أحمد بن عبد الرحيم الدهلوي
الملقب عند الحنفية بحجة الله على العالمين (المتوفى: 1176): "كل من ذهب إلى بلدة أجمير أو قبر سالار ومسعود أو ما ضاهاها لأجل حاجة يطلبها فإنه آثم إِثماً أكبرَ من القتل والزنا، وليس مثله إلا مثل من كان يعبد المصنوعات أو مثل من كان يدعو اللات والعزى"
(3)
.
وقال أيضاً: "واعلم أنّ طلب الحوائج من الموتى، عالما بأنه سبب لإنجاحها كفرُ يجب الاحتراز عنه، تُحرِّمه هذه الكلمةُ [أي: كلمة التوحيد]، والناس اليوم فيها منهمكون"
(4)
.
وقال أيضًا: "وأمّا الإشراك بالله استعانة فحدّه: أن يطلب حاجة عالمًا بأن فيه قدرة إنجاحها من صرف الإرادة النافذة: كالشفاء من المرض، والإحياء، والإماتة، والرزق، وخلق الولد، وغيرها مما يتضمنه أسماء الله تعالى.
والإشراك بالله تعالى دعاء فحدّه: أن يذكر غير الله تعالى، عالما بأنّ فعله ذلك نافع في معاده، أو قربه إلى الله تعالى، كما يذكرون شيوخهم إذا أصبحوا"
(5)
.
(1)
المصدر السابق (59 - 62).
(2)
التفسير العزيز (1/ 210) ط/الحجرية الباكستانية، الفتاوى الرشيدية (ص: 203) ط/ الحجرية الباكستانية.
(3)
التفهيمات الإلهية (2/ 45) نقلاً من كتاب الشاه ولي الله الدهلوي حياته ودعوته لمحمد بشير السيالكوتي
(ص: 104) دار ابن حزم.
(4)
الخير الكثير (ص: 105) ط/ الحجرية الباكستانية.
(5)
التفهيمات الإلهية (2/ 63 - 64) المكتبة السلفية بلاهور.